ألبرشت فون هالر

ألبرشت فون هالر
Albrecht von Haller
Albrecht von Haller 1736.jpg
ألبرشت فون هالر
وُلِدَ16 أكتوبر 1708
توفيديسمبر 12, 1777(1777-12-12) (aged 69)
الجنسيةسويسري
السيرة العلمية
المجالاتالتشريح
الفسيولوجيا
حب الطبيعة

ألبرشت فون هالر Albrecht von Haller (عاش 16 أكتوبر 1708 – 12 ديسمبر 1777) كان عالم سويسري في التشريح والفسيولوجيا ومحب للطبيعة وشاعر.

أنبه سويسريي القرن الثامن عشر ذكراً بعد جان جاك روسو هو ألبرشت فون هالر البرني، أعظم الشعراء والعلماء في بلده وعصره. درس في برن، وتوبنجن، وليدن، ولندن، وباريس، وبازل، القانون والطب والفسيولوجيا والنبات والرياضة. فلما عاد إلى برن اكتشف جبال الألب. وأحس بجمالها وجلال خطوطها، فتدفق شعراً. وأصدر وهو بعد في الحادية والعشرين (1729) مجلداً من الشعر الغنائي سماه "الألب" ذهب كوكس المتحمس له إلى أنه شامخ خالد كالجبال التي يتغنى بها(16). وكان الكتاب سبقاً لروسو في كل شيء تقريباً. دعا العالم للإعجاب بجبال الألب لما فيها من علو شاهق ملهم وشهادة بعظمة الله؛ وازدرى المدن لأنها أوكار للترف والكفر تقضي انحلال الجسم والخلق، وأشاد بالفلاحين وأهل الجبال لصلابة عودهم ومتانة أيمانهم واعتدال عاداتهم. وأهاب بالرجال والنساء والأطفال أن يتركوا المدن ليعيشوا في الخلاء عيشة أبسط وأعقل وأصح.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الطب

رسم توضيحي من C.J. Rollinus في كتاب هالر Icones anatomicae الصادر في عام 1756

ولكن علم هالر هو الذي أذاع شهرته في أوربا. ففي 1736 عرض عليه جورج الثاني أستاذية النبات والطب والجراحة في جامعة جوتنجن. وهناك ظل يدرس سبعة عشر عاماً، بكفاية حملت أكسفورد وهالي على دعوته، وأراد فردريك الأكبر أن يخلف موبرتوي عميداً لأكاديمية برلين، وحاولت كاترين الثانية إغراءه بالذهاب إلى سانت بطرسبورج وأرادت جوتنجن أن تعينه عميداً لها. ولكنه بدلا من هذا كله قفل إلى برن واشتغل طبيباً، واقتصادياً، ورئيساً لمقاطعته، وعكف في مثابرة على رائعة من روائع القرن العلمية هو كتابه"الأصول الفسيولوجية لجسم الإنسان" الذي سنلتقي به ثانية في مكان لاحق.

وظل طوال هذه السنين، وطوال اشتغاله بهذه العلوم، محتفظاً بنقاء صادق في عقيدته الدينية ونزاهة صارمة في أخلاقه. فلما قدم فولتير ليعيش في سويسرا خيل لهالر أن الشيطان رفع رايته فوق جنيف ولوزان. وقد زار كازانوفا كلا من هاللر وفولتير في 1760، وكان ينافس هالر في تذوقه للجمال. فلنستمتع مرة أخرى برواية كازانوفا لمغامرته المزدوجة:

كان هالر رجلا كبير الجسم والعقل، طوله ستة أقدام، عريضاً في أبعاده-فهو عملاق في الجسم والعقل. وقد هش للقائي كثيراً، وفتح لي عقله، وأجاب عن كل أسئلتي في دقة وتواضع.. فلما أخبرته أنني أتطلع إلى لقاء المسيو فولتير، قال إنني محق تماماً في تطلعي هذا، وأضاف دون مرارة "أن المسيو فولتير رجل يستحق أن يعرفه المرء، رغم أن كثيراً من الناس وجدوه أعظم عن بعد، وهذا يناقض قوانين الفيزياء".

وبعد بضعة أيام زار كازانوفا فولتير في فيلته المباهج": قلت له: مسيو فولتير، هذا اليوم مفخرة حياتي الكبرى. لقد كنت تلميذك طوال عشرين عاماً، وإن قلبي ليطرب لروية معلمي.

وسألني من أين جئت.

قلت "من روش. إنني لم أرد أن أبرح سويسرة دون أن أرى هالر.. ولقد احتفظت بك كأنك النقل أختم به طعامي."

"هل سررت من هالر؟"

"لقد أنفقت معه ثلاثة من أسعد أيام حياتي."

"إني أهنئك"

"يسرني أنك تنصفه. ويؤسفني أنه لا ينصفك إنصافك إياه"."

"أها! ربما كان كلانا مخطئاً"(17).

وفي 1775، نشر هالر آخر كتبه وكأنه يذيع على العالم كلمته الأخيرة، واسم الكتاب "وسائل تتناول عدة محاولات أخيرة للفكر الحر.. ضد الوحي"، وهو محاولة جادة لمعارضة كتاب فولتير "أسئلة في الموسوعة." وكتب رسالة مؤثرة للزنديق الرهيب، دعاه (وهو في الحادية والثمانين) إلى أن يستعيد "تلك السكينة التي تهرب حين تدنو العبقرية"، ولكنها تقبل على الإيمان الواثق؛" عندها سيكون أشهر رجل في أوربا أسعدهم كذلك"(18). على أن هالر نفسه لم يظفر بهذه السكينة قط. فقد كان برما في المرض لفرط إحساسه بالألم "كان في سنواته الأخيرة يدمن تعاطي الأفيون الذي لم يكن له من أثر إلا زيادة ضجره الفطري لأنه لم يكن سوى ملطف وقتي لألمه"(19). وكان يعاني من خوف الجحيم، ويلوم نفسه على فرط ما بذل "لنباتاتي وغيرها من الحماقات"(20). وقد أدرك السكينة في 12 ديسمبر 1777.


وصلات خارجية

الهامش

  • ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.