أسرة تشينگ

(تم التحويل من أسرة چينگ)
لا تخلط بينها وبين أسرة چين.
تشنگ العظمى
Great Qing

大清
Daicing gurun.svg
1644–1912
علم أسرة تشِنگ
Flag of the Qing Dynasty (1889-1912).svg
أعلى: العلم (1862-1889)
أسفل: العلم (1889-1912)
{{{coat_alt}}}
الختم الامبراطوري
النشيد: گونگ جين‌اُو (1911)
الصين في عصر تشينگ في أقصى اتساع لها. المناطق بالأخضر الفاتح تمثل دولاً تابعة لتشينگ.
الصين في عصر تشينگ في أقصى اتساع لها.
المناطق بالأخضر الفاتح تمثل دولاً تابعة لتشينگ.
المكانةامبراطورية
العاصمةشـِنگ‌جينگ
(1636-1644)

بـِيْ‌جينگ
(1644-1912)
اللغات الشائعةالصينية، منچو، المنغولية، التبتية، چقطاي، [1] والعديد من اللغات المحلية وتنويعات الصينية
الدين عبادة السماء، الشامانية، الكونفوشية، البوذية، الطاوية، الديانة الشعبية الصينية، الإسلام، المسيحية، غيرهم
الحكومةملكية مطلقة
امبراطور 
• 1644-1661
شون‌جي الامبراطور
• 1908-1912
شوان‌تونگ الامبراطور
الوصيات على العرش 
• 1908–1912
الامبراطورة الأرملة لونگ‌يو
رئيس الوزراء 
• 1911
يي‌كوانگ، أمير چنگ
• 1911-1912
يوان شي‌كاي
الحقبة التاريخيةالعصر الإمبراطوري
1616–1636
25 أبريل 1644
27 مايو 1644
1840–1842
1856–1860
1 أغسطس 1894–17 أبريل 1895
10 أكتوبر 1911
12 فبراير 1912 1912
Area
تقدير 176013,150,000 km2 (5,080,000 sq mi)
تق. 1790 (incl. vassals)[2]14,700,000 km2 (5,700,000 sq mi)
التعداد
• 1740
140,000,000
• 1776
268,238,000
• 1790
301,000,000
Currencyتائل (Tls.)
سبقها
تلاها
جين اللاحقة (1616–1636)
أسرة شون
أسرة منگ الجنوبية
مملكة تونگ‌ننگ
خانية دزونگار
جمهورية الصين (1912–1949)
Today part of بوتان
 ميانمار
 الصين
 هونگ كونگ
 الهند
 قزخستان
 قيرغيزستان
 مكاو
 منغوليا
 پاكستان
 روسيا
 تايوان
 طاجيكستان
 ڤيتنام
تاريخ الصين
المعاصر

أسرة تشينگ (صينية تقليدية: 清朝; پن‌ين: Qīng cháo; ويد-جايلز: Ch'ing ch'ao؛ منچو: Daicing gurun.png داي‌تسِنگ گورون؛ بالمنغولية: Манж Чин Улс؛ إنگليزية: Qing Dynasty)، وتـُعرف أيضاً باسم أسرة منشو/منچو Manchu Dynasty، كانت آخر أسرة حاكمة للصين من 1644 إلى 1911. تأسست الأسرة الحاكمة من قبل عائلة آيسن گيورو من شعب الجورچن المانچو في شمال شرق الصين، وهي المنطقة المعروفة تاريخياً بإسم منشوريا. ففي أواخر القرن السادس عشر، بدأ نورحاجي، الذي كان والياً تابعاً لأسرة منگ، في تنظيم عشائر شعب الجورچن في "ألوية"، وهي وحدات عسكرية-اجتماعية ومشكـِّلاً بذلك شعب المانشو. وبحلول 1636، بدأ ابنه هونگ تاي‌جي في إجبار قوات منگ على مغادرة جنوب منشوريا وأعلن أسرة جديدة، چـِنگ، وتعني "صافي" أو "شفاف". وفي 1644، سيطر الفلاحون المتمردون بقيادة لي زي‌چنگ على عاصمة منگ، بـِيْ‌جنگ. وبدلاً من أن يخضع لهم، آثر جنرال المنگ وو سانگ‌وي أن ينقل ولاءه إلى المانشو وفتح ممر شان‌هاي لجيوش الألوية بقيادة الأمير دورگون، الذي هزم المتمردين واستولى على بـِيْ‌جنگ. فتح الصين نفسها لم يكتمل حتى 1683 في عهد كانگ‌شي الامبراطور (حكم 1661-1722). الحملات العشر الكبرى للامبراطور چيان‌لونگ من ع1750 وحتى ع1790 ليمد سيطرة چنگ إلى آسيا الوسطى. وبينما حافظ الحكام المبكرون على ثقافة المانشو، فقد حكموا مستخدمين أساليب ومؤسسات كونفوشية للحكم البيروقراطي. فقد احتفظوا بالامتحانات الامبراطورية لتعيين صينيي الهان للعمل جنباً بجنب مع المانشو. كما اعتنقوا مُثـُل نظام الجزية في العلاقات الدولية.

شهد عهد چيان‌لونگ الامبراطور (1735-1796) قمة الرخاء والسيطرة الامبراطورية ثم بداية الانحدار. ارتفع اعداد السكان إلى نحو 400 مليون، إلا أن الضرائب والموارد الحكومية ثـُبـِّتت عند مستوى منخفض، مما حتم وقوع أزمة مالية. وحل الفساد، واختبر المتمردون شرعية الحكومة، ولم تغير النخبة الحاكمة عقليتها في مواجهة التغيرات في النظام العالمي. أعقب حرب الأفيون، فرض القوى الاوروپية معاهدات تجارة حرة "غير متكافئةالإعفاء من القانون المحلي وموانئ المعاهدات تحت سيطرة الأجانب. أدى تمرد تاي‌پنگ (1849-1860) وانتفاضات المسلمين في آسيا الوسطى إلى مقتل نحو 20 مليون نسمة. وبالرغم من تلك الكوارث، في تجديد تونگ‌ژي في ع1860، وتنادت نخبة صينيي الهان للدفاع عن النظام الكونفوشي وعن حكام چنگ. الانجازات الأولية لحركة تقوية الذات سرعان ما دمرتها الحرب الصينية اليابانية الأولى في 1895، التي خسر فيها الچنگ نفوذهم في كوريا وخسروا كذلك امتلاكهم لتايوان. تم تنظيم الجيوش الجديدة، إلا أن إصلاح المائة يوم الطموح في 1898 فضـّته الامبراطورة الأرملة تسي‌شي، الحاكمة القاسية القديرة. ورداً على يي‌هى‌توان ("الملاكمون") المناهضون بعنف للأجانب، غزت القوى الأجنبية الصين، وحينئذ أعلنت الامبراطورية الأرملة الحرب عليهم، مما أدى إلى هزيمة كارثية.

بعدئذ، بدأت الحكومة اصلاحات مالية وادارية غير مسبوقة، بما فيها الانتخابات، وتشريع قانوني جديد، وإلغاء نظام الامتحانات. وتنافس صن يات-سن وثوريون آخرون مع المصلحين أمثال ليانگ چي‌چاو والملكيين أمثال كانگ يووِيْ لتحويل إمبراطورية چنگ إلى أمرة عصرية. بعد وفاة الامبراطورة الأرملة والامبراطور في 1908، نفـَّر بلاط المانشو المتصلب كلاً من المصلحين والنخبة المحلية على السواء. وبدأت الانتفاضات في 11 أكتوبر 1911 وهي التي أدت إلى ثورة 1911. وتنازل الامبراطور الأخير عن العرش في 12 فبراير 1912.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تشكيل دولة مانشو

عهد الأسرة "المتألقة" انتهى مع ذلك بفترة من الفوضى والاضطراب والغزو الخارجي: وبينما كانت البلاد منقسمة إلى أحزاب متنافرة متعادية اجتاحتها جحافل جديدة من الغزاة الفاتحين واقتحمت السور العظيم وحاصرت بكين. تلك هي جحافل المنشو.

وكان المنشو شعبا تنگوسياً ظل قروناً كثيرة يعيش في البلاد التي تعرف الآن باسم منشو كو (أي مملكة المنشو)، ومدوا فتوحهم في أول الأمر نحو الشمال حتى وصلوا إلى نهر آمور، ثم اتجهوا نحو الجنوب وهجموا على عاصمة الصينيين. وجمع آخر أباطرة المنج أسرته حوله وشرب نخبهم، وأمر زوجته أن تنتحر ، ثم شنق نفسه بمنطقته بعد أن كتب آخر أوامره على طية ثوبه:

"نحن الفقراء في الفضيلة، ذوي الشخصية الحقيرة، قد استحققنا غضب الله العلي القدير. لقد غرر بي وزرائي، وإني لأستحي أن ألقى في الآخرة آبائي وأجدادي، ولهذا فإني أخلع بيدي تاجي عن رأسي، وأنتظر وشعري يغطي وجهي أن يقطع الثوار أشلائي، لا تؤذوا أحداً من أبناء شعبي"(15).

ودفنه المنشو باحتفال يليق بكرامته وأسسوا أسرة الشنج ( الطاهرة) التي حكمت الصين حتى عهدنا الثوري الحاضر.

وعاء فرشاة رسم من عصر أسرة تشينگ

وسرعان ما أصبحوا هم أيضا صينيين واستمتعت البلاد تحت حكم كانج شي بعهد من الرخاء والسلم والاستنارة لم تعرف له مثيلاً في تاريخها كله. جلس هذا الإمبراطور على العرش وهو في السابعة من عمره، فلما بلغ الثالثة عشرة أمسك بيده زمام الأمور في إمبراطورية لم تكن تشمل وقتئذ بلاد الصين وحدها بل كانت تشمل معها بلاد المغول ومنشوريا وكوريا والهند الصينية وأنام والتبت والتركستان. وما من شك في أنها كانت أكبر إمبراطوريات ذلك العهد وأكثرها ثروة وسكاناً. وحكمها كانج شي بحكمة وعدل حسدها عليهما معاصراه أورنجزيب ولويس الرابع عشر. وكان الإمبراطور نفسه رجلاً نشيطاً قوي الجسم والعقل، ينشد الصحة في الحياة العنيفة خارج القصور ويعمل في الوقت نفسه على أن يلم بعلوم تلك الأيام وفنونها. وكان يطوف في أنحاء مملكته ويصلح ما فيها من العلوم حيثما وجدها، ومن أعماله أنه عدل قانونها الجنائي. وكان يعيش عيشة بسيطة ليس فيها شيء من الإسراف أو الترف، ويقتصد في نفقات الدولة الإدارية ويفخر بالعمل على رفاهية شعبه(16). وازدهرت الآداب والعلوم في أيامه بفضل تشجيعه إياها ومناصرتها؛ وعاد فن الخزف إلى أعلى ما وصل إليه في أيام مجده السابقة. وكان متسامحاً في الأمور الدينية فأجاز كل العبادات ودرس اللغة اللاتينية على القساوسة اليسوعيين، وصبر على الأساليب الغربية التي كان يتبعها التجار الأوربيون في ثغور بلاده. ولما مات بعد حكمه الطويل الموفق (1661- 1722) كان آخر ما نطق به هو هذه الألفاظ: "إني لأخشى أن تتعرض الصين في مئات أو آلاف السنين المقبلة إلى خطر الاصطدام مع مختلف الأمم الغربية التي تفد إلى هذه البلاد من وراء البحار" (17).

وبرزت هذه المشاكل الناشئة من ازدياد التبادل التجاري والاتصال بين الصين وأوربا مرة أخرى في عهد إمبراطور آخر قدير من أسرة المنشو هو شين لونج. وكان هذا الإمبراطور شاعراً أنشأ 34,000 قصيدة إحداها في "الشاي" وصلت إلى مسامع ڤولتير فأرسل "تحياته إلى ملك الصين الفاتن"(18)، وصوره المصورون الفرنسيون وكتبوا تحت صورته باللغة الفرنسية أبياتاً من الشعر لا توفيه حقه من الثناء يقولون فيها:

"إنه يعمل جاهداً دون أن يخلد إلى الراحة للقيام بأعمال حكومته المختلفة التي يعجب الناس بها. وهذا الملك أعظم ملوك العالم وهو أيضاً أعلم الناس في إمبراطوريته بفنون الأدب".

وحكم الصين جيلين كاملين (1737- 1796م)، ونزل عن الملك لما بلغ الثامنة والخمسين، ولكنه ظل يشرف على حكومة البلاد حتى توفي (1799م). وحدثت في آخر سني حكمه حادثة كان من شأنها أن تذكر المفكرين من الصينيين بما أنذرهم به كانج- شي، فقد أرسلت إنجلترا بعد أن أثارت غضب الإمبراطور باستيراد الأفيون إلى بلاد الصين بعثة برياسة لورد مكارتني لتفاوض شين لونج في عقد معاهدة تجارية بين البلدين. وأخذ المبعوثون الإنجليز يشرحون للإمبراطور المزايا التي تعود عليه من تبادل التجارة مع إنكلترا وأضافوا إلى أقوالهم أن المعاهدة التي يريدون عقدها سيفترض فيها مساواة ملك بريطانيا بإمبراطور الصين. فما كان من شين لونج إلا أن أملى هذا الجواب ليرسل إلى جورج الثالث:

"إن الأشياء العجيبة البديعة لا قيمة لها في نظري؛ وليس لمصنوعات بلادكم فائدة لدي. هذا إذن هو ردي على ما تطلبون إليَّ من تعيين ممثل لكم في بلاطي وهو طلب يتعارض مع عادات أسرتي ولا يعود عليكم إلا بالمتاعب. لقد شرحت لك آرائي مفصلة وأمرت مبعوثيك أن يغادروا البلاد في سلام عائدين إلى بلادهم، وخليق بك أيها الملك أن تحترم شعوري هذا، وأن تكون في المستقبل أكثر إخلاصاً وولاء مما كنت في الماضي، حتى يكون خضوعك الدائم لعرشي من أسباب استمتاع بلادك بالسلم والرخاء في مستقبل الأيام"(19).

بهذه العبارات القوية الفخورة حاولت الصين أن تدرأ عنها شر الانقلاب الصناعي. ولكننا سنعرف في الفصول التالية كيف غزت الثورة الصناعية البلاد رغم هذا الاحتياط. ولندرس الآن قبل الكلام عن هذه الثورة العناصر الاقتصادية والسياسية والخلقية التي تتألف منها تلك الحضارة الفذة المستنيرة الجديرة بالدرس، والتي يبدو أن الثورة الصناعية ستقضي عليها القضاء الأخير.


إدعاء التفويض الإلهي

Pine, Plum and Cranes, 1759 AD, by Shen Quan (1682—1760). Hanging scroll, ink and colour on silk. The Palace Museum, Beijing.
A Chinese paddle-wheel driven ship from a Qing Dynasty encyclopedia published in 1726.


كانگ‌شي وتوحيد الصين

Kangxi Emperor (r. 1662–1722)
Pilgrim flask, porcelain with underglaze blue and iron-red decoration. Qing dynasty, Qianlong period in the eighteenth century.


الامبراطوران يـُنگ‌جـِنگ وچيان‌لونگ

The Putuo Zongcheng Temple of Chengde, built in the eighteenth century during the reign of the Qianlong Emperor.

التمرد والاضطرابات والضغط الخارجي

شي وانگ مو ("الأم الروحية للغرب")، وهي إلهة طاوية, تزيين على صحن من أسرة تشينگ پورسلين, famille-rose-style, من عهد الامبراطور يونگجـِنگ, 1725 م.


التقوية الذاتية واحباط الإصلاحات

Imperialism 1900: The bear represents Russia, the lion Britain, the frog France, the sun Japan, and the eagle the United States.

حكم الامبراطورة الأرملة تسي‌شي

الامبراطورة الأرملة تشي‌شي
Pitched battle between the imperial and revolutionary army in 1911
Foreign armies assemble inside the Forbidden City after capturing Beijing, 28 November 1900



الإصلاح والثورة والانهيار



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حكومة ومجتمع تشينگ

الصين في عهد تشينگ عام 1892

الفرد المغمور

إن أكثر ما يروعنا في هذه الحضارة هو نظام حكومتها. وإذا كانت الدولة المثالية هي التي تجمع بين الديمقراطية والأرستقراطية فإن الصينيين قد أنشأوا هذه الدولة منذ ألف عام أو تزيد؛ وإذا كانت خير الحكومات هي أقلها حكما، فقد كانت حكومة الصين خير حكومات العالم على الإطلاق. ولم يشهد التاريخ قط حكومة كان لها رعايا أكثر من رعايا الحكومة الصينية أو كانت في حكمها أطول عهدا وأقل سيطرة من تلك الحكومة.

ولسنا نقصد بهذا أن الفردية أو الحرية الفردية كان لها شأن عظيم في بلاد الصين؛ ذلك أن فكرة الفردية كانت ضعيفة في تلك البلاد وأن الفرد كان مغمورا في الجماعات التي ينتمي إليها. فقد كان أولا عضوا من أعضاء أسرة، ووحدة عابرة في موكب الحياة بين أسلافه وأخلافه؛ وكانت القوانين والعادات تحمله تبعة أعمال غيره من أفراد أسرته كما يحملون هم تبعة أعماله؛ وكان فضلا عن هذا ينتمي عادة على جمعية سرية، وإذا كان من سكان الحواضر فانه ينتمي إلى نقابة من نقابات الحرف.

وهذه كلها أمور تحد من حقه في أن يفعل ما يشاء. وكان يحيط به فضلا عن هذا طائفة من العادات القديمة ويهدده رأي عام قوي بالطرد من البلاد إذا خرج على أخلاق الجماعة أو تقاليدها خروجا خطيرا. وكانت قوة هذه النظم الشعبية التي نشأت بطبيعتها من حاجات الناس وتعاونهم الاختياري هي التي مكنت الصين من أن تحتفظ بنظامها واستقرارها رغم ما يشوب القانون والدولة من لين وضعف.

الحكم الذاتي

ولكن الصينيين ظلوا أحرارا من الناحيتين السياسية والاقتصادية في داخل هذا الإطار من نظم الحكم الذاتي التي أقاموها بأنفسهم لأنفسهم.

لقد كانت المسافات الشاسعة التي تفصل كل مدينة عن الأخرى وتفصل المدن كلها عن عاصمة الإمبراطورية، والجبال الشامخة والصحاري الواسعة والمجاري التي تتعذر فيها الملاحة أو لا تقوم عليها القناطر، وانعدام وسائل النقل والاتصال السريع وصعوبة تموين جيش كبير يكفي لفرض سلطان الحكومات المركزية على شعب تبلغ عدته أربعمائة مليون من الأنفس - كانت هذه كلها عوامل تضطر الدولة لأن تترك لكل إقليم من أقاليمها استقلالا ذاتيا يكاد أن يكون كاملا من كل الوجوه.

القرية والإقليم

وكانت وحدة الإدارة المحلية هي القرية يحكمها حكما متراخيا رؤساء العشائر بإشراق "زعيم" منهم ترشحه الحكومة. وكانت كل طائفة من القرى مجتمعة حول بلدة كبيرة تؤلف "بينا" أي مقاطعة بلغت عدتها في الصين نحو ألف وثلاثمائة. ويتألف من كل بينين أو أكثر تحكمهما معا مدينة "فو"، ومن كل فوين أو ثلاثة "داو" أي دائرة، ومن كل داوين أو أكثر "شنج" أي إقليم. وكانت الإمبراطورية في عهد المنشو تتألف من ثمانية عشر من هذه الأقاليم. وكانت الدولة تعين من قبلها موظفا في كل بين يدير شئونه، ويجبى ضرائبه، ويفصل في قضاياه، وتعين موظفا آخر في كل فو وآخر في كل داو؛ كما تعين قاضيا، وخازنا لبيت المال، وحاكما، ونائبا للإمبراطور أحيانا في كل إقليم(127). ولكن هؤلاء الموظفين كانوا يقنعون أحيانا بجباية الضرائب والفروض الأخرى والفصل في المنازعات التي يعجز المحكمون عن تسويتها بالحسنى، ويتركون حفظ النظام لسلطان العادة وللأسرة والعشيرة والنقابة الطائفية. وكان كل إقليم ولاية شبه مستقلة لا تتدخل الحكومة الإمبراطورية في أعمالها، ولا تفرض عليها شرائعها طالما كانت تدفع حصتها من الضرائب وتحافظ على الأمن والنظام في داخل حدودها. وكان انعدام وسائل الاتصال السهلة مما جعل الحكومة المركزية فكرة معنوية أكثر منها حقيقة واقعية. ومما جعل عواطف الأهلين الوطنية تنصرف في دوائرهم وأقاليمهم، ولا تتسع إلا في القليل النادر حتى تشمل الإمبراطورية بوجه عام.

تراخي القانون وصرامة العقاب

وفي هذا البناء غير المحكم كان القانون ضعيفا، بغيضا، متباينا. وكان الناس يفضلون أن تحكمهم عاداتهم وتقاليدهم، وأن يسووا نزاعهم بالتراضي خارج دور القضاء. وكانوا يعبرون عن آرائهم في التقاضي بمثل هذه الحكم والأمثال القصيرة القوية: "قاض برغوثا يعضك" و "اكسب قضيتك تخسر مالك". وكانت تمر سنين على كثير من المدن التي تبلغ عدة أهلها آلافاً مؤلفة لا ترفع فيها قضية واحدة إلى المحاكم(128) وكانت قوانين البلاد قد جمعت في عهد أباطرة تانج ولكنها كلها اقتصرت تقريبا على الجرائم ولم تبذل محاولات جدية لوضع قانون مدني. وكانت المحاكمات بسيطة سهلة لأن المحامي لم يكن يسمح له بمناقشة الخصم داخل المحكمة، وإن كان في استطاعة كتاب مرخصين من الدولة أن يعدوا في بعض الأحيان تقارير بالنيابة عن المتقاضين ويتلوها على القاضي(129). ولم يكن هناك نظام للمحلفين، ولم يكن في نصوص القوانين ما يحمي الفرد من أن يقبض عليه موظفو الدولة على حين غفلة ويعتقلوه. وكانت تؤخذ بصمات أصابع المتهمين(130)، ويلجأ أحيانا إلى تعذيبهم لكي يقروا بجرائمهم، ولم يكن هذا التعذيب الجسمي ليزيد إلا قليلا على ما يتبع الآن لهذا الغرض عينه في أكثر المدن رقيا. وكان العقاب صارما، وإن لم يكن أشّد وحشية مما كان في معظم بلاد القارة الآسيوية؛ وكان أوله قص الشعر ويليه الضرب ثم النفي من البلاد ثم الإعدام. وإذا كان المتهم ذا فضائل غير معهودة أو كان من طبقة راقية سمح له أن ينتحر(131). وكانت العقوبات تخفف أحيانا تخفيفا كريما، وكان حكم الإعدام لا يصدر في الأوقات العادية إلا من الإمبراطور نفسه. وكان الناس جميعا من الناحية النظرية سواسية أمام القانون، شأنهم في هذا كشأننا نحن في هذه الأيام. ولكن هذه القوانين لم تمنع السطو في الطرق العامة أو الارتشاء في وظائف الدولة ودور القضاء، غير أنها كان لها قسط متواضع في معاونة الأسرة والعادات الموروثة في أن تهب الصين درجة من النظام الاجتماعي والأمن والاطمئنان الشخصي لم تضارعها فيها أمة أخرى قبل القرن العشرين(132).

الإمبراطور

وكان الإمبراطور يشرف على هذه الملايين الكثيرة من فوق عرشه المزعزع. وكان يحكم من الوجهة النظرية بحقه المقدس؛ فقد كان هو "ابن السماء" وممثل الكائن الأعلى في هذه الأرض. وبفضل سلطانه الإلهي هذا كانت له السيطرة على الفصول وكان يأمر الناس أن يوفقوا بين أعمالهم وبين النظام السماوي المسيطر على العالم، وكانت كلمته هي القانون وأحكامه هي القضاء الذي لا مرد له. وكان المدبر لشؤون الدولة ورئيس ديانتها، يعين جميع موظفيها ويمتحن المتسابقين لأعلى مناصبها ويختار من يخلفه على العرش. لكن سلطانه كان يحده من الوجهة العملية القانون والعادات المرعية، فكان ينتظر منه أن يحكم من غير أن يخرج على النظم التي انحدرت من الماضي المقدس. وكان معرضا في أي وقت لأن يعزَّر على يد رجل ذي مقام كبير يسمى بالرقيب؛ وكان في واقع الأمر محوطاً بحلقة قوية من المستشارين والمبعوثين من مصلحته أن يعمل بمشورتهم، وإذا ظلم أو فسد حكمه خسر بحكم العادات المرعية وباتفاق أهل الدولة "تفويض السماء"، وأمكن خلعه بالقوة من غير أن يعد ذلك خروجا على الدين أو الأخلاق.

الرقيب

وكان الرقيب رئيس مجلس مهمته التفتيش على جميع الموظفين في أثناء قيامهم بواجباتهم، ولم يكن الإمبراطور نفسه بمنجاة من إشرافه. وقد حدث مرارا في تاريخ الصين أن عزر الرقيب الإمبراطور نفسه. من ذلك أن الرقيب سونج أشار على الإمبراطور جياه تشنج (1196-1821)، بالاحترام اللائق بمقامه العظيم طبعا، أن يراعى جانب الاعتدال في صلاته بالممثلين وبتعاطي المسكرات. فما كان من جياه تشنج إلا أن استدعى سونج للمثول أمامه، وسأله وهو غاضب أي عقاب يليق أن يوقع على من كان موظفا وقحا مثله، فأجابه سونج: "الموت بتقطيع جسمه إرباً". ولما أمره الإمبراطور باختيار عقاب أخف من هذا أجابه بقوله "إذن فليقطع رأسي" فطلب إليه مرة أخرى أن يختار عقابا أخف فاختار أن يقتل خنقا. وأعجب الإمبراطور بشجاعته وخشي وجوده بالقرب منه فعينه حاكما على إقليم إيلي(134).

المجالس الإدارية

وأضحت الحكومة المركزية على مر الزمن أداة إدارية شديدة التعقيد. وكان أقرب الهيئات إلى العرش المجلس الأعلى، ويتكون من أربعة "وزراء كبار" يرأسهم في العادة أمير من أمراء الأسرة المالكة. وكان يجتمع بحكم العادة في كل يوم في ساعات الصباح المبكرة لينظر في شؤون الدولة السياسية. وكان يعلو عنه في المنزلة، ولكن يقل عنه في السلطان، هيئة أخرى من المستشارين يسمون "بالديوان الداخلي". وكان يشرف على الأعمال الإدارية "ستة مجالس" للشؤون المدنية، والدخل، والاحتفالات، والحرب، والعقوبات، والأشغال العامة؛ وكان ثمة إدارة للمستعمرات تصرف شؤون الأقاليم النائية مثل منغوليا، وسنكيانج والتبت. ولكنها لم تكن لها إدارة للشؤون الخارجية لأن الصين لم تكن تعترف بأن في العالم دولة مساوية لها، ومن أجل ذلك لم تنشئ في بلادها للاتصال بها غير ما وضعته من النظم لاستقبال البعوث التي تحمل لها الخراج.

وكان أكبر أسباب ضعف الحكومة قلة مواردها وضعف وسائل الدفاع عن أراضيها ورفضها كل اتصال بالعالم الخارجي يعود عليها بالنفع. لقد فرضت الضرائب على أراضيها، واحتكرت بيع الملح، وعطلت نماء التجارة بما فرضته بعد عام 1821 من عوائد على انتقال البضائع على طرق البلاد الرئيسية، ولكن فقر السكان، وما كانت تعانيه من الصعاب في جباية الضرائب والمكوس، وما يتصف به الجباة من الخيانة، كل هذا قد ترك خزانة الدولة عاجزة عن الوفاء بحاجات القوى البحرية والبرية التي كان في وسعها لولا هذا العجز أن تنقذ البلاد من مذلة الغزو والهزيمة . ولعل أهم أسباب هزائمها هو فساد موظفي حكومتها؛ وذلك أن ما كان يتصف به موظفوها من جدارة وأمانة قد ضعف في خلال القرن التاسع عشر فأضحت البلاد تعوزها الزعامة الرشيدة في الوقت الذي كانت فيه نصف ثروة العالم ونصف قواه يتجمعان لسل استقلالها وانتهاب مواردها والقضاء على أنظمتها.

الإعداد للمناصب العامة

بيد أن أولئك الموظفين كانوا يختارون بوسيلة لا مثيل لها في دقتها وتعد في جملتها أجدر وسائل الاختيار بالإعجاب والتقدير، وخير ما وصل إليه العالم من الوسائل لاختيار الخدام العموميين. لقد كانت وسيلة جديرة بإعجاب أفلاطون، ولا تزال رغم عجزها وتخلي الصين عنها تقرب الصين إلى قلوب الفلاسفة. وكانت هذه الطريقة من الناحية النظرية توفق أحسن التوفيق بين المبادئ الأرستقراطية والديمقراطية: فهي تمنح الناس جميعا فرصة متكافئة لإعداد أنفسهم للمناصب العامة، ولكنها لا تفتح أبواب المناصب إلا لمن أعدوا أنفسهم لها. ولقد أنتجت خير النتائج من الوجهة العملية مدى ألف عام.

وكانت بداية هذه الطريقة في مدارس القرى - وهي معاهد خاصة ساذجة لا تزيد قليلا على حجرة واحدة في كوخ صغير - كان يقوم فيها معلم واحد بتعليم أبناء أسر القرية تعليما أوليا ينفق عليه بما يؤديه هؤلاء الأبناء من أجر ضئيل. أما النصف الفقير من السكان فقد ظل أبناؤه أميين(137). ولم تكن الدولة هي التي تنفق على تلك المدارس، ولم يكن الكهنة هم الذين يديرونها، ذلك أن التعليم قد بقى في الصين كما بقى الزواج فيه مستقلا عن الدين لا صلة بينهما سوى أن الكنفوشية كانت عقيدة المعلمين. وكانت أوقات الدراسة طويلة كما كان النظام صارما في هذه المدارس المتواضعة. فكان الأطفال يأتون إلى المعلم في مطلع الشمس ويدرسون معه حتى الساعة العاشرة، ثم يفطرون ويواصلون الدرس حتى الساعة الخامسة، ثم ينصرفون بقية النهار. وكانت العطلات قليلة العدد قصيرة الأجل، وكانت الدراسة تعطل بعد الظهر في فصل الصيف، ولكن هذا الفراغ الذي كان يصرف في العمل في الحقول كان يعوض بفصول مسائية في ليالي الشتاء. وكان أهم ما يتعلمه الأطفال كتابات كنفوشيوس وشعر تانج؛ وكانت أداة المعلم عصا من الخيزران. وكانت طريقة التعليم الحفظ عن ظهر قلب؛ فكان الأطفال الصغار يواصلون حفظ فلسفة المعلم كونج ويناقشون فيها مدرسهم حتى ترسخ كل كلمة من كلماته في ذاكرتهم وحتى يستقر بعضها في قلوبهم. وكانت الصين تأمل أن يتمكن جميع أبنائها، ومنهم الزراع أنفسهم، بهذه الطريقة القاسية الخالية من اللذة أن يصبحوا فلاسفة وسادة مهذبين، وكان الصبي يخرج من المدرسة ذا علم قليل وإدراك كبير، جاهلا بالحقائق ناضج العقل .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الترشيح بالتعليم

وكان هذا التعليم هو الأساس الذي أقامت عليه الصين - في عهد أسرة هان على سبيل التجربة وفي عهد أسرة تانج بصفة نهائية - نظام تولي المناصب العامة بالامتحان. ومن أقوال الصينيين في هذا: إن من أضر الأمور بالشعب أن يتعلم حكامه طرق الحكم بالحكم نفسه، وإن من واجبهم كلما استطاعوا أن يتعلموا طرق الحكم قبل أن يحكموا، ومن أضر الأمور بالشعب أن يحال بينه وبين تولي المناصب العامة وأن يصبح الحكم امتيازا تتوارثه فئة قليلة من أبناء الأمة؛ ولكن من الخير للشعب أن تقصر المناصب على من أعدوا لها بفضل مواهبهم وتدريبهم. وكان الحل الذي عرضته الصين لمشكلة الحكمة القديمة المستعصية هي أن تتيح لكل الرجال ديمقراطيا فرصة متكافئة لأن يدربوا هذا التدريب، وأن تقصر الوظائف أرستقراطيا على من يثبتون أنهم أليق الناس لأن يتولوها. ومن أجل هذا كانت تعقد في أوقات معينة امتحانات عامة في كل مركز من المراكز يتقدم إليها كل من شاء من الذكور متى كانوا في سن معينة.

نظام الامتحانات

وكان المتقدم إلى الامتحان يمتحن في قوة تذكره وفهمه لكتابات كنفوشيوس وفي مقدار ما يعرف من الشعر الصيني ومن تاريخ الصين، وفي قدرته على أن يكتب أبحاثا في السياسة والأخلاق كتابة تدل على الفهم والذكاء. وكان في وسع من يخفق في الامتحان أن يعيد الدرس ويتقدم إليه مرة أخرى، ومن نجح منح درجة شيو دزاي التي تؤهله لأن يكون عضوا في طبقة الأدباء ولأن يعين في المناصب الصغرى في الحكومة الإقليمية؛ وأهم من هذا أن يكون من حقه أن يتقدم إما مباشرة أو بعد استعداد جديد لامتحان آخر يعقد في الأقاليم كل ثلاث سنوات شبيه بالأول ولكنه أصعب منه. ومن خفق فيه أجاز أن يتقدم إليه مرة أخرى؛ وكان يفعل ذلك كثيرون من المتقدمين فكان يجتازه في بعض الأحيان رجال جاوزا الثمانين وظلوا طوال حياتهم يدرسون، وكثيرا ما مات الناس وهم يتأهبون لدخول هذه الامتحانات. وكان الذين ينجحون يختارون للوظائف الحكومية الصغرى، كما كان من حقهم أن يتقدموا للامتحان النهائي الشديد الذي يعقد في بكين. وكان في تلك المدينة ردهة للامتحان العام تحتوي على عشرة آلاف حجرة انفرادية يقضى فيها المتسابقون ثلاثة أيام متفرقة في عزلة تامة، ومعهم طعامهم وفراشهم، يكتبون مقالات أو رسائل في موضوعات تعلم لهم بعد دخولهم. وكانت هذه الغرف خالية من وسائل التدفئة والراحة رديئة - الإضاءة غير صحية لأن الروح لا الجسم - في رأيهم - هي التي يجب أن تكون موضع الاهتمام! وكان من الموضوعات المألوفة في هذه الامتحانات أن ينشئ المتقدم قصيدة في: "صوت المجاديف والتلال الخضراء والماء"، وأن يكتب مقالا عن الفقرة الآتية من كتابات كنفوشيوس. قال دزانج دزي: "من يك ذا كفاية ويسأل من لا كفاية له؛ ومن يك ذا علم كثير ويسأل من لا يعلم إلا القليل؛ ومن يملك ثم يتظاهر بأنه لا يملك؛ ومن يمتلئ ثم يبدي أنه فارغ" ولم يكن في أي امتحان من هذه الامتحانات كلمة واحدة عن العلوم أو الأعمال التجارية أو الصناعية؛ لأنها لم تكن تهدف إلى تبين علم الرجل بل ترمي إلى معرفة ما له من حكم صادق وخلق قويم. وكان كبار موظفي الدولة يختارون من الناجحين في هذا الامتحان النهائي.

عيوبه

وتبين على مر الزمن ما تنطوي عليه هذه الطريقة من عيوب. فقد وجد الغش سبيله إلى الحكم في الامتحان، وإن كان الغش في الامتحان أو في تقديره يعاقب عليه أحيانا بالإعدام. وأصبح شراء الوظائف بالمال كثيرا متفشيا في القرن التاسع عشر(138)، من ذلك أن موظفا صغيرا باع عشرين ألف شهادة مزورة قبل أن يكشف أمره(139). ومنها أن صورة المقالة التي تكتب في الامتحان أصبحت صورة عادية معروفة يعد المتسابقون أنفسهم لها إعدادا آلياً. كذلك كان منهج الدراسة ينزع إلى الهبوط بالثقافة إلى الصور الشكلية دون اللباب، ويحول دون الرقي الفكري لأن الأفكار التي كانت تتداول في هذه المقالات قد تحددت وتعينت خلال مئات السنين. وكان من آثارها أن أصبح الخريجون طبقة بيروقراطية ذات عقلية رسمية متعجرفة بطبيعتها، أنانية، مستبدة في بعض الأحيان وفاسدة في كثير من الأحوال؛ لا يستطيع الشعب مع ذلك أن يعزلها أو يشرف على أعمالها إلا إذا لجأ بعد يأسه إلى الطريقة الخطرة طريقة الإضراب عن طاعتها أو مقاطعتها وعدم التعامل معها. وقصارى القول أن هذا النظام كان ينطوي على كل العيوب الني يمكن أن ينطوي عليها أي نظام حكومي يبتدعه ويسيره بنو الإنسان؛ فعيوبه هي عيوب القائمين عليه لا عيوب النظام نفسه، وليس ثمة نظام آخر لم يكن فيه من العيوب من في هذا النظام .

مزاياه

أما مزاياه فهي كثيرة: فهو برئ من طريقة الترشيح وما يؤثر فيها من تيارات خفية؛ وليس فيه مجال للمساعي الدنيئة وللنفاق والخداع في تصوير النتائج، ولا تدور فيه المعارك الصورية بين الأحزاب، ولا يتأثر بالانتخابات الفاسدة ذات الجلبة والضجيج، ولا يتيح الفرصة لتسلم المركز الرفيع عن طريق الشهرة الزائفة. لقد كانت الحكومة القائمة على هذا النظام حكومة ديمقراطية على الزعامة وعلى المناصب الرفيعة. وكانت أرستقراطية في أحسن صورها، لأنها حكومة يتولاها أقدر الرجال الذين اختيروا اختيارا ديمقراطيا من بين جميع طبقات الشعب ومن كل جيل. وبفضل هذه الطريقة وجهت عقول الأمة ومطامعها وجهة الدرس والتحصيل، وكان أبطالها الذين تقتدي بهم هم رجال العلم والثقافة لا سادة المال .

ولقد كان جديرا بالإعجاب أن يجرب مجتمع من المجتمعات أن يحكمه من الناحيتين الاجتماعية والسياسية رجال أعدوا للحكم بتعلم الفلسفة والعلوم الإنسانية، ولذلك كان من شر المآسي أن تنقض قوى التطور والتاريخ القاسية التي لا ترحم ولا تلين على ذلك النظام الفذ وعلى جميع معالم الحضارة التي كان هو أهم عناصرها فتدمرها تدميرا.

السياسة

البيروقراطية

ڤازات من أسرة تشينگ, في متحف كالوست گولبنكيان, لشبونة


طابع من أسرة تشينگ

الجيش

البدايات والارهاصات

The Qianlong Emperor’s Southern Inspection Tour, Scroll Twelve: Return to the Palace (detail), 1764—1770, by Xu Yang


السلام والجمود

A red lacquer box from the Qing Dynasty.



التمرد والعصرنة

الجنرال زنگ گوفان.

Early during the Taiping Rebellion, Qing forces suffered a series of disastrous defeats culminating in the loss of the regional capital city of Nanjing in 1853. Shortly thereafter, a Taiping expeditionary force penetrated as far north as the suburbs of Tianjin, the imperial heartlands. In desperation the Qing court ordered a Chinese official, Zeng Guofan, to organize regional and village militias into an emergency army called tuanlian. Zeng Guofan's strategy was to rely on local gentry to raise a new type of military organization from those provinces that the Taiping rebels directly threatened. This new force became known as the Xiang Army, named after the Hunan region where it was raised. The Xiang Army was a hybrid of local militia and a standing army. It was given professional training, but was paid for out of regional coffers and funds its commanders – mostly members of the Chinese gentry – could muster. The Xiang Army and its successor, the Huai Army, created by Zeng Guofan's colleague and protégée Li Hongzhang, were collectively called the "Yong Ying" (Brave Camp).[3]

In 1894–1895, fighting over influence in Korea, Japanese troops defeated Qing forces.

Zeng Guofan had no prior military experience. Being a classically educated official, he took his blueprint for the Xiang Army from the Ming general Qi Jiguang, who, because of the weakness of regular Ming troops, had decided to form his own "private" army to repel raiding Japanese pirates in the mid-16th century. Qi Jiguang's doctrine was based on Neo-Confucian ideas of binding troops' loyalty to their immediate superiors and also to the regions in which they were raised. Zeng Guofan's original intention for the Xiang Army was simply to eradicate the Taiping rebels. However, the success of the Yongying system led to its becoming a permanent regional force within the Qing military, which in the long run created problems for the beleaguered central government.

First, the Yongying system signaled the end of Manchu dominance in Qing military establishment. Although the Banners and Green Standard armies lingered on as a drain on resources, henceforth the Yongying corps became the Qing government's de facto first-line troops. Second, the Yongying corps were financed through provincial coffers and were led by regional commanders, weakening central government's grip on the whole country. Finally, the nature of Yongying command structure fostered nepotism and cronyism amongst its commanders, who laid the seeds of regional warlordism in the first half of the 20th century.[4]

قوات تشينگ تقوم بتدريبات غربية


جيش بـِيْ‌يانگ في تدريب
Footage of a naval battle during the First Sino-Japanese War (1894)

By the late 19th century, the most conservative elements within the Qing court could no longer ignore China's military weakness. In 1860, during the Second Opium War, the capital Beijing was captured and the Summer Palace sacked by a relatively small Anglo-French coalition force numbering 25,000. The advent of modern weaponry resulting from the European Industrial Revolution had rendered China's traditionally trained and equipped army and navy obsolete. The government attempts to modernize during the Self-Strengthening Movement were initially successful, but yielded few lasting results because of the central government's lack of funds, lack of political will, and unwillingness to depart from tradition.[5]

Losing the First Sino-Japanese War of 1894–1895 was a watershed. Japan, a country long regarded by the Chinese as little more than an upstart nation of pirates, annihilated the Qing government's modernized Beiyang Fleet, then deemed to be the strongest naval force in Asia. The Japanese victory occurred a mere three decades after the Meiji Restoration set a feudal Japan on course to emulate the Western nations in their economic and technological achievements. Finally, in December 1894, the Qing government took concrete steps to reform military institutions and to re-train selected units in westernized drills, tactics and weaponry. These units were collectively called the New Army. The most successful of these was the Beiyang Army under the overall supervision and control of a former Huai Army commander, General Yuan Shikai, who used his position to build networks of loyal officers and eventually become President of the Republic of China.[6]

سقوط الأسرة الحاكمة

يوان شي‌كاي كان سياسياً محنكاً وجنرالاً.
في هذا الكارتون السياسي، المملكة المتحدة وألمانيا وروسيا وفرنسا واليابان يتقاسمون الصين.

انظر أيضاً

هامش

  1. ^ Elliott (2001), pp. 290–291.
  2. ^ Turchin, Peter; Adams, Jonathan M.; Hall, Thomas D. (December 2006). "East-West Orientation of Historical Empires" (PDF). Journal of world-systems research. 12 (2): 219–229. ISSN 1076-156X. Retrieved 12 August 2010.
  3. ^ Liu & Smith (1980), pp. 202–211.
  4. ^ Liu & Smith (1980), pp. 202–210.
  5. ^ Wakeman (1977?)[استشهاد ناقص]
  6. ^ Liu & Smith (1980), pp. 251–273.

قراءات اضافية

  • Elliot, Mark C. The Manchu Way: The Eight Banners and Ethnic Identity in Late Imperial China. Stanford: Stanford University Press, 2001
  • Spence, Jonathan. The Search for Modern China. New York: W W Norton & Company, 1990
  • Spence, Jonathan. God's Chinese Son: The Taiping Heavenly Kingdom of Hong Xiuquan. New York: W W Norton & Company, 1997

وصلات خارجية

سبقه
أسرة شون
الأسر الحاكمة في التاريخ الصيني
1644 – 1912
تبعه
جمهورية الصين