أذناب الخيل (رتبة)

أذناب الخيل
Temporal range: Upper Devonian – Present
Equisetum telmateia1.jpg
Equisetum telmateia
التصنيف العلمي e
أصنوفة غير معروفة (أصلحها): Equisetales
الفصائل

أذناب الخيل Equisetales رتبة نباتية من خفيات الإلقاح الوعائية تنسب إلى صف أذناب الخيل، تكونت في العصر الفحمي من الحقب الجيولوجي القديم، وعاصرت نباتات أخرى من خفيات الإلقاح الوعائية أمثال الأَجْرد «بسيلوتوم» Psilotum، ورجل الذئب Lycopodium والسرخس fern التي قامت جميعها بدور مهم في بناء أُخضورات vegetation الكرة الأرضية في الأزمنة الغابرة.

وتسمى رتبة أذناب الخيل أيضاً بالمفصليات Articulata لانقسام سوقها إِلى مفاصل أو عقد أو سلاميات، كما تسمى أيضاً بسفينيات الأوراق Sphenophyllales منسوبة إلى صف السفينياتSphenopsida نسبة إلى الشكل السفيني (الإسفيني)، الذي تأخذه أوراقها. ومن المصنفين من يرفع رتبة أذناب الخيل إلى مستوى الشعبة ويضمنها آنذاك رتبتين هما رتبة سفينيات الأوراق التي انقرضت جميع أجناسها، ورتبة أذناب الخيل التي تمثلت في العصر الطباشيري (الكريتاسي) بثلاث فصائل لم يصل منها إلى عصرنا سوى جنس واحد هو ذنب الخيل Equisetum.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

(الشكل -1) ساق خضرية عقيمة متفرعة تحمل فروعاً ثانوية جانبية

سمي بذلك نسبة إلى مظهر نباتاته الذي يشبه أذناب الخيل. وهي تسمية مأخوذة من اللاتينية equi بمعنى الخيل وsetum بمعنى ذنب.


الوصف

يضم جنس ذنب الخيل قرابة 35 نوعاً، تنبت تلقائياً في جميع أقطار العالم ما عدا أسترالية ونيوزلندة. وهي نباتات عشبية معمرة، مؤلفة من سوق ترابية تدعى جذامير rhizomes. تتفرع الجذامير مولدة جذوراً دقيقة ترابية وسوقاً هوائية منتصبة، بعضها خضري متفرع (الشكل 1)، والآخر توالدي غير متفرع (الشكل2)، وتنقسم السوق الهوائية إلى قطع، وتتألف كل قطعة من عقدة قاعدية مكتنزة وسلامى مثلَّمة جوفاء، ونهاية غمدية مسننة محيطة بالعقدة مكوِّنة الحلقة الورقية التي تتألف من مجموعة من الأوراق الحرشفية الملتحمة القاعدة والمنفصلة النهاية. وتنطلق السوق الثانوية على شكل دوارات تصدر عن منطقة العقدة مؤلِّفة حلقة من فروع جانبية مقسمة بدورها إلى قطع مكونة من عقد وسلاميات وأغماد ثانوية. تنتقل عملية التركيب الضوئي في أذناب الخيل من الأوراق الضامرة إلى السلاميات الساقيّة المزودة بالنسيج اليخضوري الرئيسي في النبات. وتتميز سوق أذناب الخيل ببنية خاصة ممثلة بالصفات التشريحية التالية: البشرة مُرَصَّعة بالسيليس وبالمعادن الأخرى التي تُكسب السوق صلابة مميزة، والبرنشيم الداخلي مزود بفضوات هوائية، والأوعية الناقلة قليلة، وليس لها بنية ثانوية.

تكاثر أذناب الخيل

تتكاثر أذناب الخيل بالأبواغ spores التي تتكون داخل مغلفات بوغية تدعى مباوغ (سبورانج)، متطاولة ومتوضعة دائرياً داخل ورقة بوغية ترسية الشكل سداسية الأضلاع. وتتثبت الأوراق تثبتاً عمودياً على امتداد ساق هوائية غير متفرعة مكوّنة سنبلة الأوراق البوغية. ويُراوح طول سنابل الأوراق البوغية الفتية من 1-2سم، وتتألف كل ورقة منها من ترس خارجي قاتم اللون ومغلف داخلي حافظ للأبواغ. وتتطاول سنابل الأوراق البوغية الكهلة، مباعدة المسافة بين الوريقات البوغية، مُسهلة تفتح المباوغ الناثرة الأبواغ بعد اكتمال نضجها. والأبواغ متشابهات الشكل يحاط كل منها بثلاثة أغلفة: غلاف داخلي وغلاف متوسط وغلاف خارجي، وينفصل الغلاف الخارجي إلى شريطين متطاولين مشدودين من وسطهما بالبوغة، ومنتفخين في نهايتيهما بشكل ملعقي، وهكذا تبدو البوغة كرة مجهزة بأربع أذرع مقاود elateria، تلتف حول البوغة في الرطوبة وتبتعد عنها في الجفاف ناقلة البوغة من مكان إلى آخر. ويمكن مشاهدة حركات المقاود البوغية متأثرة بالرطوبة والجفاف بالتجربة التالية: توضع بعض الأبواغ على صفيحة تحت مكبرة أو مجهر، ثم ينفخ عليها بلطف هواء الزفير المشبع بالرطوبة فيُلاحظ التفاف أذرع المقاود حول البوغة، ولا تلبث هذه الأذرع أن تنتشر بعد قليل بجفاف الهواء الخارجي ناقلة الأبواغ من مكان إلى آخر. وتخرج الأبواغ من المباوغ كتلة واحدة خفيفة الوزن، تنتشر بالهواء الجاف وتهبط على الأرض إذا ما توافرت الرطوبة، حيث تبدأ بالإنتاش.

تتمتع الأبواغ بحيوية قصيرة الأجل، وتنتش إذا ما لامست تربة رطبة، مولدة خلية أولية صغيرة شبه جذرية، وخلية ثانوية كبيرة يخضورية مولدة طليعةً مَشرية (بروتال). وتتألف طليعة المشرة من صفيحة خضراء مسطحة ومقسمة إلى عدد من الأشرطة غير المستقطبة النمو والمتفرعة في جميع الاتجاهات وهي، وحيدة الطبقة الخلوية، لا تتجاوز أبعادها عشرة مليمترات. وتمثل طليعة المشرة هذه نباتاً عرسياً أي مولداً للأعراس، وهو عادة ثنائي المسكن أي يحمل إما مناطف أو أرحاماً، وقد يكون في حالات خاصة أحادي المسكن يحمل مناطف وأرحاماً في آن واحد. ويتعلق تكوّن الخنثوية الممثلة بوحدانية المسكن بعمر طليعة المشرة وحالتها الفيزيولوجية. وتتمايز الأعضاء التوالدية من مناطف وأرحام في 20ـ30 يوماً بعد الإنتاش. وقد عُرفت في بعض الأنواع المستحاثية أبواغ متباينة الشكل، منها أبواغ ذكرية صغيرة مولّدة لطلائع مشرات ذكرية، ومنها أبواغ أنثوية كبيرة مولّدة لطلائع مشرات أنثوية.

يتكوّن الجنين بإلقاح البيضة الكروية الموجودة في بطن الرحم بإحدى النطاف. ويبدأ النبات البوغي أي المولد للأبواغ بالتكوّن مؤلفاً من جذير وسويقة ثم يتحول بعد ذلك إلى جذامير ترابية وسوق هوائية مؤذناً ببداية تكوّن فرد جديد ونهاية حلقة حياة نبات قديم.

أنواع أذناب الخيل

(الشكل -2) سوق توالدية مخصبة وفي نهاية كل منها سنبلة أوراق بوغية

تأخذ أغلب أنواع أذناب الخيل شكل نباتات عشبية دقيقة، نادراً ما يزيد ارتفاعها على المتر الواحد في المناطق الباردة أو المعتدلة. ومن أذناب الخيل نوع استوائي متسلق يدعى ذنب الخيل العملاق E. giganteum انتشر في أمريكا الجنوبية ويصل طوله إلى 12 متراً ويبلغ قطر ساقه 3 سنتيمترات. وهنالك نوع أصغر منتشر في المكسيك يدعى ذنب الخيل الشفنري E. scheffneri يصل ارتفاعه إلى المترين، كما يبلغ قطره 1سم. يتصف ذنب الخيل الحقلي E. arvense بانتشاره العالمي، وبوجود نمطين من السوق الهوائية: يتمثل النمط الأول بالسوق الُمخصبة السمراء غير المتفرعة، الربيعية النمو، في حين يتمثل النمط الثاني بالسوق الخضرية المتفرعة بوساطة دوارات ثانوية جانبية، وهذه السوق صيفية النمو وقادرة على التركيب الضوئي الذي انتقل إليها نتيجة ضمور الأوراق.

عقاقير أذناب الخيل

تدل دراسات الكيمياء التحليلية لأذناب الخيل على احتوائها مركبات كيمياوية حيوية مهمة أبرزها السابونين، والنيكوتين، وثلاثي ميتوكسي بيريدين، ودي فينيل سُولْفون، والإكوستيرين، والفيتامين C، والكاروتين، وبعض الحموض العضوية، إضافة إلى البروتينات والمواد الدسمة والمواد العفصية الدباغية وعدد من المركبات المعدنية وغيرها.

وتدخل مستحضرات ذنب الخيل الحقلي في عداد مُدِرّات البول، وفي علاج بعض التهابات المثانة والطرق البولية، كما تستعمل في إيقاف النزف الدموي الباسوري والرحمي. وتدخل بعض أنواع أذناب الخيل في المكونات العلفية اللازمة للحيوانات الأهلية أو البرية كالدواجن والأرانب البرية والحجل وغيرها، ومن أبرزها استعمالاً في هذا المجال ذنب الخيل الأفرع E. ramosissimum. كما يستعمل ذنب الخيل الهيمالي E. hyemale في صقل المعادن وتلميعها لاحتوائه الصوان أو السيليس.

أذناب الخيل في الوطن العربي

تتمثل رتبة أذناب الخيل في الوطن العربي بالأنواع التالية:

  • ذنب الخيل الأفرع: عالمي الانتشار، يراوح ارتفاعه بين 20و100سم، يتصف بسوقه البيضاء وأغصانه الخضرية الكثيرة الفروع، وأغصانه التوالدية المستقيمة غير المتفرعة.

ـ ذنب الخيل الأقصى E. maximum: يصل ارتفاعه إلى متر أو أكثر، وهو يتصف بسطحية أثلام سلامياته، وينتشر في المناطق الساحلية السورية اللبنانية وفي تركية وشمالي إفريقية وأوربة.

  • ذنب الخيل المستنقعي E. palustre: يراوح ارتفاعه بين 20و60سم، يتصف بعمق أثلام سلامياته، وينتشر في لبنان وأوربة وقبرص، ويعد من الأنواع السامة لبعض الحيوانات.

أذناب الخيل المنقرضة

من أبرز الأجناس المستحاثة في رتبة أذناب الخيل يذكر:

  • هيينية Hyenia: وهو اقدم أجناس الرتبة، ازدهر منذ نحو 300 مليون سنة، نباتاته صغيرة الأبعاد، متفرعة السوق، رخوة سنابل الأوراق البوغية.
  • سفيني الورق: ازدهر منذ نحو 270 مليون سنة وانقرض منذ نحو 180 مليون سنة، يتصف بأوراقه العريضة المتوضعة توضعاً دائرياً حول العقد الساقية.
  • كالاميتس Calamites: هو جنس يضم أشجاراً كبيرة متميزة بوجود بنية ثانوية، ازدهر في العصر الفحمي منذ نحو 265 مليون سنة وانقرض في العصر البرمي Permian.
  • مشقوق العصيبات Schizoneura: وهو من أقرب الأجناس لأذناب الخيل المعاصرة، يرجع تاريخ ازدهاره إلى نحو 150 مليون سنة.
  • ورقي الغمد Phyllotheca: هو كالجنس السابق قريب من أذناب الخيل المعاصرة.

المصادر

الموسوعة العربية

المراجع

• أنور الخطيب، التكاثر النباتي في الزمر النباتية (مطبوعات جامعة دمشق 1971). • غسان عياش، الرحميات: التصنيف والتعضي والتكاثر (مطبوعات جامعة دمشق 1983).

الكلمات الدالة: