أحمد سامح الخالدي

أحمد سامح الخالدي.

أحمد سامح الخالدي (و. 1896 - ت. 1951)، هو مربي وأديب مقدسي، ويعتبر أبو التربية الحديثة في فلسطين، وأحد كبار المربين العرب في العصر الحديث.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الميلاد والنشأة

ولد أحمد سامح الحاج راغب نعمان الشيخ راغب محمد علي السيد علي محمد خليل محمد صنع الله الخالدي، (كنيته أبو الوليد) عام 1896 في القدس، وتلقى دراسته الأولية في المدرسة الأمريكية (كولونية الأميركان)، والثانوية في المدرسة الإنجليزية واسمها الآخر «مدرسة المطران» بالقدس. ثم سافر إلى إستانبول والتحق في الجامعة الطبية وتخرج منها عام 1916 يحمل شهادة الصيدلة والكيمياء، ثم دخل للجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج منها بشهادة البكالوريوس في العلوم وأستاذ في التربية.[1]

خدم في صفوف الجيش العثماني في أواخر الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى فلسطين بعد انتهاء الحرب ودخول القوات البريطانية إليها، واعتزل على اثر ذلك مهنة الصيدلة.

عيّنته إدارة المعارف عام 1919 مفتشًاً للمعارف للوائي يافا وغزة حتى عام 1923 حيث رقي إلى درجة مفتش معارف عام في إدارة المعارف في القدس. وانكب على طلب المزيد من العلم فواصل دراسته العليا، ونال درجة (الماجستير) في التربية.

وفي ربيع 1925 وصل اللورد بلفور صاحب الوعد المشؤوم إلى القدس ليدشن الجامعة العبرية، فأضربت المدارس، وكانت دار المعلمين في طليعتها فغض الدكتور خليل طوطح ـ مديرها عهد ذاك ـ الطرف عن تهدئة الإضراب، واستقال من منصبه، فاختارت إدارة المعارف العامة الأستاذ أحمد سامح الخالدي مديرًا لتلك الدار ومنحته بعض الصلاحيات والامتيازات وأقرت اقتراحًا تقدم به للمسؤولين هو تسمية ذلك المعهد بـ«الكلية العربية» (8). وفي عهده تخرج عشرات من الشبان العرب المثقفين.

عُيّن في عام 1941 تقديرًا لكفاءاته مساعدًا لمدير المعارف العام، بالإضافة لإدارته «الكلية العربية»، وقد ظل يلقي على طلبتها المحاضرات في التربية وعلم النفس. ولم ينسه منصبه الرفيع هذا أبناء الشهداء الذين فقدوا آباءهم دفاعًا عن فلسطين، ومن أبرز نشاطاته تحقيقه لمشروع «اليتيم العربي»، وألف لجنة اسماها (لجنة اليتيم العربية العامة)، وأنشأ مع أعضائها معهد أبناء الشهداء في «دير عمرو ـ غربي القدس»، وهو عبارة عن مشروع نموذجي لقرية منتجة، وقد كلف المشروع حوالي 150 ألف جنيه فلسطيني تولى تنظيم جمعها بنفسه، وشغل رئيس لجنة التعليم العالي في فلسطين. بعد نكبة 1948م التي عصفت بفلسطين هُجرَّ مع قرينته الأديبة السيدة (عنبرة سلام) وأبنائه إلى لبنان وكرس حياته لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين ورعاية شؤون تعليم أبنائهم، فأسس في جنوب لبنان مدرسة نموذجية قريبة الشبه بمعهد «دير عمر». وفي شهر كانون الثاني (يناير) عام 1951 عُيّن في شركة (ألبان أميركان للطيران) بمثابة مدير معاون لصائب سلام.

وقد كان الخالدي عضوًا في الجمعية الملكية للفنون بانكلترا، وعضو الجمعية الملكية لآسيا الوسطى في لندن.

ويحدثنا الناقد الأكاديمي الدكتور كامل السوافيري، عن مكانة (الخالدي) الأدبية فيقول: «في غضون الحقبة من (1930 إلى 1948) التي تولى فيها أحمد سامح الخالدي عمادة الكلية العربية ألقى على طلبة الكلية العربية محاضراته في التربية وعلم النفس، وألف وترجم عددًا من الكتب التربوية التي تعالج طرق التدريس وأركانه، وأفضل المناهج الحديثة مما جعله الفارس المعلم في هذا الميدان الذي أطلق عليه أبو التربية الحديثة في فلسطين والعلم المشهور بين كبار المربين العرب في العصر الحديث».

وقد اهتم الخالدي بالمؤلفات الأدبية العربية القديمة، من باب خدمة قضايا وطنه وأمته العربية، وعمل على تحقيق المخطوطات من ذلك اختياره «مؤلفيْن كتبهما الياقوتي في القرن الثاني عشر ـ في أثناء الحروب الصليبية ـ في طلب المساعدة للدفاع عن البلاد المقدسة ضد الغزاة الأجانب. وبدا للخالدي أن التهديد الصهيوني لفلسطين يستدعي هذه السابقة، لأن الياقوتي، كي يجعل الأرض غزيرة أكثر لدى القارئ، أبرز أهميتها الدينية وطابعها التاريخي العربي الإسلامي: وكان الخالدي يأمل من نشر هذين الكتابين أن يقويا الإحساس بالوطنية لدى من يقرأهما من العرب».

ويرى الدكتور عدنان أبو غزالة أن القارئ يستطيع أن «يحس في تعليق الخالدي على المراجع التي نشرها تأثير ولاء جديد كان قد أصبح جليًا بين المثقفين العرب الفلسطينيين، ولاء أحسن ما يوصف به أنه يشبه الوطنية أكثر من شبهه القومية. فقد كان مستوحى من مثال أوروبا الغربية، وخصوصًا فرنسا وانكلترا، حيث يتساوى الشعوران القومي والوطني، وحيث كانت الوطنية هي الولاء الذي يدين به المواطن للبلاد. وعد الخالدي الولاء الذي كان العرب الشاميون يحسونه تجاه بلادهم في القرنين الثاني والثالث عشر شبيهًا بذلك الولاء الذي كان يحسه الفلسطينيون في القرن العشرين تجاه ما يخص بلادهم».

أما عن إسهامه في النهوض بالمكتبة الخالدية، وعن حياته في سنواته الأخيرة، فيخبرنا نجله الدكتور وليد في كتابه «المكتبة الخالدية في القدس (1720 -2001)»، بما يلي: «استمر الحاج راغب الخالدي يساعده الشيخ خليل الخالدي في الإشراف على المكتبة حتى أوائل الأربعينيات يعاونهما الشيخ أمين الأنصاري. على أن الشيخ خليل توفي العام 1941، وأخذ الوالد المربي والمؤرخ أحمد سامح بن راغب مدير الكلية العربية بالقدس مهمة الإشراف عن والده لكبر سنه. واستمر أحمد سامح في الإشراف على المكتبة بمعونة الشيخ الأنصاري والبحاثة أسطفان حنا أسطفان حتى النكبة، حين اضطر إلى هجرة منزله والكلية العربية في مايو 1948، لوقوعهما على خط النار واللجوء إلى لبنان، حيث توفي العام 1951 عن 54 عامًا، بعد أن أسس مدرسة للاجئين الفلسطينيين في قرية الحنية من أعمال صور على حدود فلسطين الشمالية».

وقد ذكره الأديب اللبناني الراحل عجاج نويهض في كتابه القيم «رجال من فلسطين» فقال: (الخالدي) من الشوامخ فعلينا أن نصل إلى أرجاء ذهنه الوقاد، وهذه على ما نعتقد مزاياه التي تفرد بها:

1- هو أول فلسطيني عربي غلبت على تفكيره وأساليب عمله، ونظرته إلى حياته، وحياة الفرد والمجتمع، الصبغة العلمية المحض، وقد كان الرجل مؤلفًا من عنصرين: الروح العلمية يحلل بها كل شيء من تغريدة العصفور إلى سر تقدم العرب أو تأخرهم، وعنصر النكتة الظريفة، وإنما قلنا إنه هو أول فلسطيني غلبت هذه الصبغة عليه، لا لننفي عن غيره ما استطاع أن يحوزه هو، فغيره في فلسطين كثيرون علا كعبهم في هذا المضمار، بل لأن هذه الصبغة تضاعفت، قيمتها بحد ذاتها أولاً وبالنسبة إليه، ثانيًا لأنه صاحب رسالة لازمة لكل حامل رسالة فهي هنا للخالدي المربي المنشئ، الزم، وقد اقترن هذا بأشياء أخرى من صفاته فظهر متفردًا شامخًا.

2- عقيدته العلمية هذه كانت ترمي إلى أن يجعل التلميذ فالمعلم فالأستاذ في فلسطين أداة عقلية متحررة ليس فيها ضباب ولا حولها ضباب، ومن هنا كان يرى السبيل إلى أن تتلقح عقول العرب بالأساليب العلمية، وإذا صح هذا، ولماذا لا يصح فغد العرب لا بد أن يكون مشرفًا فيزدادوا قوة وثقة بأنفسهم، إنما هم أصحاب الغد والمستقبل ومتغلبون على اليهود وانظر كيف أن الخالدي يلتقي والسكاكيني في هذا الصعيد.

3- إن طول الشوط في حمله هذه الرسالة قد تساعدت على أن يكون متفردًا شامخًا، فلو أنه حمل نفسه على الاعتراك في (السياسة) وتعاطي صغائر الحزبية المحلية، واستنفذ قواه في هذا العمل، لانطفأ الكثير من شموعه وخبا ضوء مصباحه، وهذا طبيعي، فلما اتسق له الشوط برزت كوامن قواه، وإذا قلت أن الخالدي، لو عمل في السياسة الفلسطينية فلماذا، لا تبرز فيه هذه الخصائص باهرة ملتمعة كما تبرز فيه وهو قطب في التربية؟ والجواب أن قواه هذه ما كانت لتنحبس فيه بل هي للانطلاق دائمة في أي مجال كان، ولكن في ميدان السياسة تهب في وجهه أعاصير وتنصب في طريقة أحابيل تنهك قواه إذا لم تفتك بها وتذرها في شلل، ففي إدارة المعارف كان مجال الحرية أمامه أوسع وهو رب القافلة وحاديها، وليس فوق يده يد، فلما تكامل له «المناخ» المشروط لسير مركبته، سارت مركبته بتوفيق.

4- كان يهدف الخالدي إلى إخراج جيل عربي حصين العقل، والفكر، متين العقيدة العلمية، وهذا الجيل كاد يتم أمره ويخرج إلى الميدان، ويغير أوضاع فلسطين، ويركز الأشياء والأمور على مستوى لا غش فيه، وهنا، وبهذه المناسبة الآن، وصلنا إلى مغطس سر عظيم من الأسرار التي حدت باليهود وبريطانيا على إتمام أمر وعد بلفور بالاغتصاب والحيلة والقوة الوحشية، وصفوة هذا أن حسابات اليهود سنة 1936 جعلتهم يعيدون نظرتهم في صحة مقاييسهم لنمو قوة العرب، فوجدوا أن العرب يكاثرونهم بزيادة المواليد مكاثرة تزيد على معدل ما تأتي به المهاجرة إلى فلسطين من نفوس، إذن ستبقى الزيادة العديدة للعرب إلى ما شاء الله، هذا أولاً أما ثانيًا: فالعرب أخذت نهضتهم الذهنية العلمية تنمو وتتسع آفاقها! ولا بد لهذه النهضة من مثل عليا تسير عليها، فبدلاً من هتافات الشوارع العمياء، سيغدو، «الاستشهاد العربي»، مقرونًا بعقيدة علمية كما هو الأمر عند الأمم الحية، ومن هنا تواطأت بريطانيا واليهود وترومان على رواية 1948 وقد يرد على هذا قارئ فيقول: إذن: إن شهداءنا استشهدوا على غير عقيدة؟ فأقول، كلا إنهم استشهدوا رحمهم الله على عقيدة ولكنهم هم أفراد لا مجموع، والعبرة أن تكتسح العقيدة سواد الجيل كله.

5- بعد إضراب 1936 وثورة 1937 وما بعدها، كثر أيتام الشهداء في فلسطين فقام الخالدي، مع نفر من أصحابه بإنشاء مشروع سمي بـ(مزرعة دير عمرو) قرب القدس وهو مشروع زراعي تهذيبي لجمع شمل أيتام العرب، أبناء الشهداء، وتربيتهم وتعليمهم العلم والعمل معًا، وقد نجح هذا المشروع وكان مأثرة كبيرة.

6- ألف الخالدي عدة كتب في التربية والتعليم وعلم النفس، وترجم كتبًا عديدة، وعنى بتاريخ فلسطين عناية فائقة فطبع من الكتب القديمة الحرية بالنشر عددًا وافرًا، ومؤلفو هذه الكتب من علماء فلسطين وأدبائها.


الخالدي والتربية والتعليم

يعد الخالدي أحد آباء التربية والثقافة في فلسطين، وأحد كبار المربين العرب في العصر الحديث، ومن آراءه في التربية والتعليم قوله:

«لم يبق هناك من يناقش في أن اللغة الوطنية يجب أن تصبح لغة التعليم في جميع مراحله من بستان الأطفال حتى الجامعة، وليس من أمة بحاجة إلى هذه العقيدة كأمتنا التي هي في بدء نهضتها الآن، والتي لم تتح لها الظروف في القرون الأخيرة أن تسيطر على مقدرات أبنائها من الوجهة التعليمية. ولا مشاحة في أن كل إصلاح اجتماعي يجب أن يبنى على أساس هذا المبدأ، فالأمة لا تحيا إلا بحياة لغتها وآدابها وثقافتها. أما ما يقال عن العقبات في هذا الصدد فتذليله أصبح ممكنًا فيها يتعلق بالتعليمين الابتدائي والثانوي ومبتدأ العالي، ولا عبرة بكلام من يدعي غير ذلك أو ينتحل الواهي من الأعذار، والثابت المقرر أنه لا يمكن للأمة أن يستقيم تفكيرها، وأن تتبوأ مكانتها بين الأمم إلا إذا تمكنت من التعبير عن أفكارها وعواطفها بلغتها الوطنية»

.

ومن أقواله أيضًا:

«قال ليبنتز أحد دعاة التعليم باللغة الوطنية في ألمانيا، وقد عاش هذا الفيلسوف في أواخر القرن السابع عشر، منتقدًا استعمال اللغة اللاتينية كلغة تدريس: «إن نجاح الهيئة الاجتماعية لا يتم إلا إذا أصبحت اللغة الوطنية ـ لا اللغة اللاتينية ـ لغة التدريس. ذلك لأن الأولى هي ناقلة الفكر إلى الزمن الحاضر في حين أن الثانية هي ناقلة الفكر التقليدي»، ولما أهمل العلماء لغتهم الوطنية اضطروا إلى البحث في أمور تافهة، فكتبوا وألفوا، ولكن كتاباتهم لم يتجاوز أثرها رفوف المكتبات. أما الأمة بسوادها فقد بقيت منعزلة عن هذه الجهود والأبحاث. فاللغة الوطنية الراقية الحية النامية هي كالزجاج المصقول صقلاً فائقًا، تزيد في حدة الذهن وتجعل الفكر واضحًا شفافًا.

والعلاقة بين ألمانيا في ذلك القرن وحالتنا الحاضرة بينة ظاهرة، وفي هذا القول أعظم جواب لمن لا يؤمنون بأهمية التعليم في اللغة الوطنية.»

وفاته

أصيب أحمد سامح الخالدي في 27 سبتمبر 1951 بضعف في قلبه، وقضى نحبه بالسكتة القلبية في مصيفه ببيت مر ودفن ببيروت.

العائلة

  • والده: راغب نعمان الخالدي (1858 -1951): فقيه وقاض مدني، ولد في القدس ودرس في مدرسة الحرم الشريف، ودرس العلوم الشرعية. عاش الحاج راغب بين عصرين هما نهاية الحكم العثماني لفلسطين وكل عصر الاحتلال البريطاني. وبعد احتلال بريطانيا لفلسطين سنة 1920م عُيّن قاضيًا للصلح، ثم قاض أعلى، وفي سنة 1923م عُيّن عضوًا في محكمة مركزية حيفا ومنها نقل إلى مدينة يافا. وقد نجح في دخول المجلس التشريعي الفلسطيني الذي لم يستمر بسبب المعارضة العربية. كما استمر بسنوات الاحتلال البريطاني نشيطًا في الحياة السياسية، وكان من زعماء المعارضة في فلسطين . ونتيجة لما شاهده من تلف الكتب والمخطوطات، فقد أسس «المكتبة الخالدية» سنة 1900. وقد أسهم هو وأولاده في تقدم البلاد علميًا وحضاريًا. وله كتاب فريد عنوانه «مبدأ الخبر في مبادئ الأثر» طبع سنة 1903.
  • شقيقه إسماعيل راغب الخالدي (1916-1968): ولد الدكتور إسماعيل ونشأ في القدس، وتخرج بالجامعة الأميركية في بيروت ثم بجامعة «مشيغن» وحصل على الدكتوراه من جامعة «كولومبيا». وكان من مؤسسي «معهد الشؤون العربية الأميركية» في نيويورك وأمينًا لسره، فرئيسًا لـ«المعهد الأسيوي للدراسة العربية» في نيويورك. واستمر مدة طويلة يزود جريدة المصري (القاهرية) برسائله من نيويورك. وعُيّن مستشارًا للوفد السعودي في هيئة الأمم عام 1949م، فموظفًا في الأمانة العامة للأمم المتحدة، وقد رأس قبيل وفاته قسم الشؤون السياسية بمجلس الأمن. ووضع مؤلفات باللغة الانكليزية أهمها: «التطورات الأسيوية في ليبيا» و«أبحاث في تاريخ الغساسنة» نشرت تباعًا في مجلة «العالم الإسلامي» الانكليزية وفي الموسوعة الأميركية.
  • زوجته: عنبرة سلام (أواخر القرن التاسع عشر- 1986): تُعدُّ السيدة (عنبرة سلام) الزوجة الثانية للمرحوم (الخالدي) وقد اقترن بها بعد وفاة زوجته الأولى (أم الوليد). ولدت في العقد الأخير من القرن التاسع عشر في بيروت، ولا يعرف بالضبط سنة مولدها.

بدأت عنبرة علومها عند شيخة، وتمكنت من ختم القرآن، وفرض عليها الحجاب عندما بلغت العاشرة، غير أنها دخلت مدرسة «مار يوسف»، في بيروت حيث قضت عامين، ثم اضطرت إلى العودة إلى البيت، ولكنها تابعت دراستها للعربية على يد المعلم عبد الله البستاني وجوليا طعمة.

نشطت عنبرة في إطار الحركة النسوية العربية، في العديد من المجالات الاجتماعية والسياسية. وقد وجهت مع عدد من زميلاتها برقية دعم وتأييد للمؤتمر العربي الأول الذي انعقد في باريس عام 1913.

كانت عنبرة خطيبة المناضل اللبناني عبد الغني العريسي، أحد الشهداء الذين علقهم جمال باشا على أعواد المشانق في بيروت عام 1916.

وفي عام 1929 تزوجت من (المترجم له)، وانتقلت معه إلى مدينته القدس.. حيث عاشت هناك حتى وقوع نكبة فلسطين، فانتقلت مع زوجها للإقامة في بيروت.

من آثارها القلمية: «جولة في ذكريات بين لبنان وفلسطين»، دار النهار، ط1: 1978م، ط2: 1997م. و«الالياذة»، لـ(هوميروس)، (ترجمة)، دار المعارف، القاهرة ـ ط.1: 1947م، ط2: دار العلم للملايين، بيروت ـ 1974م. و«الأوذيسة»، (ترجمة)، ط1: مطبعة بيت المقدس،1947م، ط2: دار العلم للملايين، بيروت، 1986م. و«الإنيادة»، لـ(فرجيل)، (ترجمة)، دار العلم للملايين، بيروت.

وقد ذكرها المرحوم الأستاذ أدهم آل جندي في كتابه «أعلام الأدب والفن»، فقال: «السيدة عنبرة سليم علي سلام زعيمة النهضة الأدبية في نساء الإسلام، تسنمت المنابر على حجاب وسفور، فكان للعروبة والثقافة من فضل موقفها نور على نور. ولدت في بيروت ونشأت في أسرة عريقة في مجدها وطيب منبتها.

وبعد أن أنهت تعليمها الابتدائي في مدارس بيروت تتلمذت على السيدة جوليا طعمة دمشقية وهي من رائدات النهضة النسائية الأولى في البلاد العربية، وقد كان لها في توجيهها وتربيتها شأن عظيم وأثر كبير، ولما وقعت الحرب العالمية الأولى أصبحت كل أنواع دراستها في المنزل، وسعى والدها في إيجاد الأساتذة لتعليمها، فتلقت دراستها على اللغوي الكبير الشيخ عبد الله البستاني واثنتين من المعلمات الافرنسيات، ثم على الأديبة المعروفة سلمى صائغ وغيرهم.

ولقد اشتغلت منذ كانت على مقاعد الدراسة في الجمعيات الخيرية والاجتماعية، وترأست نادي الفتيات المسلمات الذي كان أول ناد نسائي عربي وكان يضم فريقًا من أرقى فتيات بيروت وكن يقمن فيه الحفلات، فيحضرها الرجال والنساء ويحاضر فيها الأدباء والأديبات وألحقت بالنادي مدرسة تطوع فيها فتيات النادي لتعليم أبناء وبنات العائلات التي قسى عليها الدهر والتكفل بإطعامهم والقيام على تأمين راحتهم.

قامت (عنبرة) برحلة إلى انكلترا لمشاهدة معالمها العمرانية والثقافية، وظلت مدة سنتين عكفت خلالهما على دراسة اللغة الانجليزية دراسة خاصة كان لها أبلغ الأثر في نضوج ثقافتها، ثم عادت إلى وطنها لتقود النهضة الأدبية النسائية.

اقترنت بالأستاذ أحمد سامح الخالدي...، وانتقلت بزواجها إلى محيط علمي ثقافي اتسعت فيه مداركها، وازدادت معارفها، وساهمت في أعمال بعض الجمعيات، وألقت المحاضرات ونشرت المقالات، ولما أنشئت دار الإذاعة في القدس سنة 1935م كانت أول سيدة تدعى لافتتاح الحديث النسائي فيها.

وكانت تتعاون مع زوجها في شتى الميادين العلمية والاجتماعية والخيرية، وتقوم بدعايات وطنية متواصلة، وكان بيتها منتدى تؤمه الطبقات المثقفة من مختلف الأقطار، فلم يكن يمر في القدس علماء أجانب أو عرب إلا ويدعون إلى بيتها لإعطائهم المعلومات الصادقة عن فلسطين ويقابلون بالحفاوة والتكريم.

وقد عكفت على ترجمة روائع من الأدب الغربي الكلاسيكي..، وشاءت الأقدار أن تهجر بيتها في فلسطين يوم حلت النكبة المشؤومة في فلسطين، وأمعن الدهر في قسوته عليها، ففقدت زوجها فجأة ..، وقد أثرت هذه النكبات على حياتها أبلغ الأثر فزهدت في كل شيء وقلَّ انتاجها الأدبي ولم يعد لها كبير صبر على العمل».

ويذكر الدكتور عبد الرحمن ياغي أن السيدة عنبرة سلام الخالدي «قامت بترجمات عن اللغة الانكليزية. وأنها كانت تنشر في «الكشاف» سنة 1928م سلسلة مقالات مترجمة بعنوان (كيف أنظر إلى الحياة) بقلم: هانن سوافر. ثم ترجمت بعد ذلك (إلياذة هوميرس) عن الانكليزية ونشرتها في المطبعة العصرية في القدس سنة 1946م. وهي منقولة عن (قصة الالياذة) لألفرد تشرش».

  • نجله البكر وليد أحمد سامح الخالدي: ولد وليد أحمد سامح الخالدي ـ أطال الله في عمره ـ عام 1925، في مدينة القدس. وتخرج من جامعتي «لندن» و«أكسفورد». وهو مرجع في القضية الفلسطينية، ويعد المؤرخ العربي الأبرز لحرب 1948، ومن أبرز المؤرخين الفلسطينيين في النصف الثاني من القرن العشرين.

وهو رجل استثنائي علم قضية القدس ووعظ فيها. إلى جانب كل القضايا العربية الأخرى، وكتب ونشر عنها جميعًا، ووجد الوقت الكافي لينشط في الدفاع عنها في أصعب الأوقات. وقد حمل في صدره أقدس المدن، كما لو أنها قلبه النابض. وليس ثمة شيء آخر في ذلك الصدر عداها: لا فرح ليس فرحها، ولا معاناة ليست معاناتها. ويجسد فكر وليد على أكمل وجه ما يصفه كانط بـ«العقل العملي»: أي القدرة على تصوّر استنتاجات ومواقف إلزامية في شكل مطلق، بوحي من تاريخ القضية العربية ومن معرفته الوثيقة بالمثل التي كانت تلك القضية تمثلها ولم تزل.

عمل محاضرًا في جامعة «اكسفورد» في موضوع الدراسات الشرقية من (1951-1956)، واستقال احتجاجًا على العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

أصبح أستاذًا للدراسات السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت. وقضى عام (1960-1961) باحثًا في جامعة «برنستون» في دراسات الشرق الأدنى.

ساعد عام 1963 في تأسيس «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» في بيروت وعُيّن سكرتيرًا شرفيًا لها. وكان عضو زمالة في جامعة «هارفارد» في مركز «دراسات الشؤون الدولية» (1976-1978). وعضو في «الأكاديمية الأميركية للآداب والعلوم».

كرمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو)، عام 1996 في لندن، ومنحته «جائزة التمّيز في الانجازات الثقافية في العالم العربي»، وهي الجائزة الأولى من نوعها التي تمنحها مؤسسة عربية.

وجاء في بيان منظمة (الكسو) أن الخالدي: «كرس حياته العلمية للقضية الفلسطينية بحثًا وتدريسًا وعملاً ميدانيًا على أرض الواقع في المجالات الثقافية والسياسية والإعلامية، في أرض فلسطين وفي الوطن العربي وفي العالم، فاتحًا بتكامل فكره العلمي وعمله المنهجي آفاقًا جديدة لتناول قضية فلسطين للأجيال المقابلة».

والدكتور وليد الخالدي «هو المنشئ والراعي للمؤسسة البحثية والعلمية والإعلامية المتخصصة الأهم في الشؤون الفلسطينية، مؤسسة الدراسات الفلسطينية التي تمثل أحد أهم تجسدات العقلانية الفلسطينية والعربية بأصدق تجلياتها وأعمق معانيها بما قدمته عبر عقود من نتاج باللغة العربية ولغات أجنبية أسهم في حفظ الذاكرة الفلسطينية وفي إبقاء فلسطين وقضية فلسطين حية في الوجدان العربي والضمير الإنساني». ومما لاشك فيه أن تقديم عرض شامل لدراسات وانجازات الدكتور الخالدي مهمة مستحيلة، ومن أبرز مؤلفاته السياسية والفكرية: «خمسون عامًا على حرب 1948»، دار النهار، بيروت ـ 1998. و «القدس: من العهدة العمرية إلى كامب ديفيد الثانية»، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت ـ 2001. و«آفاق السلام في الشرق الأوسط»، دار النهار، بيروت ـ 2002م. و«عن تاريخ الصهيونية وقيام دولة (إسرائيل)»، دار النهار، بيروت ـ 2002. و«الصهيونية في مئة عام»، دار النهار، بيروت ـ 2002. و«المكتبة الخالدية في القدس (1720-2001)»، دار النهار، بيروت ـ 2002. و«الدفاع عن حيفا وقضية فلسطين، مذكرات رشيد الحاج إبراهيم»، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت ـ 2005.

مؤلفاته

غاص أحمد سامح الخالدي في مخطوطات المكتبة الخالدية، فأثرى بتصانيفه الكثيرة خزانة التاريخ العربي وحقل التربية والتعليم، وتوخى فيها عرض المفاخر التي فاض بها التاريخ العربي والتوجيه والإرشاد. ولم يكف عن الكتابة والتأليف يومًا، فكان يعقد الفصول في مجلتي «الأديب» و«الرسالة» ونشر المقالات في عدة جرائد.


في التربية والتعليم

1.أدارة الصفوف، وقد اعتمد في تأليفه على كتاب بهذا العنوان للمربي (بجلي) ـ [Begley]، القدس ـ 1928.

2.أركان التدريس، (جزآن)، وقد اعتمد في تأليف معظمه على كتاب «إرشادات المعلمين» الذي نشره مجلس التعليم البريطاني، القدس ـ 1934م، طبعة ثانية: مؤسسة إبراهيم القطان، 2002.

3.رسالة اختبار الذكاء، القدس.

4.أنظمة التعليم، (جزءان)، طبع الجزء الأول عام 1933، والثاني عام 1935.

في التاريخ

1. أهل العلم بين مصر وفلسطين، القدس ـ 1946. و«تذكر هذه الرسالة أسماء العلماء الفلسطينيين الذين تعلموا في مصر واستوطنوها أو توفوا فيها، والعلماء المصريين الذين سكنوا بيت المقدس أو الخليل أو درسوا في معاهد فلسطين، وكانت لهم بها صلة علمية. وقد كان مصدر المؤلف الرئيسي كتاب «الأنس الجليل» لمؤلفه مجير الدين الحنبلي، وغيرها. وتبين هذه الرسالة أن الصلة العلمية بين مصر وفلسطين لم تنقطع منذ القرن الأول الهجري حتى يومنا هذا».

2.رجال الحكم والإدارة في فلسطين، (من عهد الخلفاء الراشدين إلى القرن الرابع عشر الهجري)، القدس ـ 1947.

3.رحلات في ديار الشام، (أدب رحلات)، يافا ـ 1946.

4.العرب والحضارة الحديثة، بيروت ـ 1951.

5.أهل العلم والحكم في ريف فلسطين، دائرة الثقافة والفنون، عمّان ـ 1968.

6.سلسلة كتب دراسات إستراتيجية، 17 عنوانًا (إعداد مشترك)، المؤسسة العربية، بيروت.

7. رحلات من دمشق إلى القدس، تقديم وإعداد وضبط: خيري الذهبي، (سلسلة: آفاق ثقافية مقدسية)، الهيئة العامة السورية للكتاب وزارة الثقافة، دمشق 2009.

8- المعاهد المصرية في بيت المقدس-١٩٤٦

رحلات من دمشق إلى القدس

أشهر كتبه .. «رحلات من دمشق إلى القدس»: منذ صدر الإسلام اهتم الرحالة العرب الذين وفدوا فلسطين على مر العصور بزيارة أماكنها المقدسة ومعالمها التاريخية ونالت مدينة القدس القسط الأوفر من عنايتهم، وقد دون بعضهم صفحات بالغة الأهمية عن رحلاتهم، ومن أشهر الرحلات التي قام بها أهل الشام إلى فلسطين تلك التي ذكرها الخالدي في كتابه «رحلات من دمشق إلى القدس»، وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى في مدينة يافا عام 1946م، وأعيدت طباعته ضمن سلسلة (آفاق ثقافية مقدسية) التي أصدرتها الهيئة العامة السورية للكتاب بمناسبة اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009م. قدم للطبعة الدمشقية وأعدها الأديب السوري خيري الذهبي، الذي يقول عن هذا الكتاب: «في كتابنا هذا شكل جديد من أدب الرحلات والرحلات الدينية تحديدًا أي الشكل المبسط من الحج، والحج طقس موجود في الكثير من الأديان».‏

ويستعرض الكتاب أربع رحلات دينية من دمشق إلى بيت المقدس، قام بها في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري (السابع عشر ميلادي)، ثلاثة أعلام هم، الشاعر الصوفي والمؤلف الشهير والرحالة عبد الغني النابلسي الدمشقي، وكانت رحلته من دمشق إلى بيت المقدس وما حواليها ذهابًا وإيابًا في عام (1101هـ ـ 1689م)، والشيخ مصطفى البكري الصديقي الدمشقي، وهو باحث ورحالة وتلميذ للنابلسي، قام برحلتين الأولى عام (1122هـ ـ 1710م) والثانية في (1126هـ ـ 1714م)، وأما الرحالة الثالث فهو الشيخ مصطفى أسعد اللقيمي، ولد في دمياط سنة (1105هـ ـ 1693م) ونزل دمشق وفيها توفي عام (1178هـ ـ 1764م)، وقد قام برحلته التي أسماها «سوانح الأنس برحلتي لوادي القدس» عام (1143هـ ـ 1730م)، وهو من مريدي الشيخ مصطفى البكري، وقد اجتمع به القدس.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تحقيقات

1. ترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام، تأليف: عز الدين السلمي، القدس ـ 1940م. وقد ذكره المرحومان الأستاذان يعقوب العودات وأحمد عمر شاهين الكتاب بعنوان ثانٍ هو: «ترغيب الأنام في سكنى الشام».

2.مثير الغرام بفضائل القدس والشام، تأليف: أحمد بن محمد المقدسي ـ القسم الأخير، يافا ـ 1946.

3.الإعلام بفضائل الشام، تأليف: أحمد بن علي المغني، القدس ـ 1946م. «تحقيق أضاف إليه ملحقًا في تراجم الصحابة والتابعين الذين نسبوا إلى الشام أو نزلوا بها أو استشهدوا فيها».

4. فضائل بيت المقدس للواسطي.

ترجمة

1.طرق التدريس المثلى، تأليف: (بجلي) ـ [ Begley]، ترجمه وشرحه وعلق عليه، القدس ـ 1937م.

2.أقنعة الحب، د. شتايكل، مكتبة فلسطين العلمية، القدس ـ 1946م.

3.الحياة العقلية، تأليف: (وود ورث)، مصر.

4.الطريقة المنتسورية في التربية والتعليم، تأليف: (ي.ج. هولمز)، القدس.

مخطوطات لم تنشر

1.تاريخ المعاهد الإسلامية، (ثمانية مجلدات)، تناول فيه تطور الثقافة عند العرب والمسلمين في جميع معاهدهم.

2.تاريخ بيت المقدس.

3.الأردن في التاريخ الإسلامي.

ويذكر (الجندي) أن الأستاذ أحمد سامح الخالدي اشترك مع قرينته السيدة عنبرة سلام في وضع كتاب بعنوان: «تأثير النساء في المدينة العربية» .

جوائز وتكريمات

  • يحمل أحمد سامح الخالدي وسام عضو في الإمبراطورية البريطانية.
  • منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون من منظمة التحرير الفلسطينية في ديسمبر 1990.

رسائل عنه

  • رسالة من خليل السكاكيني لأحمد سامح الخالدي تهنئه بزواج أخيه حسن شكري
  • رسالة أحمد سامح الخالدي سنة 39
  • نهاية رسالة احمد سامح سنة 39، أحمد الخالدي يختم رسالته بالاشارة للمشاغل الكثيرة التي لديه في القدس.

المراجع

  • أحمد عمر شاهين، موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين، دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية ـ طبعة أولى: 1992م.
  • عجاج نويهض، رجال من فلسطين، منشورات فلسطين المحتلة، بيروت ـ طبعة أولى: 1981.
  • د.عبد الرحمن ياغي ، حياة الأدب الفلسطيني الحديث «من أول النّهضة وحتى النكبة»، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت ـ 1981م.
  • د. قسطندي شوملي وآخرون، الموسوعة الصحفية العربية، (6 أجزاء، [الجزء السادس ـ المجلد الثاني]: (الصومال، قطر، السودان، السعودية، فلسطين، موريتانيا)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس ـ 1999م.
  • ذكر الدكتور كامل السوافيري في كتابه «الأدب العربي المعاصر في فلسطين» أنه ولد عام (1895م)، وذكر نويهض أنه: «عاش 53 عامًا، ولعل مولده عام 1899م». ولكن الأستاذ وليد راغب الخالدي يذكر في الموقع الالكتروني لـ(آل الخالدي) أن المرحوم (أحمد سامح الخالدي) ولد في العام (1896م)، وهو ما أجمعت عليه أغلب المصادر.
  • مدرسة المطران: هي مدرسة (سان جورج) في مدينة القدس، وقد اشتهرت شعبيًا باسم «مدرسة المطران»، نسبة إلى المطران الثاني (صموئيل غوبات)، وهو أحد المطارنة الإنكليز للتبشير الإنجيلي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان قد عُيّن سنة 1846م.
  • خليل طوطح (1887- 1955م): ولد عام 1887م في رام الله، وتلقى فيها دروسه الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة «برمانا» الانكليزية» في لبنان حيث حصل على شهادة الدراسة الثانوية. انتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية فدرس في جامعة «هارفرد» وتخرج منها كما اكتسب الجنسية الأميركية. وفي الحرب العالمية الأولى انخرط في الجيش الأميركي وعاد بعد نهاية الحرب إلى فلسطين وتولى إدارة «دار المعلمين» في بيت المقدس. وبعد انفكاكه عن العمل في «دار المعلمين» رجع إلى الولايات المتحدة ونال الدكتوراه في التربية. عاد ثانية إلى فلسطين عام 1926م وعلّم في مدرسة «الفرندز» في رام الله وتسلم إدارة المدرسة عام 1933م وظل يعمل فيها حتى سنة 1944م. وفي أواخر الحرب العالمية الثانية عاد إلى الولايات المتحدة وانشغل بطرح القضية الفلسطينية لدى المراجع الرسمية الأميركية والشعب الأميركي، وبعد أن تخلى الدكتور فيليب حِتي عن إدارة «معهد الشؤون العربية الأميركي» في نيويورك تولاه د. طوطح وقام بأعبائه، له عدة مؤلفات أبرزها: «تطوير فلسطين الحديث»، و«فلسطين تروي قصة التوراة»، و«ديناميت في الشرق الأوسط»، (ترجمة)، دار العلم للملايين، بيروت.
  • الكلية العربية: أحدثت في مدينة القدس، وكانت مدة الدراسة فيها سنتان بعد إتمام الدراسة الثانوية، وتنقسم الدراسة فيها إلى علمية وأدبية. وكانت إدارة الكلية تمنح إلى جانب الشهادة العليا المتوسطة دبلومًا في التربية والتعليم بقسميها النظري والعملي. د. 9-قسطندي شوملي وآخرون، الموسوعة الصحفية العربية، مصدر سبق ذكره.
  • يذكر العودات في كتابه «من أعلام الفكر والأدب في فلسطين» أن لجنة اليتيم العربية تألفت من السادة: أحمد سامح الخالدي (رئيسًا) الدكتور يوسف هيكل (سكرتيرًا) رجائي الحسيني (أمينًا للصندوق) شفيق منصور (نائبًا لأمين الصندوق) ميشيل أبيكاريوس، شبلي الجمل، أحمد طوقان، أحمد خليفة، أحمد القاسم، نصوح بيضون (أعضاء).
  • صائب سلام (1905 ـ 2000م): سياسي ورجل أعمال لبناني، يعتبر من أهم رجال الدولة في سنوات ما قبل الحرب الأهلية. شغل عدة مرات منصب رئيس الحكومة بين ( 1952 و1973م) في عهد 4 رؤساء مختلفين. بدأ نشاطه في المجال السياسي في عام 1936 وقاوم الانتداب الفرنسي وعُيّن وزيرًا للمرة الأولى عام 1946م. انتخب سلام عضوًا بالبرلمان للمرة الأولى في عام 1943م (بعد عام من حصول لبنان على الاستقلال عن الانتداب الفرنسي). أسس عام 1945م شركة «طيران الشرق الأوسط».
  • د. كامل السوافيري، الأدب العربي المعاصر في فلسطين (1860 ¬– 1960)، الناشر غير مذكور، ـ طبعة ثانية: 1987م.
  • د.عدنان أبو غزالة، الثقافة القومية في فلسطين خلال الانتداب البريطاني، (ترجمه عن الانكليزية: د. حسني محمود)، مكتبة الأدب والثقافة الفلسطينية ـ سلسلة دراسات ـ (5)، الوكالة العربية للنشر والتوزيع، الأردن/الزرقاء ـ 1984م.
  • المصدر السابق.
  • صادف العام (2010م) ذكرى مرور العام العاشر بعد المائة على تأسيس المكتبة الخالدية في مدينة القدس الشريف، حيث افتتحت المكتبة رسميًا عام 1318هـ ـ 1900م في موقعها الحالي في طريق باب السلسلة المطل على حائط البراق، وهو الطريق المؤدي إلى أحد أبواب الحرم الشريف الرئيسة.

ويجمع المؤرخون والباحثون الفلسطينيون والعرب على أن المكتبة الخالدية هي أجلّ وأعظم المكتبات في القدس بل في فلسطين جميعًا، ولا يزال المقدسيون يجدون فيها كهفًا منيعًا وملاذًا قويًا وطودًا أشمًا ومنارًا كان يعشوا إلى ضوءه الحيارى. وتعود أقدم مخطوطة في المكتبة إلى القرن الحادي عشر وهي تتناول الشريعة المالكية. ويتوفر في المكتبة عدد كبير نسبيًا من المخطوطات الأصلية، المكتوبة بيد المؤلف نفسه لا النساخ. ويوجد أيضا كتب مزخرفة تدعى بالمَكرُمات مُنِحت كهدايا، من بينها مكرمة منحت لصلاح الدين الأيوبي. كذلك تتواجد في المكتبة كتب مزخرفة في الطب الهندي من القرن الثالث عشر، ومصحف ضخم، مزخرف يعود للقرن السادس عشر. (ينظر مقالنا: «صفحات من تاريخ المكتبة الخالدية في القدس (1900 ـ 2010م)»، مجلة زهرة المدائن، العدد (6) ـ أيلول/ سبتمبر 2010م.).

  • د. وليد الخالدي، المكتبة الخالدية في القدس (1720م -2001م)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت ـ 2002م.
  • عجاج نويهض، رجال من فلسطين، مصدر سبق ذكره.
  • يعقوب العودات (البدوي الملثم)، من أعلام الفكر والأدب في فلسطين، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان ـ طبعة أولى: 1976م.
  • ينظر مقالنا «رواد مقدسيون: الحاج راغب نعمان الخالدي (1866 -1951م).. مؤسس المكتبة الخالدية»، المنشور في الموقع بتاريخ: 15/1/2012م.
  • مجلة العالم الإسلامي (الإنكليزية): أسسها عام 1911م المستشرق المبشر صموئيل زويمر (رئيس جمعيات التنصير في الشرق الأوسط)، وأحد أكبر أعمدة التنصير في العصر الحديث. وما تزال المجلة تصدر إلى الآن من «هارتيفورد»، وهي تهتم بتنصير المسلمين.
  • يذكر الدكتور نزار أباظة ومحمد رياض المالح في كتابهما «إتمام الأعلام (ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي)»، أن مولدها كان في عام 1906م، وهذا غير دقيق، إذ لا يعقل أن تكون قد خُطبت للمناضل اللبناني عبد الغني العريسي، وهي دون العاشرة من عمرها، فالعريسي أعدم عام 1916م. وجاء في «إتمام الأعلام» أنها توفيت عام 1986م.
  • عبد الغني العريسي (1891-1916م): هو عبد الغني محمد بن عبد الرحمن العريّسي، ولد ببيروت عام 1891م. تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه هو ورفاقه يوم السادس من أيار (مايو) 1916م. إثر محاكمة صورية هو ورفاقه استنادًا إلى وثائق مزورة. وقد ترك العريسي عددًا كبيرًا من المقالات الفكرية والسياسية والتربوية تكشف عن مدى ثقافته العميقة، وقوميته الصادقة، واتساع آفاقه الفكرية والسياسية والقومية، وإحساسه العميق بقضايا أمته المصيرية، كما ترجم عن الفرنسية كتاب «البنين» ونشره في المفيد على حلقات مسلسلة. وله كتاب بعنوان «المختار من ثمرات الحياة» اختاره من ديوان الشاعر حسن حسني الطويراني وهو كتاب يحتوي على قصائد شعرية يتحدث فيه عن العاطفة الوطنية، وقد أُشير إليه أحيانًا باسم «ثمرة الحياة».
  • أدهم آل الجندي، أعلام الأدب والفن، (الجزء الثاني)، مطبعة الاتحاد، دمشق ـ طبعة أولى: 1958م.
  • د.عبد الرحمن ياغي ، حياة الأدب الفلسطيني الحديث «من أول النّهضة وحتى النكبة»، مصدر سبق ذكره.
  • مجلة الأديب: مجلة شهرية أدبية، صدرت في بيروت في أول كانون الثاني (يناير) 1942م، صاحبها ومديرها المسؤول ألبير أديب، واستمرت بالصدور حتى وفاة صاحبها عام 1948م، وتشكل مجموعتها تاريخًا للحركة الأدبية والتطور الفكري في المشرق العربي في النصف الثاني من القرن الماضي.
  • مجلة الرسالة: مجلة ثقافية، ترأس تحريرها الأديب المصري أحمد حسن الزيات (1885 ـ 1968م) في عام 1933م، وقد كتب فيها معظم المقالات عن رموز الأدب العربي آنذاك أمثال: مصطفى صادق الرافعي، ومحمود عباس العقاد، وطه حسين، وأبو القاسم الشابي.
  • أحمد عمر شاهين، موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين، مصدر سبق ذكره.
  • أدهم آل الجندي، أعلام الأدب والفن، (الجزء الثاني)، مصدر سبق ذكره.
  • أوس داوود يعقوب، مقالة: «أشهر رحلات الدمشقيين إلى فلسطين وبيت المقدس في القرن العشرين»، مجلة زهرة المدائن، العدد (3) ـ حزيران/ يونيو 2010م.

المصادر

  • أحمد خليل العقاد، من هو، من رجالات فلسطين، مكتب الصحافة والنشر، يافا ـ 1946م.
  • أحمد عمر شاهين، موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين، دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية ـ طبعة أولى: 1992م.
  • أدهم آل جندي، أعلام الأدب والفن، (جزآن)/ مطبعة الاتحاد، دمشق ـ صدر الجزء الأول عام 1954م، والجزء الثاني عام 1958م.
  • د. أنيس صايغ، وأحمد مرعشلي وعبد الهادي هاشم، الموسوعة، (القسم الأول ـ 4 مجلّدات)، [المجلد الأول]، إصدار هيئة الموسوعة الفلسطينية، دمشق ـ 1984م.
  • حسين العودات ويسين الشكر، الموسوعة الصحفية العربية، الجزء الأول: (بلدان المشرق العربي: سورية ـ لبنان ـ فلسطين ـ الأردن)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس ـ 1990م.
  • خير الدين الزركلي، الأعلام، (8 مجلدات) ـ المجلد الأول ـ دار العلم للملايين، بيروت ـ الطبعة الثامنة: 1999م.
  • د. وليد الخالدي، المكتبة الخالدية في القدس (1720م -2001م)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت ـ 2002م.
  • د. عادل مناع ، أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني (1800-1918م)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت ـ الطبعة الثانية: 1995م.
  • د. عبد الرحمن ياغي ، حياة الأدب الفلسطيني الحديث «من أول النّهضة وحتى النكبة»، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت ـ 1981م.
  • عجاج نويهض، رجال من فلسطين، منشورات فلسطين المحتلة، بيروت ـ طبعة أولى: 1981م.
  • د. عدنان أبو غزالة، الثقافة القومية في فلسطين خلال الانتداب البريطاني، (ترجمه عن الانكليزية: د. حسني محمود)، مكتبة الأدب والثقافة الفلسطينية ـ سلسلة دراسات ـ (5)، الوكالة العربية للنشر والتوزيع، الأردن/الزرقاء ـ 1984م.
  • د. قسطندي شوملي وآخرون، الموسوعة الصحفية العربية، (6 أجزاء، [الجزء السادس ـ المجلد الثاني]: (الصومال، قطر، السودان، السعودية، فلسطين، موريتانيا)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس ـ 1999م.
  • د. كامل السوافيري ، الأدب العربي المعاصر في فلسطين (1860 ¬– 1960)، الناشر غير مذكور، ـ طبعة: 1987م.
  • د. نزار أباظة ومحمد رياض المالح، إتمام الأعلام (ذيل لكتاب الأعلام لخير الدين الزركلي)، دار الفكر- دمشق ، ودار صادر- بيروت، ط2 نيسان/أبريل 2003م.
  • يعقوب العودات (البدوي الملثم)، من أعلام الفكر والأدب في فلسطين، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان ـ طبعة أولى: 1976م.

مقالات ودراسات وبحوث

  • أوس داوود يعقوب، مقالة: «أشهر رحلات الدمشقيين إلى فلسطين وبيت المقدس في القرن العشرين»، مجلة زهرة المدائن، العدد (3) ـ حزيران/ يونيو 2010م.
  • أوس داوود يعقوب، مقالة: «صفحات من تاريخ المكتبة الخالدية في القدس (1900 ـ 2010م)»، مجلة زهرة المدائن، العدد (6) ـ أيلول/ سبتمبر 2010م.

3.وليد راغب الخالدي، معطيات خاصة عن المترجم له، من الموقع الالكتروني لـ (آل الخالدي): [www.khalidilibrary.org].


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهوامش