أبو زكريا الأول

Abu Zakariyya Yahya
أبو زكريا يحيى بن حفص
Abu Zakariyya' Yahya I - Hafsids AV Double Dinar 10000506.jpg
دينار ذهبي لأبي زكريا يحيى
سلطان السلطنة الحفصية الأول
العهد1229 – 1249
تبعهمحمد المستنصر
وُلِد1203
توفي5 أكتوبر 1249
السلطنة الحفصية
الأسرة الحفصيين
الأبأبو محمد عبد الواحد بن أبي حفص
الديانةالإسلام

أبو زكريا يحيى بن حفص أبو زكريا يحيى بن عبد الواحد (1203 - 1249) هو مؤسس وأول سلطان للسلالة الحفصية في إفريقية. وهو حفيد الشيخ أبو الحفص زعيم الحناتة والثاني في قيادة الموحدين بعد عبد المؤمن.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

كان والي الموحدين في قابس ثم تونس بحلول عام 1228، بعد أن ورث هذا المنصب في تونس عن والده. وفي عام 1228 تمرد على أخيه عبد الله مما أجبره على السير من تونس إلى القيروان لمواجهة أخيه في المعركة، لكن قواته تخلت عنه وأطاح به أبو زكريا في أواخر يونيو.[1]

تمرد أبو زكريا مرة أخرى على السلطة المركزية بعد أن سمع أن الخليفة الموحد في مراكش المأمون قد أطاح وقتل اثنين من إخوته وأنه ألغى عقيدة ابن تومرت.[2]بالإضافة إلى ذلك، أمر المأمون الأئمة بإهانة ابن تومرت في المساجد وإلغاء الأذان في البربر.[2]


الفتوحات

تحرك أبو زكريا لتوسيع نفوذه في محيط دولته الفتية، وسار بجيشه إلى قسنطينة وبجاية عام 1229.

كان الموحدين منشغلين بالخلافات الداخلية والفتنة والثورات التي كانت تدور في الأندلس وفي المغرب العربي، لذلك لم يواجه أبو زكريا مقاومة تذكر بضم أراضي الموحدين.

الاستقلال عن الموحدين

عاد أبو زكريا إلى تونس بعد حملاته الناجحة وأعلن الاستقلال كملك كامل عام 1229. ثم ضم طرابلس عام 1234، والجزائر عام 1235، ووادي الشلف عام 1236، وأخضع الاتحادات القبلية المهمة للبربر من عام 1235 إلى 1238.

في يوليو 1242 استولى على تلمسان، مما أجبر سلطان تلمسان على أن يصبح تابعًا له، وشكل سلسلة من الدول الصغيرة بين حكمه ودول المغرب العربي.

في ديسمبر من ذلك العام، توفي الخليفة عبد الواحد الثاني، تاركًا أبو زكريا أقوى حاكم في المغرب العربي. في ذلك الوقت احتل الحفصيون أيضًا إمارة سيلماسة الأمازيغية التي احتفظوا بها لمدة 30 عامًا. بنهاية عهده، قامت الأسرة المرينية من المغربية والعديد من الأمراء المسلمين في الأندلس بدفع الجزية له واعترفوا بسلطته الاسمية.

التجارة والعمارة

مئذنة مسجد القصباء، تونس، بُنيت بأمر من أبي زكريا.

أنشأ أبو زكريا عاصمته في تونس حيث بُنيت المساجد والمدارس والأسواق والمباني الأخرى. كان عمله المدرسة الشمعية.[3] ومسجد القصبة.[4]

بدأ العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الإمبراطور فريدريك الثاني ملك شوابيا، تاج أراغو ، بروفانس، مع البندقية، بيزا وجنوة. من عام 1239، اقترب من مملكة صقلية، حيث دفع تكريمًا سنويًا مقابل حرية التجارة وتوريد القمح الصقلي. مع زيادة التجارة البحرية في تونس، أصبحت مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا. في المدينة خلال فترة حكمه لجأ العديد من الفارين من Reconquista، واستقبلوا في بلاطه العديد من أعيان وعلماء الأندلس.

سمح أبو زكريا لليهود الذين اعتنقوا الإسلام بالقوة في العهد الموحد بالعودة إلى اليهودية، ليعيشوا في ظروف طبيعية نسبيًا. المعابد التي أغلقت أو دمرت في عهد الموحدين أعيد فتحها أو إعادة بنائها. لعب اليهود دورًا مهمًا جدًا في السياسة الاقتصادية والتجارة الخارجية التي طورها أبو زكريا.[5]

لواء ماهر، مكنته قدرته على الاستفادة من القوة العسكرية لرجال القبائل من إقامة دولة قوية. جلبت سلالته الحفصية السلام والازدهار والاستقرار إلى تونس.[بحاجة لمصدر]

أعلن خليفته محمد المستنصر نفسه الخليفة عام 1256 واستمر في سياسات والده.


علاقاته الخارجية

أصبحت الدولة الحفصية التي قام عليها مرهوبة الجانب، تسعى الدول الأوروبية إلى كسب ودها، خاصة التي تربطها بها مصالح اقتصادية وسياسية، فعقد مع البندقية، وبيزة، وجنوة معاهدات صداقة، وسلامة في الفترة ما بين سنتي (1231 -1239)، وتضمنت هذه المعاهدات ضمان الأمن المتبادل للملاحة، ووضع لوائح للتبادل التجاري، ومنع فرض المسؤولية الجماعية بصورة آلية على النصارى ومصادرة تركاتهم، والاعتراف بقناصلهم.

مساندة مسلمي الأندلس

تطلَّع المسلمون في الأندلس إلى السلطان الحفصي؛ لحمايتهم من ضربات النصارى الأسبان، فاستنجد به (زيان من مردنيش) أمير بلنسية، بعد أن تعرضت لحصار شديد من ملك أرجونة خايم الأول وبعث إليه سنة 635 هـ/1238 م بسفارة على رأسها وزيره ابن الأبار القضاعي الأديب الأندلسي، فألقى بين يديه قصيدة مبكية، يستصرخه، فيها لنصرة الأندلس وحماية الدين الإسلامي، وهذا مطلعها:

أدرك بخيلك خيل الله أندلساإن السبيل إلى منجاتها درسا
وهب لها من عزيز النصر ما التمستفلم يزل منك عز النصر ملتمسا
عاش ما تعانيه حشاشتهافطال ما ذاقت البلوى صباح مسا
يا للجزيرة أضحى أهلها جرزاللنائبات وأمسى جدها تعسا

وقد تأثر أبو زكريا بهذه القصيدة، فبادر بتجهيز أسطول شحنه بالسلاح، والأقوات، والملابس؛ لإنجاد الثغر الأندلسي، وأقلعت على جناح السرعة من ثغر تونس متجهة إلى بلنسية.

يعتقد المؤرخين أنه لو قدر لهذه النجدة أن تصل إلى المحصورين، وأن تمدهم بالسلاح والأقوات، لكان من الممكن أن تثبت أقدام الشعب المحاصر وتطول مقاومته، لكن هذه النجدة ما كادت تقترب من مياه الثغر المحاصر حتى طاردتها السفن الأرجونية، ومنعتها من دخول الميناء؛ فاضطرت هذه السفن أن تفرغ شحنتها في [دانية (إسبانيا)|دانية]] وتعود أدراجها إلى تونس، ثم ما لبثت المدينة المحاصرة أن استسلمت في 29 سبتمبر 1238.

ازدهار الدولة الحفصية

كان لأبي زكريا عناية بشؤون الاقتصاد بتدبير المال، فامتلأت خزانة الدولة بالأموال حتى إنه ترك 17 مليون دينار عند وفاته للدولة.

وقد استقبلت دولته مسلمي الأندلس الفارين من غزو النصارى، وكان من بينهم مهندسون وحرفيون، يحملون عناصر حضارة راقية، فنقلوا إلى الدولة الحفصية مكونات حضارتهم وثقافتهم، كما تولى بعض الأندلسيين المناصب القيادية في الدولة، مثل ابن الأبار القضاعي الذي تولى الكتابة لأبي زكريا الحفصي.

أدى استقرار الدولة وزيادة مواردها المالية إلى العناية بالشؤون الداخلية، فأنشأ أبو زكريا جامع القصبة وصومعته الجميلة في تونس، ونقش عليها اسمه، وأذن فيها بنفسه ليلة تمامها في 11 يونيو 1223، وبنى مدارس كثيرة، وأنشأ سوق العطارين، وأنشأ مكتبة قصر القصبة التي ضمت 36 ألف مجلد.

وفاته

يصنف المؤرخون أبا زكريا بأنه كان من أبرز رجال القرن السابع الهجري، فقد أنشأ دولة قوية، ونشر الأمن في ربوعها، وقضى على حالة الاضطراب والفتن المزمنة التي لازمت تونس خاصة والمغرب العربي وسواحل المتوسط بشكل عام، وتوالى على حكمها أبناؤه وأحفاده أكثر من ثلاثة قرون، وظل أبو زكريا على شؤون الدولة متوفرا عليها حتى توفي في 5 أكتوبر 1249.


انظر أيضًا

المصادر

  • Julien, Charles-André. Histoire de l'Afrique du Nord, des origines à 1830, Payot, Paris, 1994.
  1. ^ بكار, فرحات محمد إبراهيم (2017). "الهجرات الأندلسية إلى بلاد إفريقية في العهد الحفصي 625 - 932 هـ. = 1222 - 1474 م." مجلة العلوم والدراسات الإنسانية: 45. doi:10.37376/1571-000-027-005.
  2. ^ أ ب Ibn Khaldun. History of Ibn Khaldun part VI.
  3. ^ "Tlemcen: Medersa (Djama-Abd-el-Kassim). Mihrab". Sir Lawrence Alma-Tadema Collection Online. Retrieved 2021-06-18.
  4. ^ Deladrière, R. (1966). "Les Œuvres Manuscrites De Muhyī Al-Dīn Ibn `Arabīla Grande Mosquée Al-Zaytuna De Tunis". Arabica. 13 (2): 168–172. doi:10.1163/157005866x00057. ISSN 0570-5398.
  5. ^ "Jews in Tunisia 03: Arab rule 1229-1543". www.hist-chron.com. Retrieved 2021-06-18.
سبقه
-
السلالة الحفصية
1229–1249
تبعه
محمد المستنصر