أبو اسحق الألبيري

أبو اسحق ابراهيم بن مسعود بن سعد التجيبي الألبيري، (ت. 1067) ويكنى بأبو اسحق وأصله من أهل البيرة، ولد عام 375هـ، الموافق عام 985م، وكان أديبا معروفا وشاعرا مشهورا في أهل غرناطة بالأندلس، ولقد اختلف مع ملك غرناطة، باديس بن حبوس، وأنكر عليه سيطرة اليهود على مقادير مملكة غرناطة، واتخاذه وزيرا من اليهود اسمه صمويل بن النغريلة ثم ابنه يوسف بن النغريلة. فنفاه الملك إلى حصن العقاب قرب البيرة، في جبال البيرة. فألف ابراهيم أبو إسحاق في منفاه قصيدة أدت لثورة أهل صنهاجة على الوزيرين اليهوديين صمويل ويوسف، فقتلوهما، ومطلعها (ألا قل لصنهاجة أجمعين).

وله أكثر من أربعين قصيدة، وكان شعره يتناول الحكم والمواعظ، وأشهر قصائده قصيدته التي أثارت أهل صنهاجة، على ابن نغريلة اليهودي. وتوفي أبو أسحاق في عام 460هـ، الموافق عام 1068م.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

من شعره

ألا قل لصنهاجة

ألا قل لصنهاجة أجمعين بدور الندي وأسد العرين
لقد زل سيدكم زلة تقر بها أعين الشامتين
تخير كاتبه كافرا ولو شاء كان من المسلمين
فعز اليهود به وانتخوا وتاهوا وكانوا من الأرذلين

تعبد

  • أتيتك راجيا يا ذا الجلال .... ففرج ما ترى من سوء حالي
  • عصيتك سيدي ويلي بجهلي .... وعيب الذنب لم يخطر ببالي
  • إلى من يشتكي المملوك إلا .... إلى مولاه يامولى الموالي
  • لعمري ليت أمي لم تلدني .... ولم أغضبك في ظلم الليالي
  • فها أنا عبدك العاصي فقير ... إلى رحماك فأقبل لي سؤالي
  • فإن عاقبت ياربي تعاقب .... محقا بالعذاب وبالنكال
  • وإن تعفو فعفوك قد أراني ... لأفعالي وأوزاري الثقال

ومن شعره قصيدته الفريدة في ذكر العلم وفضله والحث عليه ، قالها في نصح ابن له ، وقد حوت بدائع الحكم والوصايا التي يحتاجها طالب العلم ، يقول :

تفت فؤادك الأيام فتا * * * وتنحت جسمك الساعات نحتا

وتدعوك المنون دعاء صدق * * * ألا يا صاح أنت أريد أنتا

أراك تحب عرسا ذات خدر * * * أبتَّ طلاقها الأكياس بتا

تنام الدهر ويحك في غطيط * * * بها حتى إذا مت انتبهتا

فكم ذا أنت مخدوع وحت * * * متى لا ترعوي عنها وحتى

أبا بكر دعوتك لو أجبتا * * * إلى ما فيه حظك لو عقلتا

إلى علم تكون به إماما * * * مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا

ويجلو ما بعينك من غشاها * * * ويهديك الطرق إذا ضللتا

وتحمل منه في ناديك تاجا * * * ويكسوك الجمال إذا عريتا

ينالك نفعه ما دمت حيا * * * ويبقى ذكره لك إن ذهبتا

هو العضب المهند ليس ينبو * * * تصيب به مقاتل من أردتا

وكنز لا تخاف عليه لصا * * * خفيف الحمل يوجد حيث كنتا

يزيد بكثرة الإنفاق منه * * * وينقص إن به كفا شددتا

فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا

ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا

ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا

فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا

فواظبه وخذ بالجد فيه * * * فإن أعطاكه الله انتفعتا

وإن أعطيت فيه طويل باعٍ * * * وقال الناس إنك قد علمتا

فلا تأمن سؤال الله عنه * * * بتوبيخ : علمتَ فما عملتا

فرأس العلم تقوى الله حقا * * * وليس بأن يقال لقد رأستا

وأفضل ثوبك الإحسان لكن * * * نرى ثوب الإساءة قد لبستا

إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * فخير منه أن لو قد جهلتا

وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ * * * فليتك ثم ليتك ما فهمتا

ستجني من ثمار العجز جهلا * * * وتصغر في العيون إذا كبرتا

وتُفقد إن جهلت وأنت باق * * * وتوجد إن علمت ولو فُقدتا

وتذكر قولتي لك بعد حين * * * إذا حقا بها يوما عملتا

وإن أهملتها ونبذت نصحا * * * وملت إلى حطام قد جمعتا

فسوف تعض من ندم عليها * * * وما تغني الندامة إن ندمتا

إذا أبصرت صحبك في سماء * * * قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا

فراجعها ودع عنك الهوينى * * * فما بالبطء تدرك ما طلبتا

ولا تختَل بمالك والهُ عنه * * * فليس المال إلا ما علمتا

وليس لجاهل في الناس مغن * * * ولو مُلك العراق له تأتا

سينطق عنك علمك في ملاءٍ * * * ويكتب عنك يوما إن كتمتا

وما يغنيك تشييد المباني * * * إذا بالجهل نفسك قد هدمتا

جعلت المال فوق العلم جهلا * * *لعمرك في القضية ما عدلتا

وبينهما بنص الوحي بون * * * ستعلمه إذا طه قرأتا

لئن رفع الغني لواء مال * * * لأنت لواء علمك قد رفعتا

لئن جلس الغني على الحشايا * * * لأنت على الكواكب قد جلستا

وإن ركب الجياد مسومات * * * لأنت مناهج التقوى ركبتا

ومهما افتض أبكار الغواني * * * فكم بكر من الحِكم افتضضتا

وليس يضرك الإقتار شيئا * * * إذا ما أنت ربك قد عرفتا

فماذا عنده لك من جميل * * * إذا بفناء طاعته أنختا

فقابل بالقبول لنصح قولي * * * فإن أعرضت عنه فقد خسرتا

وإن راعيته قولا وفعلا * * * وتاجرت الإله به ربحتا

فليست هذه الدنيا بشيءٍ * * * تسوؤك حقبة وتسر وقتا

وغايتها إذا فكرت فيها * * * كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا

سجنتَ بها وأنت لها محب * * * فكيف تحب ما فيه سجنتا

وتطعمك الطعام وعن قريب* * * ستطعم منك ما فيها طعمتا

وتعرى إن لبست بها ثيابا * * * وتكسى إن ملابسها خلعتا

وتشهد كل يوم دفن خل * * * كأنك لا تراد لما شهدتا

ولم تخلق لتعمرها ولكن * * * لتعبرها فجد لما خلقتا

وإن هدمت فزدها أنت هدما * * * وحصن أمر دينك ما استطعتا

ولا تحزن على ما فات منها * * * إذا ما أنت في أخراك فزتا

فليس بنافع ما نلت منها * * * من الفاني إذا الباقي حرمتا

ولا تضحك مع السفهاء يوما * * * فإنك سوف تبكي إن ضحكتا

ومن لك بالسرور وأنت رهن * * * وما تدري أتُفدى أم غللتا

وسل من ربك التوفيق فيها * * * وأخلص في السؤال إذا سألتا

وناد إذا سجدت له اعترافا * * * بما نادا ذو النون ابن متى

ولازم بابه قرعا عساه * * * سيفتح بابه لك إن قرعتا

وأكثر ذكره في الأرض دأبا * * * لتُذكر في السماء إذا ذكرتا

ولا تقل الصبا فيه امتهال * * * ونكر كم صغير قد دفنتا

وقل يا ناصحي بل أنت أولى * * * بنصحك لو لفعلك قد نظرتا

تقطعني على التفريط لوما * * * وبالتفريط دهرك قد قطعتا

وفي صغري تخوفني المنايا * * * وما تدري بحالك حيث شختا

وكنت مع الصبا أهدى سبيلا * * * فما لك بعد شيبك قد نكثتا

وها أنا لم أخض بحر الخطايا * * * كما قد خضته حتى غرقتا

ولم أشرب حُميا أم دفرٍ * * * وأنت شربتها حتى سكرتا

ولم أنشأ بعصر فيه نفع * * * وأنت نشأت فيه وما انتفعتا

ولم أحلل بواد فيه ظلم * * * وأنت حللت فيه وانتهكتا

لقد صاحبتَ أعلاما كبارا * * * ولم أرك اقتديت بمن صحبتا

وناداك الكتاب فلم تجبه * * * ونبهك المشيب فما انتبهتا

ويقبح بالفتى فعل التصابي * * * وأقبح منه شيخ قد تفتا

ونفسك ذم لا تذمم سواها * * * لعيب فهي أجدر من ذممتا

وأنت أحق بالتفنيد من * * * ولو كنت اللبيب لما نطقتا

ولو بكت الدما عيناك خوفا * * * لذنبك لم أقل لك قد أمنتا

ومن لك بالأمان وأنت عبد * * * أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا

ثقلت من الذنوب ولست تخشى * * * لجهلك أن تخف إذا وزنتا

وتشفق للمصر على المعاصي * * * وترحمه ونفسك ما رحمتا

رجعت القهقرى وخبطت عشوى * * * لعمرك لو وصلت لما رجعتا

ولو وافيت ربك دون ذنب * * * ونوقشت الحساب إذاً هلكتا

ولم يظلمك في عمل ولكن * * * عسير أن تقوم بما حملتا

ولو قد جئت يوم الحشر فردا * * * وأبصرت المنازل فيه شتى

لأعظمت الندامة فيه لهفا * * * على ما في حيتك قد أضعتا

تفر من الهجير وتتقيه * * * فهلا من جهنم قد فررتا

ولست تطيق أهونها عذابا * * * ولو كنت الحديد به لذبتا

ولا تنكر فإن الأمر جد * * * وليس كما حسبت ولا ظننتا

أبا بكر كشفت أقل عيبي * * * وأكثره ومعظمه سترتا

فقل ما شئت في من المخازي * * * وضاعفها فإنك قد صدقتا

ومهما عبتني فلفرط علمي * * * بباطنه كأنك قد مدحتا

فلا ترض المعايب فهو عار * * * عظيم يورث المحبوب مقتا

وتهوي بالوجيه من الثريا * * * ويبدله مكان الفوق تحتا

كما الطاعات تبلك الدراري * * * وتجعلك القريب وإن بعدتا

وتنشر عنك في الدنيا جميلا * * * وتلقى البر فيها حيث شئتا

وتمشي في مناكبها عزيزا * * * وتجني الحمد فيما قد غرستا

وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ* * * ولا دنست ثوبك مذ نشأتا

ولا سابقت في ميدان زورٍ * * * ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا

فإن لم تنأ عنه نشبت فيه * * * ومن لك بالخلاص إذا نشبتا

تدنس ما تطهر منك حتى * * * كأنك قبل ذلك ما طهرتا

وصرت أسير ذنبك في وثاق * * * وكيف لك الفكاك وقد أُسرتا

فخف أبناء جنسك واخش منهم * * * كما تخشى الضراغم والسبنتا

وخالطهم وزايلهم حِذارا * * * وكن كالسامري إذا لُمستا

وإن جهلوا عليك فقل سلام * * * لعلك سوف تسلم إن فعلتا

ومن لك بالسلامة في زمان * * * تنال العصم إلا إن عصمتا

ولا تلبث بحي فيه ضيمٌ * * * يميت القلب إلا إن كُبلتا

وغرب فالتغرب فيه خير * * *وشرق إن بريقك قد شرقتا

فليس الزهد في الدنيا خمولا * * * لأنت بها الأمير إذا زهدتا

ولو فوق الأمير تكون فيها * * * سموا وارتفاعا كنت أنتا

فإن فارقتها وخرجت منها * * * إلى دار السلام فقد سلمتا

وإن أكرمتها ونظرت فيها * * * لإكرام فنفسك قد أهنتا

جمعتُ لك النصائح فامتثلها * * * حياتك فهي أفضل ما امتثلتا

وطولتُ العتاب وزدت فيه * * * لأنك في البطالة قد أطلتا

ولا يغررك تقصيري وسهوي * * * وخذ بوصيتي لك إن رشدتا

وقد أردفتها تسعا حسانا * * * وكانت قبل ذا مائة وستا

وصلى على تمام الرسل ربي * * * وعترته الكريمة ما ذكرتا

الهامش

Crystal Clear app Community Help.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.