التمايز الجنسي

(تم التحويل من تمايز جنسي)
Sexual differentiation
2915 Sexual Differentation-02.jpg
Differentiation of the male and female reproductive systems does not occur until the fetal period of development.
المصطلحات التشريحية

التمايز الجنسي Sexual differentiation يظهر في الكائنات الحية وفق مستويات مختلفة، هي:

1 ـ التمايز الجنسي المنشيء، ويتحدد بحسب طبيعة المناسل gonads، حيث تتمايز الخلايا المنشئة الأولية إلى أعراس ذكرية أو أنثوية وفقاً لتموضعها داخل المنسل الجنيني.

2 ـ والتمايز الجنسي الأولي الذي يتضمن تشكل المسالك التناسلية التي تقوم بنقل الأعراس وتشكل الأعضاء التناسلية الخارجية، ويرتبط هذا النمط من التمايز بالصبغيات.

3 ـ والتمايز الجنسي الثانوي الذي يضم كل التفاصيل الشكلية للجسم التي تميز الجنسين بعضهما عن بعض، إذ يمتلك ذكر الثدييات مثلاً القضيب والحويصلات المنوية وغدة البروستات وزيادة في نمو الغضروف الصوتي وحجم العضلات وقوتها، وفي نمو الشعر في أماكن خاصة من الجسم، وتمتلك الأنثى المهبل والرحم والغدد الثديية. ويخضع ظهور هذه الصفات لتأثير الهرمونات المفرزة من المناسل.

وتلاحظ الصفات الجنسية الثانوية لدى الحيوانات المختلفة أيضاً، التي منها ما يخص الذكورة مثل لبدة الأسد وقرون الأيل وقرون الكبش وخشونة مؤخرة بعض القرود، والأنياب الناتئة لفيل البحر والرياش براقة الألوان لبعض الطيور وخشونة الأصابع لذكور بعض الضفادع وأكياسها الصوتية وجيب الحضن الموجود لدى ذكر حصان البحر.

ويجب التنويه بأن الصفات الجنسية الثانوية لا تكون واضحة بشكل دائم، فهي لا تكون بادية للعيان لدى الفأر، مثلاً، ولا تسمح بتحديد الجنس حسب المظهر الخارجي. وكذلك الحال لدى بعض الطيور (الحمام).

إن مجمل هذه الصفات الجنسية المنشئة والجسدية الأولية والجسدية الثانوية هي التي تحدد الجنس التناسلي للفرد. ويتم ذلك بشكل تدريجي، يبدأ خلال الحياة الجنينية، ويأخذ شكله النهائي بعد البلوغ.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تطور جهاز التوالد لدى الفقاريات

الفقاريات حيوانات منفصلة الجنس، ولا تبدي حالة الخنوثة إلا بشكل نادر جداً. ويبدأ تطور المناسل لديها من حالة جنينية غير متمايزة، لكنها تنمو فيما بعد في أحد اتجاهين: إما أن تتطور إلى مبيض وإما إلى خصية، مما يؤدي إلى تحديد الجنس. كما أنه خلال الحياة الجنينية، وقبل التمايز إلى ذكر أو أنثى، يمتلك الجنين نظامين للأقنية، أحدهما قناة مولَّر ductus mullerian والآخر هو قناة فولف ductus wolffian. يحرض هرمون الإستروجين المنتج من المبيض، تطورَ قناة مولَّر إلى قناتي المبيض والرحم والمهبل، ويؤدي تشكل الخصى إلى إفراز هرمونين: الهرمون المضاد لهرمون قناة مولَّر، ووظيفته تخريب النسج المشتقة من هذه القناة، وهرمون التستوسترون الذي يمنح الجنين الذكورة، وذلك بتحريضة تطور قناة فولف لتُشَكِل القضيب والصفن وأجزاء أخرى من جسم الذكر يتكون المنسل اللامتمايز لدى الثدييات، من مكونين اثنين،

1ـ الأَديمُ المُتَوَسِّط للحافة التناسلية genital ridge التي تتطور إلى قشرة خارجية ولب داخلي. تمتلك القشـرة إمكانـاً أنثوياً، في حين يبدي اللب إمكاناً ذكرياً، ويرسخ التمايز الجنسي إحدى البداءتين، ويعمل على تراجع البداءة الأخرى. فحين يبدأ التركيب الوراثي الجنسي للفرد (XX للأنثى، XY للذكر) بالتأثير في الشكل الظاهري للمنسل، توجه الصبغيات الجنسية المنسل اللامتمايز، ليتطور في اتجاهين مختلفين: التمايز إلى خصية بنمو اللب وتضاعفه المترافق مع ضمور في القشرة، والتمايز إلى مبيض بتمايز خلايا القشرة ونموها وضمور اللب. ـ الخلايا الجنسية الأوليةوهي الخلايا التي تتطور إلى نطاف في الذكور وإلى بيوض في الإناث.


الجنس الجيني

يتحدد الجنس الجيني لدى الحيوانات منذ الإخصاب الذي يتم باتحاد العروس الذكرية بالعروس الأنثوية، إذ تحمل هذه الأعراس طابعين نوويين (جينومين genome) مختلفين مكـوَّنين من الصبغيات الجسدية المتماثلة في كل من الأعراس الذكرية والأنثوية، والصبغيات الجنسية التي تختلف في كل من هذين النمطين من الأعراس.

يتكون الطابع النووي للإنسان من 44 صبغياً جسدياً، إضافة للصبغي X والصبغي Y لدى الذكر، و44 صبغياً جسدياً والصبغيين X لدى الأنثى. لذلك يشكل الذكر نمطين من النطاف: أحدهما يمتلك 22 صبغياً جسدياً والصبغي الجنسي X، والآخر 22 صبغياً جسدياً والصبغي الجنسي Y، في حين تشكل الإناث نمطاً واحداً من البيوض تمثل 22 صبغياً جسدياً و الصبغي الجنسي X.

وهكذا يتـم الإخصاب وفق احتمالين: إخصاب بيضة تحتوي 22 صبغياً جسدياً +X، بنطفة تمتلك 22 صبغياً جسدياً +X وتتشكل بيضة ذات 44 صبغياً جسدياً +2X، تتطور لتعطي أنثى؛ وإخصاب بيضة تحتوي 22 صبغياً جسدياً +X، بنطفة تمتلك 22 صبغياً جسدياً +Y وتتشكل بيضة ذات 44 صبغياً جسدياً +YX، وهذه البيضة سوف تتطور إلى ذكر. وهكذا نرى أن تحديد الجنس الجيني يتم عند الإخصاب، ويؤكد ذلك حجج خلوية وأخرى فيزيولوجية.

ترتبط الحجج الخلوية باكتشاف الصبغيات المتخالفة المتمثلة بالصبغيين X وY عند الذكـر (الحشرات وعدد من القشريات ومعظم الثدييات)، أو Z وW عند الأنثى (عدد من الحشرات والبرمائيات والزواحف والطيور)، في حين ترتبط الحجج الفزيولوجية بتعدد الأجنة وتعدد الإباضة. فالأجنة المتعددة الناتجة من بيضة مخصبة واحدة تعطي أفراداً متماثلة الجنس، بينما تعدد الإباضة يمكن أن تنتج عنه أفراد يمكن أن تكون مختلفة الجنس.

آلية التمايز الجنسي

يتوافق التمايز الجنسي، عموماً، مع التمايز الجيني، كما رأينا سابقاً. إلا أن بعض حالات الانقلاب الجنسي الكاملة أو الجزئية، الطبيعية أو التجريبية، تبرهن على تأثر الجنس التناسلي ببعض المواد، فقد تبين أن خصية الضفادع المذنبة تلغي تنامي مبيض الشريك المؤنث وتحوله إلى منسل عقيم، وكذلك الأمر بالنسبة للضفادع عديمة الذنب، لكن هنا يكون الأمر منوط بالمسافة الفاصلة بين مناسل الشريكين. وهذا يشير إلى أنه أثناء تمايز المناسل يتم إرسال مادة جنينية أو مُحَرِّض جنيني من الشريك الذكر إلى داخل الأنثى، يكون انتشارها مرتفعاً لدى الضفادع المذنبة وقادراً على تثبيط تنامي المناسل لديها، حتى على تحريض انقلاب الجنس التناسلي، في حين يكون منخفضاً لدى الضفدع ومعدوماً لدى ضفدع العلجوم. وقد كُشف عن هرمونات جنينية مماثلة لدى الطيور.

وتمارس الهرمونات الستيروئيدية دوراً في تمايز المنسل الجنيني، وهي تختلف عن المواد الجنينية التي ذكرت سابقاً. كما يتوقف تأثير هذه الهرمونات في درجة التمايز الجنيني، فلا تمارس الهرمونات الجنسية أي تأثير في التمايز الجنسي لمناسل الفقاريات العليا ذات التمايز الجنيني الواضح، بينما يسمح التمايز الجنيني الضعيف لدى الفقاريات الدنيا، للهرمونات الجنسية بتوجيه التمايز الجنسي إلى الجنس المعاكس للجنس الجيني.

التمايز الجنسي لدى اللافقاريات

قدمت اللافقاريات إيضاحات قيمة في ما يتعلق بفيزيولوجيا التمايز الجنسي، وذلك من خلال الكشف عن حالات مختلفة من الخنوثة الجنسية. فلدى محار المياه العذبة، والحلقيات كثيرات الأشعار، يكون الحيوان الفتي ذكراً، ثم يتحول إلى أنثى حين يشيخ، وهذه هي حالة الخنوثة المتعاقبة.

ولدى الحلقيات تقدم قليلات الأشعار حالة مختلفة من الخنوثة. فقد بُرهن تجريبياً على أن المناسل لا تمارس أي تأثير في ظهور الصفات الجنسية الثانوية، التي يشترط ظهورها إفراز هرمون البلوغ الذي يتم بوجود تغذية وافرة. يؤدي الصيام المطول لدى بعض أنواع دودة الأرض إلى تنكس المناسل. واستبدال هذا الصيام بتغذية كاملة، يعيد للمناسل القدرة على تكون الأعراس، مع إمكانية تحول الخصية إلى مبيض.

التمايز الجنسي لدى الحشرات: تتشابه الثدييات والحشرات في كونها تستعمل نظام XX/XY للتمايز الجنسي. ومع ذلك تختلف آليات التمايز الجنسي في كلتا المجموعتين اختلافاً كبيراً. لدى الثدييات يقوم الصبغي Y بدور أساسي في تحديد جنس الذكر، ولذلك تكون الأفراد XO إناثاً عقيمةً. أما لدى ذبابة الفاكهة فيتحقق التمايز الجنسي بالتوازن بين المحدِّدات الموجودة على الصبغي الجنسي X والمحدِّدات الذكرية الموجودة على الصبغيات الجسدية. فإذا امتلكت الحشرة صبغياً X واحداً في الخلية مضاعفة الصيغة الصبغية (1X:2A) يكون الفرد ذكراً. أما إذا امتلكت صبغيين X في الخلية مضاعفة الصيغة الصبغية (2X:2A) فالفرد يكون أنثى، وبذلك تكون الأفراد XO ذكوراً عقيمةً.

يلاحظ، لدى ذبابة الفاكهة والحشرات أحياناً أفراد يتكون جسمها من مناطق مؤنثة وأخرى مذكرة، وذلك بسبب فقدان الصبغي X من نواة إحدى الخلايا الجنينية. وبالنتيجة فإن جميع الخلايا الناتجة عن هذه الخلية هي مذكرة (XO) بدلاً من أن تكون مؤنثة (XX). وبسبب عدم وجود الهرمونات الجنسية لدى الحشرات لتعدل من هذه الظواهر، فإن كل خلية تميل لتصنع مصيرها الجنسي الخاص بها، فتصنع الخلايا XO الصفات الذكرية، في حين تصنع الخلايا XX الصفات المؤنثة. وتقدم هذه الحالة مثالاً جيداً على الارتباط بين الصبغي X والجنس. إن الصبغي Y لدى الحشرات لا يؤدي أي دور في التمايز الجنسي، وهو ضروري فقط من أجل تحقيق الخصوبة لدى الذكور. لذلك يكون هذا الصبغي فعالاً فقط خلال مرحلة تشكل النطاف.

التمايز الجنسي لدى القشريات

يمتلك كل من ذكر القشريات Crustacea وأنثاها البنية الجينية ذاتها التي تسمح بالتمايز الذاتي إلى أنثى، إلا أن امتلاك الذكر للغدة المُذَكِّـرة androgen gland وعدم وجودها لدى الأنثى، يؤدي إلى تثبيط تطور المبيض وتحريض تطور الخصية. فاغتراس الغدة المذَكِّرة داخل التجويف التاموري لأنثى النوع أوركستيا غاماريله Orchestia gammarella من طرفيات الأرجل Amphipoda يؤدي إلى تحولها إلى ذكر حيث تتحول المبايض إلى خصى، أما اغتراس مبيض داخل ذكر مجرد من الغدة المذَكِّرة، فيؤدي إلى توقف تطور الخصى داخل هذا الحيوان مع محافظة المبيض على بنيته وعلى وظيفته. وعند اغتراس المبيض داخل ذكر طبيعي، يتحول المبيض إلى خصية، وهذا يشير إلى أن الغدة المذكرة تمارس دوراً كبيراً على المنسل لتحوله إلى خصية، إضافة إلى تأثيرها في الصفات الجنسية الثانوية.

انظر أيضا

المصادر

سعاد العقلة. "التمايز الجنسي". الموسوعة العربية.

  • Gil, E. & Cavanagh Johnson, T. (1993). Sexualized children – Assessment and treatment of sexualized children and children who molest. Launch Press.

قرءات إضافية

Attwood, F. (2006) ‘Sexed up: Theorizing the Sexualization of Culture’, Sexualities 9(1): 77-94.

Attwood, F. (2009) Mainstreaming Sex: The Sexualization of Western Culture. London: I.B. Tauris.

Buckingham, D. & Bragg, S. (2004) Young People, Sex and the Media: The Facts of Life?. Basingstoke & New York: Palgrave Macmillan.

Duits, L. & van Zoonen, L. (2006) ‘Headscarves and Porno-Chic: Disciplining Girls' Bodies in the European Multicultural Society’, European Journal of Women’s Studies 13(2): 103-117.

Egan, R. D. & Hawkes, G. (2009) 'The problem with protection: Or, why we need to move towards recognition and the sexual agency of children', Continuum 23(3: 389-400.

Egan, R. D. & Hawkes, G. (2008) ‘Endangered girls and incendiary objects: Unpacking the discourse on sexualization’, Sexuality and Culture 12(4): 291-311.

Evans, A., Riley, S., & Shankar, A. (2010). Technologies of Sexiness: Theorizing Women's Engagement in the Sexualization of Culture. Feminism and Psychology, 20(1), 114-131.

Gill, R. (2003) ‘From Sexual Objectification to Sexual Subjectification: The Resexualisation of Women’s Bodies in the Media’, Feminist Media Studies 3(1): 100-106.

Hawkes, G. & Egan, R.D. (2008) ‘Landscapes of erotophobia: The sexual(ized) child in the postmodern anglophone West’, Sexuality and Culture 12(4): 193-203.

McNair, B. (1996) Mediated Sex: Pornography and Postmodern Culture. London & New York: Arnold.

McNair, B. (2002) Striptease Culture: Sex, Media and the Democratization of Desire. London & New York: Routledge.

Paasonen, S. et al. (eds.) (2007) Pornification: Sex and Sexuality in Media Culture. Oxford: Berg.