مصالي الحاج

مصالي الحاج

مصالي الحاج (16 مايو 1898 بتلمسان - 30 يونيو 1974 بفرنسا) زعيم وطني جزائري كان أول من طالب بالاستقلال عن فرنسا منذ العشرينات، وهو مؤسس أول حزب سياسي وطني نجم شمال إفريقيا الذي تحول إلى حزب الشعب الجزائري، ثم إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية وأخيرا حزب الحركة الوطنية الجزائرية. لقب ب "أبو الأمة". تمسك بالنضال السياسي معارضا أي نشاط مسلح.

جند في الحرب العالمية الأولى ثم استقر في فرنسا حيث أسس عام 1926 مع إخوانه حزب نجم شمال أفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري في 11 مارس 1937. سجن مرات عديدة في فرنسا والجزائر، كما نفي إلى برازافيل عام 1945 أسسفي نوفمبر 1946 نادى باستقلال الجزائر منذ العشرينات، مات بفرنسا في 3 جوان 1974.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بداياته

ولد أحمد مصالي الحاج في مدينة تلمسان بالرحيبة من أب إسكافي، وكانت عائلته تشتغل في الحرف والفلاحة [1]، وقد تلقى تكوينا يحترم التقاليد ومبادئ الدين الإسلامي وكان من الطريقة الدرقاوية [1]. جند لأداء الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي عام 1918، وشارك في الحرب العالمية الأولي في الجيش الفرنسي ثم عاد إلي الجزائر عام 1921، حيث تلقى صعوبات في الحصول على العمل، فاضطر إلي العودة إلي فرنسا في أكتوبر 1823 وهو في سن الخامسة والعشرين [2]. وهناك زاول بعض الأعمال في مصانع باريس، وبدأ نشاطه من خلال النقابات، واكتسب في هذه الفترة تجربة العمل السياسي مستفيدا من خبرات الإدارة والتنظيم والاتصال والقيادة. وفي هذه الفترة اقترب من الحزب الشيوعي الفرنسي [3].


الزعيم الوطني

  • في جوان عام 1926 أسس مصالي الحاج حزب نجم شمال أفريقيا، وتولى كتابته العامة وآلت إليه رئاسة الحزب في العام الموالي 1927، وكان حزب النجم مفتوحا أمام أقطار المغرب العربي الثلاثة، حتى تولى قيادته عدد من التونسيين من بينهم في العشرينات الشاذلي خير الله الذي شارك باسم الحزب في المؤتمر المضاد للامبريالية المنعقد في بروكسال عام 1927 [1]. كما كانت مطالب حزب النجم تهم الأقطار الثلاثة تونس والجزائر والمغرب، مدافعا عن مصالح مسلمي شمال إفريقيا المادية والمعنوية والاجتماعية، وعلى رأس المطالب التي رفعها حزب نجم شمال إفريقيا الاستقلال الوطني لأول مرة عام 1927 [1]، ولذلك اعتبر مصالي الحاج رائدا للاستقلال. ونتيجة ذلك تعرض مصالي الحاج للسجن أكثر من مرة، وتم حل حزبه في نوفمبر 1929، قبيل بضعة أشهر من احتفال فرنسا بمائوية احتلالها للجزائر [1]، فتحول الكثير من أعضائه إلي العمل السري. وفي تلك الفترة وجه مصالي الحاج مذكرة إلى عصبة الأمم كشف فيها اعتمادا على الأرقام عن فشل الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وقد قامت جريدة الحزب، الأمة بنشر هذه الوثيقة [1] وفي عام 1933 أضيفت عبارة (المظفر) إلى اسم حزب النجم وعاد إلى النشاط من جديد [1] وأصبح نشاطه يقترن مع نشاط مصالي الحاج.
  • في فيفري 1934 شارك النجم في المظاهرات المضادة للفاشية التي نظمتها القوى اليسارية والعمالية الفرنسية، وألقي على مصالي الحاج القبض يوم 1 نوفمبر من نفس السنة وحكم عليه بستة أشهر [1] ، وقع حل الحزب ليسمى الاتحاد الوطني لمسلمي شمال إفريقيا [1] وانتخب مصالي الحاج رئيسا له في فيفري 1935، ومثل أمام القضاء من جديد في ماي من نفس السنة، ثم فر إلى سويسرا حيث تعرف على شكيب أرسلان [1].

وبعد أن صعدت الجبهة الشعبية إلى الحكم بفرنسا عام 1936، عاد مصالي الحاج إلى الجزائر في 2 أوت ليقوم بالدعاية لحزب الاتحاد الوطني لمسلمي شمالي أفريقية. ونتيجة القلق من تنامي نشاطه قامت السلطات الفرنسية بحله في 12 يناير 1937. فأسس مصالي يوم 11 مارس 1937 حزب الشعب الجزائري الذي نشط فيما بين 1937 و1939. بينما اُعتقل مصالي الحاج في صيف 1937 مع حسين الأحول. ثم نفيا لعامين أثناء الحرب العالمية الثانية إلى لمبيز و برازافيل.

وأطلق سراحه يوم 27 أوت 1939، وفي الشهر الموالي وقع حل حزب الشعب الجزائري [1] وألقي عليه القبض من جديد وحوكم بست عشرة سنة أشغالا شاقة من قبل حكومة فيشي، وفي 23 أفريل 1943 وضع من قبل قوات الحلفاء تحت الإقامة الجبرية مع الوعد بإطلاق سراحه بعد شهرين [1]. ولكن هذا لم يتم وفي عام 1944 ضم حزبه المحظور إلى حزب حركة أصدقاء البيان والحرية لفرحات عباس. وبعد مجزرة سطيف عام 1945 أسس مصالي الحاج عام 1946 حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي قامت بتأطير نضال الشعب الجزائري، وحصلت خلال الانتخابات البلدية لعام 1948 على أغلبية الأصوات [4] لكن وقع حلها هي الأخرى من قبل الحكومة الفرنسية. وفي هذا الحزب سيتلقى العديد من الشبان تكوينهم الوطني وسيفجرون الثورة الجزائرية.

الثورة الجزائرية

عندما اندلعت الثورة في 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي، بقي مصالي على معارضته للعمل المسلح ولجأ إلى فرنسا حيث انشأ في 1954 منظمة جديدة منافسة لجبهة التحرير الوطني وهي الحركة الوطنية الجزائرية المصالية MNA في أكتوبر 1954، والتي ما لبثت أن دخلت في مواجهات مع جيش التحرير الوطني بدعم من فرنسا وبذلك وضع مصالي نهاية لنضاله الوطني الذي بدأه منذ العشرينات.

الذي كان الحزب الوحيد الذي لم ينخرط في الثورة [3] وحصلت مواجهات دامية بين هذا الحزب وحزب جبهة التحرير الوطني سواء بالجزائر أو بفرنسا [3]. وقد وضع مصالي الحاج في تلك الفترة تحت الإقامة الجبرية بأنگولام (Angoulême) شارنت (Charente) بفرنسا، وفقد شيئا فشيئا من تأثيره. وفي عام 1961 حاولت فرنسا الاستفادة من الانقسام داخل الوطنيين الجزائريين، بإشراك حزب حركة الوطنية الجزائرية في المفاوضات، إلا أن جبهة التحرير عارضت وتصاعدت التصفيات بين المنظمتين [3]، ولم يشارك مصالي في محادثات إيفيان وغادر الجزائر إلى المنطقة الباريسية إلى وفاته عام 1974 [4].

حياته العائلية

تزوج مصالي الحاج في العشرينات من فرنسية إيميليا بوسكان (Emilie Busquant)، وأنجب منها طفلين: علي وجنينة [3]. أدى مصالي الحاج فريضة الحج عام 1951 [1]

إشارات مرجعية

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش مصالي الحاج 1898-1974
  2. ^ Benjamin Stora, Messali Hadj (1898-1974), L'Harmattan, Paris, 1986, p.45
  3. ^ أ ب ت ث ج ترجمة مصالي الحاج
  4. ^ أ ب Messali Ahmed, dit Messali Hadj (1898-1974)