كتابة

الكتابة بالقلم

الكتابة هي الطريقة التي يمكن بها توثيق النطق ونقل الأفكار والاحداث إلى رموز يمكن قرائتها حسب نموذج مخصص لكل لغة. بدأ الإنسان الكتابة عن طريق الرسم ثم تطورت هذه الرموز الي أحرف لكي تختصر وقت الكتابة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

المقال الرئيسي: تاريخ الكتابة

لكن أوسع خطوة خطاها الإنسان في إنتقاله إلى المدنية هي الكتابة ؛ ففي قطع من الخزف هبطت إلينا من العصر الحجري الثاني ، خطوط مرسومة بالألوان فَسرَّها كثير من الباحثين على أنها رموز ؛ وقد يكون هذا موضعاً للشك ، لكنه من الجائز أن تكون الكتابة- بمعناها الواسع الذي يدل على رموز من رسوم تعبّر عن أفكار- قد بدأت بعلاماتٍ مطبوعة بالأظفار أو بالمسامير على الطين وهو ليّن ؛ بغية زخرفته أو تمييزه بعد أن تتم صناعته خزفاً ؛ ففي أقدم كتابة هيروغليفية في سومر توحي صورة الطائر بأوجُه شبه بينها وبين الزخارف الطائرية الموجودة على أقدم الآثار الخزفية عند سوسا في عيلام كذلك أقدم صورة للغلال مما استُخدم في الكتابة التصويرية؛ نُقلَت رأساً من الزخارف الغلالية الهندسية الأشكال في سوسا وسومر؛ والأحرف المستقيمة الخطوط التي ظهرت بادئ الأمر في سومر حول سنة 3600 ق.م إن هي- فيما يظهر- إلا صورة مختصرة من الرموز والرسوم المصورة أو المطبوعة على الخزف البدائي في الجزء الأدنى من بلاد ما بين النهرين أو في عيلام ؛ وإذن فالكتابة- شأنها شأن التصوير والنحت- قد تكون في نشأتها فناً خزفياً إذ بدأت ضرباً من ضروب النقش والرسم ؛ وبذلك تكون الطينة نفسها التي إستحالت في يد الخزّاف آنية ، وفي يد النحات تماثيل ، وفي يد البناء آجُرًّا ، قد هيأت للكاتب مادته التي يخط عليها كتابته ؛ وطريق التطور من هذه البداية إلى الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين ، منطقي المراحل مفهوم التدرّج. وأقدم الرموز التصويرية المعروفة لدينا هي تلك التي وجدها فلندرز پتري Flinders Petrie على قطع الفخار وآنيته وعلى قطع من الحجر ، مما كَشَفَ عنه في مقابر ما قبل التاريخ ، في مصر وإسبانيا والشرق الأدنى ، ولقد حَدَّدَ عمرها بسخائه المعهود في تقدير الأعمار ، بسبعة آلاف عام ؛ وهذه الرموز الكتابية التي وجدت في حوض البحر الأبيض المتوسط ، تبلغ ما يقرب من ثلاثمائة رمز ، معظمها متشابه في جميع الأرجاء ، مما يدل على علاقات تجارية قامت بين طرفي البحر الأبيض المتوسط في عهد يرجع في التاريخ إلى سنة 5000 ق.م ؛ ولم تكن هذه الرموز صوراً ، بل كان معظمها علامات تجارية- علامات تدل على الملِكية والكمية أو غير ذلك من معلومات يقتضيها التبادل التجاري ؛ فلئن كان هذا الأصل المتواضع مما يؤذي الطبقة الوسطى من الأغنياء ، فإن لهم ما يعزيهم في أن الأدب قد إشتقَّ أصوله من فواتير الحساب ومن شحنات المراكب ؛ ولم تكن العلامات حروفاً ، لأن العلامة الواحدة كانت كلمة كاملة أو فكرة بأسرها ، ومع ذلك فمعظمها كان شديد الشبه بأحرف الهجاء الفينيقية ؛ ويستنتج "بترى" من ذلك أن "مجموعة كبيرة من الرموز قد أستخدمت شيئاً فشيئاً في العصور الأولى لأغراض شتى ، فقد تبودلت مع التجارة ، وانتشرت من قطر إلى قطر ... حتى كتب النصر لنحو ستة رموز ، فأصبحت مِلكا مشاعاً لطائفة من هيئات التجارة ، بينما أخذت سائر الأشكال التي إقتصر إستعمالها على قطر واحد دون بقية الأقطار ، تموت في عزلتها شيئاً فشيئاً". والنظرية القائلة بأن هذه العلامات الرمزية هي أصل الأحرف الهجائية ، جديرة بالإهتمام ، وهي نظرية إمتاز الأستاذ "بتري" بأنه يعتنقها دون سائر العلماء.


ومهما يكن من أمر تطور هذه الرموزية التجارية الأولى ، فلقد سايرها جنبا إلى جنب ضرب من الكتابة كان فرعاً من الرسم والتصوير ، وكان يعبر بالصور عن فكر متصل ؛ ولا تزال صخور بالقرب من البحيرة العليا بحيرة سوپيرير تحل آثارا من الصور الغليظة التي إستخدمها هنود أمريكا في روايتهم لقصة عبورهم هذه البحيرة الجبارة رووها للخلف ، أو ربما رووها لزملائهم ، روايةً يعبرون فيها عن زهوهم بما صنعوا ؛ كذلك يظهر أن تطوراً كهذا نَقَلَ الرسم إلى كتابة في أرجاء حوض البحر الأبيض المتوسط عند نهاية العصر الحجري الحديث ؛ ويقيناً أنه ما جاءت سنة 3600 ق.م- وقد يكون قبل ذلك التاريخ بزمن طويل- حتى كانت عيلام وسومر ومصر قد طوَّرت مجموعة من الصور التي يعبرون بها عن أفكارهم ، وأطلقوا عليها إسم الكتابة الهيروغليفية لأن معظم من قام بها كان من الكهنة. وظهرت مجموعة أخرى من هذه الصور شبيهة بتلك ، في كريت حول سنة 2500 ق.م ؛ وسنرى فيما بعد كيف إستحالت هذه الكتابة الهيروغليفية التي تمثل كلُّ صورة منها فكرة ، كيف استحالت بخطأ الإستعمال ، ثم بما تناولها من تنسيق وتنظيم عرفي ، إلى مقاطع. أعني إلى مجموعة من الرموز يدل كل منها على مقطع ؛ ثم كيف إستخدمت العلامات آخر الأمر لا لتدل على المقطع كله ، بل على أول ما فيه من أصوات. وبهذا أصبحت حروفاً ؛ وربما كان تاريخ هذه الكتابة الهيروغليفية يرتد في التاريخ إلى سنة 3000 ق.م في مصر ، وأما في كريت فقد ظهرت حول سنة 1600 ق.م ؛ إن الفينيقيين لم يخلقوا أحرف الهجاء ، ولكنهم إتخذوا منها سلعة للبيع والشراء ؛ فقد أخذوها- فيما نظن- من مصر وكريت. وأدخلوها جزءاً جزءاً في صور و صيدا و بيبلوس Byblos ، ثم أصدروها إلى كل مدينة من مدن البحر الأبيض المتوسط ؛ وهكذا كانوا سماسرة لأحرف الهجاء يأخذونها من أصحابها ليذيعوها ، ولم يكونوا مبدعيها حتى إذا ما كان عصر هومر ، كان اليونان يأخذون هذه الأحرف الفينيقية- أو قُل الأحرف التي اتحد في خلقها الآراميون جميعاً- وكانوا يطلقون عليها الإسمين الساميَّين الحرفين الأولَّين "وهما: ألفا ، بيتا ؛ وبالعبرية ألفِ ، بيت. فالظاهر أن الكتابة من نتائج التجارة ، وهي إحدى وسائل التجارة المسهلة لأمورها ، فها هنا أيضا ترى الثقافة كم هي مدينةّ للتجارة ؛ ذلك أنه لما إصطنع الكهنة لأنفسهم مجموعة من رسوم يكتبون بها عباراتهم السحرية والطقوسية والطبيّة ، إتحدت الطائفتان: الدنيوية والدينية، وهما طائفتان متنازعتان عادة، اتحدتا مؤقتاً لتتعاونا على إخراج أعظم ما أخرجته الإنسانية من مخترعاتها منذ عرف الإنسان الكلام ؛ نستطيع أن نقول إن تطور الكتابة هو الذي كان يخلق الحضارة خلقاً ، لأن الكتابة هيأت وسيلة تسجيل المعرفة ونقلها كما كانت وسيلة إزدهار العلم وإزدهار الأدب ، وإنتشار السلام والنظام بين القبائل المتنافرة ، لكنها متصلة على تنافرها ، لأن إستخدام لغة واحدة أخضعتها جميعاً لدولة واحدة ؛ إن بداية ظهور الكتابة هي الحدُّ الذي يُعَيّن بداية التاريخ ، تلك البداية التي يتراجع عهدها كلما اتسعت معارف الإنسان بآثار الأولين.


خلق معلومات نصية أو مكتوبة

St. Augustine writing, revising, and re-writing: Sandro Botticelli's St. Augustine in His Cell

Composition

الابداع

المؤلف

الكاتب

النقد

انظر أيضاً


المصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

ملاحظات

الهامش

وصلات خارجية