فاوست

فاوست، بريشة رمبرانت (ح. 1650)

فاوست Faust، هو الشخصية الرئيسية في الفولكلور الألماني، الساحر والخيميائي الألماني الدكتور يوهان جورج فاوست الذي يُبرم عقداً مع الشيطان. وأصبحت هذه القصة أساساً لأعمال أدبية مختلفة لكتاب مختلفين حول العالم لعل أشهر هذه الأعمال هي مسرحية فاوست لگوته وعمل كريستوفر مارلو، كلاوس مان، توماس مان، كلايف باركر، تشارلز گونود، هيكتور بيرليوز، أريگو بويتو، أوسكار وايلد، تيري براتشيت، ميخائيل بولگاكوڤ، فرناندو بيسوا.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص الأسطورة

تدور قصة فاوست في شكلها الأساسي حول سعيه إلى اكتشاف الجوهر الحقيقي للحياة، ما يقوده إلى استدعاء الشيطان ويمثله مفستوفيليس ليبرم معه عقداً يقضي بأن يقوم بخدمته طوال حياته ليستولي على روحه بعد مماته، لكن الاستيلاء على روح فاوست مشروط ببلوغه قمة السعادة.


نشأة الأسطورة

عنوان الكتاب كما صدر بالحروف القديمة.

تعود شخصية يوهان فاوست الألمانية إلى القرن السادس عشر، وقد حيكت حولها حكايات وخرافات وأساطير جعلتها موضع اهتمام مختلف الأوساط الشعبية والعلمية والكنسية والثقافية والفنية، لا في ألمانيا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم حتى العصر الحاضر. ولا يوازيها من حيث الأهمية الفكرية الفنية سوى شخصية دون جوان. إلا أن لشخصية فاوست أصلاً واقعياً، إذ ولد عام 1480 في بلدة كنيتلينگن في مقاطعة ڤورتمبرگ، وتوفي في شتاوفن في منطقة برايسگاو بين 1536 و1539، وقد عُرف منذ عام 1506 ساحراً ومنجماً. عمل مدير مدرسة في بلدة كرويتسْناخ عام 1507، وهناك وثائق تدلّ على عيشه وممارسته السحر والتنجيم في إيرفورت عام 1513، وفي إنگولشتات عام 1528، وفي نورنبرگ عام 1532، حيث كان يُطرد كل مرة بعد إقامة قصيرة.[2]

مارلو' دكتور فاوست

نتيجة الربط بين الأخبار والأقاويل والشائعات حول فاوست وممارساته وادعاءاته الهرطوقية آنئذٍ وبين قصصٍ قديمة متصلة بسيمون ماگوس وتيوفيلوس وغيرهما، ممن عقدوا صفقات مع الشيطان؛ ظهرت حكاية الدكتور يوهان فاوست (1587) المنسوبة إلى صاحب المطبعة ي. شبيس J.Spiess، والتي عُرفت وانتشرت بعنوان الكتاب الشعبي عن الدكتور فاوست. وقد كان هدف الكتاب التحذير من الاستغراق اللامجدي في التفكير والتأمل في مسلّمات الدين والخلق، لأنها تؤدي إلى التجديف والتشكيك.

اللقاء الأول بين الشيطان مفيستو والعالم فاوست التواق إلى المعرفة.

وبسبب طرافة الكتاب وجدَّتِه في الموضوع والأسلوب؛ تُرجم في أثناء السنوات التالية إلى معظم اللغات الأوربية، ولاقى أصداء إيجابية ومحرّضة على تناول المادة من وجهات نظر مختلفة. وفي عام 1599 ظهرت طبعة مزيدة ومنقحة بقلم گ.ر.ڤيدمن G.R.Widmann. أما أوّل من عالج النص أدبياً فقد كان ي.ن.بفيتْسر J.N.Pfizer عام 1674، الذي أضاف إلى المادة قصة حب فاوست لصبية من عامة الشعب، كوَّنت الأساس لمعالجة گوته اللاحقة. وفي عام 1725 قدم ماينندن ملخصاً عن «الكتاب الشعبي» راجت طبعته في الأسواق الألمانية والمجاورة، وساعد على انتشار الأسطورة. وفي إنكلترا اطلَّع كريستوفر مارلو على ترجمة شبيس ومَسْرَحَها عام 1589 منطلقاً من أفكار عصر النهضة ومن نهم الفرد إلى المعرفة والتشكيك بالمسلَّمات. وقد قامت الفرق المسرحية الإنكليزية الجوالة بنقل هذا العرض المسرحي إلى أوربا، وبشكل مسرح العرائس أيضاً الذي لاقى قبولاً وانتشاراً واسعين، فبدأت تظهر في العصور اللاحقة معالجات لموضوع فاوست ذات اتجاهات فكرية متنوعة، وفي مختلف الأجناس الأدبية والفنية. ففي معالجة الألماني لسينغ عام 1759 يُنقَذ فاوست من براثن الشيطان مفيستو بسبب طموحه إلى المعرفة. وفي مرحلة حركة العاصفة والاندفاع في ألمانيا انجذب الأدباء إلى شيطانية الموضوع اللاعقلاني، فكتب مالر موللر عام 1778 رواية حياة فاوست وأعماله ورحلته إلى الجحيم. ويمكن القول إن أول مشروع لگوته حول فاوست ينتمي إلى هذه الحركة، وهو مسرحية فاوست الأولى، في حين أن مأساة فاوست بجزأيها تنتمي إلى المرحلة الكلاسيكية.

فاوست گوته

فاوست گوته، ترجمة عبد الرحمن بدوي. لقراءة الرواية اضغط على الصورة.

تعتبر مسرحية فاوست ليوهان گوته العمل الأبرز بتقدير معظم النقاد الأدبيين والأكثر كمالا المستوحى من قصة فاوست الساحر الألماني في القصة الشعبية. ولعل هذا العمل هو أحد أهم أسباب شهرة وانتشار هذا العمل حتى أنها تعتبر من قبل البعض العمل الأبرز في الأدب الألماني. تتألف مسرحية فاوست لگوته من جزئين كتبهما گوته في 4612 سطر. لكن الجزئين لم يكتبا بشكل متعقب فبين ظهور الجزء الأول الذي انهاه غوته في عام 1806 و الجزء الثاني الذي أنهاه عام 1832 عام وفاته نفسه: فارق 26 عاما اختلفت بها النواحي التي كان يركز فيها گوته ففي حين كان الجزء الأول يركز على روح دكتور فاوست التي باعها للشيطان ميفيستوفيليس ، نجده في الجزء الثاني ينحو نحو معالجة الظاهرة الاجتماعية وأمور السياسة والاجتماع. لذلك يعتبر الجزء الثاني من اعقد الأعمال الأدبية المكتوبة بالألمانية وربما أحد أهم الأعمال التي يختلط بها الأدب بالفلسفة .

فاوست "مورانو"


التأثير

نتيجة تحليل گوته لشخصية فاوست في مأساته أُطلق على القرن التاسع عشر تسمية العصر الفاوستي بمعنى الاندفاع غير المحدود نحو المعرفة العلمية بغية تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي، بمفهوم البرجوازية الرأسمالية الصاعدة. ونتيجة لعمق تأثير معالجة گوته في الثقافة الأوربية حاول كثيرون من بعده تناول الموضوع وإثارته من زوايا مختلفة، مثل شاميسو وگرابه وليناو وهاينه وڤالري وتوماس مان. وقد رافق هذه الموجة الأدبية أنشطة وأعمال لافتة على صعيد فن الرسم والموسيقى والباليه والسينما، أغنت الموضوع من منظور فني وعمَّقت تأثيره وانتشاره عالمياً.

وعلى صعيد الأدب العربي استلهم المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد أسطورة فاوست في إحدى مسرحياته المبكرة بعنوان فاوست، وكذلك المسرحي السوري سعد الله ونوس في مسرحيته ملحمة السراب والروائي السوري هاني الراهب في روايته بلد واحد هو العالم (1985).

ترجمات للإنگليزية

دكتور فاوست توماس مان


انظر أيضاً


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هوامش

  1. ^ نبيل الحفار. "فاوست (يوهان -)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-06-25.
  2. ^ أندره دابيزيس، أسطورة فاوست، ترجمة خليل شطا (وزارة الثقافة، دمشق 1982)
  3. ^ Geiges, Leif (1981), Faust's Tod in Staufen: Sage – Dokumente. Freiburg im Breisgau: Kehrer Verlag KG

المصادر

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بفاوست، في معرفة الاقتباس.
  • Doctor Faustus by Christopher Marlowe, Edited and with an introduction by Sylvan Barnet (1969, Signet Classics)
  • J. Scheible, Das Kloster (1840s).

وصلات خارجية