عزيز المصري

عزيز علي المصري
عزيز المصري.jpg
وُلِدَ1879
توفي1965
الجنسيةعثماني
مصري
المدرسة الأمالكلية العسكرية في الأستانة (1904)
اللقبشارك في تأسيس الجمعية القحطانية وجمعية العهد وشارك في الثورة العربية

عزيز علي المصري (و. 1879 - ت. 15 يونيو 1965)، هو عسكري وسياسي مصري. شارك عزيز المصري في تأسيس الجمعية القحطانية وجمعية العهد، ويعتبر من رواد الحركة القومية في مصر والعالم العربي. وهو من أسرة شركسية عريقة سكنت العراق قادمة من شمال القفقاس هي أسرة شاهلبة الشركسية ثم انتقلت بعد ذلك إلى مصر حيث وُلد عزيز المصري وأتم دراسته الثانوية، والتحق بالكلية العسكرية في الأستانة، ثم في كلية الأركان حيث تخرج منها بتفوق عام 1904. انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي، وشارك في إنقلابها العسكري عام 1908، ترك الاتحاد والترقي بعدما تبدى له معاداتها للعرب. أسس مع الشهيد سليم الجزائري الجمعية القحطانية، التي نادت بمملكة ذات تاجين العرب والترك). حارب ببسالة وبطولة في ليبيا ضد الغزو الإيطالي. عاد إلى الأستانة عام 1913، وأسس جمعية العهد، وهي جمعية عسكرية سياسية سريّة عربية في 28 أكتوبر 1913، اعتقل في 9 فبراير 1914، وحكم عليه بالإعدام، وأطلق سراحه في 21 أبريل 1914 ونُفي إلى مصر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

صورة لعزيز المصري في شبابه.

وُلد عزيز علي المصري في القاهرة عام 1880، فيما ذكرت الموسوعة الميسرة أنه وُلد عام 1879، أما أقرب التواريخ إلي الحقيقة فهو ما ورد في جريدة المؤيد الصادرة في أول يونيو عام 1913، أنه من مواليد القاهرة عام 1877، وأن والده هو زكريا أفندي علي، وهو شركسي الأصل، وقد توفي حينما كان عزيز في العاشرة من عمره، فكفلته أمه التي توفيت بعد 5 سنوات، فكفلته أخته لأمه.[1]

تعلم عزيز في المدرسة التوفيقية، وكان اسمه فيها عبد العزيز زكي، فلما كان في الأستانة اتخذ لنفسه اسم عبد العزيز علي، وكان الأتراك يطلقون عليه اسم "قاهرة - لي - عزيز - علي" أي "عزيز علي المصري" وهو الاسم الذي عرفناه به.

حصل عزيز علي البكالوريا من المدرسة التوفيقية عام 1896، والتحق بمدرسة الحقوق، علي غير رغبته ونزعته إلي العسكرية تلبية لرغبة علي باشا ذو الفقار، وتعلم التركية في الإجازة وسافر إلي الأستانة، ودخل المدرسة الحربية ليحقق رغبته، وقد ورد في مذكرات جمال باشا أنه تعرف علي عزيز بك المصري وقت تخرجه في المدرسة الحربية عام 1904، وهذا يتفق مع التاريخ الذي ذكره محب الدين الخطيب، وقد عمل عزيز المصري في الجيش الثالث بمقدونيا وخدم بعد ذلك في ألبانيا.


حياته العسكرية

عزيز المصري.

كانت المدارس العسكرية في الوقت الذي التحق بها عزيز تموج بالدعوة للحركات الإصلاحية، وكانت مقدونيا من أكثر الدول تقدماً، وبعيدة عن قبضة الدولة العثمانية، وفي المدارس العسكرية تعرف علي عدد من الشباب العربي الذين قاموا بدور معه بعد ذلك في الجمعيات السرية التي أسسها، بهدف إنشاء كيان عربي مستقل، داخل الدولة العثمانية، ومن هؤلاء كان نوري السعيد وجعفر العسكري وجميل المدفعي وغيرهم.

حياته السياسية

أثناء سنوات الدراسة أعجب بالضباط الألمان، الذين كانوا يقومون بالتدريس، واحترم فيهم العقلية الجادة والتفكير السليم واحترام الإنسان وتقديس العمل، وكان قد التقى خلال وجوده فى الكلية الحربية بعدد من الشباب العربي والأتراك الساخطين على الحكم العثمانى من بينهم نورى السعيد، جعفر العسكري، مصطفى كمال أتاتورك، وكان أتاتورك قد كوّن جمعية الوطن عام 1906 ثم انضمت هذه الجمعية إلى جمعية الاتحاد والترقي التي كانت تهدف إلى خلع السلطان عبد الحميد الثاني، وإقامة دولة تركية ديمقراطية وهي الجمعية التي كان عزيز المصري عضواً فيها وانتهت جهود الجمعية بثورة شاملة عام 1909 أسفرت عن عزل ونفي السلطان عبد الحميد وتعيين السلطان محمد الخامس بدلاً منه.

بعد استيلاء الاتحاديين الأتراك على أمور البلاد، دب الخلاف بينهم وبين الضباط العرب الذين كانوا يأملون في الحصول على نوع من الحكم الذاتى لبلدانهم، فلما لم يتحقق ذلك بدأت الدعوة إلى العروبة يشتدّ عُودها وكان لعزيز المصري دور كبير في هذه الدعوة، فاختاره الضباط العرب لقيادتهم.

عزيز المصري في طريقه للسجن، فبراير 1914.

انفصلت العناصر العربية عن جمعية الاتحاد والترقي وكوّن عزيز المصرى جمعية الجمعية القحطانية إلا أن ثورة اليمن ضد الحكم العثمانى قامت عام 1911، وذهب عزيز المصري على رأس الجيش التركى لقمع الثورة وتمكن من حقن دماء الطرفين بعقد صلح مع يحيى حميد الدين إمام اليمن، ثم سافر عزيز المصري بعد ذلك إلى ليبيا لمحاربة الإيطاليين.

عاد المصري إلى الأستانة سنة 1913 فى وقت بلغ العداء والاضطهاد التركي للعرب ذروته، فاستقال من الجيش وتفرغ للعمل ضمن صفوف الحركة العربية وأسس فى العام ذاته بالتعاون مع مجموعة من الضباط العرب جمعية العهد التي ضمت فى عضويتها 315 ضابطاً عربياً، وكان برنامج جمعية العهد يقوم على إنشاء اتحاد فدرالي يضم كل الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية، بما فى ذلك مصر والسودان وطرابلس والمغرب وتونس على أن تنشىء كل قومية فيها كيان إداريا مستقلاً ويكون السلطان العثماني رئيساً رمزياً لا فعلياً للاتحاد.

تزايد النشاط القومي لعزيز المصري مما دفع السلطات التركية لاعتقاله في فبراير عام 1914 وقدمته للمحاكمة ناسبة إليه عدداً من الاتهامات الباطلة وحكمت علية المحكمة العسكرية التركية بالإعدام، وهو ما أثار حركة معارضة قومية فى كافة الأقاليم العربية ووصلت البرقيات والخطابات من جميع أنحاء العالم العربى، تطلب من السلطان محمد رشاد محاكمة أنور پاشا الذى كان وراء المحاكمة وان يطلق سراح البطل عزيز المصري.

وكتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة إلى السلطان يشيد فيها بعزيز المصرى بطل اليمن وليبيا، ومنها قوله[2]:

بالله بالإسلام بالجرح الذي ما انفك فى جنب الهلال يسيل
ألا حللت عن الأسير وثاقه إن الوثاق على الأسود ثقيل

دوره في الثورة العربية

شخصيات سياسية ودينية في استقبال محمد علي الطاهر بفندق كونتيننتال بالقاهرة. من اليسار إلى اليمين: الشيخ محمد صبري الدين من الخليل، الشيخ ابراهيم اطفيش من الجزائر، المرشد العام للإخوان المسلمين حسن البنا، رئيس أركان الجيش المصري عزيز پاشا المصري، الصحفي المصري الفلسطيني محمد علي الطاهر والوزير المصري عبد الرحمن الرافعي.

اضطر السلطان محمد رشاد إلى الإفراج عن عزيز المصري الذى عاد إلى مصر، إلا أن الثورة لم تهدأ، فالمصري لا همّ ولا تفكير له إلا وحدة العرب واستقلالهم، وأعلن الأميران علي وفيصل نجلا الشريف الحسين في 6 يوليو 1916 استقلال العرب من الحكم التركي، واشتعلت شرارة الثورة العربية في الحجاز، فسافر عزيز المصري إلى هناك للإسهام في تنظيم الجيش العربي بقيادة الشريف حسين بن علي، إذْ عُيّن رئيسا لأركان جيش الثورة العربية الكبرى ووزيراً للدفاع في حكومة الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى، ولكنه أُعفي من منصبه بعد ستة أشهر في المنصب، وغادر الحجاز بعد أن اختلف مع الشريف حسين لعدة أسباب أهمها عدم ثقة عزيز المصري بالإنجليز والفرنسيين حلفاء الشريف حسين، فلكل من البلدين مخططات استعمارية تتصادم مع مبادئ وطموحات وأهداف جمعيته، جمعية العهد، وقد علم كبقية الضباط العرب وسياسيي الأحزاب العربية بالاتفاقات السرية التي عقدت بين الطرفين لإقتسام بلاد الشام والعراق. مما حدا به أن يتصل بالفريق فخري باشا قائد الجيش العثماني المحاصر في المدينة المنورة مع قواته، ويعرض عليه تحالفاً ضد القوات الأوروبية، مقابل أن يوافق الترك على منح العرب استقلالاً ذاتياً. وحين علم الشريف حسين بهذا الاتصال، أعطى المصري إجازة إجبارية لمصر، وبدون عودة.

نشاطه السياسي والعسكري المصري

عزيز باشا المصري، مفتش الجيش المصري، أثناء زيارته لتركيا في 1938 يزور قادة الاتحاد والترقي الذين كانوا قد حكموا بالإعدام عليه وعلى رفاقه من العرب، أثناء الحرب الإيطالية التركية والحرب العالمية الأولى. وكان قد اتهم باختلاس أموال تبرعات العرب في ليبيا. ولم ينقذه إلا تدخل عضو الاتحاد والترقي، كاظم قرة بكر، لدى أنور باشا.

عينه الملك فاروق رئيس أركان الجيش المصري للمشاركة في محاولة تحديثه بعد معاهدة 1936 وقد اعتبره عبد الناصر والعديد من الضباط الأحرار أباهم الروحي. وقد ساعدوه (عبد المنعم عبد الرؤوف وكمال الدين حسين) في المحاولة الفاشلة للاتصال بقوات رشيد عالي الكيلاني في العراق للحرب معهم ضد انگلترة في اثناء الحرب العالمية الثانية عن طريق الهروب بطائرة. اعتُقل وسُجن ونُفي وحُدِّدت إقامته في مصر من قِبل سلطات الاحتلال الإنگليزي لمرات عديدة.

كما ساهم عزيز المصري في إعداد وتنظيم وتوجيه عمليات المجاهدين المصريين في فلسطين عام 1948 كما اقترح خطة (توحيد الجبهة) لردِّ العدوان الثلاثي الغاشم عن منطقة قناة السويس عام 1956.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ما بعد ثورة 1952 ووفاته

بعد مساعدة عزيز المصري الضباط الأحرار في الإعداد لثورة 23 يوليو 1952، عينوه سفيراً لمصر في موسكو عام 1953 وكان هناك خطط لتنصيبه بدلاً من الرئيس محمد نجيب، لكنه تقاعد عام 1955.

توفي عزيز المصري في 15 يونيو 1965 بالقاهرة. كرمته مصر بجنازة رسمية.[3]

ذكراه

شارع الفريق عزيز على المصري. وفي آخر عهد مبارك تغير إسم الشارع من الفريق عزيز المصري إلى جسر السويس

تم إطلاق اسمه على شارع كبير في القاهرة وهو شارع سكة حديد السويس (جسر السويس) سابقا ليحمل اسم شارع الفريق عزيز المصري.

المصادر

  1. ^ "٤٣ عاماً مرت علي رحيله..الفريق عزيز المصري..الأب الروحي للضباط الأحرار". جريدة المصري اليوم. 2008-08-15. Retrieved 2019-10-02.
  2. ^ "عزيز المصرى - ابو الثوار". موقع فاروق مصر. Retrieved 2019-10-02.
  3. ^ United Arab Republic President Gamal Abdel Nasser at the funeral of the Egyptian army chief Aziz El Masry.

المراجع


وصلات خارجية