حسان حتحوت

حسان حتحوت
Hathout-01.jpg
الدكتور حسان حتحوت
وُلـِد23 ديسمبر 1924
محافظة المنوفية ، مصر .
توفي25 ابريل 2009
الولايات المتحدة
التعليمدكتوراه في علم الأجنة
المهنةطبيب ، داعية إسلامي

حسان حتحوت (23 ديسمبر 1924 - 25 ابريل 2009) ، هو طبيب و[شعر|شاعر] وداعية مصري أمريكي ، وله بصمات واضحة في خدمة الإسلام في أمريكا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد حسان حتحوت في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، مصر، وذلك في 23 ديسمبر 1924، وقد نشأ في بيت تحركه المشاعر الوطنية، فوالدته هي أول امرأة ريفية تقود مظاهرة نسائية في مدينة شبين الكوم ضد الإنجليز أثناء ثورة 1919 ، وخطبت في المتظاهرات تحمسهن للجهاد ضد الإنجليز، وبعد زواجها كانت تهدهد طفلها بقولها:

"لقد نذرت يوم ولادتك أن أسميك حساناً وأن أهبك لطرد الإنجليز"

وفيما بعد عندما رأت البوليس السياسي يعتقل ابنها لاشتراكه في العمل الوطني أشارت للقيد الحديدي باكية وقالت:

"اللي في إيدك دُول وسام يا حسان". [1]

أما والده فكان مدرساً للغة الإنجليزية، وكان ممن لا تكبر الدنيا في عينيه عن حقيقتها، وكان شاعراً جيداً، وكان قد أنشد في ابنه عند سفره إلى فلسطين عام 1948 الأبيات السابقة.


دراسته وعمله

الدكتور حسان وزوجته

أنهى دراسته للطب في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الآن) تخصص في مجال طب النساء والولادة وحصل على دبلوم التخصص من نفس كليته عام 1952.

حصل على درجة الدكتوراه ثم الزمالة من إنجلترا في علم الأجنة وعمل في مستشفى الدمرداش بالقاهرة لمدة سنة، ثم بالقسم الريفي في بعض ضواحي مدينة المنصورة بمصر.

ومن مصر انتقل إلى العمل في عدة دول عربية منها السعودية لمدة ثلاث سنوات ثم انتقل للعمل بالكويت وهناك مكث فترة طويلة، شارك خلالها في تأسيس كلية الطب ورئاسة قسم أمراض النساء والولادة.

المشاركة في الحركة الوطنية

غلاف كتاب "قراءة في عقل المسلم" تأليف حسان حتحوت

اشترك في الحركة الوطنية بمصر منذ عام 35 – 1936، وكان يخطب في طلاب مدرسته ويقود مظاهراتهم. إنضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1941م على يد مؤسسها الإمام حسن البنا، وكان شديد التأثر به، وما زال يحفظ كلمته "سنقاتل الناس بالحب" وجعلها مبدأ أساسيا لحياته، شارك من خلال قسم الطلبة في الحركات الطلابية، والحركة الوطنية المشتعلة في مصر حتى قيام ثورة يوليو 1952. وبعدها انقطعت صلته التنظيمية بالجماعة منذ عام 1953م.

اشترك في حرب فلسطين، وذلك بصفته طبيباً، واشترك مع آخرين في إدارة مستشفى الرحلة أثناء المعارك، وكان له موقف مشهود عندما جاءت الجيوش العربية ببعض الأسرى اليهود من المعارك للمستشفى. وكان أكثرهم جرحى، وقد أرادت القيادة العسكرية إعدامهم بالرصاص فقال لهم "على جثتي" وخطب فيهم موضحاً موقف الإسلام من الأسرى، وكان نجاة هؤلاء الأسرى بسبب هذا الموقف، وقام بعلاج الجرحى منهم حتى عادوا، وقد عرف اليهود بهذا الموقف، وأشادوا به في صحفهم، وكان شفيعاً لدى اليهود لفك أسر طبيب صديق للدكتور حسان هو الدكتور محمد خطاب، كما أعاد اليهود غرفة العمليات من مستشفى الرحالة بعد استيلائهم على المنطقة.

وبعد عودته من فلسطين تم اعتقاله في معتقل الهايكستب قرابة العام، وقد تعرض خلالها للتعذيب والضرب. وبعدها سافر للكويت كما سبق وأشرنا.

وبعد أن استقر في عمله هناك أرسل إلى المباحث العامة المصرية يطلب العودة والمشاركة بجهده وعلمه في خدمة مصر، فرحبت به السلطات المصرية، وعاد مدرسا بطب عين شمس عام 1961م بجامعة أسيوط الجديدة عام 1963وخلال هذه الفترة عمل على دعم العلاقة الودية بين المسلمين والأقباط خلال محاضراته ودروسه حتى أحبه الجميع، ولكن كل هذا لم يكن شفيعاً له، إذ تم اعتقاله عام 1965م في ظلال أغرب قرار اعتقال لجماعة الإخوان المسلمين وهو "اعتقال كل من سبق اعتقاله"، واستمر الاعتقال عدة أشهر، ورغم عدم تعرض آلة التعذيب لشخصه، لكنه عايش، وسمع، ورأى بعينيه عمليات التعذيب الرهيبة والتي عرفت باسم "المحرقة" وخرج بعدها ليسافر إلى الكويت مرة أخرى، مقرراً عدم العودة إلى مصر ثانية.

السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية

استقر د. حسان في الكويت قرابة عشرين سنة، طبيباً ومدرساً، ورئيس قسم أمراض النساء والولادة بكلية الطب بها.

كما سبق واستقر الرجل في إنجلترا أثناء فترة دراسته للدكتوراه، وكان هذا هو أول احتكاك بوضع المسلمين في الغرب، وبوضع المسلمين من بلاد شتى، وإن كان أكثرهم من باكستان والهند. ورأى د. حسان أن المشكلة الأساسية هي أن المسلمين يأتون للغرب بمشاكل بلادهم، ويعيشون بنفسية المغترب. وخلال فترة عمله بالكويت سافر د.حسان إلى الولايات المتحدة الأمريكية العديد من المرات، وبعد تفكير عميق، قرر الرجل أن يترك مكانه ومكانته في الكويت، وأن يجعل ما بقي من العمر من أجل العمل للإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لمس بيده أن في هذه الأرض فرصة حقيقية للدعوة الإسلامية، وكانت البداية في أمريكا عام 1988. والمفتاح هو العمل والتعاون من أجل خير المجتمع الأمريكي نفسه.

صلاة العيد في البيت الأبيض

عند وصوله كان المركز الإسلامي بولاية نيوجيرسي بلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، سبقه إليه شقيقه الأكبر بحوالي عشرين سنة. كان هدفه هو تحويل وجهة نظر الأمريكان للمسلمين وإقناعهم بأنهم بشر مثلهم، وذلك أن آلة الإعلام الغربي جعلتهم ينظرون إليهم وكأنهم حيوانات مقززة غير مستأنسة.

فشرع في استخدام ما توفره آلة الإعلان الغربي نفسها من إمكانات؛ إذ بدأ بتسجيل برامج تليفزيونية في أشكال مختلفة تعمل على تقديم الإسلام في شكله الصحيح، وإذاعتها في أوسع دائرة ممكنة. وقام بإلقاء محاضرات في كافة المحافل، وذلك لعرض الإسلام، حتى أنه ألقى محاضرة في إحدى الكنائس مبتدئاً بإثارة مقولة لأحد القساوسة في كتاب منشور أن المسلمين لهم "ذيول"، ثم استدار متسائلاً: هل يرون لهذا القول مصداقية، وشرع ينقد كثيرا من المغالطات المشهورة بينهم عن المسلمين.

كان الأمر الأكثر تأثيراً هو العمل على تقديم النماذج الإسلامية الصحيحة سلوكاً وعملاً بين أفراد المجتمع الأمريكي، فكان نموذج المدير المسلم الناجح في عمله، والملتزم بدينه في ذات الوقت، هو الدافع وراء التغيير التدريجي في تعامل الأمريكيين مع المسلمين.

كما نجح في عقد تحالفات مع تنظيمات اجتماعية مختلفة، وكذلك مع تنظيمات دينية مختلفة، وذلك في الأمور التي تتفق مع وجهة النظر الإسلامية مثل التحالف ضد استخدام الأسلحة النووية، والتحالف، ضد إباحة الإجهاض أو سوء استخدام الدين بكافة أشكاله، وكان هذا الأخير محلاً لوقف حملة ضد المسلمين، إذ قامت لجنة من الكونجرس بعقد حوار واسع تمهيداً لإصدار تشريع ضد الدول التي تمارس الاضطهاد الديني، وكانت الوجهة كلها ضد الدول العربية والإسلامية، وقد شارك أحد تلاميذ د. حسان في هذه اللجنة، وإذا بالرجل يفجر الأمر أمام اللجنة، إذ يطرح تساؤلاً "أين اضطهاد إسرائيل للفلسطينيين؟ أين اضطهاد المسلمين في الفليبين؟ أين اضطهاد المسلمين في الشيشان في روسيا الاتحادية؟ أم أن الإسلام غير معترف به ديناً عند اللجنة، وتكون نتيجة المواجهة، تشريعاً ميتاً بوقف المساعدات عمن يمارس اضطهاداً دينياً.

وينجح د. حسان ورفاقه في حمل الإدارة الأمريكية على الاعتذار في وسائل الإعلام المختلفة عن إهانة وجهت للمسلمين والإسلام باعتبارهم "إرهابيين" وبصورة خاصة اعتذارا لمسلمي أمريكا.

كذلك نجح في صد هجوم اللوبي الصهيوني ضد أحد المسلمين المرشحين للجنة استشارية رسمية لمكافحة الإرهاب ويسمى "سلامة المرياطي"، وينجح اللوبي الصهيوني في حمل الإدارة الأمريكية على استبعاده، وتبدأ حملة التحالف الإسلامي بنشر مائة وثلاثين مقالاً ضد هذا القرار، وكل هذه المقالات من يهود، ثم يقوم التحالف مع تنظيمات أخرى في تصحيح صورة المرشح في أذهان الأمريكيين، ويتم كنتيجة لهذا الجهد اختياره من خلال منتظمة أهلية وذلك عام 1999م.

كان ثمرة من ثمرات هذا الجهد المبارك أن قام التحالف الإسلامي بإقامة شعائر صلاة العيد (عيد الفطر لعام 1999م) في حديقة البيت الأبيض الأمريكي بحضور زوجة الرئيس الأمريكي وابنته؛ حيث تدرس الابنة الدين الإسلامي.

الإسلام في أمريكا

كان حسان حتحوت مهتما بالاسلام ونشر تعاليمه منذ فترة طويلة، واعتبر أن ساعة التحول للعمل الاسلامي بصورة منظمة جاءته عندما ذهب في احدى الاجازات الصيفية الى الولايات المتحدة، وكان مقيما في الكويت. وهناك تعرف الى المركز الاسلامي بجنوب كاليفورنيا. ووجدها فرصة للاعلان عن دوره، خاصة بعد ان تولد لديه اقتناع بأن للاسلام في الولايات المتحدة فرصة تاريخية مؤكدة، قال عنها: اذا أهملناها فطبعنا وشيمتنا واذا اغتنمناها فقد يكون من ورائها خير كثير لأمريكا وللعالم كله وللاسلام.. فأخذت أقلب الرأي وترددت فترة طويلة.. ووفق الله أن أقدم استقالتي من عملي بالكويت وذهبت الى أمريكا عام ،1988 ثم أصبحت مواطنا أمريكيا، لأن الأجنبي لن يخدم الاسلام هناك.

وهب وقته وعمله للدعوة الاسلامية، ومفتاحه العمل والتعاون من اجل خدمة المجتمع الامريكي ذاته، بغرض تحويل نظر الأمريكيين نحو المسلمين واقناعهم بأنهم بشر لهم جميع الحقوق ويتمتعون بأعلى درجات التسامح، لذلك قام بإلقاء العديد من المحاضرات لتقديم الدين الاسلامي في شكله الصحيح. ونجح في عقد تحالفات مع تنظيمات اجتماعية ودينية مختلفة، مما ساعده على وقف حملات كثيرة ضد المسلمين. [2]

وفي معظم كتاباته أبدى حرصاً شديداً على تأكيد أن العلاقة بين العقل والدين والاسلام واضحة وناصعة. وفي هذا المجال قال: اذا استعرضنا الآن دور العقل في حياة المسلمين فإنني أتعثر وأجبر حيث أرى العقل منحسرا في حياة الأمة ولم يعد مصباحها المنير ولا دليلها الهادي، وأسوأ ما تكون تلك الحالة ان اصابت العلماء الذين يتولون القيادة الدينية للناس.. وأضاف قائلا: مسؤوليتنا أن نغير العالم من خلال نظرة العالم لنا كمسلمين وأنا أدعو الذين يتصدون للدعوة أن يلتزموا بمنطق القرآن الكريم وأقترح رفض الهزيمة في نفوسنا مهما حدث.. فلا تنهزم قلوبنا.. وأن نثق بنصر الله.. وهو القائل “ان الله يدافع عن الذين آمنوا” وهو القائل “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”.

الحريات والحجاب

ركز الدكتور حتحوت في كتابه “رسالة الى العقل العربي المسلم” على الحريات معتقدا بأن المسلمين ضيقوا الاسلام فجعلوا منه لحية وحجابا وضيقوا الشريعة فجعلوا منها قانون عقوبات.. ويؤكد أنهم لم يفهموا أن الشريعة في حقيقتها رحمة قبل ان تكون عقابا، وأنها تصنع الضمير قبل أن ينزل العقاب. ومن بين أكثر القضايا إثارة وجدلا على مستوى العالم الاسلامي تأتي قضية الحجاب التي احتلت مساحات واسعة من النقاشات والتي نظر اليها المؤلف بمنظار عقلاني هادئ. اذ يقول أنا من أنصار الحجاب كمعظم المسلمين، ولكن لا أجعل الحجاب هو كل الاسلام فمن ارتدته فقد دخلت الاسلام ومن خلعته فقد خلعت الاسلام.

واستند في ذلك إلى قول الله تعالى في كتابه الحكيم حول الاسلام “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” صدق الله العظيم. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موكلان بالجنسية لا بجنس واحد وهو من صميم العمل السياسي.

يقولون إن المرأة تلد وكأن الأمومة تسمح بكل شيء الا عضوية البرلمان. ولم يقل أحد أن كل النساء سيدخلن المجلس النيابي بل التي تسمح لها ظروف حياتها بحسب السن والثقافة والالتزامات الأسرية وغير الأسرية.. وهو لا يتصور وطنا يخلو من حفنة من السيدات الصالحات لتولي النيابة، انطلاقا من فهمه الحضاري للدين الاسلامي

من أقواله

في الطب

وما الطب إلا حنو السماء على الأرض بالبر والمرحمات

وكفٌّ سعت بين رب العباد وبين العباد بفيض الحياة

براءة أيوب من ضره وغاية عيسى من المعجزات

ببرك أنت وصلت الحياة فكان الأطباء تلك الصلات

في الحب

"أنا إنسان محب، وأحب الحب. وأعتقد أنه إذا كانت المسيحية الحقة ترتكز على القول "إن الله محبة"؛ فأنا كذلك أرى أن الله أوجز الإسلام كله في كلمتين عندما خاطب نبيه عليه الصلاة والسلام فقال له: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107).

نعم إنه الحب الذي قال طبيبنا فيه:

ولجت دار الحب بابا فبابا فإنني منه ومن صنعته

ديني وإيماني وفصل الخطاب في دمعة العيش وفي بسمته

اشتعل الرأس وشاب الشباب لكنه باق على جدته

بقدرة الحب أخوض العباب وأرتقي العمر إلى قمته

وسوف ألقى الله يوم الحساب والحب قرباني إلى جنته


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

بعد صراع طويل مع المرض، رحل عن عالمنا العالم الدكتور حسان حتحوت مساء السبت 25 إبريل 2009 عن عمر يناهز 84 عاما، وذلك بمدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا الأمريكية. [3]

وصلات خارجية

المصادر