طوران شاه

(تم التحويل من توران شاه)
Disambig RTL.svg هذه المقالة عن الملك المعظم توران شاه اخر سلاطين الأيوبيين في مصر. لرؤية صفحة توضيحية بمقالات ذات عناوين مشابهة، انظر توران شاه(توضيح).


لويس التاسع يرسل سفنه لمهاجمة دمياط ، مصر

توران شاه ( - 1250) ، بالإنجليزية Turan Shah أو الملك المعظم غياث الدين توران شاه ، هو إبن الملك الصالح نجم الدين أيوب ، تولى عرش مصر بعد موت أبيه ، لفترة قصيرة. وهو آخر سلاطين الأيوبيين في مصر ، وبموته انتهت دولة الأيوبيين ، وخرجت دولة المماليك إلى الوجود.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصليبيون في مصر

نجح الصليبيون في حملتهم السابعة بقيادة لويس التاسع في الاستيلاء على مدينة دمياط في 4 يونيو 1249 ، واتخاذها قاعدة لمواصلة زحفهم نحو القاهرة ، ونتيجة لذلك اضطر سلطان مصر الصالح أيوب إلى نقل معسكره إلى المنصورة ، ورابطت سفنه في النيل تجاه المدينة ، واستقبلت المدينة أفواجا من المجاهدين الذين زحفوا إليها من أماكن مختلفة من العالم الإسلامي ؛ مشاركة لإخوانهم المصريين في جهادهم ضد الصليبيين. [1]


لم يهنأ الصليبيون باستيلائهم على دمياط ، فقد اشتدت العمليات الفدائية ، والحرب الخاطفة، ونجحت البحرية المصرية في حصار قوات الحملة ، وتدمير خطوط إمدادها في فرع دمياط. واستمر الحال على ذلك المنوال ستة أشهر منذ أن سقطت دمياط، ولويس التاسع ينتظر قدوم أخيه الكونت "دي بواتيه"، فلما حضر تحركت الحملة الصليبية صوب القاهرة، فخرجت قواتهم من دمياط يوم السبت الموافق 20 نوفمبر 1249.


شجرة الدر في الحكم

أثناء ذلك توفي الملك الصالح أيوب في ليلة النصف من شعبان 647هـ فقامت زوجته شجرة الدر بترتيب شئون الدولة وإدارة شئون الجيش ، وأخفت نبأ موت السلطان ، وفي الوقت نفسه أرسلت إلى توران شاه ابن زوجها وولي العهد ، تحثّه على القدوم ، ومغادرة حصن كيفا بأطراف العراق حيث يقيم؛ ليتولى عرش السلطنة خلفًا لأبيه.

لم تفلح محاولات شجرة الدر في إخفاء خبر وفاة السلطان طويلاً ، فتسرب نبأ الوفاة إلى الصليبيين ، فسارعوا في التحرك ، وزحفوا جنوبًا على شاطئ النيل الشرقي لفرع دمياط ، وسفنهم تسير حذاءهم في النيل ، ونجحت طلائع قواتهم في اقتحام معسكر المسلمين بالمنصورة فانتشر الذعر بينهم ، ودخل الصليبيون المنصورة ، وانتشرت جنودهم في أزقة المدينة، وباتت المدينة على وشك السقوط، وظن المسلمون أنهم قد أُحيط بهم، غير أن فرقة من المماليك البحرية جمعت قواها خارج المدينة ، ثم أطبقت على الصليبيين بقيادة بيبرس البندقداري فانقلب نصر الصليبيين إلى هزيمة ، وأوسعهم المماليك قتلاً، وشارك أهل المدينة في المعركة بإقامة المتاريس في الشوارع؛ لعرقلة الخيالة الصليبية، وقذف الفرسان بالحجارة والطوب ؛ مما عجّل بالنصر وإلحاق الهزيمة القاسية بالصليبيين في 8 فبراير 1250.

ولم تمض أيام على هذا النصر حتى قام المسلمون بهجوم جديد في فجر يوم الجمعة الموافق 8 ذي القعدة 647هـ على معسكر جيش الصليبيين الذي كان مرابطًا بالقرب من أشموم طناح لكن الملك لويس تمكن من الثبات بعد أن تكبد خسائر فادحة في الأرواح.

توران شاه سلطان مصر

غادر توران شاه حصن كيفا ومعه خمسون من خاصته، حتى إذا وصل إلى مدينة الصالحية بمصر أُعلن موت الصالح أيوب ، ونودي بسلطنة توران شاه وعمره وقتذاك خمس وعشرون سنة ، ثم وصل إلى المنصورة في 25 فبراير 1250 ، وتسلم مقاليد الأمور من شجرة الدر ، وتولى قيادة الجيش بنفسه، وبدأ في إعداد خطة لإجبار لويس التاسع على التسليم.

وتتلخص خطة توران شاه في التحول عن متابعة الهجوم البري على مواقع الصليبيين ، إلى خطة نهرية محورها تجويعهم في معسكرهم بقطع مواصلاتهم في النيل مع دمياط. وتنفيذًا لهذه الخطة أمر السلطان بسحب عدد من المراكب المصرية الراسية قريبًا من موقع الأحداث، ثم تفكيكها لتُحمل على ظهور الجمال إلى بحر المجلة، ثم تركيبها وشحنها بالمقاتلين هناك لإقلاعها شمالاً إلى مصب البحر في النيل؛ حتى تكون خلف الخطوط الصليبية في النيل.

وبهذه الوسيلة تمكنت السفن المصرية من قطع خطوط الإمداد عن الصليبيين في المنصورة؛ فساءت أحوالهم، وتفشت الأمراض والأوبئة بين الجنود لاضطرارهم إلى الشرب من ماء النيل الذي غدت مياهه ملوثة بجثث القتلى الطافية، وحلّ بهم الجوع، واضطر الملك لويس إلى طلب الهدنة وتسليم دمياط مقابل أن يأخذ الصليبيون بيت المقدس، فرُفض طلبه.

ومن العجيب أن يفرض الملك الفرنسي شروطًا ، وهو في موقف لا يُحسد عليه. ثم لم يلبث أن نشبت معركة هائلة في فارسكور قضى فيها المسلمون تمامًا على الجيش الصليبي ، ووقع الملك أسيرًا، وسيق مكبلاً بالأغلال إلى المنصورة حيث سُجِن في دار ابن لقمان.

نهاية توران شاه

لم يحسن توران شاه بن الصالح أيوب معاملة المماليك البحرية أصحاب الفضل في هذا النصر العظيم، وتنكر أيضًا لشجرة الدر وأساء معاملتها وتهددها. فبدلاً من أن يعترف بالجميل لهم جميعًا حسدهم على مكانتهم التي بلغوها بفضل شجاعتهم وبأسه م، وبدلاً من أن يقربهم إليه باعتبارهم أركان دولته أعرض عنهم، وخشي من نفوذهم ، وأوجس منهم خيفة ، بل وأضمر لهم السوء، وكان لخفته وهوجه يجاهر بذلك.

يضاف إلى ذلك سوء تدبيره وفساد سياسته بإبعاده كبار رجال دولته من الأمراء، وتقريبه رجاله وحاشيته ممن قدموا معه إلى مصر، وإغداقه الأموال عليهم، واستئثارهم بالمناصب دون غيرهم.

تضافرت تلك الأسباب وقوّت من عزيمة المماليك على التخلص من توران شاه قبل أن يبطش هو بهم ، فاتفقوا على قتله ، وعهدوا بتنفيذ هذه المهمة إلى أربعة من قادتهم ، منهم فارس الدين أقطاي ، و بيبرس البندقداري ، فنجحوا في قتله في فارسكور في صباح يوم الإثنين الموافق 2 مايو 1250 وبمقتله انتهت الدولة الأيوبية في مصر ، وبدأ عصر جديد.‏‏


ألقاب ملكية
سبقه
الصالح أيوب
سلطان مصر
1249 - 1250
تبعه
شجر الدر

انظر أيضا

المصادر

  • Abu al-Fida, The Concise History of Humanity
  • Al-Maqrizi, Al Selouk Leme'refatt Dewall al-Melouk, Dar al-kotob, 1997.
  • Idem in English: Bohn, Henry G., The Road to Knowledge of the Return of Kings, Chronicles of the Crusades, AMS Press, 1969.
  • Al-Maqrizi, al-Mawaiz wa al-'i'tibar bi dhikr al-khitat wa al-'athar,Matabat aladab,Cairo 1996, ISBN977-241-175X.
  • Idem in French: Bouriant, Urbain , Description topographique et historique de l'Egypte,Paris 1895
  • Ibn Taghri, al-Nujum al-Zahirah Fi Milook Misr wa al-Qahirah, al-Hay'ah al-Misreyah 1968
  • History of Egypt, 1382-1469 A.D. by Yusef. William Popper, translator Abu L-Mahasin ibn Taghri Birdi, University of California Press 1954