أحمد حنيدي

العقيد الركن أحمد حنيدي

أحمد حنيدي (1925-2005) عسكري وسياسي سوري. كان أحد أعضاء الوفد العسكري السوري الذي ذهب إلى القاهرة مطالباً بالوحدة الفورية في شباط 1958. تولى منصب وزير الإصلاح الزراعي في عهد الجمهورية العربية المتحدة .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشأ والتعليم

ولد في في مدينة دير الزور عام 1925 ونشأ فيها وتعلم في مدارسها الابتدائية والإعدادية ونال الشهادة الثانوية من حلب .


بداية العمل العسكري

ففي نهاية عام 1945 انتسب إلى الكلية العسكرية وهي الدورة التي سبقت الإستقلال حيث كان رئيس أركانها الزعيم الركن عبد الله عطفة وما إن انتهت السنة الأولى حتى كان حنيدي من البارزين في الدورة مما أتاح له أن يختار سلاح الفرسان (المدرعات) وفي بداية عام 1948 تخرجت هذه الدورة استثنائياً بسبب نشوب حرب 1948 و تخرج فيها حنيدي برتبة ملازم وكان أول ضابط من أبناء دير الزور في عهد الاستقلال , دخل حرب فلسطين عام 1948 حيث أبلى بلاءً حسناً ، وكان مضرب المثل في الشجاعة والإقدام مما منحه ترفيعاً استثنائياً لرتبة ملازم أول في بداية عهد حسني الزعيم الذي عينه قائداً للشرطة العسكرية في منطقة دمشق , بعدها أرسل إلى الاتحاد السوفيتي و اتبع دورة أركان حرب فيها , في العراق عين المقدم أحمد حنيدي قائدا للواء المدرع عن طريق الضابط العراقي مفلح علي.

التحضير للوحدة

تم اختياره ليكون عضواً في مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة الذي تشكل في أواخر عام 1956 من 24 ضابط من قادة الجيش السوري - بالإضافة للعقيد عبد المحسن أبو النور الملحق العسكري المصري - حكموا سوريا في الظل و فرضوا أجندتهم على الحياة السياسية السورية والتي كانت في المجمل متلاقية على طول الخط مع رغبات ومشاعر جماهير الشعب السوري وهي باختصار الوحدة مع مصر عبد الناصر حيث كان الحنيدي واحداً من بين 14 ضابط سوري سافروا إلى مصر ضمن وفد عسكري لإجراء مفاوضات الوحدة مع الرئيس جمال عبد الناصر والتي انتهت بإعلان الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة في شباط 1958.


الوفد العسكري السوري الذي جاء إلى القاهرة بالسر دون علم الحكومة السورية مطالباً بالوحدة الفورية. وقد فاوض عبد الناصر وعبد الحكيم عامر طيلة أيام 13-16 يناير ، وتكللت المهمة بالاتفاق العام على الوحدة ولإكمال المهمة وصل وزير الخارجية السوري صلاح البيطار، يوم 16 يناير للتوقيع بالحروف الأولى ميثاق الوحدة بين سوريا و مصر.
الصف الأمامي، من اليمين: المقدم بشير صادق، المقدم جادو عز الدين، اللواء عفيف البزري، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، المقدم طعمة العودة الله، المقدم حسين حدة، المقدم ياسين فرجاني
الصف الأوسط، من اليمين: المقدم محمد النسر، المقدم جمال الصوفي، المقدم مصطفى حمدون، المقدم أحمد حنيدي، عقيد أ.ح عبد المحسن أبو النور
الصف الأعلى، من اليمين: المقدم نورالله حاج ابراهيم ،المقدم أكرم الديري، المقدم عبد الغني قنوت، المقدم أمين الحافظ، ؟؟ ، عميد أ.ح حافظ إسماعيل.

عهد الجمهورية العربية المتحدة

اقترحه الفريق عفيف البزري قائد الجيش الأول ليكون رئيساً للعشبة الأولى ( شعبة شؤون الضباط ) لكن المشير عبد الحكيم عامر اعترض عليه , فقام بتعينه مديراً لأحد مكاتبه في الجيش الأول , لكن الفريق البزري لم يعجبه تصرف المشير فاصطدم معه , مما دفع ب المشير إلى إقالته و تعيين الفريق جمال الفيصل قائداً جديداً للجيش الأول .

تسميته وزيراً للإصلاح الزراعي

أحمد حنيدي وزير الزراعة و الإصلاح الزراعي جانب الرئيس جمال عبد الناصر - توزيع جوائز على الفلاحين

بعد استقالة الوزراء البعثيين عرضت عليه وزارة الإصلاح الزراعي التي كان يشغلها مصطفى حمدون فقبلها و سُرح من القوات المسلحة برتبة عميد ركن وباشر أعماله بالوزارة التنفيذية , و عمل على رفع مستوى مدينه دير الزور . كان من المعارضين لتفرد عبد الحميد السراج بالسلطة في الإقليم الشمالي , فسافر الحنيدي و بعض الوزراء إلى القاهرة للطلب من الرئيس جمال عبد الناصر الحد من سلطات عبد الحميد السراج فأخد الرئيس بملاحظاتهم و عين عبد الحميد السراج نائباً له .

جريمة الإنفصال و ترحيله إلى مصر

يوم الإنفصال في أيلول 1961 كانت شعبة الاستخبارات العسكرية قد علمت بالتحرك الإنفصالي وأخطرت المشير عامر في استراحته فاتصل بالفريق جمال الفيصل قائد الجيش الأول وبرؤساء الشُعَب في الأركان ليتوجهوا فوراً إلى مقارهم واتصل بالوزراء العسكريين ليصلوا إلى الأركان بالترتيب وهم طعمة العودة الله، أحمد حنيدي، جادو عز الدين , أكرم الديري و جمال الصوفي . و قد أصيب الديري بشظية في قدمه بعد إطلاق المقدم حيدر الكزبري النار على الأرض نتيجة مشادة كلامية بينه و بين الديري . وبعد تفاوض المشير مع الإنفصاليين اتفقو على إنهاء الحركة شريطة تخفيف عدد الضباط المصريين إضافة إلى إجراء عدد من التنقلات في الجيش ، وطلب ترحيل كل من اللواء أنور القاضي، العقيد أحمد علوي، العقيد أحمد زكي، العقيد محمد استنبولي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إلى القاهرة إضافة إلى طعمة العودة الله، أحمد حنيدي ، جادو عز الدين , أكرم الديري و جمال الصوفي وهم الوزراء العسكريين , وقد رحل الوزراء فعلاً في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم نفسه واتفق الطرفان على إنهاء حالة العصيان بمجرد إتمام عملية الترحيل ولكن الإنفصاليين غدروا بالمشير و نكروا وعودهم و قاموا بترحيله مع الفريق جمال الفيصل إلى القاهرة معلنين انفصال الإقليم الشمالي عن الجمهورية العربية المتحدة .

العودة للوطن و الوفاة

و بعد قيام ثورة الثامن من آذار 1963 حاول العودة إلى سوريا ولكن ظروف الصراع السياسي بين الفئات القومية آنذاك أبعدته إلى مصر مرة ثانية , لكنه عاد إلى الوطن عام 1975 بأمر من الرئيس الراحل حافظ الأسد . توفي 16\6\2005 و شيعته ديرالزور في موكب مهيب .