أبو تمام

ديوان أبو تمام. لقراءة الديوان، اضغط على الصورة.

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي المعروف باسم أَبو تَمّام (و. 803 - ت. 845)، هو شاعر عربي مسلم من العصر العباسي، وُلد لأبوين مسيحيين دخلا الإسلام.[1] في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري. له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حتاته

وُلد أبو تمام بجاسم (من قرى حوران بسوريا) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.

كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء».

في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.

وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. ويذكر السيد فالح الحجية الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه في الأدب والفن (أن أبا تمام شاعر مبدع ابتكر الألفاظ وطورها والمعاني وصورها خاض جل الفنون الشعرية وأغراض الشعر وأبدع في المدح والوصف خاصة ويتجلى في مدحه أنه شاعر معتمد على نفسه فخوراً بها يندفع في مدحه بحماس وجراءة شديدة تدل على شجاعته ونفسيته القوية ومدحه يفوق من حيث الجودة بقية شعره حسن التعبير كما نلحظ فيه التناقض وحبه اللفظ الغريب ومن جيد مدحه يقول في قصيدته التي مدح فيها الخليفة الواثق:

جاءتك من نظم اللسان قلادة سمطان فيها اللؤلؤ الكنون
انسية وحشية كثرت بها حركات اهل الارض وهي سكون
ينبوعها حضل وحلي قريضها حلى الهدى ونسجها موضون

أما وصفه فقد تنقل الشاعر بين مصر والشام والعراق وخراسان وكان التنقل سببا من اسباب اجادته الوصف وصف الطبيعة وتفنن بها وخرج إلى تاملات ونظريات في وصفه الشعرى رفد بها الشعر العربي يقول في احدى قصائده:

رقت حواشي الدهر فهي تمرمر وغدى الثري في حليه يتكسر
دنيا معاش للورى حتى إذا حل الربيع فإنما هي منظر
أضحت تصوغ بطونها لظهورها نوراً تكاد له القلوب تنـور

وأبو تمام أحسن وأبدع في الرثاء أيضا وقد تغزل وشبب وهجا. فهو شاعر العربية وشاعر الصناعة اللفظية والثقافة العامة والابداع الشعري.


شعره

اهتم العراقيون عموما والموصليون منهم خصوصا بشاعرهم الكبير حبيب بن أوس الملقب بأبي تمام الطائي الذي جايل الخليفة العباسي الشهير المعتصم بالله وناشده بقصيدة مدح مشهورة اثر انتصاره علي رأس جيشه في موقعة عمورية علي الاعداء البيزنطيين ، ومطلعها السيف أصدق انباء من الكتب في حدّه الحد بين الجد واللعب ولم يزل ضريح الشاعر ابو تمام قائما في مدينة الموصل التي قامت بلديتها القديمة في العهد الملكي بانشاء نصب عال في واحد من دوارات المدينة بعيد الحرب العالمية الثانية.

انماز شعر أبي تمام من غيره بغَلبة المعاني المخترعة عليه، وظهور نفس التجديد فيه، فضلاً عن بروز الصنعة غيرِ المتكلفة، والتفنن في تطويعها دون مَشقة أَو إنعام نظر؛ أَعان حبِيبا على ذلك حس مرهف، ونفس شاعرة تَوّاقة إلى اختراع المعاني، تتعشق الجديد وتهفو إليه؛ قال البحتري عن سعي معلمه إلى توليد المعاني: «أبو تمام أغوص على المعاني، وأنا أَقْوَمُ بعمود الشعر». وقال ابن الرومي: «أبو تمام يطلب المعنى ولا يُبالي باللفظ». ومن المعاني المبتكرة الّتي لم يسبق إليها حبِيب، بل وردها صفواً لا كدر فيه، ثمَ ألبسها حلى قشيبة زاهية، تسر الناظرين، قوله:[2]

وإِذا أَرادَ اللهُ نَشْرَ فضِيْلَةٍ طُوِيَتْ أَتاحَ لَهَا لِسانَ حَسُوْدِ
لَوْلا اشْتِعالُ النَّارِ فِيْمَا جَاوَرَتْ مَا كانَ يُعْرَفُ طِيْبُ عَرْفِ العُوْدِ

وقوله:

لا تُنْكِرِيْ عَطَلَ الكَرِيْمِ مِنَ الغِنَى فَالسَّيْلُ حَرْبٌ للمَكانِ العَالِي

وقوله:

يا أَيُّها المَلِكُ النَّائي بِرُؤْيَتِهِ وجُوْدُهُ لِمَراعِي جُوْدِهِ كُثُبُ
لَيْسَ الحِجَابُ بِمُقْصٍ عَنْكَ لِي أَمَلاً إِنَّ السَّماءَ تُرَجَّى حِيْنَ تُحْتَجَبُ

وآثار الصّنعة في شعر أبي تمام ظاهرة ظهورا لافتا، ترى في بدو القصائد، وتَرِد في تَضاعيفها، فمن أظهر ما يفجَؤ النّاظرَ في شعره خروجه على إِلف العرب، من الابتداء بالوقوف على الأطلال والدّمن، ومخاطبة صواها، والبكاء على رحيل ظَعائنها، إِذ كان يهجم على المعنى المنشود فيمسه بتلابيبِه من دون أَن يتحَوج إلى تكأة لغوية يَسْتَنِد إليها، أو شفاعة من إِلْفِ الشّعراء قبله يلوذ بها، فهذه كلمته في فتح عمورية بدأها بقوله:

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْباءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِدَّ واللَّعِبِ

وقصد فيها ما يوائم المقام من دون أن تلهيه المقدمة، أو تصرفه عن غرضه، فأصابه، وذهب ينشد الجناس (بين الحدين) والطباق (بين الجد واللّعب) فاقتادهما، وعَزَّزهما بقوله:

بِيْضُ الصَّفَائِحِ لا سُودُ الصَّحائِفِ في مُتُوْنِهِنَّ جَلاءُ الشَّكِ والرِّيَبِ

ومن أملح ما ورد في كلامه من التدبيج، قوله في رثاء مُحمّد بن حَمِيْد الطوسي:

تَرَدَّى ثِيابَ المَوْتِ حُمْراً فَما دَجا لَهَا اللَّيْلُ إِلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ

فجمع بين الحمرة التي عنى بها القتل، والخضرة التي عنى بها ثِياب الشهداء؛ أي إِنّه لم ينقض يومه حتى أبدل بثيابِه الملطخة بالدمِ ثياب أهل الجنة. وهذا ضرب من ضروب تصرف حبيب في ثقافته، وسعة اطلاعه، غَيرَ أنه إذا اعتاص عليه معنى مِنَ المعاني، أو حار في تَطويعه، فإنه يلوذ بالكلام غير المفهوم، ويحتمي بالغموض وعسر التأويل، فإِذا سأله سائل: لم لا تَقول ما يفهم؟ أجابه بقوله: وأنت، لماذا لا تفهم ما يقال؟!

تَصدر أبو تمام مجالس الشعر، فلم يصب شاعر من شعراء عصره فسحَة فيها إلا بقدر ما يصيب من رِضاه عنه، ولاسيما مجالس الفخر والحَماسة والأَماديح ـ فإِن ذهل حبيب أو تَغافل عمن زاحمه، فليس في غير الغزل والتشبيب له نصيب ـ واحتل المحل الأَول بين شعراء عصره وأُدبائه، أهَّلَته لذلك قريحَته المتقِدَة، وغَزارَة محفوظاته؛ إِذ نخل أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، واستظهر نخالتها، فحفظ منها أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيزهم غير القصائد والمقاطيع، وتلقف أساليب التجديد ـ فوق ما رزق منها وأصاب ـ من ديواني المفلقين المطبوعين، أبي نواس ومسلم بن الوليد، وكان مُدِيْمًا للنَّظر فيهما، وحين سأله بعضهم في ذلك، قال: هما اللات والعزى.

وازَنَ النّقاد بين شعر حَبِيْبٍ وأشعارِ طَبَقَتِه، فذهب فريقٌ من الفُرَقاء إلى تفضيله على سائر الشّعراء، فهذا الصّوليّ يقول: «مَنْ تَبَحّرَ شعرَ أبي تمّام وَجَدَ كلَّ محسنٍ بعده لائذًا به». وقال المُبَرِّد: «ما يَهْضِمُ شعرَ هذا الرّجل إلاّ أحدُ رجلين: إمّا جاهلٌ بعِلْمِ الشّعر ومعرفة الكلام، وإمّا عالمٌ لم يَتَبَحَّرْ شعرَه، ولم يسمعه». وذهب آخرون، فيهم دِعبل الخُزاعِيّ، إلى غَمْطِ أبي تمّام مكانته، وازْدِراءِ عبقريّتِه، وكان دِعْبِلٌ، إذا سُئِلَ عنه، قال: «ثلثُ شعره سَرِقَة، وثلثه غَثٌّ، وثلثه صالح». أمّا ابن الأعرابي فقد أَنَكَرَ على حَبِيْب قَوافِيْه جَمْعاء، فقال:«إن كان هذا شعراً فما قالته العرب باطلٌ».

وفي المُوازَنة بين أبي تمّام والبُحْتُري والمُتَنَبّي نُصِيْبُ آراءً مُتباينةً يَنْظِمها قولُ الشَّرِيْف الرّضيّ: «أمّا أبو تمّام فخطيبُ مِنْبَر، وأمّا البُحْتُرِي فواصِفُ جُؤْذُر، وأمّا المُتَنَبِّي فقائدُ عَسْكر».

قضى أبو تمّام وهو والٍ على بريد المَوْصِل، حيث ولاّه عليه مَمْدُوحُهُ الحَسَنُ بنُ وَهْب ـ وكان وَجِيْهًا مُقَدّمًا، وكاتِبًا شاعرًا ـ ودُفِن بها، فرثاه الشّعراء والكتّاب والوزراء، وأعاد له الحَسَنُ بن وَهْب مَدائِحَه مَراثيَ، فقال مِنْ كلمةٍ له:

سَقَى بِالمَوصِلِ القَبْرَ الغَرِيْبَا سَحائِبُ يَنْتَحِبْنَ لَهُ نَحِيْبَا
فَإِنَّ تُرابَ ذاكَ القَبْرِ يَحْوِيْ حَبِيْبًا كان يُدْعَى حَبِيْبَا

خَلّف أبو تمّام ابنًا له شاعراً، هو تمّام الّذي يُكْنَى به، أَوْرَثَه ظُرْفَه كلَّه، وبعضَ شعره، فكانوا يستضْعفون شعره، ويسْتَمْلِحون حديثَه إذا تَكَلَّم، ويقولون: «يا بُعْدَ ما بينَه وبين أبيه، إِنْ لم يكنْ معه شِعْرُ أبيه، فمعه ظُرْفُه».

ترك أبو تَمّام تَصانِيْفَ جليلةً أَثْرَتِ المكتبة العربيّة وأَغْنَتها، أَجَلُّها مُنْتخباته، الّتي بدا فيها أَشْعرَ منه في شعره ـ على قوّة شعره وجَزالتِه، وعُلُوِّ صَنْعَته ـ فمِنْ رائقِ ما انْتَخَبَ: «ديوانُ الحَماسَة»، الّذي كَسَرَه على عشرةِ أبوابٍ: الحَماسة، والمَراثِي، والأَدَب، والنّسِيْب، والهجاء، والأَضْياف والمَدِيْح، ثمّ ذَيَّله بالصّفات وما اختاره منه، والسَّيْر والنُّعاس، والمُلَح، ومَذَمَّة النِّساء، غَيرَ أَنّه حَبا باب الحَماسةَ ما يُربي على ثُلُثِ مُخْتاراتِهِ مِنْ أَشْعارِ العرب، ثمّ بالَغَ في حِبـائِهِ فصَدَّرَ به كتابَه وجعله عُنْوانًا له، تَغْليْبًا له على سائر أغراض الشّعر. و«كتاب الوَحْشِيَّات» ـ الحَماسة الصُّغْرَى ـ وهو مَقاطِيْعُ لا تُعْرف، أَغلبُها للمُقِلِّيْن مِنَ الشّعراء أو المَغْمورين منهم، وهو دون صِنْوِه الحَماسة في حُسْنِ الاختيار وجَوْدَة الانْتِقاء. و«مختار أشعار القبائل»، وقف عليه البَغدادي صاحب الخزانة، ثمّ حُجِب فيما حُجِبَ من نفائسَ وقلائد، وهو أَصْغَرُ من ديوان الحماسة. و»نقائض جرير والأَخْطل»، وليس له البَتَّة؛ قال المَيْمَني عن نِسْبَته: «إنّ بعض المُتأَخّرين في زَمَنِ الأَتْراك لمّا رأى عنوانه غُفْلاً عن ذِكْر المُؤلِّف، زاد بخطِّه الفارسي تأليف الإمام الشّاعر الأديب الماهِر أبي تمّام»، وهو اختلاقٌ منه قبيح». ثمّ رَجّح ـ وَفْقًا لِمَا جاء في فهرست النّديم ـ أن يكون للأصْمعيّ، فضلاً عن ورود كنيته أبي سعيد غير ما مَرَّة في مَتْنِه. و«ديوان شعره» وكلُّ تَصانِيْفِهِ السّالفة مطبوعٌ.

وقال أبو دلف العجلي عندما قرأ القصيدة "لم يمت من رثي بمثل هذا"

قائمة قصائده

اقرأ نصاً ذا علاقة في

أبو تمام


القائمة التالية، هي قائمة غير كاملة لقصائد أبو تمام[3]، للاطلاع على القصائد كاملة، اضغط هنا:

المصادر

  1. ^ Ibn Ab̄i Tahir Ṭāyfūr and Arabic writerly culture a ninth-century bookman in Baghdad, Routledge Curzon Studies in Arabic and Middle-Eastern Literatures: A Ninth-century Bookman in Baghdad, By Shawkat M. Toorawa, pg. 94
  2. ^ مُقْبِل التَّامّ عامر الأَحْمَدِي. "أبو تمام". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-04-16.
  3. ^ أبو تمام، الموسوعة العالمية للشعر العربي

المراجع

  • كتاب اللغة العربية للصف الحادي عشر، دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • الآمدي، الموازنة بين شعر أبي تمّام والبُحْتُري، تحقيق السّيّد أحمد صقر(دار المعارف، مصر 1972).
  • أبو بكر الصُّولي، أخبار أبي تمّام، تحقيق خليل عساكر ورفِيْقَيْه (لجنة التّأليف والنّشر، مصر1973).
  • البَهْبِيْتِي، أبو تمّام (القاهرة 1945).