آلان پيتون

(تم التحويل من Alan Paton)
Alan Paton.jpg

آلان ستيوارت بيتون Alan Stewart Paton(و.1903 ـ ت.1988) كاتب وسياسي من جنوب إفريقية، ولد في بيترماريتزبرغ Pietermaritzburg في مقاطعة ناتال Natal. تابع دراسته في جامعة ناتال وحصل فيها على إجازة في العلوم، وعلى دبلوم في التربية، ثم درَّس في الجامعة نفسها بعد تخرجه. وقد تضافرت ظروف وطنه وضميره الحي لتجعل منه سياسياً نشيطاً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

Hytreebg.jpg

ولد آلان باتون في بيترماريتزبرج في مقاطعة ناتال (كوازولو ناتال حالياً) لأب يعمل كموظف مدني بسيط. وحصل باتون على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة ناتال، ثم دبلوم تربوي. عمل في التدريس بعد تخرجه في مدرسة اكسوبو الثانوية، ثم عمل في ثانوية بيترماريتنريرج. والتقى باتون بدوري فرانسيس في اكسوبو، وتزوجا عام 1928، وبقيا معاً حتى وفاتها عام 1967. وتم توثيق حياتهم في كتابه الذي نشر عام 1969، وتزوج سكرتيرته آن هوبكنز في العام نفسه.


مسيرته العملية

شغل باتون مركز مدير إصلاحية ديبكلوف للشباب الأفريقيين من عام 1935 إلى عام 1948، وأدخل إصلاحات مثيرة للجدل. من أبرز هذه الإصلاحات الجديدة سياسة السكن المفتوح، وسياسة السماح بالعمل، وسياسة الزيارات المنزلية. يُسكن الفتيان مبدئياً في سكن مغلق، ويتم نقلهم إلى سكن مفتوح داخل المجمع عندما يثبتون بأنهم جديرون بالثقة. ويُسمح للفتيان الذين يتحصلون على ثقة عالية بالعمل خارج المجمع. ويُسمح في بعض الحالات للفتيان بالإقامة خارج المجمع تحت إشراف أُسر الرعاية. ومن الجدير بالملاحظة أن أقل من 1% من عشرة آلاف ولد سُمح لهم بمغادرة المجمع خلال السنوات التي قضاها باتون في الإصلاحية قد أخلوا بالثقة ولم يعودوا.

وتطوع باتون للخدمة خلال الحرب العالمية الثانية ولكن تم رفضه. وقام برحلة بعد انتهاء الحرب على نفقته الخاصة للقيام بجولة على المرفق الإصلاحية حول العالم، وجال اسكندنافية وبريطانيا وأوروبا القارية والولايات المتحدة وأمريكا. خلال رحلته إلى النرويج بدأ العمل على روايته إبك البلد الحبيب، التي أكملها على مدار رحلته، وانتهى منها في ليلة عيد الميلاد في سان فرانسيسكو عام 1946.

معارضة نظام الفصل العنصري

اعتلى الحزب الوطني الانفصالي السلطة في جنوب أفريقيا عام 1948، بعد 4 شهور من صدور رواية إبك البلد الحبيب. أسس باتون الحزب الليبرالي الجنوب أفريقي في عام 1953 للعمل ضد تشريع الفصل العنصري الذي قدمه الحزب الوطني. وظل باتون رئيس الحزب الليبرالي حتى تم انحلاله على أيدي نظام الفصل العنصري في أواخر الستينات لأن أعضاء الحزب كانوا من السود والبيض على حد سواء.

قدم الكاتب لورينس فان دير، زميل باتون الذي انتقل إلى انجلترا في الثلاثينيات، العديد من المساعدات لباتون. وكان دير بوست يعلم أن مباحث جنوب أفريقيا على علم بالأموال التي يدفعها لباتون، لكنهم لم يستطيعوا ايقافه بإجراءات قانونية.

كان معروف عن باتون معارضته السلمية للفصل العنصري كالعديد من أعضاء الحزب، لكن البعض منهم سلك اتجاه أكثر عنفاً، وارتبط بالحزب وصمة عار نتيجة لأعمال هؤلاء الأعضاء. وصودر جواز باتون عند عودته من نيويورك عام 1960، حيث حصل على جائزة الحرية السنوية هناك، ولم يُرجع له إلا بعد 10 سنوات.

حمل على التمييز العنصري في بلاده، وسافر عام 1925 ليدرَّس في إكسوبو Ixopo، وهي المكان الذي تبدأ فيه أحداث روايته الشهيرة «نداء، الوطن الحبيب» (1948) Cry, The Beloved Country. وصار، بعد عدة سنوات، مديراً لإصلاحية ديبكلوف Diepkloof للأحداث الأفارقة الجانحين في جوهانسبرغ Johannesburg وبقي فيها من عام 1935حتى 1948، وهناك بدأ بيتون بإحداث نظام الحرية التدرجي الذي يمر فيه الجانحون بمراحل تبدأ من السجن وتنتهي في المدرسة. وكان بيتون في أثناء عمله في الإصلاحية شديد العداوة لسياسة التمييز العنصري، وتزايد دعمه ومساندته لسكان جنوب إفريقية الأصليين وساعد في تأسيس حزب الأحرار عام 1953 وترأسه حتى عام 1968 حين أعلنت الحكومة التي كان ينتقد سياستها العنصرية بشدة عدم شرعية هذا الحزب وسعت إلى حله. وقد صودر جواز سفره إثر قيامه بجولة في الولايات المتحدة، عام1960، ندد فيها بحكومة جنوب إفريقية العنصرية.

شهرته

اكتسب بيتون شهرة عالمية بعد نشره رواية «نداء، الوطن الحبيب» التي تتناول قضايا التوتر العنصري ببراعة وصدق، مما جعل منها تجربة مؤثرة ومحركة لأعمق المشاعر. وفيها يفكر الكاتب بعمق وتجرد، ويحكي كيف يبحث القس ستيفن كومالو Stephen Kumalo، بطل الرواية، وهو من قبائل الزولو Zulu عن ابنه الحدث وأخته الضائعة في جو مدينة جوهانسبرغ المتوتر، وكيف يكتشف أن ابنه قد قتل ابناً لمزارع أبيض وأن أخته قد اتجهت إلى هوة الدعارة. وتنتهي الرواية بعودته إلى وطنه ومعه زوجة ابنه وأخته وباتخاذه قراراً بمساعدة الفقراء السود في بلده. وقد وصف نلسون مانديلا[ر]، رئيس جنوب إفريقية الأسبق، هذه الرواية بأنها تمثل ملحمة أثبت فيها بيتون أنه رائد من رواد الإنسانية. وتعالج روايته الثانية «عودة طائر الفلاروب المتأخرة» (1953) Too Late The Phalarope الموضوع نفسه بتركيزها على العودة إلى الوطن والبقاء فيه، برغم كل الظروف. وقد كتب بيتون هاتين الروايتين بطريقته المتميزة وهي الطريقة النثرية الموزونة والمختصرة والتي تولِّد في حواراتها لحناً غنائياً.

وكتب بيتون أيضا مقالات عديدة عن مشكلات الناس في بلاده نشرت في مجلات دورية وطنية، ومن الكتابات التي قدمها لقضية التحرير عمود نصف شهري بعنوان «الرأي ذو الأفق البعيد» The Long View الذي كان ينشر في الدورية التحررية «كونتاكت» Contact. وقد جمعت هذه مع بعض خطبه الشعبية المهمة في كتاب «الرأي ذو الأفق البعيد» (1968) وهو عبارة عن مجموعة تعليقات حول أشخاص وقضايا متعددة بلهجات وأساليب مختلفة، فتارة يستخدم بيتون لهجة ناقمة، وتارة لهجة لا تخلو من الدعابة وتارة لهجة عاطفية، دافئة وعميقة.

مؤلفات

من مؤلفاته رواية إبك البلد الحبيب.

التفت بيتون في الخمسينات لكتابة السير الذاتية ومن أشهر كتبه في هذا المجال كتاب «هوفماير» (1964) Hofmeyr الذي عمل عليه لمدة طويلة وتناول سيرة حياة شاملة لبرلماني ووزير لامع هو جان هيندريك هوفماير Jan Hendrik Hofmeyr، وكتاب «التمييز العنصري ورئيس الأساقفة: حياة وتاريخ جيفري كلايتون رئيس أساقفة كيب تاون» (1973) Apartheid and the Archbishop: The Life and Times of Geoffrey Clayton, Archbishop of Cape Town.

نشر بيتون في عام 1980 كتاب «نحو الجبال» Towards The Mountains وفيه يستعرض سيرته الذاتية عن سنواته الخمس والأربعين الأولى، ثم نشر بعد ذلك كتاب «آه، ولكن أرضكم جميلة» (1981) Ah, But Your Land is Beautiful وهو على شكل رواية تحدث فيها عن سيرته الذاتية في ما بعد ذلك.

ومن كتبه أيضاً مجموعة قصص بعنوان «حكايات من أرض مضطربة» (1961) Tales From a Troubled Land، و«طَرق على الباب» (1975) Knocking on the Door. ونال عام 1960 جائزة بيت الحرية Freedom House Award في الولايات المتحدة الأمريكية.

كان بيتون صوت الشعب في جنوب إفريقية وضميره وتوفي قرب دربن Durban وهو ينادي بالحرية والعدل ليبقى في ذاكرة شعبه صوتاً وطنياً لا ينسى.

المصادر

ريما الحكيم. "بيتون (آلان ـ)". الموسوعة العربية.


انظر أيضا

ملاحظات

وصلات خارجية

قالب:Liberalism in South Africa