أبو الكلام آزاد

(تم التحويل من Abul Kalam Azad)
أبو الكلام آزاد
11 نوفمبر, 188822 فبراير, 1958
A 0376A.jpg
محل الميلاد: مكة, الدولة العثمانية (الآن في السعودية)
محل الوفاة: دلهي, الهند
الحركة: حركة الاستقلال الهندية
الهيئات الرئيسية: المؤتمر الوطني الهندي

محيي الدين أحمد بن خير الدين المشهور بلقب أبو الكلام آزاد، ولد في مكة في 11 نوفمبر 1888م (1306هـ) وتوفي في دلهي في 22 فبراير 1958م (3 شعبان 1377هـ). كان عالماً مسلماً وزعيم سياسي رفيع المستوى في حركة الاستقلال الهندية. وكان أحد أهم الزعماء المسلمين المؤيدين للوحدة الهندوسية-الإسلامية, والمعارضين لتقسيم الهند على أساس طائفي. وبعد استقلال الهند, أصبح أول وزير للتعليم في الحكومة الهندية. ويذكره الناس بكنيته مولانا آزاد; التي اتخذها لكونه خطيباً بارعاً أما كلمة آزاد فتعني في اللغة الأردية "الحـُر".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته

الإسلام في الهند

Taj Mahal in March 2004.jpg

تاريخ

عمارة

العمارة المغوليةالعمارة الهندية الإسلامية الهندية العربية

الشخصيات الرئيسية

معين الدين چيشتيأكبرأحمد رضا خان
مولانا آزادسيد أحمد خان  • بهادر يار جنگ

المجتمعات

مسلمو شمال الهندماپـِّيلاسمسلمو التاميل
مسلمون كونكانيمسلمون ماراثيڤورا پاتلممون
مسلمو الشمال الشرقيكشميريونالحيدر أباديون
بهرة داووديةخوجامسلمو اورياناواياثميو
بهرة سنيةقيام خانيمسلمو البنغال

الفرق الإسلامية

برلويةديوبنديةشيعة • أهل الحديث

مساجد الهند

المساجد التاريخية في الهند

الثقافة

الثقافة الإسلامية لحيدر أباد

موضوعات أخرى

حركة أهل السنة في جنوب آسيا
القومية المسلمة الهندية
الحركة الوهابية الهندية
تأريخ المسلمين لتاريخ الهند

 ع  ن  ت

ينحدر أبو الكلام من أسرة أفغانية هاجرت إلى الهند زمن الإمبراطور بابر مؤسس الدولة المغولية في الهند سنة 1526م (932هـ). وقد نشأ والده "خير الدين" يتيما، فكفله جده لأمه ورباه تربية دينية صوفية، ثم ما لبث الجد أن اصطحب حفيده إلى مكة المكرمة عندما رأى الإنجليز يمزقون دولة الإسلام في الهند، لكن أميرة إمارة "بهوبال" الإسلامية "سكندر جيهان بيكم" استوقفته وأبقته سنتين في إمارتها، ثم أذنت له باستكمال رحلته، لكن الجد توفي في "بومباي" وأكمل الحفيد خير الدين الرحلة فوصل مع بقية أفراد أسرته إلى مكة، وقد تجاوز عمره حينها الخامسة والعشرين.[1]

استقر خير الدين في مكة، وتزوج من ابنة أحد كبار العلماء وهو الشيخ "محمد طاهر الوطري" التي أنجبت له أبو الكلام آزاد. كان خير الدين عالما صوفيا ذا مكانة عند مسلمي الهند يقصدونه في زيارتهم، وشاءت الأقدار أن يتعرض لحادث فتكسر ساقه ويضطر إلى السفر إلى "كلكتا" للعلاج، واستقر بها سنة (1308هـ = 1890م) استجابة لرغبة مريديه، بعدما قضى في مكة نحو 30 عاما.

وفي هذه البيئة الدينية الصوفية العاشقة للحرية الكارهة للاستعمار نشأ أبو الكلام يظله حرص والده على تعليمه تعليما دينيا، فأخذ في تعليمه بنفسه، ولم يرسله إلى المدارس، واستقدم له العلماء المتخصصين ليتولوا تعليمه وتوجيهه، ولم يأت عام (1322هـ=1904م) حتى استطاع أبو الكلام أن يحصّل كثيرا من العلوم وهو في السادسة عشرة من عمره.

كان والده خير الدين يرغب في أن يراه وهو يعلم الطلاب ويدرس لهم، فجمع له خمسة عشر طالبا ليعلمهم الفلسفة والمنطق والحساب، لكن آزاد كان يرغب في الخروج عن دراسته التقليدية، فأتقن اللغة الإنجليزية، وقرأ الإنجيل بثلاث لغات، وأتقن الفارسية، ودارت في نفسه في تلك السن الباكرة معركة كبيرة بين القديم الموروث والحديث والعلوم الجديدة التي أضاءت بعض جوانب عقله، فوقف حائرا على مفترق الطرق، لا يدري إلى أين يتجه، لكن نفسه الثورية الرافضة للسكون والركود جعلته يتحرر من قيود الموروث، ويدرس الجديد بعقلية ناقدة فاحصة ليصل إلى الحق، وسبب ذلك له أزمة مع والده الذي أقصاه عنه، فانتقل هذا الشاب الصغير الباحث عن الحقيقة بين كلكتا وبومباي متصلا بأهل الرأي والفكر من العلماء، واختار في هذا الوقت لنفسه لقب آزاد.


رحلته في بلاد المسلمين

كانت الهند في مطلع القرن العشرين الميلادي تموج بالغليان والسخط على الاحتلال الإنجليزي، وأدرك المستعمرون الإنجليز ضرورة شق الصف بين الشعب الهندي بإحداث فتنة بين المسلمين والهندوس حيث أخذوا يظهرون التقرب للمسلمين. وفي عام (1323هـ = 1905م) أعلن الإنجليز تقسيم منطقة البنغال إلى قسمين أحدهما للمسلمين، والآخر للهندوس، فاعتبر المسلمون ذلك إنصافا لهم، أما الهندوس فامتلأت نفوسهم بالشك تجاه المسلمين، إلا أن الإنجليز ألغوا قرار التقسيم سنة (1331هـ = 1911م).

وفي هذه الفترة حاول أبو الكلام الاتصال بكبار الثوار الهندوس، وفتح قنوات اتصال معهم لإزالة شكوكهم تجاه المسلمين وإقناعهم بقبوله في صفوفهم، وكان يقول للهندوس: "إن المسلمين بطبيعتهم ضد الاستعمار، فهم طلاب حرية وعزة واستقلال".

قام آزاد برحلة إلى البلاد الإسلامية للتعرف على أفكارها وأحوالها عن قرب سنة (1326هـ = 1908م)، وكان العالم الإسلامي في تلك الفترة قد بدأ في التفاعل مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني، والدعوة الإصلاحية للإمام "محمد عبده" وتلميذه "رشيد رضا". فجاء آزاد إلى القاهرة ودعوة الأفغاني ومحمد عبده و"مصطفى كامل" تجد صداها في المصريين، واتصل برجال الأزهر، ووقف على مناهجه وطرق الدراسة فيه، لكنها لم تستهوه، ثم زار "تركيا" و"فرنسا"، لكنه لم يكمل زيارته إلى أوروبا وعاد إلى الهند بعدما تلقى نبأ مرض والده.

وخرج من رحلته هذه بضرورة إحياء الروح الدينية واتخاذها أساسا للنهوض والتحرر من الاستعمار دون تعصب ديني، ومن ثم اتخذ وسائل علنية لإحياء الروح الدينية للمسلمين بدلا من العمل في الجمعيات السرية، يقول عن ذلك: "وبعد رجوعي إلى الهند فكرت بعض الوقت فيما يكون منهاجي للعمل في المستقبل، وانتهيت إلى ضرورة تربية الرأي العام، وتحقيقا لهذه الغاية لم يكن بد من إصدار مجلة".


نشاطه العلمي والإعلامي

تأثر آزاد بمنهج الشيخ رشيد رضا ومجلته "المنار"، وأدرك دور مجلة "العروة الوثقى" التي أصدرها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في إلهاب شعور المسلمين ضد الاستعباد والاستبداد، فقام بتأسيس جماعة دينية سماها "حزب الله"، ثم أسس مدرسة سماها "دار الرشاد"، ثم أخذ يعد العدة لإصدار مجلة "الهلال" التي اتخذها منبرا لدعوة المسلمين إلى التحرر العقلي والسياسي، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية حتى يفهمه المسلمون في الهند، ولا يعيشوا في عزلة عن معانيه.

وصدرت الهلال أسبوعية، وصدر عددها الأول من كلكتا في (26 جمادى الآخرى 1330هـ = 12 يونيو 1912م) وأنشأ مطبعة خاصة لها، وحققت قبولا واسعا في أوساط المسلمين، وبلغت كمية توزيعها (25) ألف نسخة أسبوعيا، وهو عدد ضخم جدا في تلك الفترة، وطيرت الهلال اسم أبو الكلام آزاد في أرجاء الهند، وظنه الناس كهلا كبيرا حنكته الحياة والتجارب حتى أخرجت منه هذا الرحيق من الأفكار البديعة البيان، ولم يعلموا أنه شاب في مقتبل العمر.

كانت الهلال نقطة تحول في تاريخ الصحافة في الهند، وفي واقع المسلمين؛ فكانت مدرسة في التدين القويم والوطنية والحرية، يقول عنها أحد كبار علماء الهند وهو "محمود الحسن": "كدنا ننسى مهمتنا فذكرتنا بها الهلال".

لم يستطع الإنجليز أن يسكتوا طويلا على النهضة الفكرية والروحية التي أحدثتها الهلال فقرروا إغلاقها في (شعبان 1333هـ= يونيو 1915م)، لكن آزاد لم يحطم قلمه، ولم ينكسر قلبه العاشق للحرية، فلم تمض إلا شهور قليلة حتى أصدر مجلة "البلاغ" في (4 محرم 1334هـ= 12 نوفمبر 1915م)، لكنها سرعان ما أغلقت بقانون الطوارئ بعد عدة أشهر من صدورها، ثم أبعد عن كلكتا ومنع من دخول ولايات "البنجاب" و"دلهي" و"بومباي"، فقصد البنغال، واستقر بمدينة "رانشي" التي كتب فيها تفسيره للقرآن الكريم، وترجم معانيه إلى اللغة الأردية.

ولم يمض وقت طويل حتى اعتقل وزج به في غياهب السجن، وقضى به 3 سنوات ونصف حتى أخرج في (ربيع آخر 1338هـ = يناير 1920م).


العصيان المدني

Khilafat movement procession.
آزاد في إحدى جولات المفاوضات مع الإنجليز

خرج آزاد من السجن، وكانت الأجواء معبأة ضد الاستعمار الإنجليزي؛ فالمسلمون غاضبون لدور بريطانيا في هزيمة دولة الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وأسسوا "حركة الخلافة" برئاسة "محمد علي جوهر" لمساندة الدولة العثمانية في محنتها، ونشأ "حزب المؤتمر الوطني" الذي جمع في عضويته بين المسلمين والهندوس، وفي تلك الفترة أصدر الإنجليز "قانون رولات" الذي يبيح لهم الاعتقال والقمع دون تحقيق فأثار هذا القانون غضب الهنود بجميع طوائفهم.

Nehru (left) and Azad (right).

انضم آزاد إلى "حزب المؤتمر" الذي يتزعمه "غاندي" وتربطه علاقات قوية بزعماء المسلمين، ونشطت حركة مقاطعة المستعمر من قبل المسلمين والهندوس وتلاقت فكرة غاندي التي سماها بالهندية "ساتيا جراها" وتعني: الحق المنطوي على المحبة والصلابة، أو "المقاومة السلبية" مع سياسة المسلمين في عدم طاعة المستعمرين أو التعاون معهم؛ لذا نشأت حركة عصيان مدني واسعة في الهند.

ودعا آزاد المسلمين الهنود وغيرهم في خطاباته الثورية إلى عدم طاعة الإنجليز، وطاف أرجاء الهند وهو يدعو إلى "الحرية للهنود واللاتعاون مع الإنجليز"، فقبض عليه في (9 ربيع آخر 1340هـ= 10 ديسمبر 1921م) ضمن 50 ألف معتقل في كلكتا وحدها، وقدم للمحاكمة بتهمة إلقاء الخطب التي تثير المشاعر وتحرض الشعب على كراهية الحكومة، وحكم عليه بالسجن عاما واحدا.

يقول الشيخ "محمد الغزالي" عن محاكمة آزاد: "وتظهر عظمة آزاد ويتجلى إيمانه الوثيق بالله وفهمه الصحيح للإسلام حين قدمه الإنجليز للمحاكمة بتهمة التحريض على الثورة، وآزاد في بقية من شباب يحرص المرء عليها أشد الحرص، ويضن بها أن تذهب في مجال الحياة الجافية المظلمة داخل السجون، إن المرء في هذه المرحلة من العمر يقف عادة وقفة المشفق على شبابه المتأهب للرحيل، ووقفة الخائف من شبح الشيخوخة المقبلة. فهو من هذا ومن تلك مقبل على متعه، مشغول بنفسه.

ولو وقف آزاد هذا الموقف قبل ذلك بسنوات، لقلنا: إنها فورة الشباب وثورة الصبا التي تدعوه إلى المغامرة وتحمله على التهور.

ولو وقف آزاد هذا الموقف بعد ذلك بسنوات، لقلنا: إنه يأس الشيخوخة ومرارة الهرم، حملته على أن يخرج من الحياة من هذا الباب في صورة بطل من أبطال التاريخ، ولكن شاء القدر أن يتخير لـ آزاد هذا الموقف بالذات، أراد القدر ذلك ليثبت في سجل الإنسانية آية من آيات السمو البشري، ومثلا من أمثلة الإنسانية الرفيعة في الإيمان بالحق والقيام به في وجه الظالمين الطغاة.

" على حين اشتدت نوازع النفس وقويت رغبتها في الحياة، وفي وقت استغلظ فيه بأس الظالمين".

التقى آزاد بالإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس، بمفرده وهو يقف خلف القضبان، وسجل أشهر مرافعة في تاريخ الإنسانية في وجه محاكم الاستعمار، صدرت بعد ذلك في كتيب صغير لعمق أفكارها وروعة بيانها، والشجاعة النادرة التي تحلى بها آزاد، ومما جاء في هذه المرافعة:


رئاسته لحزب المؤتمر

من اليمين إلى اليسار: أبو الكلام آزاد، جواهر لال نهرو، والمهاتما غاندي

بعد خروج آزاد من السجن أسست "جمعية الخلافة" برئاسة "محمد علي جوهر" لمساندة الدولة العثمانية في محنتها التي كانت تمر بها.

انضم آزاد إلى "حزب المؤتمر" الهندي الذي تزعمه "المهاتما غاندي" وتربطه علاقات قوية بزعماء المسلمين، حيث انتهج الحزب ما عرف بسياسة "المقاومة السلبية" في مواجهة الاستعمار الإنجليزي. عام 1921 قبض عليه من ضمن 50 ألف معتقل في كلكتا وحدها، وقدم للمحاكمة بتهمة إلقاء الخطب التي تثير المشاعر وتحرض الشعب على حكومة الاحتلال، فواجه المحكمة بمرافعة شهيرة صدرت بعد ذلك في كتيب صغير، وقد حكم عليه بالسجن لمدة عام.

بعد خروجه من السجن تم اختياره رئيساً لحزب المؤتمر (خلفاً لرئيس الحزب السابق محمد علي جوهر) عام 1923 حيث أصبح بذلك أصغر من تولى هذا المنصب وبقي فيه لفترة قصيرة. وقد عمل جاهداً من موقعه على رأب الصدع بين المسلمين والهندوس وتوحيد جهود نشطاء التحرر.

شارك آزاد في حركة العصيان الثانية سنة 1930م (1349هـ)، وتعرض للسجن لأكثر من عام. ثم شارك في انتخابات عام 1935م التي جرت على أساس قانون الحكم الذاتي، حيث حقق فوزا كبيراً. وكان أحد أعضاء لجنة ثلاثية عليا مهمتها الإشراف على أعمال الوزارات واختيار الوزراء.


حركة "اتركوا الهند"

غاندي ونهرو وآزاد.


Azad, Patel and Gandhi at an AICC meeting in Bombay, 1940.

أعيد اختياره لرئاسة الحزب ثانية حيث تزعمه بين الأعوام 1940-1946 وقد كانت هذه فترةً حساسةً حيث كان رأي أبو الكلام هو دخول الهند للحرب العالمية مع بريطانيا ضد ألمانيا في مقابل الحصول على الاستقلال (على خلاف رأي غاندي الذي كان مصراً على خيار اللا عنف). وفي تلك الفترة تعرض أبو الكلام وغاندي وبقية زعامات المؤتمر للاعتقال، فثار الشعب وانتشرت الاضطرابات، وتم الإفراج عن آزاد في وقت لاحق.

سنوات المصير

كانت سنوات الحرب العالمية الثانية وما بعدها من أخطر السنوات في تاريخ الهند، فقد أعلن الحاكم البريطاني في الهند الحرب على ألمانيا دون مشورة مع زعامات الهند، وهو ما أربك هذه الزعامات في موقفهم حيال هذه الحرب، وفي بداية الحرب اختير آزاد رئيسا لحزب المؤتمر، فقبل الرئاسة بعد ضغوط من غاندي، واستمر في رئاسة الحزب 10 سنوات متتالية كانت من أخطر السنوات في تاريخ الهند، أعيد انتخابه للرئاسة كل سنة، وتولى المفاوضات مع الإنجليز باسم الهند حتى ظفرت باستقلالها، وكان يرفض التحدث بالإنجليزية رغم تضلعه فيها، واستمر في رئاسة الحزب حتى عام (1370هـ-1950م).

وظهرت في المؤتمر، في تلك الفترة نظريتان مختلفتان، الأولى يمثها آزاد وترى أن بريطانيا إذا وافقت على منح الهند استقلالها فإنه في هذه الحالة يمكن مناقشة دخول الحرب إلى جانبها، ويقول هو عن ذلك: "... وكانت مهمتي بصفتي رئيسا للمؤتمر أن أقود الهند إلى المعسكر الديمقراطي بشرط أن تنال حريتها...".

أما الثانية: فيمثلها، غاندي وكانت تنطلق من عقيدتها في مبدأ "اللاعنف" مهما يكن السبب الذي من أجله يكون العنف وإراقة الدماء؛ لذا كان "غاندي" يرفض الحرية في سبيل إيمانه باللاعنف، يقول: آزاد: "... لكن غاندي نظر إلى القضية غير نظرتنا، وكانت القضية لديه هي: قضية اللاعنف لا قضية حرية الهند...".

ولم يكن الصدام مع غاندي سهلا، أو خلافا جزئيا، بل خلافا في الفلسفة التي تحكم الحركة السياسية، وفي عام (1361هـ= 1942م) بدأت تتغير آراء غاندي نسبيا، ويرفع شعار "ارحلوا عن الهند"، ثم بعث برسالة إلى "آزاد" يطلب منه الاستقالة من رئاسة الحزب، لكنه تراجع بعدما نصحه أحد خلصائه بأن إقالة "آزاد" ستؤدي إلى تدمير حزب المؤتمر، وقال غاندي لمولانا آزاد أمام اللجنة التنفيذية للحزب: "هاكم المذنب يعود تائبا لمولانا".

وتعرض "آزاد" وغاندي وبقية زعامات المؤتمر للاعتقال، فثار شعب الهند وحطم كل ما له صلة بالحكومة، وأفرج عن "آزاد" في (شعبان 1364هـ=1945م)، وقد قضى في السجون أحد عشر عاما من أجل حرية بلاده.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تقسيم الهند

عارض آزاد تقسيم الهند إلى دولتين هما "باكستان" (بشقيها الغربي والشرقي) والتي تضم غالبية من المسلمين، و"الهند" التي تضم غالبية من الهندوس.

Maulana Abul Kalam Azad

تقسيم الهند واستقلالها في 15 أغسطس 1947 جلب موجة هائلة من العنف ابتلعن الپنجاب والبنغال وكلكتا ودلهي وأجزاء كثيرة أخرى من الهند.

بعد الاستقلال شغل منصب وزير المعارف مدة 10 سنوات.

انتقادات من الجانبين

تلقى أبو الكلام انتقادات كثيرة في حياته من جانبي الصراع في تقسيم الهند. فبعض الهندوس انتقدوه لعدم عمل المزيد لوقف التقسيم بينما انتقد بعض المسلمين لقربه من الهندوس.


ترجمة معاني القرآن

قام بترجمة معاني القرآن إلى اللغة الأردية في كتابه "ترجمان القرآن"، حيث وصل إلى "سورة المؤمنون". وكان مما تميز به تفسيره أنه حدد شخصية "ذي القرنين" الواردة في سورة الكهف تحديدا تاريخيا عميقا، وخلص إلى أنه هو "كورش الثاني" استناداً إلى التاريخ اليهودي والفارسي. كما أنه حدد مكاناً مفترضاً لسد "يأجوج ومأجوج"، كما حوى تفسيره بعض الخرائط والصور الأثرية والتوضيحية.

مصادر

  1. ^ مصطفى عاشور. "آزاد.. أبو الكلام.. والأفعال!". إسلام أون لاين.

انظر أيضاً