يحيى حميد الدين

(تم التحويل من يحيى محمد حميد الدين)
Yemen yahya.jpg
الإمام يحيى

الامام يحيى حميد الدين (يونيو 1869 - 17 فبراير 1948) هو إمام الزيديين من عام 1904م و حتى عام 1948. بعد قيادته المناهضة العسكرية للعثمانيين لأعوام اعترفوا به حاكماً تابعاً في 1911. ولدى سقوط الدولة العثمانية في 1926 أسس وأعلن استقلال المملكة المتوكلية اليمنية. ولقبه كان الامام المتوكل على الله يحيى بن المنصور بالله بن حميد الدين. هو الإمام المتوكل على الله يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى حميدالدين. اغتيل في محاولة انقلاب فاشلة عام 1948. وخلفه ابنه أحمد بن يحيى حميد الدين (1891 - 1962).

ولد الإمام يحيى حميد الدين سنة 1869 م الذي ينحدر نسبه للإمام القاسم بن محمد الذي حكم في فترة (1591-1620) و الذي يعود نسبه للإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. وهو من بنو الرسي. تتلمذ على يد والده الإمام محمد (المنصور بالله)، وأخذ عن العلامة الجنداري، العلامة علي بن علي اليماني، العلامة العراسي،العلامة لطف شاكر و غيرهم. أجازه و استجازه عدد من علماء عصره من اليمن وخارجها.

عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1904 م) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، و أخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالبا منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه. وقد رفض ذلك في أول الأمر. ولكن بعد إقامة الحجة عليه قبلها. لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن وهو جزء من الدولة العثمانية، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. انتهى القتال عام 1911 في صلح دعان باعتراف العثمانيون به إماماً تابعاً لهم على اليمن.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فترة حكمه

تولى يحيى حميد الدين إمامة اليمن بعد وفاة أبيه سنة (1322 هـ) الموافق 1904 م تقريبا.


الحرب العالمية الأولى

قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، وقع الإمام يحيى اتفاقية دعان مع الدولة العثمانية في 9 اكتوبر 1911. وقد اعترف العثمانيون في المعاهدة بحكمه على المناطق التي يسيطر على الزيود من اليمن. وفي 22 سبتمبر 1913، صدر فرمان عثماني يصدق على اتفاقية دعان.

وقد ظل الإمام يحيى على ولائه للعثمانيين، طيلة الحرب العالمية الأولى فوقف على الحياد فلا حارب الأتراك ولا شاركهم مع باقي قبائل اليمن الأسفل في حربهم القصيرة ضد المحميات في الجنوب والتقدم إلى لحج. وإثر انعقاد هدنة مدروس في 31 اكتوبر 1918 التي أنهت الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط واختفاء الدولة العثمانية، وبمجرد وصول أنباء ذلك إلى اليمن في يوم الخميس 14 نوفمبر 1918 عبر الحاكم العثماني لليمن محمود نديم باي ونائبه أحمد توفيق باي، دخل الإمام يحيى صنعاء بعد ثلاثة أيام في يوم الأحد 17 نوفمبر 1918. وقد دخل المدينة في صحبة العديد من شيوخ القبائل من حاشد وأرحب ونهم وخولان. وقد وصل إلى مقر إقامة القاضي العلامة حسين بن علي العمري حسيث استقبل الوفود والعلماء والأمراء الأتراك والقضاة وطوفان من الرعايا الذين جاءوا ليبايعوه زعيماً لليمن. وبذلك أصبحت اليمن أول دولة عربية مستقلة.

وكان أول قراراته منع دخول العاصمة صنعاء بالسلاح، وعين حراساً على بوابات المدينة ليبدأ فترة من السلام والعدل لا مثيل لها في سنوات حكمه. وبدأت المدن اليمنية، الواحدة تلو الأخرى، في قبول حكم وسلطة الإمام يحيى؛ ميناء المخا، ومدينة تعز كانتا من أوائل المدن الهامة. وقام يحيى بخطوات لخلق دولة معاصرة، وأبقى على كل المسئولين العثمانيين ممن قبلوا البقاء لدعم تنمية الحكومة.

وقام بإنشاء جيش نظامي في 1919 جند الجنود من القبائل المجاورة لصنعاء؛ من قبائل سنحان وبني حارث وبني حشيش.

وفي عام 1920، غير الإمام يحيى اسم الدولة من إمامة اليمن الزيدية إلى المملكة المتوكلية اليمنية. ووقع العديد من المعاهدات للاعتراف باليمن كدولة ذات سيادة. وأول تلك المعاهدات كانت المعاهدة الإيطالية اليمنية في 1926، التي اعترفت بملكه باليمن وبأحقيته في السيادة على محمية عدن ومقابل ذلك فقد اعترفت اليمن بسيادة إيطاليا على كل من إرتريا وأرض الصومال.

لم تتقبل بعض القبائل السلطة المركزية، فثارت الجوف بقيادة عبد الله بن أحمد الوزير الذي حارب جيش الإمام من 1922-1923. كما ثار أيضاً الزرانيق وشوافع تهامة. فأرسل يحيى جيشاً على رأسه ابنه أحمد، الذي احتل، في اكتوبر 1929، بيت الفقيه معقل الزرانيق. ولضمان استمرار ولاء القبائل، أخذ الإمام يحيى أبناء مشايخ القبائل أسرى لديه في حصون مختلفة في أرجاء اليمن.

مواجهة الإنگليز في الجنوب العربي

قام الإنجليز رغم انتهاء الحرب واستعداد الأتراك للخروج من اليمن بالاستيلاء على تهامة حتى الحديدة، لكي تكون مناطق مقايضة مع الإمام يحيى الذي أدرك الإنجليز وبحكم طبيعة الأمور في اليمن، إن الإمام سيتطلع إلى تحرير الجزء المحتل. وقد أخذ الإمام يحيى فعلا المبادرة بعد خروج الأتراك من اليمن التطلع إلى تحرير على المناطق التي أخلاها الأتراك، بل ويتطلع إلى توحيد اليمن بتحرير المحميات في جنوب اليمن.

وفي مواجهة الإنجليز في جنوب اليمن كان الإمام يحاول توحيد البلاد اليمنية بتحرير المحميات الجنوبية، بل وعُمان. فدخلت قواته الضالع للضغط على بريطانيا كي تسلمه الحديدة، وليعلن عدم اعترافه بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بين قوتين غازيتين على أرض ليست لهما، وقد رأى الإمام أن يستعين بإيطاليا التي تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام 1926 ولم يفت الإنجليز مغزى هذه الاتفاقية، التي شجعت الإمام على دخول العواذل العليا والسفلى إلى جانب تدعيم قواته في الضالع والبيضاء. كما عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفيتي في العام 1928 فكان رد فعل الإنجليز على تحركات الإمام هذه هو الحرب التي اشتعلت بين الطرفين عام 1928، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على الناس منشورات تهديد وقنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة التي ألقيت عليها، وقد انتهت هذه الحرب والدخول في مفاوضات انتهت باتفاقية لحسن الجوار عقدت بين الطرفين في 11 فبراير 1934، وقد انسحب الإمام فيما بعد من مناطق المحميات التي دخلها، ومع أن الإمام رفض الاعتراف بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بريطانيا وتركيا، إلا انه اضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاما قادمة، وهي مدة الاتفاقية، على أن يتم بحث موضوع الحدود قبل أنتهاء مدة هذه الاتفاقية.

وفي 1931 سعى الإمام يحيى في طلب دعم مملكة العراق، التي كان استقلالها مزمعاً في العام التالي، وأرسل أفراد جيشه للتدريب في العراق، وأرسل العراق بعثات إلى اليمن، إلا أن الإمام يحيى ردهم إلى العراق لأنهم كانوا حداثيين ويدعون إلى التطور.

الحرب السعودية اليمنية

وقد أخذ الإمام يحيى فعلا المبادرة بعد خروج الأتراك من اليمن التطلع إلى تحرير على المناطق التي أخلاها الأتراك، بل ويتطلع إلى توحيد اليمن بتحرير المحميات في جنوب اليمن. لكن الإنجليز وجريا على سياستهم المشهورة فرق تسد قاموا عام 1921 م بتسليم ما احتلوه من المناطق التهامية إلى حليفهم الإدريسي والذي وقف إلى جانبهم في الحرب بموجب معاهدة صداقة عقدت بينه وبين الإنجليز عام 1915 م، وهكذا وجد الإمام، الذي أعلن قيام المملكة المتوكلية اليمنية نفسه محاطا بالخصوم في الشمال والجنوب والغرب، ومحروما من الموانئ المدرة للمال جراء نشاطها التجاري، بالإضافة إلى تمردات القبائل بإيعاز بكل ممن أحاطوه، وقد واجه سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى كقائد عسكري لقوات أبيه تمردات القبائل في حاشد وتهامة والبيضاء ببأس واقتدار، كما تمكنت قوات أخرى للإمام من دخول الحديدة بعدئذ دون قتال، وآية ذلك هو موت الأمير السيد محمد بن علي الإدريسي المؤسس للإمارة الإدريسية، لتحل مشاكل خلافة السلطة في الأعقاب وليتسلم الحكم في الإمارة حسن الإدريسي عم محمد المؤسس، والذي لم يكن بنفس حماس وحنكة المؤسس، مما مكن قوات الإمام من التقدم شمالا لتحاصر مدينتي صبياء وجازان، أهم مدينتين في أعالي الشمال اليمني، ضمن الإمارة الإدريسية، ولقد رفض الإمام الاعتراف بالإمارة الإدريسية مقابل الدخول في حماية الإمام، بحجة أن الأدارسة المنحدرين أصلا من المغرب العربي دخلاء على البلاد التي كانت دوما جزءا من البلاد اليمنية التي حكمها أجداده، وقد دفع هذا الموقف الحاسم من الإمام الأدارسة إلى الالتجاء إلى آل سعود الذين قامت دولتهم في نجد والحجاز على أنقاض دولة الشريف حسين بن علي وأبنائه، فعقد معاهدة حماية بين آل سعود والأدارسة عام 1926 وبسط السعوديون على إثرها سلطتهم على بلاد عسير، وهي المعاهدة التي لم يعترف بها الإمام، مما أدى إلى مواجهات واشتعال الحرب السعودية اليمنية بين الطرفين عام 1934 انتهت بتوغل القوات السعودية داخل الأراضي اليمنية الساحلية بقيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز وتوغل القوات اليمنية بعد هزيمتها لقوات الأمير سعود آل سعود قرب نجران إلى مشارف الطائف بقيادة الأمير أحمد بن يحيى حميد الدين. وكانت نتيجة ذلك الوضع العسكري توقيع الاتفاقية بين الطرفين وعرفت واشتهرت بمعاهدة الطائف. ولما كانت معاهدة الطائف تخول للسعودية السيطرة على نجران ومناطق يمنية أخرى لفترة محدودة، فقد سعت السعودية لتوقيع اتفاقية دائمة عقدتها مع الرئيس علي عبد الله صالح.

أحمد الوزير

اعترض أحمد الوزير على تعيين أكبر أبناء يحيى، أحمد سيف الإسلام ولياً للعهد (1927) إذ اعتبر التعيين مخالفاً للتقاليد الزيدية. إلا أن يحيى تمكن من أن يحصل لابنه على بيعة القبائل في 1938-1939.

الأحرار اليمنيون

وفي 1940، أنشأ المطالبون بالعصرية منظمة "الأحرار اليمنيين" في عدن، وقد أصبحت تلك الجمعية ناشطة جداً في الأعوام التالية. وفي 1945 أدخل الإمام يحيى اليمن في جامعة الدول العربية. ومع تصاعد السخط، أرسل الإمام يحيى ابنه في زيارة رسمية إلى عدن (أبريل 1946) واعداً المهاجرين والمنفيين اليمينيين بالاصلاح واتخذ بعض الاجراءات باتجاه الانفتاح. وفي سبتمبر 1947 انضمت اليمن إلى الأمم المتحدة.

الانقلاب الدستوري واغتيال يحيى

وبالرغم من الاجراءات الأخيرة، فقد حيكت محاولة انقلابية نظمها رجل الأعمال القومي الجزائري الفاضل الورتلاني، المقرب من الإخوان المسلمين، وقد اختار المتآمرون عبد الله بن أحمد الوزير إماماً جديداً وصاغوا "دستوراً وطنياً مقدساً." وقاد مسئول عراقي مقيم في اليمن، جمال جميلة الانقلاب. وقاموا بأول محاولة اعتداء على الإمام في يناير 1948، ثم فروا إلى عدن معتقدين بفشل المحاولة، وأُعلِن بالخطأ مصرع الإمام يحيى. إلا أن الإمام يحيى استدعى إلى صنعاء ابنه أحمد، الذي كان حاكم تعز وولي العهد الفعلي. لذلك فقد قرر الثوريون أن عليهم التحرك فوراً، وفي 17 فبراير اغتال القردعي، من بني مراد، في عملية ثورية الإمام يحيى وهو في جوله بسيارته في ضواحي العاصمه صنعاء. وبذلك انتهن 45 سنة من حكم الإمام يحيى.

واندلعت الثورة الدستورية التي سرعان ما فشلت، لأن أحمد فر إلى السعودية بحجة الحج. استطاع الإمام أحمد أن يحاصر صنعاء بالقبائل بعد ما أباحها لهم واستمر حصار صنعاء بمن فيها من الدستوريين وإمامهم المعين عبد الله بن أحمد الوزير عشرون يوما حاول الدستوريين خلالها تدارك الموقف بإرسال الوفود إلى الدول المجاورة والشقيقة لتوضيح هدفهم من الانقلاب. ولكن الإمام أحمد بن يحيى بذكائه وحنكته استطاع أن يوهم الدستوريين بأمور عدة أدت الى إرباكهم منها كما ذكرنا إيهامهم أنه متوجه الى صنعاء وكذلك أنه كان قد خدعهم بأنه لا يريد أن يحكم بعد ما سمع من مقتل أبيه وبعض اخوته وأنه أراد التوجه إلى المملكة العربية السعودية ليقضي ما بقي من عمره هناك، وقد أرسل رسالة إلى الملك سعود بذلك بالفعل مما أدى إلى ارتياح الدستوريين. وفي غضون عشرين يوما دخلت القبائل صنعاء وأصبح أحمد بن يحيى إماما شرعيا لليمن اعترفت به الدول العربية وقد أعدم الإمام أحمد كثيرون من الخارجين عن حكمه الذين حاولوا الانقلاب عليه وعلى رأسهم عبد الله بن أحمد الوزير.

وبقي الإمام أحمد حاكماً حتى وفاته في سبتمبر 1962.

أولاده

قصر الإمام يحيى، في وادي ضر باليمن
  • الإمام أحمد وقد تولى الإمامة بعد أبيه بعد أن انتصر على قادة الإنقلاب الذين خرجوا على أبيه.

مضى الدهر بابن إمام اليمن وأودى بزين شباب الـزمن! وأعول نجد وضج الحجـــــــاز ومال الحسين فعزى الحـــسن ولو أن ميتا مشى للـــعزاء مشى في مآتمه ذو يـــــزن

  • سيف الإسلام الحسن، وقد توفي في جدة بالمملكة العربية السعودية.
  • سيف الإسلام الحسين،وقد قتل مع ابيه في حادثة الاغتيال سنة 1948
  • سيف الإسلام علي،
  • سيف الإسلام المطهر،
  • سيف الإسلام(أو سيف الحق) إبراهيم، وقد انشق عن أبيه والتحق بحزب الاحرار في عدن والذي ناهض حكم الامام يحيى وقد أظلق عليه الأحرار هناك لقب ( سيف الحق ابراهيم ) وقد ظهر اسمه في ( الميثاق الوطني المقدس لثورة عام 1948 على انه سوف يتقلد منصب رأيس البرلمان في دولة الدستور ). وجد ميتا في السجن بعد أن فشل الانقلاب ( سنة 1948) وقد شاع وقتها انه قد قتل مسموماً.
  • سيف الإسلام عبد الله، أعدمه أخوه ( الامام أحمد )هو وأخوه ( سيف الاسلام العباس) بعد فشل انقلاب 1955 الذي قاده ليستولي على حكم أخبه بعد الخلاف الذي حصل في الاسرة الحاكم ( اسرة حميد الدين ) حول موضوع ولاية العهد للامير البدر بن الامام أحمد . وقد أعدم في حجة في ذات العام .
  • سيف الإسلام العباس، وقد اعدم سنة 1955 مع أخيه سيف الاسلام العباس على يد أخيهما الامام أحمد .
  • سيف الإسلام إسماعيل،
  • سيف الإسلام القاسم،
  • سيف الإسلام يحيى،
  • سيف الإسلام المحسن، قتل مع أبيه في حادثة الاغتيال سنة 1948
  • سيف الإسلام عبدالرحمن،


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخه

كان الإمام يحيى في الحرب العالمية الأولى قد وقف على الحياد فلا حارب الأتراك ولا شاركهم مع باقي قبائل اليمن الأسفل في حربهم القصيرة ضد المحميات في الجنوب والتقدم إلى لحج. وقد قام الإنجليز رغم انتهاء الحرب واستعداد الأتراك للخروج من اليمن بالاستيلاء على تهامة حتى الحديدة ، لكي تكون مناطق مقايضة مع الإمام يحيى الذي أدرك الإنجليز وبحكم طبيعة الأمور في اليمن، إن الإمام سيتطلع إلى تحرير الجزء المحتل. وقد أخذ الإمام يحيى فعلا المبادرة بعد خروج الأتراك من اليمن التطلع إلى تحرير على المناطق التي أخلاها الأتراك، بل ويتطلع إلى توحيد اليمن بتحرير المحميات في جنوب اليمن. لكن الإنجليز وجريا على سياستهم المشهورة فرق تسد قاموا عام 1921 م بتسليم ما احتلوه من المناطق التهامية إلى حليفهم الإدريسي والذي وقف إلى جانبهم في الحرب بموجب معاهدة صداقة عقدت بينه وبين الإنجليز عام 1915 م، وهكذا وجد الإمام، الذي أعلن قيام المملكة المتوكلية اليمنية نفسه محاطا بالخصوم في الشمال والجنوب والغرب ، ومحروما من الموانئ المدرة للمال جراء نشاطها التجاري، بالإضافة إلى تمردات القبائل بإيعاز بكل ممن أحاطوه، وقد واجه سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى كقائد عسكري لقوات أبيه تمردات القبائل في حاشد وتهامة والبيضاء ببأس واقتدار، كما تمكنت قوات أخرى للإمام من دخول الحديدة بعدئذ دون قتال، وآية ذلك هو موت الأمير محمد الإدريسي المؤسس للإمارة الإدريسية ، لتحل مشاكل خلافة السلطة في الأعقاب وليتسلم الحكم في الإمارة حسن الإدريسي عم محمد المؤسس ، والذي لم يكن بنفس حماس وحنكة المؤسس ، مما مكن قوات الإمام من التقدم شمالا لتحاصر مدينتي صبيا وجازان ، أهم مدينتين في أعالي الشمال اليمني ، ضمن الإمارة الإدريسية. ولقد رفض الإمام الاعتراف بالإمارة الإدريسية مقابل الدخول في حماية الإمام، بحجة أن الأدارسة المنحدرين أصلا من المغرب العربي دخلاء على البلاد التي كانت دوما جزءا من البلاد اليمنية التي حكمها أجداده. وقد دفع هذا الموقف الحاسم من الإمام الأدارسة إلى الالتجاء بآل سعود الذين قامت دولتهم في نجد والحجاز على أنقاض دولة الشريف حسين وأبنائه، فعقد معاهدة حماية بين آل سعود و الأدارسة عام 1926. وبسط السعوديون على إثرها سلطتهم على بلاد عسير، وهي المعاهدة التي لم يعترف بها الإمام ، مما أدى إلى مواجهات واشتعال حرب بين الطرفين عام 1934م انتهت بتوغل القوات السعودية داخل الأراضي اليمنية الساحلية بقيادة الأمير فيصل آل سعود و توغل القوات اليمنية بعد هزيمتها لقوات الامير سعود آل سعود قرب نجران إلى مشارف الطائف بقيادة الأمير أحمد حميد الدين. و كانت نتيجة ذلك الوضع العسكري توقيع الاتفاقية بين الطرفين وعرفت واشتهرت بمعاهدة الطائف.

وفي مواجهة الإنجليز في جنوب اليمن كان الإمام يحاول توحيد البلاد اليمنية بتحرير المحميات الجنوبية فدخلت قواته الضالع للضغط على بريطانيا كي تسلمه الحديدة، وليعلن عدم اعترافه بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بين قوتين غازيتين على أرض ليست لهما، وقد رأى الإمام أن يستعين بإيطاليا التي تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام 1926 ولم يفت الإنجليز مغزى هذه الاتفاقية ، التي شجعت الإمام على دخول العواذل العليا والسفلى إلى جانب تدعيم قواته في الضالع والبيضاء ، كما عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفيتي في العام 1928 فكان رد فعل الإنجليز على تحركات الإمام هذه هو الحرب التي اشتعلت بين الطرفين عام 1928 ، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على الناس منشورات تهديد وقنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة التي ألقيت عليها، وقد انتهت هذه الحرب و الدخول في مفاوضات انتهت باتفاقية لحسن الجوار عقدت بين الطرفين ، وقد انسحب الإمام فيما بعد من مناطق المحميات التي دخلها، ومع أن الإمام رفض الاعتراف بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بريطانيا وتركيا ، إلا انه اضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاما قادمة ، وهي مدة الاتفاقية ، على أن يتم بحث موضوع الحدود قبل انتهاء مدة هذه الاتفاقية.

اغتياله في الثورة الدستورية

في 17 فبراير 1948 - اغتيال الإمام يحيى حميد الدين إمام اليمن، وذلك بعد عودته من زيارة منطقة بيت حاضر، حيث تم إغتياله على يد مجموعة من الثوار بقيادة القردعي وأطلقوا عليه النار في سيارته مما أدى إلى وفاته، وعرف هذا الحدث باسم الانقلاب الدستوري، حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري، لكن الانقلاب فشل بعد أن قاد ولي العهد أحمد ثورة مضادة أنهت الحكم الدستوري بعد 25 يوماً وتولى أحمد الحكم خلفا لأبيه.

وقد كان الإمام يحيى قد شارف الثمانين من العمر, و دفن بجوار مسجد جامع الرحمة بصنعاء. وفي ذلك اليوم قُتل أيضاً نجلاه الحسين والمحسن, وحفيده الحسين بن الحسن الذي كان على حجره، ووزيره القاضي عبد الله العمري.

الخلافة

نسب القرشي للإمام يحيى وسعة علمه الشرعي كانا الداعي للشيخ محمد رشيد رضا لأن ينادي به خليفة للمسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية. وتلك كانت المرة الثانية التي ينادى فيها بالخلافة لشيعي بعد أن نادى بها المأمون للإمام الإثنا عشري علي الرضا في القرن التاسع الميلادي.