مقامة

(تم التحويل من مقامات)
يحيى بن محمود الواسطي، المقامة السابعة من مقامات الحريري، تعود إلى منتصف القرن العاشر الميلادي، والتصوير من القرن الثالث عشر الميلادي.

المقامات مجموعة حكايات قصيرة متفاوتة الحجم جمعت بين النثر والشعر بطلها رجل وهمي يدعى أبو الفتح الإسكندري و عرف بخداعه و مغامراته و فصاحته و قدرته على قرض الشعر وحسن تخلصه من المآزق إلى جانب أنه شخصيّة فكاهية نشطة تنتزع البسمة من الشفاه والضحكة من الأعماق. ويروي مغامرات هذه الشخصية التي تثير العجب وتبعت الإعجاب رجل وهمي يدعى عيسى بن هشام.

يعتبر كتاب المقامات أشهر مؤلفات بديع الزمان الهمذاني الذي له الفضل في وضع أسس هذا الفن وفتح بابه واسعًا ليلجه أدباء كثيرون أتوا بعده وأشهرهم أبو محمد القاسم الحريري و ناصف اليازجي.

و لهذا المؤلف فضل كبير في ذيوع صيت "بديع الزمان الهمذاني" لما إحتواه من معلومات جمّة تفيد جميع القراء من مختلف المشارب والمآرب إذ وضعه لغاية تعليمه فكثرت فيه أساليب البيان وبديع الألفاظ والعروض, وأراد التقرب به من الأمير خلف بن أحمد فضمنه مديحًا يتجلّى خاصة في المقامة الحمدانية والمقامة الخمرية فنوع ولون مستعملًا الإسلوب السهل, واللفظ الرقيق, والسجع القصير دون أدنى عناء أو كلفة.

وتنطوي المقامات على ضروب من الثقافة إذ نجد "بديع الزمان" يسرد علينا أخبارًا عن الشعراء في مقامته الغيلانية ومقامته البشرية ويزودنا بمعلومات ذات صلة بتاريخ الأدب والنقد الأدبي في مقامته الجاحظية والقريضية والإبليسية, كما يقدم في المقامة الرستانية وهو السني المذهب, حجاجًا في المذاهب الدينية فيسفه عقائد المعتزلة ويرد عليها بشدة وقسوة, ويستشهد أثناء تنقلاته هذه بين ربوع الثقافة بالقرآن الكريم والحديث الشريف, وقد عمد إلى اقتباس من الشعر القديم والأمثال القديمة والمبتكرة فكانت مقاماته مجلس أدب وأنس ومتعة وقد كان يلقيها في نهاية جلساته كأنها ملحة من ملح الوداع المعروفة عند أبي حيان التوحيدي في "الامتناع والمؤانسة", فراعى فيها بساطة الموضوع, وأناقة الأسلوب, وزودها بكل ما يجعل منها:

وسيلة للتمرن على الإنشاء والوقوف على مذاهب النثر والنظم. رصيد لثروة معجمية هائلة مستودعاً للحكم والتجارب عن طريق الفكاهة وثيقة تاريخية تصور جزءً من حياة عصره وإجلال رجال زمانه.

كما أن مقامات الهمذاني تعتبر نواة المسرحية العربية الفكاهية, وقد خلد فيها أوصافًا للطباع الإنسانية فكان بحق واصفًا بارعًا لا تفوته كبيرة ولا صغيرة, وإن المقامات هذه لتحفة أدبية رائعة بأسلوبها ومضمونها وملحها الطريفة التي تبعث على الإبتسام والمرح، وتدعو إلى الصدق والشهامة ومكارم الأخلاق التي أراد بديع الزمان إظهار قيمتها بوصف ما يناقضها، وقد وفّق في ذلك أيّما توفيق.


أنظر المقال الأصلي: بديع الزمان الهمذاني

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إقرأ أيضًا