زرادشتية

(تم التحويل من مجوسية)
فارافاهار شعار الديانة الزرادشتية
زرادشت نبي الديانة الزرادشتية
شعار زرادشتي
بيت النار الزرادشتي في مدينة يزد الايرانية
بارسي نافجوت، مراسم دخول الزرادشتية(التعميد)
بارسي جاشان وهو طقس مجوسي لتبريك البيت الجديد

الزرادشتية الزرادشتية دين فارسي قديم يؤمن بالثنائية، أسسه زرادشت واكتمل تكوينه في القرن السابع قبل الميلاد. كان له بأثيره البالغ على عقائد الديانة اليهودية والمسيحية، وتتمتع الزرادشتية بأخلاق اجتماعية قوية إيجابية، فالعمل هوملح الحياة ولكن خلق الشخص لا يعبر عنه فقط فيما يفعل ويقول، بل بأفكاره، فلا بد للناس أن يقهروا بعقولهم الشكوك والرغبات السيئة وأن يقهروا الجشع بالرضا، والغضب بالصفاء والسكينة، والحسد بالإحسان والصدقات، والحاجة باليقظة والنزاع بالسلام، والكذب بالصدق.[1]

ولم يبق من تعاليم زرادشت إلا سبع عشرة ترنيمة تسمى الجاثات GA-THAS.

أما الكتاب المقدس عند الزرادشتيين فهو الابستاق Avesta وهي كلمة فارسية تعني الأصل أوالمتن، والأرجح أن تدوينه تمَّ بعد القرن الخامس الميلادي، ولم ينج الابستاق من التخريب إذ لم يبق منه إلا الأناشيد والترنيمات المذكورة وترنيمات «اليشتا» Yashts والصلوات.

والله في الزرادشتية هوالموجود الأعظم والأفضل والأسمى، لايصدر عنه إلا الخير أما الشر، فيرجع إلى الشيطان «اهرمان» Ahriman،الروح المسؤولة عن كل شرور العالم وعن الأمراض والموت والغضب والهمّ. وبهذا تصور الزرادشتية تاريخ العالم أنه تاريخ الصراع بين الله والشيطان الذي ينقسم إلى أربع فترات تمتد كل منها ثلاثة آلاف سنة... يتأكد في نهايتها دوام الخلق الطيب وهزيمة الشيطان.

وترى الزرادشتية العالم كصراع مستمر بين القوى الكونية المستقلة. وفي معتقدات هذه الديانة فإن أهورامزدا هو رب الخير أو الحكمة وخالق العالم المادي، وأنجرامينو هو كل الموت وروح الشرّ، وأن الإنسان هو كائن حرّ وعليه واجب مساعدة الانتصار لأهورامازدا. انتشرت هذه الديانة في إيران خصوصًا بعد ثمانية قرون من موت زرادشت، وبعد أن انحسرت إلى حد ما، ديانة الماجي المجوسية التي اقتصرت حينها على الملوك والكهنة.

بشّر زرداشت بالقوة الشافية للعمل البنّاء، و قدّم مذهبا أخلاقيا يتألف القسطاس فيه من العدل والصدق والاعمال الجيدة. النار والشمس هما رمزا اهورامزدا، ولذلك ترتبط هذه الديانة بما يشبه عبادة النار.

زرادشتية

افيستا هو مختارات من الكتاب المقدس لهذا الدين، و لا تزال باقية حتى الان. كتبت هذه المختارات باللغة الأفيستانية، وهي لغة وثيقة بالفارسية القديمة والسنسكريتية الفيدية. جمع هذا الكتاب بعد وفاة زرداشت بزمن طويل، وتعرض للضياع عدة مرات. ويشمل خمس قصائد قديمة.

ورغم انحسار الزرداشتية كديانة كانت واسعة الانتشار، إلا أن آثارها ظلت واضحة على العهد القديم والعهد الجديد.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أصل كلمة مجوس

«المجوس» لا هم شعب، ولا هم إثنية فارسية تعبد النار كما يتصوّر بعض الجهال اليوم. وكلمة «مجوس» أطلقها العرب في جاهليتهم على جيرانهم من أتباع الديانة الزرادشتية في بلاد فارس. وهي كلمة مشتقة من لفظة «مگوس» بالفارسبة التي تعني الحكماء الذين یفسرون الأحلام والمنامات والرؤى.


رموز الزرادشتية

للزرادشتية رموز دينية، كالهنود والسيخ، يعبرون بها عن الإيمان بمعتقداتهم، وتعد جزءاً من زيهم اليومي، أهمها:

1ـ الكوشتي Kushti وهوجعل فيه اثنان وسبعون خيطاً ترمز لأسفار «اليسنا» Yasna وهي تعقد مرات عديدة في اليوم تعبيراً عن تصميم الدين والأخلاقي معاً.

2ـ ارتداء قميص «الساندر» Sandre منذ سن البلوغ، ويرتدي الكهنة رداء أبيض وعمامة بيضاء وقناعاً على الفم أثناء تأدية الطقوس تجنباً لتلويث النار المقدسة بأنفاسهم.

3ـ صلاة الصبح «كاه هاون» وصلاة الظهر «كاه رقون» وصلاة العصر «كاه أزيرن» وصلاة الليل «كاه عيون سرتيرد» وصلاة الفجر «كاه اشهن: وهناك احتفالات وصلوات خاصة لجميع المناسبات الكبرى في الحياة : الميلاد والبلوغ والزواج والإنجاب والموت.

4ـ وضع الجثة فوق «أبراج الصمت» لتأكلها الطيور الجارحة وهناك طقوس وأعمال عبادة وتطهر.

الآلهة

كان أكبر الآلهة في الدين السابق للدين الزردشتي مثرا إله الشمس ، و أنيتا إلهة الخصب والأرض ، وهَوْما الثور المقدس الذي مات ثم بعث حياً ، ووهب الجنس البشري دمه شراباً ليسبغ عليه نعمة الخلود. وكان الإيرانيون الأولون يعبدونه بشرب عصير الهَوْما المسكر وهو عشب ينمو على سفوح جبالهم. وهال زردشت ما رأى من هذه الآلهة البدائية ، وهذه الطقوس الخمرية ، فثار على المجوس أي الكهنة الذين يصلون لتلك الآلهة ويقربون لها القرابين ، وأعلن في شجاعة لا تقل عن شجاعة معاصريه عاموس و إشعيا أن ليس في العالم إلا إله واحد هو في بلاده أهورا- مزدا إله النور والسماء ، وأن غيره من الآلهة ليست إلا مظاهر له وصفات من صفاته. ولعل دارا الأول حينما إعتنق الدين الجديد رأى فيه ديناً ملهماً لشعبه ، ودعامة لحكومته ، فشرع منذ تولى الملك يثير حرباً شعواء على العبادات القديمة وعلى الكهنة المجوس ، وجعل الزردشتية دين الدولة. وكان الكتاب المقدس للدين الجديد هو مجموعة الكتب التي جمع فيها أصحاب النبي ومريدوه أقواله وأدعيته. وسمى أتباعه المتأخرين هذه الكتب الأبستا (الأبستاق)، وهي المعروفة عند العالم الغربي بإسم الزند- أبستا ، بناء على خطأ وقع فيه أحد العلماء المحدثين. ومما يروع القارئ غير الفارسي في هذه الأيام أن يعرف أن المجلدات الضخمة الباقية- وإن كانت أقل كثيراً من كتاب التوراة- ليست إلا جزءاً صغيراً مما أوحاه إلى زرثسترا إلهه.

وهذا الجزء الباقي يبدو للأجنبي الضيق الفكر كأنه خليط مهوش من الأدعية ، والأناشيد ، والأقاصيص ، والوصفات، والطقوس الدينية ، والقواعد الخلقية ، تجلوها في بعض المواضع لغة ذات روعة، وإخلاص حار، وسمو خلقي، أو أغان تنم عن رقي وصلاح. وهي تشبه العهد القديم من الكتاب المقدس فيما تثيره في النفس من نشوة قوية. وفي وسع الدارس أن يجد في بعض أجزائها ما يجده في الرج- فدا من آلهة وآراء ، ومن كلمات وتراكيب في بعض الأحيان. وتبلغ هذه من الكثرة حداً جعل بعض علماء الهنود يعتقدون أن الأبستاق ليست وحياً من عند أهورا- مزدا ، بل هي مأخوذة من كتب الفِدا. ويعثر الإنسان في مواضع أخرى منها على فقرات من أصل بابلي قديم ، كالفقرات التي تصف خلق الدنيا على ست مراحل (السماوات ، فالماء ، فالأرض ، فالنبات ، فالحيوان ، فالإنسان) ، وتسلسل الناس جميعاً من أبوين أولين ، وإنشاء جنة على الأرض ، وغضب الخالق على خلقه ، واعتزامه أن يسلط عليهم طوفاناً يهلكهم جميعا إلا قلة صغيرة منهم. ولكن ما فيها من عناصر إيرانية خالصة يشتمل على كثير من الشواهد التي تكفي لصبغ الكتاب كله بالصبغة الفارسية العامة. فالفكرة السائدة فيه هي ثنائية العالم الذي يقوم على مسرحه صراع يدوم اثني عشر ألف عام بين الإله أهور- مزدا والشيطان أهرمان ؛ وأن أفضل الفضائل هما الطهر والأمانة وهما يؤديان إلى الحياة الخالدة ؛ وأن الموتى يجب أن لا يدفنوا أو يحرقوا ، كما كان يفعل اليونان أو الهنود القذرون، بل يجب أن تلقى أجسامهم إلى الكلاب أو الطيور الجارحة. وكان إله زردشت في بادئ الأمر هو: "دائرة السماوات كلها" نفسها. فأهورا مزدا "يكتسي بقبة السماوات الصلبة يتخذها لباساً له؛ ... وجسمه هو الضوء والمجد الأعلى، وعيناه هما الشمس والقمر". ولما أن انتقل الدين في الأيام الأخيرة من الأنبياء إلى الساسة صُوّر الإله الأعظم في صورة ملك ضخم ذي جلال مهيب. وكان بوصفه خالق العالم وحاكمه يستعين بطائفة من الأرباب الصغار ، كانت تصور أولا كأنها أشكال وقوى من أشكال الطبيعة وقواها- كالنار ، والماء ، والشمس ، والقمر ، والريح ، والمطر. ولكن أكبر فخر لزردشت أن الصورة التي تصورها لإلهه هي أنه يسمو على كل شيء. وأنه عبَّر عن هذه الفكرة بعبارات لا تقل جلالاً عما جاء في سفر أيوب: هذا ما أسألك عنه فاصدقني الخبر يا أهورا مزدا: من ذا الذي رسم مسار الشموس والنجوم؟- ومن ذا الذي يجعل القمر يتزايد ويتضاءل؟ ... ومن ذا الذي رفع الأرض والسماء من تحتها وأمسك السماء أن تقع؟- من ذا الذي حفظ المياه والنباتات- ومن ذا الذي سخر للرياح والسحب سرعتها- ومن ذا الذي أخرج العقل الخيّر يا أهورا مزدا؟ وليس المقصود "بالعقل الخير" عقلاً إنسانياً ما ، بل المقصود به حكمة إلهية لا تكاد تفترق في شيء عن "كلمة الله" يستخدمها أهورا مزدا واسطة لخلق الكائنات.

صفات أهورا مزدا

وكان أهورا مزدا كما وصفه زردشت سبعة مظاهر أو سبع صفات هي: النور ، والعقل الطيب ، والحق ، والسلطان ، والتقوى ، والخير ، والخلود. ولما كان أتباعه قد إعتادوا أن يعبدوا أرباباً متعددة فقد فسروا هذه الصفات على أنها أشخاص (سموهم أميشا إسبننا أو القديسين الخالدين) الذين خلقوا العالم ويسيطرون عليه بإشراف أهورا مزدا وإرشاده. وبذلك حدث في هذا الدين ما حدث في المسيحية فانقلبت الوحدانية الرائعة التي جاء بها مؤسسه شركا لدى عامة الشعب.

الملائكة والشياطين

الملائكة

الزرادشتيون هم أوّل من اعتقد بأنّ لله ملائكة، أو مساعدين للاله اهورامزدا. واعتبروا أنّ عددهم ستة، ويعرفون بـ «أميشا سبنتاس»، ومعناها «الخالدون المقدسون».

الملاك الحارس

وكان لديهم فضلاً عن هذه الأرواح المقدسة كائنات أخرى هي الملائكة الحرّاس. وقد إختص كل رجل وكل امرأة وكل طفل - حسب أصول اللاهوت الفارسي- بواحد منها. وكان الفارسي التقي يعتقد (ولعله كان في هذا الاعتقاد متأثراً بعقيدة البابليين في الشياطين) أنه يوجد إلى جانب هؤلاء الملائكة والقديسين الخالدين الذين يعينون الناس على التحلي بالفضيلة سبعة شياطين (ديو) أو أرواح خبيثة تحوم في الهواء ، وتغوي الناس على الدوام بإرتكاب الجرائم والخطايا. وتشتبك أبد الدهر في حرب مع أهورا- مزدا ومع كل مظهر من مظاهر الحق والصلاح.

وكان كبير هذه الزمرة من الشياطين أنكرا-مينبوما أو أهرمان أمير الظلمة وحاكم العالم السفلي. وهو الطراز الأسبق للشيطان الذي لا ينقطع عن فعل الشر ، والذي يلوح أن اليهود أخذوا فكرته عن الفرس ثم أخذتها عنهم المسيحية. مثال ذلك أن أهرمان أمير الظلمة وحاكم العالم السفلي. وهو الطراز الأسبق للشيطان الذي لا ينقطع عن فعل الشر ، والذي يلوح أن اليهود أخذوا فكرته عن الفرس ثم أخذتها عنهم المسيحية. مثال ذلك أن أهرمان هو الذي خلق الأفاعي ، والحشرات المؤذية ، والجراد ، والنمل ، والشتاء ، والظلمة ، والجريمة ، والخطيئة ، واللواط ، والحيض ، وغيرها من مصائب الحياة. وهذه الآثام التي أوجدها الشيطان هي التي خربت الجنة حيث وضع أهورا مزدا الجدين الأعليين للجنس البشري.

ويبدو أن زردشت كان يعد هذه الأرواح الخبيثة آلهة زائفة، وأنها تجسيد خرافي من فعل العامة للقوى المعنوية المجردة التي تعترض رقى الإنسان. ولكن أتباعه رأوا أنه أيسر لهم أن يتصوروها كائنات حية فجسدوها وجعلوا لها صوراً مازالوا يضاعفونها حتى بلغت جملة الشياطين في الديانة الفارسية عدة ملايين.

الحور

أصل الاعتقاد بوجود هؤلاء الحوريات اللاتي يشتغلن مضيّفات استقبال في الجنة، مقتبس مما زعمه الزرادشتيون القدماء عن وجود نسوة غانيات حسناوات بيضاوات البشرة منيرات في السماء. وأن ممارسة الجنس معهنّ ( ومع ولدانهنّ.. أي «الولدان المخلّدون») ستكون مكافأة أبطال الحرب بعد مقتلهم في ساحة الوغى. - كلمة «حوري» في لغة أوستا (وهي من لغات الفرس القديمة) تعني النور، وكذلك المرأة المنيرة لشدة بياضها. والكلمة تنطق في اللغة الفارسية الحديثة «حُنور».

واستلهاما من هذه العقيدة الزرادشتية ( أو المجوسية ، كما يسميها المسلمون)، وأيضا اقتباسا من اللغة الفارسية، صاغ اجدادنا العرب عبارة «حور»، ويقصدون بها النساء الشديدات البياض. وقد استعمل القرآن هذا اللفظ ( في سورة الرحمن آية 72) {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ} .. {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُون} (سورة الواقعة آية22)

الثنائية

ولقد كانت هذه العقائد وقت أن جاء بها زردشت قريبة كل القرب من عقيدة التوحيد ، بل إنها حتى بعد أن أقحموا فيها أهرمان والأرواح ظل فيها من التوحيد بقدر ما في المسيحية بإبليسها وشياطينها وملائكتها. والحق أن الإنسان ليسمع في الديانة المسيحية الأولى أصداء كثيرة للثنائية الفارسية ، لا تقل عما يسمع فيها من أصداء التزمت العبراني ، أو الفلسفة اليونانية. ولعل الفكرة الزردشتية عن الإله كانت ترضى عقلاً يهتم بدقائق الأشياء وتفاصيلها كعقل ماثيو آرنلد. ذلك أن أهورا مزدا ، كان جماع قوى العالم التي تعمل للحق ؛ والأخلاق الفاضلة لا تكون إلا بالتعاون مع هذه القوى. هذا إلا أن في فكرة الثنائية بعض ما يبرر ما تراه في العالم من تناقض والتواء وانحراف عن طريق الحق لم تفسره قط فكرة التوحيد وإذا كان رجال الدين الزردشتيون يحاجون أحياناً كما يحُاجّ متصوفة الهنود والفلاسفة المدرسيون، بأن الشر لا وجود له في حقيقة الأمر ، فإنهم في الواقع يعرضون على الناس ديناً يصلح كل الصلاحية لأن يمثل لأوساط الناس ما يصادفهم في الحياة من مشاكل خلقية تمثيلاً يقربها إلى عقولهم وتنطبع فيها انطباع الرواية المسرحية ، وقد وعدوا أتباعهم بأن آخر فصل من هذه المسرحية سيكون خاتمة سعيدة- للرجل العادل. ذلك أن قوى الشر ستُغلب آخر الأمر ويكون مصيرها الفناء بعد أن يمر العالم بأربعة عهود طول كل منها ثلاثة آلاف عام يسيطر عليه فيها على التوالي أهورا مزدا وأهرمان. ويومئذ ينتصر الحق في كل مكان وينعدم الشر فلا يكون له من بعد وجود. ثم ينضم الصالحون إلى أهورا مزدا في الجنة ويسقط الخبيثون في هوة من الظلمة في خارجها يطعمون فيها أبد الدهر سُمَّاً زعافاً.

الطقوس

هناك نوعان من الطقوس المركزية: طقوس النار وطقوس القربان «الهوما» Haoma والنار رمز أهورامازدا وابنه، ولابد أن تحفظ بعيداً عن التلوث في معبد النار، فلا تراها الشمس ولاعيون غير المؤمنين، وهناك عدد من النيران المقدسة يسهر عليها أوعلى خدمتها الكهنة. والنار الرئيسة هي «بهرام» Bahram أوملك النيران الذي يتوج على العرش وعند زيارة النار يضعون على جباههم علامة بالرماد رمزاً للتواضع والمساواة والقوة. والهوما نبات وإله على الأرض، وفي طقوس الهوما يسحق هذا الإله ومن عصيره يستخرج شراب الخلود. وفي هذه القرابين الخالية من الدماء يكون القربان في آن معاً هو الإله والكاهن والضحية يقوم المؤمن بتناوله مستبقاً بذلك القربان الذي سيقام في نهاية العام ويجعل جميع البشر خالدين.

ولما كان زرادشت من عبدة النار، فقد انتشرت بيوت النار في كل أنحاء الإمبراطورية الفارسية، ومن ثم أصبحت المجوسية اسماً لكل الديانات الفارسية ومنها الزرادشتية.

وقد قضى الإسلام على الزرادشتية في القرن السابع الميلادي، فمع الفتح الإسلامي (635م) تبنى الإيرانيون ديانة الفاتحين،ولكن مجموعة من النبلاء لاذوا بالجبال والتصقوا بالعقيدة الوطنية ـ الزرادشتية رمزاً للاستقلال، وقد هاجر بعضهم إلى الهند ويصل عددهم إلى أكثر من مئة ألف يعيشون في قسمها الشرقي وحول بومباي ويدعون البارسيين، وهوتحريف لاسمهم الأصلي الفارسيين.

وكان للزرادشتية تأثير عميق على تطور اليهودية منذ الخروج وما بعده، إضافة إلى تطوير بعض المعتقدات حول مملكة الله والحساب الأخير، والقيامة وابن الإنسان وأمير العالم والمخلص والكلمة وموت يسوع.. وقد أدت الزرادشتية في الواقع دوراً رئيسياً على مسرح التاريخ الديني للعالم، فقد عرفت اليونان زرادشت واحترمته في عصر أفلاطون، وانتشرت عبادة «مترا» وأثارت الزرادشتية فكرة المخلص في الديانة البوذية في صورة «مترا بوذا»، كما أثرت في تطور الإيمان اليهودي والمسيحي وصبغته بصبغتها، كما كان للزرادشتية تاثير كبير في الطوائف الباطنية من قرامطة وغيرهم، واعترفت بها البهائية وادعت أنها عثرت في «الزندافستا» على بشارات بظهور الباب والبهاء.

ولابد من التنويه إلى أن كتاب نيتشه «هكذا تكلم زرادشت» لايحوي آراء زرادشت، وإنما يعبر عن آراء الفيلسوف الألماني، أوردها على لسان زرادشت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الفلسفة الأخلاقية

لمّا صوّر الزردشتيون العالم في صورة ميدان يصطرع فيه الخير والشر ، أيقظوا بعملهم هذا في خيال الشعب حافزاً قوياً مبعثه قوة خارجة عن القوى البشرية ، يحض على الأخلاق الفاضلة ويصونها. وكانوا يمثلون النفس البشرية ، كما يمثلون الكون ، في صورة ميدان كفاح بين الأرواح الخيّرة والأرواح الشريرة ؛ وبذلك كان كل إنسان مقاتلاً ، أراد ذلك أو لم يرده ، في جيش الله أو في جيش الشيطان ، وكان كل عمل يقوم به أو يغفله يرجح قضية أهورا مزدا أو قضية أهرمان. وتلك فلسفة فيها من المبادئ الأخلاقية ما يعجب به المرء أكثر مما يعجب بما فيها من مبادئ الدين - إذا سلمنا بأن الناس في حاجة إلى قوة غير القوى الطبيعية تهديهم إلى طريقهم الخُلق الكريم. فهي فلسفة تضفي على الحياة الإنسانية من المعنى ومن الكرامة ما لا تضفيه عليه النظرة العالمية القائلة بأن الإنسان ليس إلا حشرة دنيئة لا حول لها ولا طول (كما كان يقول أهل العصور الوسطى) ، أو آلة تتحرك بنفسها كما يقول أهل هذه الأيام. ذلك أن بني الإنسان حسب تعاليم زردشت ليسوا مجرد بيادق تتحرك بغير إرادتها في هذه الحرب العالمية؛ بل كانت لهم إرادة حرة ، لأن أهورا مزدا ، كان يريدهم شخصيات تتمتع بكامل حقوقها، وفي مقدورهم أن يختاروا طريق النور أو طريق الكذب. فقد كان أهرمان هو الكذبة المخلدة، وكان كل كذاب خادماً له.

ونشأ من هذه الفكرة قانون أخلاقي مفصل رغم بساطته يدور كله حول القاعدة الذهبية وهي أن "الطبيعة لا تكون خيّرة إلا إذا منعت صاحبها أن يفعل بغيره ما ليس خيراً له هو نفسه" . وتقول الأبستاق أن على الإنسان واجبات ثلاثة. "أن يجعل العدو صديقاً وأن يجعل الخبيث طيباً ، وأن يجعل الجاهل عالماً". وأعظم الفضائل عنده هي التقوى ، ويأتي بعدها مباشرة الشرف والأمانة عملاً وقولاً. وحرّم أخذ الربا من الفرس، ولكنه جعل الوفاء بالدين واجباً يكاد أن يكون مقدساً. ورأس الخطايا كلها (في الشريعة الأبستاقية كما هي في الشريعة الموسوية) هو الكفر. ولنا أن نحكم من العقوبات الصارمة التي كانت توقع على الملحدين بأن الإلحاد كان له وجود بين الفرس ، وكان المرتدون عن الدين يعاقبون بالإعدام من غير توان. لكن ما أمر به السيد من إكرام ورحمة لم يكن يطبق من الوجهة العملية على الكفار ، أي على الأجانب ، لأن هؤلاء كانوا صنفاً منحطاً من الناس أظلهم أهورا- مزدا فلم يحبوا إلا بلادهم وحدها لكي لا يغزو بلاد الفرس ، ويقول هيرودوت أن الفرس: "يرون أنهم خير الناس جميعاً من جميع الوجوه". وهم يعتقدون أن غيرهم من الأمم تدنوا من الكمال بقدر ما يقرب موقعها الجغرافي من بلاد فارس ، وأن " شر الناس أبعدهم عنها". إن لهذه الألفاظ نغمة حديثة وإنها لتنطبق على جميع الأمم في هذه الأيام. ولما كانت التقوى أعظم الفضائل على الإطلاق فإن أول ما يجب على الإنسان في هذه الحياة أن يعبد الله بالطهر والتضحية والصلاة. ولم تك فارس الزردشتية تسمح بإقامة الهياكل أو الأصنام، بل كانوا ينشئون المذابح المقدسة على قمم الجبال، وفي القصور ، أو في قلب المدن ، وكانوا يوقدون النار فوقها تكريماً لأهورا- مزدا أو لغيره من صغار الآلهة. وكانوا يتخذون النار نفسها إلهاً يعبدونه ويسمونها أنار ، ويعتقدون أنها إبن إله النور. وكانت كل أسرة تجتمع حول موقدها ، تعمل على أن تظل نار بيتها متقدة لا تنطفئ أبدا ، لأن ذلك من الطقوس المقررة في الدين. وكانت الشمس نار السماوات الخالدة تعبد بوصفها أقصى ما يتمثل فيها أهورا- مزدا أو مثرا كما عبدها إخناتون في مصر. وقد جاء في كتابهم المقدس: "يجب أن تعظم شمس الصباح إلى وقت الظهيرة وشمس الظهيرة يجب أن تعظم إلى العصر ، وشمس العصر يجب أن تعظم حتى المساء ... والذين لا يعظمون الشمس لا تحسب لهم أعمالهم الطيبة في ذلك اليوم" ، وكانوا يقربون إلى الشمس ، والى النار ، والى أهورا- مزدا القرابين من الأزهار ، والخبز ، والفاكهة ، والعطور ، والثيران ، والضأن ، والجمال ، والخيل ، والحمير ، وذكور الوعول. وكانوا في أقدم الأزمنة يقربون إليها الضحايا البشرية شأن غيرهم من الأمم. ولم يكن ينال الآلهة من هذه القرابين إلا رائحتها ، أما ما يؤكل منها فقد كان يبقى للكهنة والمتعبدين ، لأن الآلهة- على حد قول الكهنة- ليست في حاجة إلى أكثر من روح الضحية. وظلت العادة الآرية القديمة عادة تقديم عصير الهوما المسكر قرباناً إلى الآلهة باقية بعد إنتشار الدين الزردشتي بزمن طويل ، وإن كان زردشت نفسه جهر بسخطه على هذه العادة ، وإن لم يرد لها ذكر في الأبستاق. وكان الكهنة يحتسون بعض هذا العصير المقدس، ويوزعون ما بقي منه على المؤمنين المجتمعين للصلاة. فإذا حال الفقر بين الناس وبين تقديم هذه القرابين الشهية ، إستعاضوا عنها بالزلفى إلى الآلهة بالأدعية والصلوات. وكان أهورا مزدا كما كان يهوه يحب الثناء ويتقبله ، ومن ثم فقد وضع للمتقين من عباده طائفة رائعة من صفاته أضحت من الأوراد المحببة عند الفرس. فإذا ما وهب الفارسي حياة التقى والصدق كان في وسعه أن يلقى الموت في غير خوف ؛ ومهما يكن من الأغراض التي يهدف إليها الدين فإن هذا المطلب كان أحد مطالبه الخفية. وكان من العقائد المقررة أن أستواد إله الموت يعثر على كل إنسان أيا كان مقره ؛ فهو الباحث الواثق، الذي لا يستطيع الإفلات منه آدمي ولو كان من أولئك الذين يغوصون في باطن الأرض. كما فعل أفرسياب التركي الذي شاد له تحت أطباق الثرى قصراً من الحديد يبلغ إرتفاعه قدر قامة الإنسان ألف مرة ، وأقام فيه مائة من الأعمدة ، تدور في سمائه النجوم والقمر والشمس تغمره بأشعة النهار. وكان في هذا القصر يفعل كل ما يحلو له ويحيا أسعد حياة. ولكن لم يستطع رغم قوته وسحره أن يفر من أستواد ... كذلك لم يستطع النجاة منه من حفر الأرض الواسعة المستديرة التي تمتد أطرافها إلى أبعد الحدود كما فعل دهاق إذ طاف بالأرض شرقاً وغرباً يبحث عن الخلود فلم يعثر عليه. ولم يفده بأسه وقوته في النجاة من أستواد...ذلك أن أستواد المخاتل يأتي متخفياً إلى كل إنسان ، لا يعظّم شخصاً ، ولا يتقبل الثناء ولا الإرتشاء ، بل يهلك الناس بلا رحمة. ولما كان من طبيعة الأديان أن ترهب وتنذر ، كما تأسو وتبشر ، فإن الفارسي رغم هذا كله لم يكن ينظر إلى الموت في غير رهبة إلا إذا كان جندياً يدافع عن قضية أهورا مزدا. فقد كان من وراء الموت ، وهو أشد الخفايا كلها رهبة ، وجحيم ، وأعراف ، وجنة. وكان لا بد لأرواح الموتى بأجمعها أن تجتاز قنطرة تصفى فيها، تجتازها الأرواح الطيبة فتصل في جانبها الثاني إلى "مسكن الفناء" حيث تلقاها وترحب بها "فتاة عذراء ، ذات قوة وبهاء ، وصدر ناهد ، مليء" ؛ وهناك تعيش مع أهورا- مزدا سعيدة منعمة إلى أبد الدهر. أما الروح الخبيثة فلا تستطيع أن تجتاز القنطرة فتتردى في درك من الجحيم يتناسب عمقه مع ما اقترفت من ذنوب. ولم يكن هذا الجحيم مجرد دار سفلى تذهب إليها كل الأرواح طيبة كانت أو خبيثة كما تصفها الأديان الأقدم عهداً من الدين الزردشتي ، بل كانت هاوية مظلمة مرعبة تعذب فيها الأرواح المذنبة أبد الآبدين. فإذا كانت حسنات الإنسان ترجح على سيئاته قاسى عذاباً مؤقتاً يطهره من الذنوب ، وإذا كان قد إرتكب كثيراً من الخطايا ولكنه فعل الخير ، لم يلبث في العذاب إلا إثني عشر ألف عام يرفع بعدها إلى السماء. ويحدثنا الزردشتيون الصالحون بأن العالم يقترب من نهايته المحتومة ؛ ذلك بأن مولد زردشت كان بداية الحقبة العالمية التي طولها ثلاثة آلاف سنة ، وبعد أن يخرج من صلبه في فترات مختلفة ثلاثة من النبيين ينشرون تعاليمه في أطراف العالم ، يحلّ يوم الحساب الأخير ، وتقوم مملكة أهورا- مزدا ، ويهلك أهرمان هو وجميع قوى الشر هلاكاً لا قيام لها بعده. ويومئذ تبدأ الأرواح الطيبة جميعها حياة جديدة في عالم خال من الشرور والظلام والآلام: "فيُبعث الموتى ، وتعود الحياة إلى الأجسام ، وتترد فيها الأنفاس ... ويخلو العالم المادي كله إلى أبد الدهر من الشيخوخة والموت والفساد والإنحلال". وهنا أيضاً نستمع ، كما نستمع في كتاب الموتى المصري ، إلى التهديد بيوم الحساب الرهيب ، وهو تهديد يلوح أنه انتقل من فلسفة الحشر الفارسية إلى الفلسفة اليهودية أيام أن كانت للفرس السيادة على فلسطين - ألا ما أروعه من وصف خليق بأن يرهب الأطفال فيصدعوا أوامر آبائهم! ولما كان من أغراض الدين أن ييسر ذلك الواجب الصعب الضروري ، واجب تذليل الصغار على يد الكبار ، فإن من حق الكهنة الزردشتيين أن نقرّ لهم بما كانوا عليه من مهارة في وضع قواعد الدين. وإذا ما نظرنا إلى هذا الدين في مجموعهِ ألفيناه ديناً رائعاً أقل وحشية ونزعة حربية، وأقل وثنية وتخريفاً من الأديان المعاصرة له، وكان خليقاً بألا يُقضى عليه هذا القضاء العاجل. وأتى على هذا الدين حين من الدهر في عهد دارا الأول كان فيه المظهر الروحي لأمة في أوج عزها. ولكن بني الإنسان يولعون بالشعر أكثر من ولعهم بالمنطق ، والناس يهلكون إذا خلت عقائدهم من بعض الأساطير. ومن أجل هذا ظلت عبادة مثرا وأنيتا- إله الشمس وإلهة الإنبات والخصب والتوالد والأنوثة- ظلت هذه العبادة قائمة إلى جانب دين أهورا- مزدا الرسمي تجد لها أتباعاً مخلصين ، وعاد إسماهما إلى الظهور من جديد في النقوش الملكية أيام أرت خشتر الثاني ، وأخذ إسم مثرا بعدئذ يعظم ويقوى ، كما أخذ أهورا- مزدا يضمحل. وما أن وافت القرون الأولى من التاريخ الميلادي حتى انتشرت عبادة مثرا الإله الشاب ذو الوجه الوسيم- الذي تعلو وجهه هالة من نور ترمز إلى الوحدة القديمة بينه وبين الشمس- في جميع أنحاء الدولة الرومانية ، وكان إنتشارها هذا من أسباب الإحتفال بعيد الميلاد عند المسيحيين. ولو أن زردشت كان من المخلدين لتوارى خجلاً حين يرى تماثيل أنيتا أفرديتي الفرس ، تقام في كثير من مدن الإمبراطورية الفارسية بعد بضعة قرون من وفاته. وما من شك في أنه كان يسوئه أن يجد صحفاً كثيرة من صحف وحيه قد خصها المجوس بطلاسم لشفاء المرضى والتنبؤ بالغيب والسحرز وذلك أن "الرجال العقلاء" أي كهنة المجوس قد غلبوا زردشت على أمره ، كما يغلب الكهنة في آخر الأمر كل عاتٍ عاصياً كان أو زنديقاً ، وذلك بأن يضموه إلى دينهم أو يستوعبوه فيه ؛ فسلكوا أولاً في عداد المجوس ، ثم لم يلبثوا أن نسوا ذكره. وما لبث هؤلاء المجوس بزهدهم وتقشفهم ، وإقتصارهم على زوجة واحدة ، ومراعاتهم لمئات من الطقوس المقدسة ، ومن تطهرهم بمئات الأساليب اتباعا لأوامر الدين وطقوسه ، وبإمتناعهم عن أكل اللحوم ، وبملبسهم البسيط الذي لا تكلف ولا تظاهر فيه ، ما لبث هؤلاء أن إشتهروا بالحكمة بين الشعوب الأجنبية ، ومنهم اليونان أنفسهم ، كما أصبح لهم على مواطنيهم سلطان لا تكاد تعرف له حدود. لقد أصبح ملوك الفرس أنفسهم من تلاميذهم ، لا يقدمون على أمر ذي بال إلا بعد إستشارتهم فيه ، فقد كانت الطبقات العليا منهم حكماء ، والسفلي متنبئين وسحرة ، ينظرون في النجوم ويفسرون الأحلام ؛ وهل ثمة شاهد على كعبهم اكبر من أن اللفظ الإنجليزي المقابل لكلمة "السحر" Magic مشتق من إسمهم. وأخذت العناصر الزردشتية في الديانة الفارسية تتضاءل عاماً بعد عام ؛ نعم إنها إنتعشت وقتاً ما أيام الأسرة الساسانية (226- 651 ب. م) ، ولكن الفتح الإسلامي وغزو التتار قضيا عليها القضاء الأخير. ولا يوجد أثر للديانة الزردشتية في هذه الأيام إلا بين عشائر قليلة العدد في ولاية فارس، وبين البارسيين من الهنود الذين يبلغ عددهم تسعين ألفاً. ولا تزال هذه الجماعة حفيظة على كتبها المقدسة ، تخلص لها وتدرسها ، وتعبد النار والتراب ، والأرض والماء ، وتقدسها ، وتعرض موتاها في "أبراج الصمت" للطيور الجارحة كي لا تدنس العناصر المقدسة بدفنها في الأرض أو حرقها في الهواء. وهم قوم ذوو أخلاق سامية وآداب رفيعة، وهم شاهد حي على فضل الدين الزردشتي وما له من أثر عظيم في تهذيب بني الإنسان وتمدينهم.


تواجد الديانة الزرادشتية المعاصر

انحسرت الديانة الزرادشتية بشكل كبير حيث لم يبقى من أتباعها في العالم سوى 200 الف نسمة, ينتشرون في:

أعياد الديانة الزرادشتية

لدى الديانة الزرادشتية العديد من الاعياد منها:

الزواج في الزرادشتية

يعتبر الزرادشتيون ان زرادشت يفضل المتزوج على الأعزب و الوالد على من ليس لديه أولاد.كما ان الطلاق محرم في الديانة الزرادشتية.

الموت في الزرادشتية

يعتبر الزرادشتيون ان الروح تهيم لمدة ثلاثة ايام بعد الوفاة قبل ان تنتقل إلى العالم الأخر , يؤمن الزرادشتيون بالحساب حيث انهم يعتقدون ان الزرادشتي الصالح سيخلد إلى جانب زرادشت في حين ان الفاسق سيخلد في النار إلى جانب الشياطين.

للزرادشتيين طقوس خاصة عند الوفاة حيث انهم يعتبرون الجسد نجسا لذا يجب عدم اختلاطه مع عناصر الحياة الثلاثة : الماء , التراب و النار حتى لا يلوثها , لذا وجب على الزرادشتيين عند وفاتهم ان يتركوا للطيور الجارحة على أبراج خاصة تسمى أبراج الصمت أو (دخنه) باللغة الفارسية حيث يقوم بهذه الطقوس رجال دين معينون ثم بعد ان تاكل الطيور جثة الميت يتم رمي العظام في فجوة خاصة في هذا البرج دون دفنها. ألا انه مؤخرا منذ نحو 50 عاما و عملا بنصيحة زرادشت و هي أن يتكيف الزرادشتيون مغ أي مجتمع يعيشون فيه فقد أبتكر الزرداشتيون طريقة جديدة في دفن موتاهم و هي ان يوضع جثمان الميت في صندوق معدني محكم الاغلاق و يدفن في قبر عادي مما يضمن عدم تلويثه لعناصر الحياة الثلاثة.

لغات الزرادشتيين

يستعمل الزرادشتيون لغة الداري (مختلفة عن الداري الأفغانية) والتي تسمى أحيانا في إيران لغة "غابري" أو "بيهديان"، كما أن الزرادشتيون في الهند يتحدثون اللغة الگجراتية أيضا ويسمون في الهند بالپارسيين.

شرب بول البقر في الزرادشتية

يحدثنا الفصل التاسع من الونديداد، وهو الجزء الذي يتناول الحلال والحرام، والطاهر والنجس، والأرواح الشريرة في كتاب الأبستاق (الأڤستا Avesta) المقدس عند الزرادشتيين عن أهمية التداوي بشرب بول البقر، وكيف يقوي شرب بول البقرة جسم الانسان ويحميه من الأمراض والأرواح الشريرة، وأهمية التطهر ببول البقر. كما أكد زرادشت النبي على ضرورة تطهر المرأة الحائض ببول البقر، نفس الامر ينطبق على المرأة التي مات الجنين في بطنها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ عبد الحميد صالح. "زرادشــت". الموسوعة العربية. Retrieved 2011-07-14.

مراجع

  • كتاب موسوعة الفولكلور والأساطير العربية.
  • دليل القارئ إلى الادب العالمي. ليليان هيرلاندز، ج.د.بيرسي.، ستيرلنج.أ. براون
  • Kulke, Eckehard: The Parsees in India: a minority as agent of social change. München: Weltforum-Verlag (= Studien zur Entwicklung und Politik 3), ISBN 3-8039-00700-0
  • Ervad Sheriarji Dadabhai Bharucha: A Brief sketch of the Zoroastrian Religion and Customs
  • Dastur Khurshed S. Dabu: A Handbook on Information on Zoroastrianism
  • Dastur Khurshed S. Dabu: Zarathustra an his Teachings A Manual for Young Students
  • Jivanji Jamshedji Modi: The Religious System of the Parsis
  • R. P. Masani: The religion of the good life Zoroastrianism
  • P. P. Balsara: Highlights of Parsi History
  • Maneckji Nusservanji Dhalla: History of Zoroastrianism; dritte Auflage 1994, 525 p, K. R. Cama, Oriental Institute, Bombay
  • Dr. Ervad Dr. Ramiyar Parvez Karanjia: Zoroastrian Religion & Ancient Iranian Art
  • Adil F. Rangoonwalla: Five Niyaeshes, 2004, 341 p.
  • Aspandyar Sohrab Gotla: Guide to Zarthostrian Historical Places in Iran
  • J. C. Tavadia: The Zoroastrian Religion in the Avesta, 1999
  • S. J. Bulsara: The Laws of the Ancient Persians as found in the "Matikan E Hazar Datastan" or "The Digest of a Thousand Points of Law", 1999
  • M. N. Dhalla: Zoroastrian Civilization 2000
  • Marazban J. Giara: Global Directory of Zoroastrian Fire Temples, 2. Auflage, 2002, 240 p, 1
  • D. F. Karaka: History of The Parsis including their manners, customs, religion and present position, 350 p, illus.
  • Piloo Nanavatty: The Gathas of Zarathushtra, 1999, 73 p, (illus.)
  • Roshan Rivetna: The Legacy of Zarathushtra, 96 p, (illus.)
  • Dr. Sir Jivanji J. Modi: The Religious Ceremonies and Customs of The Parsees, 550 Seiten
  • Mani Kamerkar, Soonu Dhunjisha: From the Iranian Plateau to the Shores of Gujarat, 2002, 220 p
  • I.J.S. Taraporewala: The Religion of Zarathushtra, 357 p
  • Jivanji Jamshedji Modi: A Few Events in The Early History of the Parsis and Their Dates, 2004, 114 p
  • Dr. Irach J. S.Taraporewala: Zoroastrian Daily Prayers, 250 p
  • Adil F.Rangoonwalla: Zoroastrian Etiquette, 2003, 56 p
  • Rustom C Chothia: Zoroastrian Religion Most Frequently Asked Questions, 2002, 44 p