مؤتمر المائدة المستديرة 1939

رئيس الوزراء المصري (محمد محمود) مع الضيوف قبل المأدبة التي أقيمت على شرف المندوبين العرب المسافرين إلى مؤتمر المائدة المستديرة في لندن حول القضية الفلسطينية وغادر المندوبون القاهرة في 23 يناير 1939.
مؤتمر المائدة المستديرة.jpg

مؤتمر المائدة المستديرة، مؤتمر عقد في 7 فبراير 1939 لمناقشة القضية الفلسطينية، بين كلًا من مندوبي مصر والعراق والأردن والسعودية واليمن، ومندوبين بريطانيين في قصر سانت جيمس في لندن،[1] رفض المندوبون العرب الجلوس مع مندوبين من الوكالة اليهودية لفلسطين. حضر عن العراق رئيس الوزراء؛ نوري السعيد، وعن مصر الأمير محمد عبد المنعم، وعلي ماهر باشا، وعبد الرحمن عزام باشا، وسفير مصر في لندن حسن نشأت باشا، وعن السعودية؛ الأمير فيصل بن عبد العزيز،[1] وعن الأردن رئيس الوزراء توفيق أبو الهدى، وعن فلسطين جمال الحسيني، ومعه بعض القيادات الفلسطينية.

انتهى المؤتمر بفشل ذريع في حل مشكلة فلسطين. فنظرا لتدهور الحالة في أوروبا بسبب السياسة الألمانية التوسعية قرر مجلس الوزراء البريطاني اتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء الثورة العربية في فلسطين وإقناع العرب بالتفاهم مع بريطانيا.

وعلى أثر احتلال الثوار لمدينة القدس القديمة في شهر أكتوبر 1938أعلنت السلطات الحكم العسكري في البلاد من جديد. وفي الشهر التالي ألغت الحكومة مشروع بيل للتقسيم باعتباره مشروعا غير عملي وأبدت رغبتها في الوصول إلى حل عن طريق مؤتمر للزعماء العرب واليهود تشترك فيه الدول العربية المستقلة. اتفق زعماء فلسطين على أن يقدم الوفد العربي الفلسطيني المطالب المدرجة في الميثاق الوطني بما في ذلك المطالبة بدولة عربية (ثلثي سكان البلاد) على ألا يجلس العرب والصهاينة معا.

وعلى هذا الأساس افتتح رئيس الوزراء البريطاني المفاوضات (المائدة المستديرة) بالاجتماع بالوفود العربية صباح السابع من فبراير 1939 وبالوفد الصهيوني بعد ظهر ذلك اليوم. وبمضي مداولات المؤتمر أصبح واضحا أنه من المتعذر الوصول إلى اتفاق لأن العرب يشكلون الأكثرية ويريدون الاستقلال بينما يعارضه اليهود ما داموا أقلية، الأمر الذي مهد السبيل أمام البريطانيين لكي يعلنوا منفردين الحل الذي يرتؤنه للقضية.

وهكذا أصدرت الحكومة (بيان مكدونالد) الذي سمي بالكتاب الأبيض الذي جاء فيه أن ما تريده الحكومة البريطانية هو أن تقام (في النهاية) دولة فلسطينية مستقلة يقتسم فيها شعبا فلسطين، العرب واليهود، السلطة الحكومية على نحو يصون المصالح الحيوية لكليهما وأن تقام في غضون عشرة أعوام دولة فلسطينية مستقلة ترتبط ببريطانيا بمعاهدة تصون على نحو مرض جميع المصالح التجارية والاستراتيجية لكلا البلدين. كما أعلنت الحكومة أن الفترة الانتقالية من حكم الانتداب ستخصص لتنمية الحكم الذاتي، أما الهجرة اليهودية في الأعوام الخمسة التالية فستبلغ 75 ألف نسمة تحظر بعدها إلا بموافقة العرب.

وفي بعض المناطق من فلسطين يحظر بيع أراضي العرب في حين يكون البيع في مناطق أخرى مقيدا.

استقبل الصهيونيون الكتاب الأبيض بالاستياء والعداء وتعاهدوا على مقاومته حتى النهاية فقويت الدعوة في صفوفهم إلى التطرف والعنف، وبدؤوا يلتفتون إلى الولايات المتحدة الأميركية كحامية لمخططاتهم الرامية إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين.

لكن العرب، بدورهم لم يستقبلوا الكتاب الأبيض بالرضى، أما زعماء الثوار فقد رفضوا السياسة البريطانية لأنها لم تعدهم بالعفو ولم تظهر ميلا إلى المصالحة مع المفتي.

ومع ذلك رحبت اللجنة العربية العليا باعتراف بريطانيا بحقوق العرب من حيث المبدأ ولكنها أعربت عن أسفها لتخلف بريطانيا عن منح الفلسطينيين استقلالهم الذي هو (أقدس حقوق الشعوب وأثمن مطامحها).

واختتمت اللجنة بيانها برفض الكتاب الأبيض لكونه لا يحقق مطالب العرب التي تتلخص في أن (تظفر فلسطين باستقلالها ضمن اتحاد فيدرالي عربي وتبقى عربية إلى الأبد).

حاول الثوار تعزيز الجهود من أجل تصعيد الثورة إلا أن التعب من القتال والضغط العسكري المتواصل إضافة إلى استغلال بريطانيا للخلافات والحزازات العائلية العربية وإلى معاناة العجز في الأسلحة والذخائر، كل ذلك ساهم في عرقلة الثورة.

ثم إن اقتراب العالم من حافة الحرب العالمية الثانية حمل الفرنسيين على قمع رئاسة الثوار في دمشق قمعا تاما. ولم تكد تشتعل الحرب العالمية حتى أخذت الثورة طريقها نحو الاضمحلال. [2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


المصادر

  1. ^ أ ب وطني مملكة الإنسانية: المملكة العربية السعودية بين الريادة ومتطلبات ذلك الدور، حناس بن مسفر الزهراني، دار طيبة الخضراء، ص76، 2007
  2. ^ "((( حدث في مثل هذا اليوم ))) 7 فبراير سنة 1939 م".