كامي پيسارو

(تم التحويل من كميل بيسارو)
كامي پيسارو
Impressionism pissaro.jpg
بيسارو وزوجته جولي فالي 1877

.

كامي پيسارو Camille Pissarro ‏(10 يوليو 1830 - 13 نوفمبر 1903)، هو رسام فرنسي ويعتبر من رواد الإنطباعية الأوائل. وتأثير بيسارو لا يقف فقط عند الإنطباعية وما بعد الإنطباعية ولكن يظهر أيضا من خلال علاقاته المؤثرة بزملائه الفنانين أمثال بول سيزان وإدجار ديجا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة وبداية عمله الفني

ولد كامي بيسارو في سنة 1830 في شارولت إيملي ، سينت توماس ، الجزر العذراء الأمريكية ، وبقي في سينت توماس حتى سن الثانية عشر ثم سافر إلى باريس ليستكمل تعليمه الثانوي هناك ، وكان يأتي إلى سينت توماس في أوقات عطلته ليمارس هوايته المفضلة في الرسم. تزوج بيسارو من جولي فيلي وكانت خادمة في بيت والدته وأنجبا ثمانية أطفال توفى طفل عند ولادته وطفلة في سنة العاشرة وباقي أطفاله قد رسمهم [بيسارو] في لوحاته ، إبنه الأكبر لوسيان صار تابعا لوليم موريس بعد ذلك.

حديقة قرب بونتوا 1875

رحل إلى باريس وهو في الخامسة والعشرين من عمره، لمتابعة دراسته، وهناك برزت ميوله الفنية التي مالبثت أن تسببت في نزاع بينه وبين أهله لفشله في إقناعهم بالموافقة على دراسة الفن، فاضطر بيسارو، بعد خمس سنوات، إلى العودة إلى [جزر الأنتيل] ليعمل موظفاً في متجر أبيه، ويواظب، في الوقت نفسه، على رسم المناظر واللوحات للجزيرة وسكانها، وأمام إصرار أهله على إبعاده عن الفن لم يجد بداً من الرحيل، ففر إلى كاراكاس في فنزويلا في عام 1853، ومكث فيها عامين بصحبة الفنان الدنماركي فيرتز ميلبي، وفي عام 1855 وفق بيسارو في إقناع أبيه برسالته الفنية، فعاد أدراجه إلى باريس ثم إلى مونمو برانسي، والتحق بمحترف أنطون ميلبي، متبعاً توجيهات كورو الذي كان موضع تقديره، حتى إنه تأثر به كثيراً، في بداياته، وعمل تحت إمرته، واتبع نصائحه، وطلب منه السماح له بتسمية نفسه «تلميذ كورو» ذلك الفنان الطبيعي الذي كان لتعاليمه الأثر الكبير في الفنانين الشباب.

وبعد سنة 1859 حاول بيسارو بحظ عاثر أن يعرض بعض لوحاته في صالون باريس - المعرض الدائم الرسمي في باريس ولكن بدون جدوى. وفي سنة 1863 شارك بعرض لوحاته في معرض المرفوضين- الفنانين الانطباعيين الذين رفضت لوحاتهم من قبل الصالون الرسمي- مع الرسام مانيه. وبعد خمس سنوات أرسل للصالون الرسمي لوحته للمنظر الطبيعي حديقة قرب بونتوا التي رسمها كلها خارج الأستوديو أي على الطبيعة ، وكان ذلك التقليد غير معروف لدى رسامي المناظر الطبيعية قبل الانطباعيين ، الذين كانوا يخططون لوحاتهم للمناظر الطبيعية في الخارج فقط وينجزونها ويلونونها داخل استويوديوهاتهم. وكان بيسارو يحاول آنذاك أن يقنع زملاءه الرسامين من أمثال رينوار ، و مونيه ، و سيزان ، و سيزلي أن يرسموا لوحات المناظر الطبيعية خارج استوديوهاتهم. وكان الناس يقولون عن تدريسه الرسم لطلابه انه مدرس رسم ناجح إلى درجة يستطيع أن يعلم الرسم للحجارة.


وقد حرص منذ عام 1866 على حضور مناقشات مقهى «غربوا» حيث تفتحت الانطباعية، وشهدت أعماله بدءاً من عام 1868 تطوراً عميقاً، إذ أشرقت ألوانه وتوهجت رسومه وتنوعت، وتشهد على هذا التحول اللوحات التي رسمها في لوفسيان، حيث استقر من عام 1868 إلى 1870، وأبرزها: «طريق لوفسيان»، و«عربة الجياد في لوفسيان».



بيسارو رائد الإنبطاعيين

بورتريه ذاتي لبيسارو 1903

كان كامي بيسارو عميدا للرسامين الانطباعيين ، ليس بسب كبر سنه وحسب ، إنما بفضل حكمته واتزانه ولطفه وشخصيته الدافئة، وعلى الرغم من انه لم يكن عنده طموح أن يكون رئيسا للانطباعين ، كان الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يحل الخلافات والمشاجرات وسوء التفاهم بين زملائه الفنانين. ولم يستطع أن يحقق ذلك لو لم يكن محط احترام واستحسان أولئك الفنانين.

سنوات لندن

هرب بيسارو إلى لندن إبان الغزو الألماني عام [1870]، وفيها التقى كلود مونيه وتأثر كلاهما بـكل من كونستابل وتورنر القريبين من محاولتيهما التصويرية، فكلاهما تأثر بالثلج، كما يقول سينياك في كتابه «من أوجين دولا كروا إلى الانطباعية المحدثة» ولاحظ أن هذا التأثير لم يتم بفضل اللون الأبيض فقط بل بمجموعة بقع لونية متقاربة تخلق مع المسافة التأثير المطلوب أيضاً.

وقد تأثر بيسارو أيضاً برسامي المناظر الإنكليز، رواد الانطباعية، وبدا ذلك في لوحاته: «ضواحي سيندهام هيل» (1871) و«معهد دولويتش» (1871) و«محطة بينگ في أبرنوروود» (1871). عاد بيسارو مع رفاقه إلى باريس، وكان مونيه[ر] قد ترك لديه عدداً كبيراً من اللوحات تشكل مع لوحاته عدداً يربو على 1500 عمل فني، ولكن الجنود الألمان صادروا المنزل واتخذوا منه مركزاً لتموين اللحوم، ومن قماش اللوحات عملوا قمصاناً وسجاداً فضاع ذلك الكنز الفني واندثر.

في حزيران عام 1871 عاد الفنان إلى لوفسيان ثم استقر في مدينة بونتواز عام 1872، وبقي فيها حتى عام 1884، وإلى هذه المرحلة تعود آثاره الرائعة، ولكن بيسارو لم يتلق التشجيع على تجربته الجديدة «التنقيطية»، وخاصة من جامعي اللوحات الفنية وتجارها، وعلى أثر موت مبتكرها الفنان سورا رغب عنها واتجه نحو الطريقة الانطباعية الحديثة.

رسم بيسارو عدة لوحات تصور مناظر طبيعية للريف، والأنهار، وشوارع باريس، فبرز منذئذ رساماً للطبيعة الريفية والحياة الفلاحية، متبعاً بذلك تقليد ميليه، إنما بعيداً عن عاطفته الإبداعية، كما أبدع في رسم الأرض، إذ كانت الأرض ـ والمزروعة خاصة ـ تستهويه أكثر من المياه وتوهجها وانعكاساتها، كان يحب الحقول والتلال، والضياع الصغيرة والبساتين، والبيوت والأشجار، وفي أعماله تبقى الطبيعة لصيقة بالإنسان فهو يصور الفلاحين في حقولهم يمارسون عملهم اليومي، كما يصور الأسواق القروية في واقعية صادقة ومباشرة، ففي لوحاته ـ كما قال زولا[ر] ـ «تسمع صوت الأرض العميق الصادق».

في عام 1895 أصيب بيسارو بمرض شديد في عينيه أجبره على الانقطاع عن الرسم في الهواء الطلق، ولكنه، ومن نوافذ باريس، بدأ يرسم سلسلة مشاهد مدينية حلت في مجموعة أعماله مع مشاهد الريف التي عمل كثيراً ليتمها.

وقد عمل بيسارو، ومثله في ذلك كمثل كلود مونيه، على التغيير في المشهد الواحد في مختلف ساعات النهار، ومن أبرز أعمال هذه المرحلة: «الشوارع الواسعة الكبرى» (1897)، و«ساحة الكوميدي فرانسيز» (1898)، و«الجسر الملكي» (1903).

توفي بيسارو ولم ينل ما يستحقه من اهتمام، كغيره من رواد الفن ومبدعيه، فهو الذي قالت عنه الرسامة الانطباعية الأمريكية ماري كاسيت: «كان أستاذاً ممتازاً لدرجة أنه كان باستطاعته أن يعلم الحجارة كيف ترسم»، والذي قال عنه الفنان بول غوغان[ر]: «كان أحد أساتذتي ولا أنكر ذلك». أما سيزان[ر] فقال عنه: «إنه متواضع وجبار»، مشيراً بهاتين الصفتين إلى الإنسان والفنان.

مازالت نصائح بيسارو لتلاميذه تعاليم يحتذى بها كقوله لأحد طلابه: «ارسم جوهر الأشياء، ثم حاول أن تتواصل معها بأي طريقة تحبذها، بعيداً عن عناء التفكير بتقنية اللوحة، وارسم بعفوية وطلاقة، لأنه من الأفضل أن لا تفقد اللوحة الانطباع الأول».

العودة إلى باريس

بعد عودة بيسارو إلى باريس سنة 1871 استقر في بونتوا لمدة عشر سنوات ، حيث كان يزوره معظم أصدقائه من الرسامين ويعملون معه. وتميزت لوحاته لتلك الفترة برقة الشعور ، ولكنه وأصدقاءه لم يوفقوا إلى عرض أي من لوحاتهم في الصالون الرسمي ، ولذا فلم ير الناس لوحاتهم كما أنهم لم يستطيعوا أن يبيعوها. وكانت نتيجة ذلك أن بيسارو وزملاءه عانوا الفقر والحيرة ، ولكنهم لم يفقدوا بسبب ذلك إيمانهم بأنفسهم وفنهم ، ونجحوا في نسيان مشاكلهم في لجة رسمهم مناظر الطبيعة كما يحلو لهم.

وفاته

في سنة 1890 زادت صعوبة الظروف على بيسارو بسب ضعف بصره فاضطر لرسم المناظر الطبيعية من خلال نوافذ الشقق التي كان يتنقل بينها. وفي خريف سنة 1903 أصيب بجلطة خلال انتقاله لشقة جديدة يستطيع من نوافذها رسم مناظر طبيعية أخرى لباريس. ووافته النية وهو في الثالثة والسبعين من عمره.

انظر أيضا

معرض الصور

وصلات خارجية

المصادر

المصادر الأولية

  • Rewald, John, ed., with the assistance of Lucien Pissarro: Camille Pissarro, Lettres à son fils Lucien, Editions Albin Michel, Paris 1950; previously published, translated to English: Camille Pissarro, Letters to his son Lucien, New York 1943 & London 1944; 3rd revised edition, Paul P Appel Publishers, 1972 ISBN 0-911858-22-9
  • Bailly-Herzberg, Janine, ed.: Correspondance de Camille Pissarro, 5 volumes, Presses Universitaires de France, Paris, 1980 & Editions du Valhermeil, Paris, 1986–1991 ISBN 2-13-036694-5 - ISBN 2-905684-05-4 - ISBN 2-905684-09-7 - ISBN 2-905684-17-8 - ISBN 2-905684-35-6
  • Thorold, Anne, ed.: The letters of Lucien to Camille Pissarro 1883–1903, Cambridge University Press, Cambridge, New York & Oakleigh, 1993 ISBN 0-521-39034-6


قراءات إضافية

  • Clement, Russell T. and Houze, Annick, Neo-Impressionist Painters: A Sourcebook on Georges Seurat, Camille Pissarro, Paul Signac, Theo Van Rysselberghe, Henri Edmond Cross, Charles Angrand, Maximilien Luce, and Albert Dubois-Pillet (1999), Greenwood Press, ISBN 0-313-30382-7
  • Eitner, Lorenz, An Outline of 19th Century European Painting: From David through Cézanne (1992), HarperCollins Publishers, ISBN 0-06-430223-7
  • Nochlin, Linda, The Politics of Vision: Essays on Nineteenth-Century Art and Society (1991) Westview Press, ISBN 0-06-430187-7
  • Rewald, John, The History of Impressionism (1961), Museum of Modern Art, ISBN 0-8109-6035-4
  • Stone, Irving, Depths of Glory (1987), Signet, ISBN 0-451-14602-6


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كتالوج نقدي للوحات

In June 2006 publishers Skira/Wildenstein released Pissarro: Critical Catalogue of Paintings, compiled by Joachim Pissarro (descendant of the painter) and Claire Durand-Ruel Snollaerts (descendant of the French art dealer Paul Durand-Ruel). The 1,500-page, three-volume work is the most comprehensive collection of Pissarro paintings to date, and contains accompanying images of drawings and studies, as well as photographs of Pissarro and his family that have not previously been published. ISBN 88-7624-525-1