صور الكواكب الثمانية والأربعين

(تم التحويل من كتاب النجوم الثابتة)
صور الكواكب - الصوفي مخطوطة جامعة الملك سعود، رقم 289.
صورة ذات الكرسي على ماترى في الكرة.

صور الكواكب الثمانية والأربعين كتاب في علم الفلك وضعه عبد الرحمن بن عمر الصوفي في القرن الرابع الهجري (القرن العاشر الميلادي)، وتابعته بعد ذلك ابنته "أرجوزة بنت الصوفي". يتحدث فيه مصنفه عن الكوكبات التي ترى في السماء، ويستدل بها الفلكيون في أرصادهم والبحارة في سفرهم. ويتحدث الكتاب عن الكوكبات التي تخليها العرب القدماء والتي بلغ عددها 48، ويَصف أغلب الكتاب مواقع النجوم في الكوكبات وأقدار لمعانها (حيث كان القدماء يُصنفون النجوم ضمن ستة أقدار حسب لمعانها، وكانوا مضطرين لتقدير اللمعان بسبب عدم توفر أدوات قياس دقيقة كالمتوفرة حالياً) ولا يَذكر أسماء إلا القليل منها بينما يَعتمد في الإشارة إليها على ترقيمها في الغالب. ولكنه بالرغم من ذلك يَذكر في بعض المواضع سبب تسمية بعض النجوم ومكانتها عند العرب. والكتاب يحوي صوراً رسمها الصوفي لكل الكوكبات بالأشكال التي تخيلها العرب القدماء بها، حيث يُبين موضع كل نجم في الأشكال المُتخيلة للكوكبات. وقد رسم الصوفي رسمين لكل كوكبة، حيث يُبينها الأول كما تُرى في السماء والثاني كما تُرى في الكرة (كرة تُرسم عليها كوكبات السماء كانت تُستخدم قديماً). وذلك لأن الكوكبات تكون معكوسة في الكرة، فرسمها الصوفي بالشكلين لعدم التضليل ولاستخدام الرسم الأول عند رصد الكوكبات في السماء والثاني عند استخدام الكرة لذلك.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محتويات الكتاب

كان الصوفي هو أول فلكي يَرصد ويُلاحظ تغير ألوان الكواكب وأقدارها (وحدة لقياس السطوع)، وأيضاً كان أول من يَرسم الحركة الصحيحة تماماً للكواكب. وهو أول من لاحظ وجود مجرة أندروميدا، ووصفها بـ"لطخة سحابية". وأيضاً كان أول من يُلاحظ وجود سحابتي ماجلان الكبرى والصغرى. وقد صحح الكثير من الأخطاء في وصف بطليموس لمواضع النجوم، وذلك في كتابه صور الكواكب الثمانية والأربعين. وقام أيضاً في كتابه هذا بوضع حدود بدقة لكل كوكبة وللنجوم التي تقع في الصورة المُتخيلة لها والتي خارجها. ووصف فيه مواقع كل النجوم وأقدارها (حيث كان القدماء يُصنفون النجوم ضمن ستة أقدار، وكانوا يُضطرون إلى تقدير لمعانها لعدم توفر أدوات دقيقة لقياسه) من رصده الخاص لها.[1]

حصل الصوفي على تقدير من ولاة الأمر في بغداد، وكان صديقاً للملك عضد الدولة البويهي، أحد ملوك بني بويه، ولقي عنده التقدير الكبير لثلاثة أسباب: السبب الأول شهرته العلمية بين علماء عصره، أما السبب الثاني فإنه كان معلمّاً لكثيرين من قادة البلاد، والسبب الثالث نقده البناء لعلماء اليونان. وكان عضد الدولة إذا افتخر بالعلم والمعلمين يقول: معلمي في النحو أبو علي الفارسي، ومعلمي في حل الزيج «الشريف بن الأعلم» ومعلمي في الكواكب الثابتة وأماكنها وسيرها «الصوفي».

ذكر الصوفي السديم الذي بالمرأة المسلسلة، ولم يذكره أحد في أوربا قبل سنة 1612، حيث ذكره سمعان ماريوس، أما الصوفي فيذكره كشيء مشاهد في عصره.

وهو من أحسن الكتب التى وضعت في علم الفلك حيث جمع فيه أكثر من ألف نجم، ووشاه بالخرائط والصور الملونة، ورسم أشكال النجوم على صور الأناسى والحيوان، وذكر أسماءها العربية التى لا يزال بعضها مستعملاً حتى الوقت الحاضر، مثل: الدب الأكبر، والدب الأصغر، والحوت، والعقرب. واعتمد الفلكيون المحدثون على مؤلفات الصوفى، لحساب التغير في ضوء بعض النجوم، كما أنه كان أول من لاحظ وجود سحابة من المادة الكونية تعرف الآن باسم "سديم مسييه". ويعدّه سارطون أحد الكتب الرئيسة الثلاثة التي اشتهرت في علم الفلك عند المسلمين. أما الكتابان الآخران، فأحدهما لابن يونس، والآخر لألغ بگ. ويتميز كتاب الكواكب الثابتة بالرسوم الملونة للأبراج والصور السماوية.

استند الصوفي في كتابه الكواكب الثابتة على كتاب المجسطي لبطلميوس، لكنه لم يقتنع بمتابعته، بل رصد النجوم جميعاً نجماً نجماً، وعيّن أماكنها وأقدارها بدقة فائقة تثير الإعجاب، وقد اكتفى الصوفي عند البحث في أماكنها بتصحيحها وفق النسبة إلى مبادرة الاعتدالين. ذكر الصوفي أن بطلميوس وأسلافه راقبوا حركة دائرة البروج، فوجدوها درجة كل مئة سنة، أما هو فوجدها درجة كل 66 سنة. وهي اليوم درجة كل 71 سنة ونصف السنة.

عللّ الصوفي استخدام منجمي العرب لمنازل القمر باعتمادهم على الشهر القمري، وأشار إلى أن الكثيرين يحسبون عدد النجوم الثابتة 1025، والحقيقة أن عدد النجوم الظاهرة أكثر من ذلك، والنجوم الخفية أكثر من أن تُحصى. عدّ 1022 من النجوم، و360 منها في الصور الشمالية، و346 في دائرة البروج، و316 في الصور الجنوبية.


انظر أيضاً

الطبعات

  • Ketāb ṣowar al-kawākeb al-ṯābeta, edited from five mss., and accompanied by the Orǰūza of Ebn al-Ṣūfī, Hyderabad, India, 1954 (introduction by H. J. J. Winter).
  • Facsimile edition of the Persian translation by Naṣīr-al-dīn Ṭūsī (Ayasofya 2595, autograph, from Uluḡ Beg’s library), Tehran, 1348 Š./1969.
  • Critical edition of Ṭūsī's translation by Sayyed Moʿezz-al-dīn Mahdavī, Tehran, 1351 Š./1972.
  • French translation with selected portions of the Arabic text, from two mss., H. C. F. Schjellerup, Description des étoiles fixes par Abd-al-Rahman al Sûfi في كتب گوگل, Commissionnaires de l'Académie Impériale des sciences, St. Petersburg, 1874.
  • Text and French translation of Ṣūfī's introduction by J. J. A. Caussin de Perceval in Notices et extraits des manuscrits XII, Paris, 1831, pp. 236f.
  • The star nomenclature of the Castilian version, and of an Italian translation made from Castilian, was critically edited by O. J. Tallgren, Los nombres árabes de las estrelas y la transcripción alfonsina, in Homenaje a R. Menéndez Pidal II, Madrid, 1925, with 'Correcciones y adiciones' in Revista de filología española 12, 1925, pp. 52f.
  • The Italian translation was edited by P. Knecht, I libri astronomici di Alfonso X in una versione fiorentina del trecento, Saragossa, 1965.
  • Ketāb al-ʿamal bi’l-asṭorlāb in 386 chapters, ed. from a Paris ms., Hyderabad (Deccan), 1962; an English introduction, by E. S. Kennedy and M. Destombes, was printed separately (Hyderabad, 1967).

المصادر

  1. ^ فايز فوق العادة. "الصوفي (عبد الرحمن ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-07-23.
  • Paul Kunitzsch, The Arabs and the Stars: Texts and Traditions on the Fixed Stars, and Their Influence in Medieval Europe (Variorum Reprint, Cs307)
  • P. Kunitzsch, Arabische Sternnamen in Europa, Wiesbaden, 1959, pp. 230f.
  • P. Kunitzsch, Ṣūfī Latinus, ZDMG 115, 1965, pp. 65–74.
  • P. Kunitzsch, 'Al-Ṣūfī' in: Dictionary of Scientific Biography XIII, New York, 1976, pp. 149–50.
  • J. Upton, A Manuscript of “The Book of the Fixed Stars” by ʿAbd ar-Raḥmān aṣ-Ṣūfī, Metropolitan Museum Studies 4, 1933, pp. 179–97.
  • E. Wellesz, An Islamic Book of Constellations, Oxford, 1965.
  • H. J. J. Winter, Notes on al-Kitab Suwar Al-Kawakib, Archives Internationales d’Histoire des Sciences 8, 1955, pp. 126–33.

وصلات خارجية