قصر البديع

(تم التحويل من قصر البادي)
قصر البديع
El Badi Palace from Wall 2011.jpg
الأسماء البديلةقصر لْبْديع
معلومات عامة
النوعقصر
الموقعالقصبة، مراكش، المغرب
بدء الإنشاء1578
اكتمل1593
أزيلح. القرن 17

قصر البديع أو قصر لْبْديع، هو قصر يقع في منطقة القصبة، مراكش، المغرب. بناه السلطان السعدي أحمد المنصور، بعد فترة وجيزة من تقلده الحكم عام 1578، وكان بنائه من أموال الفدية الضخمة التي دفعها الپرتغاليين بعد معركة وادي المخازن.[1] يشتهر القصر حالياً كمعلماً سياحياً .[1] وتشير المصادر التاريخية إلى أن السلطان قد جلب لبنائه وزخرفته أمهر الصناع والمهندسين المغاربة والأجانب، حتى إن بعض المؤرخين والجغرافيين القدامى قد اعتبروه من عجائب الدنيا.

التسمية

اسم القصر هو "البديع" كدلالة على جمال زخارفه ونقوشه، في ما يشير بعض المؤرخين إلى أن القصر استمد تسميته من "لْبْديع" والذي يعني بالدارجة "الخَزَف" وذلك بسبب زخارف القصر الغنية بعناصر الزليج والخزف.[2]

البناء

مراكش وقصر البديع، رسم أدريان ماتهام، 1640

ساهم في تشييد قصر البديع بمراكش الصناع وأرباب الحكمة والإفرنج البناؤون ذوو الخبرة الكبرى في مجال المعمار، كما استغل فيه آثار الدولة. [3] ويروي مونتين في كتابه "رحلة في إيطاليا" أنه بالقرب من مدينة بيزا كان عمال إيطاليون ينحتون لملك مدينة فاس من بلاد المغرب، خمسين عموداً شاهقاً جداً من الرخام، جَرت مقايضتُها وزنًا بوزن مقابل مادة السكر. كما يورد المؤرخ الإفراني أن عُمالاً من بلدان شتى ومنهم أوروبيون تم توظيفهم لتنفيذ أعمال البناء والزخرفة.

وكان قصر البديع يتكون من 20 قبة، بالإضافة إلى العديد من المخازن والغرف المزخرفة رغم تعددها ومساجد الصلاة، هذا وقد احتل الزجاج مكانة خاصة في النفس المعماري بالمغرب السعدي وكان يستغل في الزخرفة.

تغلب أحمد المنصور في الثالث من شهر شعبان عام 986 هـ الرابع من أكتوبر 1578 م، على البرتغاليين في معركة وادي المخازن «التي تعرف بمعركة القصر الكبير أو معركة الملوك الثلاثة»، وبويع، عقب هذا النصر المبين، سلطاناً، وأطلق عليه لقب المنصور. قرر أحمد المنصور بعد إحاطته بهالة وبشهرة دولية أن يبني داخل قصبة مراكش قصرًا فخمًا للاستقبالات.


وقد دامت الأعمال فيه 16 عاماً، وأطلق على القصر اسم البديع، وهو اسم من أسماء الله الحسنى التسعة والتسعون.. من جهة أخرى تعني تسمية قصر البديع بالعربية الدارجة المغربية قصر الخزف، الأمر الذي قد يكون مرده لكسوات الجدران الغنية بالزليج التي زينت الصرح بكثرة. ويروي مونتين في كتابه رحلة في إيطاليا أنه بالقرب من مدينة بيزا كان عمال إيطاليون ينحتون «لملك مدينة فاس من بلاد المغرب» خمسين عموداً شاهقاً جداً من الرخام، جرت مقايضتها وزنًا بوزن مقابل مادة السكر. ويورد المؤرخ الإفراني أن عمالاً من بلدان شتى، ومنهم أوروبيون، تم توظيفهم لتنفيذ الأعمال.

استقبل قصر البديع خلال ثلاثة أرباع قرن من الزمان جميع الاحتفالات المهمة والأعياد التي أقامها السلاطين السعديون، فحظي بشهرة واسعة قائمة إلى حد ما على الإفراط والإسراف. دفعت هذه الأسباب بالسلطان العلوي، المولى إسماعيل، إلى اتخاذ قرارهدم البناية، التي لم يتبق منها اليوم سوى جزء من جدار السور، تبلغ سماكته مترين، وميدان مع آثار صهريجين مائيين وحدائق، وجناح من الأجنحة مع عواميده وبعض العناصر الزخرفية المصنوعة من الجبس والرخام.

وقد سمحت التنقيبات التي أجريت في القرن العشرين، واكتشاف تصميمين للقصر وكان أحمدهما برتغاليًا والآخر إنجليزيًا، وكذلك أوصاف المؤرخين المعاصرين والزوار الأجانب، في توفير رؤية دقيقة بعض الشيء لما كان عليه قصر البديع خلال عصر روعته.


الوصف والطراز المعماري

باحة قصر البديع.

يقع قصر البديع في الجانب الشمالي الشرقي للقصبة، ويتميز التصميم العام له بتوزيع متناسق للبنايات حول ساحة مستطيلة الشكل. يتوسط هذه الأخيرة صهريج كبير طوله 90 مترًا وعرضه 20 مترًا، وأربعة صهاريج أخرى جانبية تتخللها أربع حدائق.

أهم ما يميز قصر البديع هو كثرة الزخارف وتنوع المواد المستعملة كالرخام والتيجان والأعمدة المكسوة بأوراق الذهب والزليج المتعدد الألوان والخشب المنقوش والمصبوغ والجبس. إلا أن هذه العلامات البديعة تعرضت للهدم سنة 1696 م، حيث استعمل المولى إسماعيل العناصر المزينة لها لزخرفة بنايات عاصمته الجديدة مكناس. إلا أن الحكام الذين تعاقبوا على المغرب فيما بعد أعادوا عمليات البناء له وأضافوا إليه الأساليب الجديدة في المعمار والزخارف التي تتبع جميعها النقوش الإسلامية.

بعد المدخل تستقبل الزائر ساحة مركزية فسيحة تتوسط القصر الذي ينتظم حولها ويطل عليها من جميع الجهات، يتوسَّطُها صهريج كبير طوله 90 مترًا وعرضه 20 مترًا، وأربعة صهاريج أخرى جانبية غير عميقة ومستطيلة على شاكلة المسابح مع درجات تُمكّن من النزول إلى قعرها المرصوص بزليج لا زالت ألوانه بادية للعيان، مع أربعة من الحدائق تحت سطح الأرض بقرابة 3 أمتار مغروسة بأشجار الليمون والزيتون والورود.

هي جميعا قاعات "زينت بالزَّخارف وضمت بين جنباتها وجدرانها الرّخام والتّيجان والأعمدة المكسوة بأوراق الذهب والزليج متعدد الألوان والخشب المنقوش والمصبوغ والجبس" حسب مؤرخين، إلا أن هذه الزينة الخاصة بالقصر البديع تعرضت للهدم والتلف سنة 1696 م، حيث استعمل المولى إسماعيل العناصر المزينة له لزخرفة بنايات عاصمته الجديدة مكناس.

جوانب الحديقة أحيطت بغرف عالية الجدران منها ما يضم نافورات محاطة بأحواض مائية ذات فسيفساء، خصص بعضها للاستقبالات الرسمية أو للاستعمال الشخصي للسلطان، حيث تذكر بعض المصادر التاريخية أن كان منها قاعة الذهب وقاعة البلور وقاعة الخيزران، إضافة إلى القاعة الخمسينية المخصصة للاستقبالات والتي لا زالت قائمة الجدران بالجهة الشرقية بالقرب من المدخل الرئيسي للقصر، في ما استحال ما سواها أطلالا وبقايا قصر..


انظر أيضاً

وصلات خارجية

  • Media related to قصر البديع at Wikimedia Commons
  • Page of the holy Qoran, "executed in the Mosque of the Al-Badi Palace in Marrakech, and finished on the 13th day of the month of Rab'ia in the year 1008 after the Hegira during the reign of Sultan Ahmed el-Mansour, father of moulay Zidan Abu Maali" retrieved on 20 December 2006)

المصادر

  1. ^ أ ب Jacobs, Daniel; McVeigh, Shaun (2010). The Rough Guide to Morocco. Dorling Kindersley Ltd. p. 366.
  2. ^ "قصر البديع.. أيقونة التَّرف المعماري لدى المنصور الذهبي". هسپرس. 2014-01-09. Retrieved 2015-12-20.
  3. ^ "درة تزين مراكش الحمراء: قصر البديع.. آية من الجمال". صدى البلد. 2013-08-01. Retrieved 2015-12-20.