علم الصيدلة

(تم التحويل من فارماكولوجيا)
علم الصيدلة
Constant tempertature bath for isolated organs Wellcome M0013241.jpg
التمثيل التخطيطي لحمام الأعضاء المستخدم لدراسة تأثير الأنسجة المعزولة.
MeSH Unique IDD010600

علم الصيدلة أو علم الأدوية إنگليزية: Pharmacology)، هو علم دراسة المركبات الكيميائية ذات التأثير العلاجي، بشكل أكثر تحديداً يدرس علم الأدوية طريقة تفاعل المركبات الدوائية مع الأجسام الحية لإنتاج التأثير العلاجي عن طريق الإتحاد بالمستقبلات البروتينية أو تثبيط انزيمات معينة ضمن الجسم. يتضمن هذا العلم تركيب المركب الدوائي، خواصه، تآثراته، سميته، تأثيراته المطلوبة، آثاره الجانبية والسمية، الأمراض التي يمكن أن يعالجها.

علم الصيدلة ليس مرادفًا للصيدلة وكثيرًا ما يُخلط بين المصطلحين. علم الصيدلة، العلوم الطبية الحيوية، يتعامل مع البحث، واكتشاف، وتوصيف المواد الكيميائية التي تظهر التأثيرات الحيوية وتوضيح الوظيفة الخلوية والعضوية فيما يتعلق بهذه المواد الكيميائية. في المقابل، فإن الصيدلة، وهي مهنة خدمات صحية، تهتم بتطبيق المبادئ المستفادة من علم الصيدلة في بيئاتها السريرية؛ سواء كان ذلك في دور الاستغناء أو الرعاية السريرية. في أي من المجالين، يتمثل التباين الأساسي بين الاثنين في الفروق بين رعاية المريض المباشرة، وممارسة الصيدلة، ومجال البحث العلمي الموجه بواسطة علم الأدوية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

الاسم اللاتيني يأتي من الكلمة الإغريقية:(pharmacon)، وتعني دواء، و(logos) وتعني علم.


التاريخ

أفيون مشتق طبيعياً من خشخاش الأفيون استخدم كدواء منذ قبل 1100 قبل الميلاد.[1]
المورفين، المكون الأساسي في الأفيون، عُزل أول مرة عام 1804 ويعرف حالياً كضادة أفيونية.[2][3]

تعود أصول علم الصيدلة الإكلينيكي إلى العصور الوسطى، مع علم العقاقير وكتاب ابن سينا القانون في الطب، وتعليق على إسحاق لپيتر ملك إسپانيا وتعليق على كتاب روايات نيكولاس يوحنا سانت أماند.[4] ركز علم الأدوية في وقت مبكر على العلاج بالأعشاب والمواد الطبيعية، وخاصة المستخلصات النباتية. تم تجميع الأدوية في كتب تسمى دستور الأدوية. استخدمت الأدوية الخام منذ عصور ما قبل التاريخ كتحضير للمواد من مصادر طبيعية. ومع ذلك، لا لم تكن المكونات النشطة للعقاقير الخام تنقى وكانت تغش المادة بمواد أخرى.

يختلف الطب التقليدي بين الثقافات وقد يكون خاصًا بثقافة معينة، كما هو الحال في الطب الصيني التقليدي، المنغولي، التبتي والكوري. ومع ذلك فقد اعتبر الكثير من هذا الطب التقليدي علماً زائفاً. قد يكون للمواد الدوائية المعروفة باسم الإنثيوجين استخدام روحي وديني وسياق تاريخي.

في القرن السابع عشر، قام الطبيب الإنگليزي نيكولاس كولپيپر بترجمة واستخدام النصوص الصيدلانية. قام كولپيپر بتفصيل النباتات والظروف التي يمكن أن تعالجها. قام كولپيپر بتفصيل النباتات والظروف التي يمكن أن تعالجها. في القرن الثامن عشر، تأسس الكثير من علم الصيدلة السريري من خلال عمل ويليام ويذرنگ.[5] لم يتقدم علم الصيدلة كتخصص علمي حتى منتصف القرن التاسع عشر وسط عودة ظهور الطب الحيوي الكبير لتلك النباتات الدورية والظروف التي يمكن أن تعالجها.[6] قبل النصف الثاني من القرن التاسع عش ، تم شرح الفاعلية والنوعية اللافتتين لأفعال العقاقير مثل المورفين والكينين والديجيتاليز بشكل غامض وبالرجوع إلى القوى الكيميائية غير العادية والصلات المشتركة لأعضاء أو أنسجة معينة.[7] تأسس أول قسم للصيدلة بواسطة رودولف بوخهايم عام 1847، تقديراً للحاجة إلى فهم كيفية إنتاج العقاقير والسموم العلاجية لتأثيراتها. تأسس علم الصيدلة في كلية جامعة لندن عام 1905.

تطور علم الأدوية في القرن التاسع عشر كعلم طبي حيوي طبق مبادئ التجريب العلمي في السياقات العلاجية.[8] دفع تقدم تقنيات البحث البحث الدوائي والفهم. تطور تحضير غرفة الأعضاء، حيث يتم توصيل عينات الأنسجة بأجهزة تسجيل ، مثل الميوگراف ، ويتم تسجيل الاستجابات الفسيولوجية بعد استخدام الدواء، مما سمح بتحليل تأثيرات الأدوية على الأنسجة. سمح تطوير مقايسة ارتباط الربيطة عام 1945 بالتقدير الكمي لتقارب الارتباط للعقاقير في الأهداف الكيميائية.[9] يستخدم علماء الصيدلة المعاصرون تقنيات من علم الوراثة وعلم الأحياء الجزيئي والكيمياء الحيوية وغيرها من الأدوات المتقدمة لتحويل المعلومات حول الآليات والأهداف الجزيئية إلى علاجات موجهة ضد الأمراض أو العيوب أو مسببات الأمراض، وإنشاء طرق الرعاية الوقائية، والتشخيص، وفي النهاية الطب الشخصي.

إن البحث عن الدواء أسبق ما سعى الإنسان الأول إلى معرفته في سبيل المحافظة على صحته، معتمداً على ما في الطبيعة من مواد نباتية وحيوانية ومعدنية، علمته التجربة فوائدها. ثم أخذ عدد الأدوية البدائية يزداد مع مرور الزمن، ولا سيماـ في عهد ما قبل التاريخ - من قبل الصينيين والهنود والفرس وقدامى المصريين والإغريق والرومان. وقد تناقل هذه الأدوية بعدئذ كل جيل عن أسلافه. ويعد بابيروس Papyrus (1550 ق.م) من أوائل المخطوطات الدوائية. وبعد قرون من الركود، بدأت عطفات تاريخ الدوائيات تظهر في مطلع العهد الميلادي، إذ سطع نجم عدد من العلماء ولا سيما غالين Galien (130- 200م).

وقد حمل العرب في العصر الوسيط مشعل الدواء، أخذوا المعلومات الدوائية عن أسلافهم ولاسيما عن اليونانيين والإغريق، ونقدوها وأضافوا إليها، فعرفوا وجود القلوانيات واستعملوا العطريات في معالجة أمراض الصدر، والزئبق في الإفرنجي، والراوند والسنى في الإسهال وأمراض الكبد، والأفيون في الأرق والألم. وتعد بحوث الأدوية في مخطوطاتهم وأسفارهم الطبية ثروة ضخمة. وامتاز أسلوبهم بالوضوح في وصف الدواء، وذكر مصدره وماهيته، وفوائده في مختلف الأمراض، ومقداره وسميته ومضاد الانسمام به.

وقد بقيت هذه المؤلفات العربية الدوائية، مصدراً مدرسياً نفيساً، ومعقد آمال الأطباء ومحط رجائهم في سائر كليات الطب في العالم طوال خمسة قرون.

وقد ترجم معظمها إلى اللاتينية لغة الطب آنذاك، ثم إلى لغات متعددة. ولذا اهتم تاريخ الطب، بالأسماء النابهة من أطباء العرب الذين كان لهم الأثر المباشر في تقدم دراسة الطب إجمالاً والدواء خاصة وفي الافتنان في طرق المعالجة، أمثال : صابر بن سهل واضع أول دستور للأدوية باسم «قرابادن» اشتقاقاً من كلمة أقرباذين الفارسية، والرازي الذي خصص أجزاء عدة من سفره المشهور «الحاوي» وابن سينا الذي خصص كثيراً من مؤلفاته للبحث في الدوائيات وأشهرها «القانون»، وابن زهر الذي أخذ بالمنهج التجريبي عوضاً عن التقليدي في دراسة الدواء في كتابه «التيسير»، وابن البيطار وهو أعظم نباتي في عصره، وقد صنف الأدوية النباتية في كتابه «جامع المفردات»، وغيرهم كثيرون.

وفي عهد النهضة الأوربية 1500م بدأت تجربة الدواء على الحيوانات، وكان للفيزيولوجيين - ولاسيما ماجندي وكلود برنار - الفضل الأوفر في تطوير علم الأدوية ليصبح بعدئذ علماً مستقلاً، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان أوزڤالد شميدبرگ Oswald Schmiedeberg (1838- 1921) أول أستاذ لعلم الأدوية الحديث، وعُدّ مؤسس هذا العلم.

وفي بداية القرن العشرين أدخل إرليخ البحث العلمي التجريبي للتحكم في الأخماج الجرثومية بوساطة الدواء، فكان اكتشاف الصادّات. ومع تطور الكيمياء في هذا القرن، بدأ العلماء رحلة بحث شاقة مع المادة الكيمياوية، للكشف عن أغوارها وصولاً إلى جوهرها وقياس وزنها الجزيئي، انتهت بعدئذ بتحضير أدوية إنشائية.

أقسام علم الأدوية

يتألف علم الأدوية من بحوث دوائية فرعية كثيرة هي:

  • مبحث المادة الطبية أو مفردات الطب: ويدرس الدواء فيزيائياً وكيمياوياً وحيوياً، ويحدد مصدره واسمه الفني وأشكاله الصيدلانية.
  • مبحث تأثير الأدوية والقدرة الدوائية: ويتعمق في دراسة تأثيرات الدواء في مستويات التنظيم الحيوي كافة وبصفة خاصة في جزيئاتها الخلوية، ويكشف عن آليات حدوث هذه التأثيرات.
  • مبحث الحركية الدوائية: ويبحث في العلاقات الكمية المتبادلة بين الدواء والعضو الهدف إزاء عامل الزمن، وذلك في جولة الدواء داخل الجسم الحي.
  • مبحث علم الأدوية التجريبي أو المقارن: ويرمي إلى اختبار الدواء في الحيوان المناسب، للكشف عن تأثيراته الدوائية وتأثيراته الضارة، تمهيداً لبحث تأثيره في الإنسان.
  • مبحث علم الأدوية السريري أو البشري: ويؤلف المرحلة الأخيرة من مراحل اختبار الدواء، وتتم الدراسة الدوائية عادة في الإنسان السليم المتطوع والمريض، لتثبيت نتائج الاختبار على الحيوان.
  • مبحث التداخل أو التآثر الدوائي: ويوضح النتائج المفيدة والضارة الناتجة من أخذ المريض أكثر من دواء في وقت واحد.
  • مبحث علم السموم الدوائية: ويهتم بتحديد تأثيرات الدواء الضارة (السمية)، وآليات حدوثها.
  • مبحث علم الأدوية التطبيقي أو المعالجة الدوائية أو المداواة: وهو فن يضع أسس التدبير العلاجي الدوائي ويرسم خططه المثلى، معتمداً على حقيقة التأثيرات الدوائية المفيدة والضارة، الخاصة بأدوية هذا التدبير. ويعتمد في ذلك، على سرّ حدوث هذه التأثيرات، وعلى واقع حركية هذه الأدوية ونتائج تداخلاتها.

فالطبيب، بفضل هذه المعلومات، يستطيع أن يختار لمريضه أفضل خطة علاجية تناسبه، فهو لا يعالج مرضاً بل يعالج مريضاً. ولم يبق علم الأدوية الحديث مقتصراً على أقسامه المدرسية السابقة، بل أخذ يضم بين جناحيه بحوثاً دوائية جديدة مستقلة مرتبطة بالفيزيولوجية وبالكيمياء وبالفيزياء وبالنسج وبالإمراض (باتولوجية) وبالأحياء الدقيقة وبالنظائر المشعة.

علم الصيدلة السريري

المراد من علم الأدوية السريري، دراسة الدواء عند الإنسان السليم و المريض. والغاية من هذه الدراسة مزدوجة، فهي ترمي أولاً إلى تقويم كل دواء جديد للتأكد من نتائج تجربته على الحيوان، وكل دواء متداول لإعادة اختباره، ولمراقبة تأثيراته المفيدة والضارة.

ويعود السبب الداعي إلى هذه الدراسة، إلى أن المعلومات المتوافرة من دراسة الدواء على الحيوان، لا تنطبق كلياً على الإنسان، بسبب الاختلافات الفيزيولوجية بينه وبين معظم الحيوانات، ولتعذر إحداث الاعتلالات البشرية نفسها في الحيوانات أحياناً. أما الهدف الثاني من دراسة الدواء سريرياً فهو وضع أسس ومبادئ دوائية سريرية مطمئنة للطبيب متعلقة بفعالية الدواء لدى الإنسان، ودرجة تحمله، ونسبة أذياته العاجلة والآجلة وأنواعها المختلفة وإنذارها، ونتائج مشاركته أدوية أخرى.

فالطبيب، من معرفته لهذه المعلومات اليقينية، يستطيع أن يختار لمريضه الدواء الأمثل، وأن يركن إلى نتائج المعالجة معتمداً على أسس علمية سليمة مطمئنة.

نظرية علم الصيدلة

ثلاثة من منحيات الاستجابة للجرعة. دُرست منحنيات الاستجابة للجرعة على نطاق واسع في علم الأدوية.

تتطلب دراسة المواد الكيميائية معرفة وثيقة بالنظام الحيوي المتأثر. مع زيادة معرفة علم أحياء الخلية الكيمياء الحيوية، تغير مجال علم الأدوية أيضًا بشكل كبير. أصبح من الممكن، من خلال التحليل الجزيئي للمستقبلات، تصميم مواد كيميائية تعمل على إشارات خلوية أو مسار أيضي محدد من خلال التأثير على مواقع مباشرة على مستقبلات سطح الخلية (التي تعدل وتغير في مسارات الإشارات الخلوية التي تتحكم في الوظيفة الخلوية).

يمكن أن تحتوي المواد الكيميائية على خصائص وتأثيرات دوائية ذات صلة. تصف حركية الدواء تأثير الجسم على المادة الكيميائية (على سبيل المثال نصف العمر وحجم الانتشار)، وتصف الديناميكا الدوائية تأثير المادة الكيميائية على الجسم (المرغوبة أو السامة).


الأنظمة، المستقبلات، والربائط

The cholinergic synapse. Targets in synapses can be modulated with pharmacological agents. In this case, cholinergics (such as muscarine) and anticholinergics (such as atropine) target receptors; transporter inhibitors (such as hemicholinium) target membrane transport proteins and anticholinesterases (such as sarin) target enzymes.

يُدرس علم الصيدلة بشكل نموذجي فيما يتعلق بأنظمة معينة، على سبيل المثال الذاتية أنظمة الناقل العصبي. يمكن تصنيف الأنظمة الرئيسية التي تمت دراستها في علم الأدوية من خلال الربائط وتشمل الأستيل كولين، الأدرينالين ، الگلوتاميك، GABA، الدوپامين، الهيستامين ، السيروتونين، القنب والأفيونيات.

تشمل الأهداف الجزيئية في علم الصيدلة المستقبلات والإنزيمات و الپروتينات الناقلة الغشائية. يمكن استهداف الإنزيمات بمثبطات الإنزيم. عادة ما يتم تصنيف المستقبلات على أساس الهيكل والوظيفة. تشمل أنواع المستقبلات الرئيسية التي تمت دراستها في علم الصيدلة مستقبلات الپروتين ج، وقنوات الأيونات المرتبطة بالربيطة ومستقبلات كينازات التيروزين.

الديناميكا الدوائية

تُعرف الديناميكيات الدوائية على أنها كيفية تفاعل الجسم مع الأدوية. تتضمن نماذج علم الصيدلة معادلة هيل ، معادلة تشنگ-پروسوف وانحدار شيلد. غالبًا ما تبحث نظرية الديناميكا الدوائية في الفة الربيطة لمستقبلاتها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحرائك الدوائية

الحرائك الدوائية هي دراسة امتصاص الجسم وتوزيعه واستقلابه وإفرازه للأدوية.[10]

عند وصف خصائص الحرائك الدوائية للمادة الكيميائية التي هي المكون النشط أو المكون الصيدلاني النشط (API)، غالبًا ما يهتم علماء الصيدلة بما يلي:

  • * التحرر - كيف يتم تفكك المكون الصيدلاني النشط (للأشكال الفموية الصلبة) تتكسر إلى جزيئات أصغر)، أو تشتت، أو تذوب من الدواء؟
  • الامتصاص - كيف يتم امتصاص المكون الصيدلاني النشط (من خلال الجلد، الأمعاء، الغشاء المخاطي للفم
  • الانتشار - كيف ينتشر المكون الصيدلاني النشط عبر العضية؟
  • الاستقلاب - هو كيفية تحويل المكون الصيدلاني النشط كيميائيًا داخل الجسم، وإلى أي مواد. هل هذه المواد نشطة (كذلك)؟ هل يمكن أن تكون سامة؟
  • الإفراز - كيفية إفراز المكون الصيدلاني النشط (عن طريق الصفراء، البول، التنفس، الجلد)؟


التداخل أو التآثر الدوائي

إن أخذ عدة أدوية في آن واحد أو بتتابع مباشر، قد يغيّر شدة فعالية الدواء ومدتها أو هاتين الثابتتين معاً، ومن ثَمَّ يعطل الهدف العلاجي، وعلل هذا التغير في التأثير بحدوث تفاعلات حيوية بين أدوية المشاركة في جزيئات خلايا الأعضاء ولا سيما الأعضاء والأجهزة المرتبطة بمراحل الحركية الدوائية، مسببة نقصاً أو زيادة في توصيل الدواء إلى مكان تأثيره، أو المرتبطة بآليات التأثير الدوائي محدثة تغيراً في استجابة العضو الهدف لفعل الدواء. فالبحث في هذه التفاعلات المتبادلة، وفي آلية حدوثها، وفي تظاهراتها السريرية ومنافعها وأضرارها، يؤلف مبحث التداخل أو التآثر الدوائي. وتبدو حوادث هذا التداخل الدوائي بشكل تآزر أو تقوية أو تضاد:

فالتآزر يتطلب بصورة عامة أن تكون جميع أدوية المشاركة ذات تأثير واحد متماثل ومشترك بينها جميعاً. ويعد الفعل الناتج مساوياً لمحصلة إضافة جبرية للتأثير المتماثل، سواء أكان هذا التأثير نافعاً في الأصل كأخذ دوائين معاً من مقلدات الودي، فهما يتفاعلان سوية بمجموعهما الجبري مع المستقبلات الموسكارينية أي المستقبلات التي تتأثر بفعل مادة الموسكارين، أم كان ضاراً كتناول دوائين سامين للأذن، كأخذ حمض الاتكرين وهو دواء مدر مع الجانتاميسين وهو دواء صادّ، فمن الممكن أن يسبب تآزرهما نقصاً شديداً في السمع أو صمماً. وقد يحدث التآزر أيضاً على الرغم من وجود اختلاف في آلية حدوث التأثير المتماثل كتآزر الأسبرين مع مضادات الفيتامين k في منع التخثر، فالأسبرين يؤثر بمنعه تجمع الصفيحات الدموية، في حين تؤثر مضادات الفيتامين k بتثبيط إنشاء عوامل التخثر المرتبطة بالفيتامين k.

والتقوية تتظاهر باشتداد تأثير تابع في الأصل لأحد أدوية المشاركة من دون غيره، فمثلاً قد يزيد الكلوفبرات، وهو دواء خافض لكولسترول الدم، قدرة مضادات الفيتامين k في منع التخثر إذا أخذ مع أحدها، مؤهباً لحدوث نزف على الرغم من أنه لا يبدي هذه القدرة لدى استعماله منفرداً.

أما تضاد التأثير فتتجلى أفعاله بحدوث نقص في تأثير أقوى أدوية المشاركة فعالية، سواء أكانت متعاكسة التأثير كأخذ دواء حال للودي مع دواء مقلد له، فبتنافسهما على المستقبلات الأدرنرجية «التي تتحسس بفعل الأدرنالين» يضعف التأثير، أم كانت متماثلة بالتأثير كتناول البنسلين مع التتراسيكلين وهو أمر غير مرغوب فيه، فكل منهما صاد، غير أن التتراسيكلين بإبطائه انقسام الخلية الجرثومية يجعل البنسلين عاجزاً عن تثبيط إنشاء غشائها وهي في طور الانقسام.

ومجمل القول، أن حوادث التداخل الدوائي كثيرة ومعقدة، يرتبط حدوثها بمختلف مراحل الحركية الدوائية أو بآليات التأثير الدوائي، بعضها ثابت بالتجربة، وبعضها محتمل الحدوث، ويتعذر أحياناً على الطبيب اليقظ المنتبه استيعابها، لذا عليه الاعتماد في أثناء ممارسته على الجداول اليقينية الخاصة بالتداخل الدوائي.

التأثير الدوائي

يراد بالتأثير الدوائي استجابة بعض الأعضاء والأجهزة لما أحدثه الدواء من تبدل في فيزيولوجيتها إثر وصوله إلى خلاياها الهدف بتركيز مناسب وفي مدة زمنية محددة.

فالبحث في التأثير الدوائي يتطلب إذن أن تتاح للباحث معلومات كافية عن خصائص الدواء الكيمياوية الفيزيائية، وعن فيزيولوجية أعضاء الجسم وأجهزته كافة، وعن تبدلاتها الفيزيولوجية الإمراضية، لدى حيوانات التجربة والإنسان على السواء.

أما آلية التأثير الدوائي فتعود إلى القدرة الكامنة في كل من الدواء والخلايا الهدف.

فالدواء، لا يحدث تأثيراً إلا إذا تفاعل مع خلايا الأعضاء الموكول إليها تأمين مختلف مراحل حركيته. وكل تبدل يطرأ على النظام السوي لإحدى هذه المراحل يسبب تغييراً في نوعية تأثيره وشدته ومدته. أما الخلايا الهدف، فتختلف درجة تفاعلها مع الدواء بحسب صفتها إما ذات فيزيولوجية متماثلة فيقال بوجود تأثير نوعي، وإما ذات فيزيولوجية مختلفة فالتأثير غير نوعي. وأصبح من المتفق عليه، وجود اختيار اصطفائي خاص بكل دواء وبكل نوع خلوي، وعزي هذا الانتقاء المتبادل إلى وجود جزئيات متميزة في هذه الخلايا، مؤلفة من البروتينات أو الأنظيمات أو الحموض النووية أو الشوارد، هي المستقبلات. فالتأثير الدوائي إذن، هو نتاج تفاعل الدواء ومستقلباته مع هذه المستقبلات.

الآثار الجانبية =

يعد الدواء سلاحاً ذا حدين، فهو باعث صحة ومرض، يحمل السعادة للمريض بتأمينه الشفاء، وقد يحدث اضطرابات غير مرغوب فيها، عاجلة أو آجلة، بسيطة أو خطيرة، عابرة أو دائمة، تتناول الأعضاء والأجهزة، تدعى التأثيرات الجانبية. وقد عرَّفت منظمة الصحة العالمية هذه التأثيرات أنها «... تفاعلات ضارة، تحدث عرضاً بالمقادير القانونية المخصصة للاستعمال عند الإنسان بهدف الوقاية أو التشخيص أو المعالجة». وهناك نمطان رئيسان لحدوث التأثيرات الجانبية، أولهما يرتبط بآلية الدواء، سواء أكان هذا التأثير أولياً كحدوث تقرحات هضمية بفعل أدوية الأورام التي يتناول فعلها المضاد للانقسام الخلوي الخلايا السليمة والمريضة من دون تمييز بينها، أم كان تأثيراً ثانوياً - لم يؤخذ الدواء للتأثير فيه - كظهور ارتفاع في توتر باطن العين لدى مصاب بالزرق عولج بدواء مضاد للكولين تدبيراً لفرط التعرق. وثانيهما، يرتبط بعوامل تابعة للشخص مباشرة: داخلية (العمر والجنس والوراثة والمناعة)، أو خارجية (الغذاء والمناخ والتداخل الدوائي )، أو مرضية (قصور كلوي أو كبدي أو قلبي أو اضطراب نفسي سابق لأخذ الدواء).

ومن المستحسن القول إنه لا وجود لدواء بريء، فإلى جانب التأثيرات الجانبية، قد يسبب الدواء أذيات مختلفة، تعود إلى خطأ في إعطائه (مضاد الاستعمال)، أو لأخذه بجرعة كبيرة (تسمم حاد)، أو لعدم احترام المريض قواعد استعماله كالاستمرار في تناول بعض الأدوية، التي تميل إلى التراكم أو إلى إحداث حالة من الاعتياد أو الإدمان. وتعد الأدوية، جملةً، مواد غريبة، قد تحدث استجابات مناعية، وأحياناً حوادث أرجية أو تحسسية، كما يحدث بعضها سرطاناً، وقد يؤذي بعضها الكروموزومات والجنين (التأثير الماسخ).

ولا بد أخيراً من الإشارة إلى أنه، للحد من أضرار الدواء بأنواعها المختلفة أُحْدث مؤخراً مبحث دوائي جديد باسم «علم الأدوية اليقظ»، غايته تعريف أضرار الدواء (مرض الدواء) ليتلافى صانعه وواضعه ومسلمه ومستعمله، كل منهم ضمن مجال اختصاصه، الأسباب المؤهبة لظهور تلك الأضرار. كما أنه يرمي إلى رسم خطة لمعالجة كل ظاهرة ضارة دوائية المنشأ، وتم تأسيس مستوصفات ومستشفيات خاصة لإسعاف حوادث الطوارئ الدوائية.


الإدارة وسياسة الدواء والسلامة

سياسة الدواء

في الولايات المتحدة، إدارة الغذاء والدواء (FDA) هي المسؤولة عن وضع مبادئ توجيهية للموافقة على الأدوية واستخدامها. تتطلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن تستوفي جميع الأدوية المعتمدة شرطين:

  1. يجب أن يكون الدواء فعالاً ضد المرض الذي يسعى للحصول على الموافقة عليه (حيث تعني كلمة "فعال" فقط أن الدواء كان يعمل بشكل أفضل من الدواء الوهمي أو المنافسين في تجربتين على الأقل).
  2. يجب أن يفي الدواء بمعايير السلامة من خلال إخضاعه للاختبارات البشرية والحيوانية.

عادة ما يستغرق الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء عدة سنوات. يجب أن يكون الاختبار الذي يتم إجراؤه على الحيوانات مكثفًا ويجب أن يشمل عدة أنواع للمساعدة في تقييم كل من فعالية الدواء وسميته. يُقصد بجرعة أي دواء معتمد للاستخدام أن تقع ضمن النطاق الذي ينتج فيه الدواء تأثير علاجي أو النتيجة المرجوة.[11]

يتم تنظيم سلامة وفعالية الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة بموجب قانون تسويق الأدوية لعام 1987.

في المملكة المتحدة، تلعب وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) دوراً مشابهاً.

الجمعيات والتعليم

الجمعيات والروابط

إن الاتحاد الدولي لعلم الصيدلة الأساسية والسريرية، اتحاد الجمعيات الصيدلانية الأوروپية، الرابطة الأوروپية لعلم الصيدلة السريرية والعلاجات، هي منظمات تمثل توحيد وتنظيم الصيدلة السريرية والعلمية.

تم تطوير أنظمة التصنيف الطبي للأدوية التي تحمل كود صيدلاني. وتشمل هذه قانون الأدوية الوطني (NDC ، الذي تديره إدارة الغذاء والدواء،[12] رقم تعريف الدواء (DIN)، يدار بواسطة وزارة الصحة الكندية بموجب قانون الأغذية والأدوية؛ سجل أدوية هونگ كونگ ، تدار بواسطة الخدمات الصيدلانية في وزارة الصحة في هونگ كونگ، والمؤشر الوطني للإنتاج الصيدلاني في جنوب أفريقيا. كما تم تطوير أنظمة هرمية، بما في ذلك نظام التصنيف الكيميائي للعلاج التشريحي (AT, or ATC/DDD)، يدار بواسطة منظمة الصحة العالمية، معرف المنتج العام (GPI)، رقم تصنيف هرمي نُشر بواسطة MediSpan وSNOMED، المحور C. تم تصنيف مكونات الأدوية حسب معرف المكون الفريد.

التعليم

تتداخل دراسة علم الصيدلة مع العلوم الطبية الحيوية وهي دراسة تأثيرات الأدوية العضيات الحية. يمكن أن تؤدي الأبحاث الدوائية إلى اكتشافات أدوية جديدة، وتعزيز فهم أفضل للفسيولوجيا البشرية. يجب أن يكون لدى طلاب علم الصيدلة معرفة عملية مفصلة بجوانب في علم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض والكيمياء. قد تتطلب أيضًا معرفة النباتات كمصادر للمركبات النشطة دوائياً.[13]

علم الصيدلة الحديث متعدد التخصصات ويتضمن علوم الفيزياء الحيوية والحاسوبية والكيمياء التحليلية. يحتاج الصيدلاني إلى أن يكون مجهزًا جيدًا بالمعرفة في علم الصيدلة للتطبيق في البحوث الصيدلانية أو ممارسة الصيدلة في المستشفيات أو المنظمات التجارية التي تبيع للعملاء. ومع ذلك، يعمل علماء الصيدلة عادة في المختبر لإجراء بحث أو تطوير منتجات جديدة. يعد البحث الدوائي مهمًا في البحث الأكاديمي (الطبي وغير الطبي)، والوظائف الصناعية الخاصة، والكتابة العلمية، وبراءات الاختراع العلمية والقانون، والاستشارات، والتكنولوجيا الحيوية، وتوظيف الأدوية، وصناعة الكحول، وصناعة الأغذية، والطب الشرعي/إنفاذ القانون، والصحة العامة، والعلوم البيئية. غالبًا ما يتم تدريس علم الصيدلة لطلاب الصيدلة والطب كجزء من منهج كلية الطب.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأشكال الصيدلانية

يراد من الأشكال الصيدلانية مستحضرات تحتوي العنصر الدوائي الفعال، تهيئها معامل الأدوية أو الصيدلاني، ليصبح الدواء قابلاً للاستعمال بطريق الإدخال المناسب، وليكون أخذه متلائماً مع نفسية المريض ومع حالته المرضية.

وتكون الأشكال الصيدلانية صلبة أو لينة أو سائلة. فالأشكال الصلبة، تجهز للاستعمال، إما بطريق الفم بلعاً أو قضماً (مضغوطات ومحافظ وملبسات وكريات ولآلئ، ومحببات ومساحيق ضمن رزم وبرشان) أو مصاً (لسينات)، وإما دفناً تحت الجلد (مضغوطات صغيرة معقمة وحبابات تحتوي دواء مشعاً)، وإما زرقاً خلالياً بعد حلها بالمذيب المناسب، وإما بطريق المهبل (بيوض ومضغوطات مهبلية)، وإما بطريق الشرج (لبوسات أي تحاميل)، وإما تطبيقاً موضعياً على الجلد (مساحيق رذ أو قماش لاصق مشرب بالدواء للتأثير الموضعي أو العام). والأشكال اللينة (مرهم وهلام)، تهيأ للتأثير الموضعي (تطبيقاً على الجلد والمخاطيات)، أو للتأثير العام كاستعمال مرهم النتروغليسرين في معالجة خناق الصدر، أو هلام مركبات الألومين في معالجة قرحة المعدة. وأخيراً تجهز الأشكال السائلة للاستعمال شرباً (شراب وجروع وإكسير ومستحلب وقطرات)، أو تقطيراً في الأنف والأذن والعين (قطور)، أو طلاء على المخاطيات ولا سيما البلعوم (طلاء) أو إرذاذاً (حلالات هوائية)، أو زرقاً خلالياً وتشريباً ناحياً ومفصلياً وتسريباً وعائياً «وريدياً أو شريانياً» (سائل معقم ضمن زجاجات مختلفة السعة، وأكياس من اللدائن).

التجارب الدوائية ومراحلها وطرقها

الغاية من التجارب الدوائية دراسة كل دواء، سواء أكان جديداً لم يسمح باستعماله في المعالجة بعد، أم كان متداولاً لمراقبته دورياً ولمقارنته بأدوية تماثله في التأثير.

يمر الدواء في هذه التجارب بطريق طويل، منذ تعرفه مخبرياً عنصراً فعالاً دوائياً حتى السماح بصرفه من الصيدليات واستعماله في المعالجة. فهو يخضع في أثناء ذلك لسلسلة من البحوث التي تتم عادة على أربع مراحل، هي: مرحلة صيدلانية كيمياوية فيزيائية، ومرحلة تجريبية في الحيوانات، ومرحلة سريرية في الإنسان، ومرحلة إحصائية.

ففي المرحلة الصيدلانية الكيمياوية الفيزيائية، يحرر العنصر الفعال من مصدره العضوي (النباتي أو الحيواني أو الجرثومي.....) أو المعدني نقياً، أو يحضر الدواء إنشائياً.

وبعدئذ يخضع هذا الدواء لدراسة كيمياوية فيزيائية لتبيان هيكله ونقاوته وثباته وقابلية انحلاله ووزنه الجزيئي.

وفي المرحلة التجريبية في الحيوان يدرس الدواء، في الزجاج، على عضو معزول عن الحيوان وفي الخلايا المعزولة عنه والمزروعة، وفي الحي حيث يبقى الحيوان محافظاً على وعيه أو بعد تخديره. ويشترط في التجارب على الحيوان أن تتلاءم فيزيولوجيته مع نوعية التأثيرات الدوائية المرتقبة. والغاية من تجربة الدواء على الحيوانات البحث عن خصائصه الدوائية وسميته، لترابط هذين المجالين معاً، إذ إن نتائج دراسة أحدهما قد تدعو إلى تعديل منهج دراسة المجال الآخر أو تبديله كلياً. فدراسة الخصائص الدوائية تكون للوصول إلى أفضل سبيل في إعطاء الدواء منفرداً أو مشتركاً مع غيره، وذلك اعتماداً على المعلومات المستقاة من التجارب المخصصة لمعرفة امتصاصه وتوزعه وتحوله الحيوي (استقلابه) وإطراحه وتداخلاته الدوائية. وتتطلب هذه الدراسة، اتباع طرق معايرات كيمياوية حيوية في منتهى الدقة،واستخدام المركبات الموسومة أحياناً. وتشمل دراسة خصائص الدواء: البحث في تأثيراته، المفيدة والضارة، والكشف عن آليات حدوثها إن أمكن ذلك. أما الدراسة السمية، العاجلة الحادة والآجلة المزمنة، فتجرى على نوعين من الحيوانات أو أكثر (قاضمة وغير قاضمة).

وأصبح البحث عن التأثير المشوه للجنين وعن التأثير المسرطن والمطفر أمراً مدرسياً. وتعد نتائج التجارب على الحيوانات، حجر الزاوية ونقطة الانطلاق لمتابعة دراسة الدواء لأنها تمهد للبحث فيه عند الإنسان.

وفي مرحلة اختبار الدواء على الإنسان، يجرب الدواء على الإنسان السليم المتطوع، وعلى المريض، وفي حالات خاصة ونادرة جداً على عضو معزول عنه. والدواء المراد درسه في الإنسان، يجب أن يكون سهل التحمل، ذا تأثير دوائي (ثابت بالتجربة الحيوانية) مبرر للبحث فيه. وإن تجربة الدواء على الحيوان لا تعطي في الحقيقة انعكاساً صادقاً لصلاحيته، إلا إذا كان الاختبار مبنياً على دراسة سريرية بشرية يقينية.

وتعتمد الطرق المتبعة في هذه المرحلة، إما على طريقة التعمية البسيطة باستخدام الدواء الغفل تارة والدواء الحقيقي تارة أخرى، ولكليهما شكل صيدلاني واحد، وذلك من دون معرفة المجرب عليه. وإما بطريقة التعمية المزدوجة التي يبقى فيها المجرب عليه والطبيب بعيدين عن معرفة المادة الصيدلانية المستعملة في الاختبار.

وتتطلب طرق الاختبار عند الإنسان تصرفات أدبية من قبل الباحث وأعوانه، لأن دراسة الدواء وسميته عند الإنسان تماثل ما يتم إجراؤه عند الحيوان الحي. أما في المرحلة الإحصائية، فتجمع المعلومات الناتجة من الدراسة في كل من المراحل الثلاث السابقة والمستفادة من قبل جميع المراكز التي اشتركت بدراسة الدواء، وغالباً ما تكون تابعة لدول متعددة. ثم تجرى دراسة إحصائية كاملة لهذه المعلومات، وبذلك يكون ملف الدواء مجال البحث جاهزاً لدراسته من قبل لجان رسمية مخصصة لهذا الهدف، وهذه اللجان، إما أن ترفض الدواء بعد اختباره من قبلها، وإما أن تسمح بتصنيعه ليصبح قابلاً لصرفه من الصيدليات. وتختلف مدة السماح هذه وفقاً للأنظمة المتبعة في بلد التصنيع، وهي غالباً من 3 إلى 5 سنوات، على أن تعاد دراسة الدواء دورياً بعد مضي هذه المدة الزمنية.

انظر أيضاً

قائمة المطبوعات في الصيدلة

المصادر

أكرم المهايني. "الأدوية (علم -)". الموسوعة العربية.

الهامش

  1. ^ Kritikos PG, Papadaki SP (January 1, 1967). "The early history of the poppy and opium". Journal of the Archaeological Society of Athens.
  2. ^ Luch A, ed. (2009). Molecular, clinical and environmental toxicology. Springer. p. 20. ISBN 978-3-7643-8335-0. Archived from the original on 6 August 2020. Retrieved 21 July 2020.
  3. ^ Sertürner F (1805). "Untitled letter to the editor". Journal der Pharmacie für Aerzte, Apotheker und Chemisten (Journal of Pharmacy for Physicians, Apothecaries, and Chemists). 13: 229–243. Archived from the original on 17 August 2016.; see especially "III. Säure im Opium" (acid in opium), pp. 234–235, and "I. Nachtrag zur Charakteristik der Säure im Opium" (Addendum on the characteristics of the acid in opium), pp. 236–241.
  4. ^ Brater DC, Daly WJ (May 2000). "Clinical pharmacology in the Middle Ages: principles that presage the 21st century". Clinical Pharmacology and Therapeutics. 67 (5): 447–50. doi:10.1067/mcp.2000.106465. PMID 10824622. S2CID 45980791.
  5. ^ Hollinger MA (2003). Introduction to pharmacology. CRC Press. p. 4. ISBN 0-415-28033-8. Archived from the original on 17 April 2021. Retrieved 27 June 2015.
  6. ^ Rang HP (January 2006). "The receptor concept: pharmacology's big idea". British Journal of Pharmacology. 147 Suppl 1 (S1): S9-16. doi:10.1038/sj.bjp.0706457. PMC 1760743. PMID 16402126.
  7. ^ Maehle AH, Prüll CR, Halliwell RF (August 2002). "The emergence of the drug receptor theory". Nature Reviews. Drug Discovery. 1 (8): 637–41. doi:10.1038/nrd875. PMID 12402503. S2CID 205479063.
  8. ^ Rang HP, Dale MM, Ritter JM, Flower RJ (2007). Pharmacology. China: Elsevier. ISBN 978-0-443-06911-6.
  9. ^ Masood N. Khan; John W. Findlay, eds. (2009). Ligand-binding assays development, validation, and implementation in the drug development arena. Hoboken, N.J.: John Wiley & Sons. ISBN 978-0470541494.
  10. ^ "Pharmacokinetics". Merriam-Webster. Archived from the original on 16 July 2019. Retrieved July 16, 2019.
  11. ^ Nagle H, Nagle B (2005). Pharmacology: An Introduction. Boston: McGraw Hill. ISBN 0-07-312275-0.
  12. ^ "National Drug Code Directory". U.S. Food and Drug Administration. 5 May 2017. Archived from the original on 27 May 2016. Retrieved 28 May 2019.
  13. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة int-soc-ethnopharm

وصلات خارجية