غرفة السحابة

(تم التحويل من غرفة ولسون المعتمة)
غرفة السحابة with visible tracks from ionizing radiation (اختصاراً، thick: α-particles; long, thin: β-particles. نسخة متحركة
Video of a Cloud chamber in action

غرفة السحابة Cloud chamber أو غرفة وِلسون المعتِمَة جهاز يجعل ممرات الجسيمات الذرية المشحونة كهربائيًا مرئية. يفحص العلماء هذه الممرات لإيجاد شحنة الجسيم وكتلتها وسرعتها. وتشمل الجسيمات التي يمكن ملاحظة ممراتها في غرفة ولسون المعتمة أشعة ألفا وأشعة بيتا، من المواد المشعة، والأشعة الكونية الواردة من الفضاء الخارجي. اخترع غرفة ولسون المعتمة الفيزيائي البريطاني تشارلز ولسون في عام 1912م.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ

تعد أولى الحجرات، وقد استعملها تاونسند J.S.Townsend عام 1897 وتومسون J.J.Thomson عام 1898 لتحديد شحنة الإلكترون، وذلك قبل استعمال الأخير أنبوب الأشعة المهبطية.

تتلخص الطريقة بتحضير بخار الماء الموجود في حجرة ضمن شروط قريبة من شروط التكثف، وما إن تتواجد الأيونات حتى يتكاثف البخار عليها مكونة سحابة على طول المسار. تقاس بعد ذلك الشحنة الكهربائية التي تحملها السحابة وتقسم على عدد القطيرات لتستنتج واحدة الشحنة الكهربائية. طوّر س.ت.ويلسن C.T.R.Wilson ومن بعده هـ.أ.ويلسن H.A.Wilson، هذه الفكرة فصنعا حجرة أسطوانية ذات مكبس قابل للحركة يستعمل لتهيئة الشروط المناسبة للتكاثف، مغلقة بنافذة شفافة تجعل التصوير ممكناً في اللحظة المناسبة. كما أدخلا إمكانية تطبيق حقول مغنطيسية وكهربائية تساعد على تحديد خواص الجسيمات بتتبع المسارات وانحناءاتها الناتجة من تطبيق الحقول،مثل كتلة الجسيم وطاقته إضافة إلى شحنته. وقد استعمل فيما بعد خليط من الغازات والأبخرة، فلم تعد مقتصرة على بخار الماء بهدف تحسين مقدرة فصلها وتوسيع مجالاتها الطاقية، وتعرف أيضاً باسم حجرة ويلسن.

طورت بعد ذلك حجرة الفقاعات bubble chamber التي يستعاض فيها عن البخار فوق المشبع بسائل فائق التسخين superheated، فإذا ما خفض الضغط المطبّق على السائل فجأة تشكلت فقاعات تنمو على الأيونات أو الإلكترونات الموجودة. وغالباً ما يستخدم الهدروجين السائل الذي يعد التفاعل مع نوياته تفاعلاً مع بروتونات. استطاعت مثل هذه الحجرات الكشف عن مكونات الأشعة الكونية التي تحتوي على جسيمات ذات طاقة عالية وعن تفاعلاتها النووية ونواتجها من الجسيمات قصيرة العمر، دعمت بذلك ووجهت النظريات المتعلقة بالإشعاع النووي الناشط بعد أن كان يعتمد على صفائح التصوير للكشف عنها اعتماداً كلياً.

تقدم تصميم الحجرة خطوة أخرى، من حجرة مكونة من سطحين دائريين مستويين متوازيين إلى سطح أسطواني وسلك رفيع عند محور الأسطوانة معزول عنها، يربط كل منهما بأحد قطبي مدخرة فيجمع أحدهما الشحنات الموجبة بينما يجمع الآخر الشحنات السالبة، ويقومان، إضافة إلى ذلك، بتسريعها، مما يؤدي إلى قيامها بتأيينات إضافية في الوسط، فتتشكل نبضة كهربائية عند مخرج الدارة الكهربائية؛ يمكن باختيار مناسب للكمون المطبق ولمزيج من الغازات، مثل الأرگون والآزوت والكحول، أن يقابل كل نبضة جسيم وارد، ومن ثم يكون عدد النبضات متناسباً مع عدد الجسيمات، فيسمى عداد غايغر - موللر التناسبي. وقد يطلى السطح الداخلي للأسطوانة بمادة تتفاعل مع النترونات تفاعلاً نووياً مثل البورون فتستعمل عندها عدادات للجسيمات المعتدلة كهربائياً.


سحابة ولسون

اختبار أسلحة نووية تحت الماء بقدرة 21 كيلو طن، يـُظهر سحابة ولسون.
scheme of a cloud chamber
  radioactive compound
  illumination
  saturated vapours of ethanol and water
  pump
  observation window

تتكون الغرفة المعتمة البسيطة من وعاء مجهز بمكبس، يحوي هواء، أو غازًا آخر، شديد التركيز، مع بخار الماء، أو بخار الكحول، أو كليهما. وعندما تمر الجسيمات المشحونة كهربائيًا عبر الغاز ترتطم بالإلكترونات، فاصلة إياها عن الجزيئات الواقعة في طريقها، ومغيرة تلك الجزيئات إلى أيونات. ويتجمع البخار حول الأيونات بحيث يكون قطيرات تشكل علامات شريطية مرئية داخل الغرفة المعتمة. وبذلك تمثل هذه العلامات الشريطية ـ التي تُسَمَّى المَجَازَات أيضًا ـ ممرات الجسيمات المشحونة. وتختفي المجازات بسرعة، إلا أن العلماء يمكنهم تصويرها عبر جدار زجاجي أو نافذة زجاجية، معدة لهذا الغرض.

ولكي تتمكن المجازات من التكوُّن، لابد أن يصير الغاز داخل الغرفة المعتمة فائق التشبع أي أن تكون رطوبته النسبية أكثر من 100%. يصير الغاز المشبع فائق التشبع عندما يبرد. ويبرد الغاز المشبع داخل الغرفة المعتمة بتحريك المكبس إلى الخارج، وبسبب انخفاض الضغط داخل الغرفة الناتج عن حركة المكبس؛ ومن ثم يتكثف البخار في الغاز على الأيونات ليشكل قُطَيْرات. وفي كثير من الغرف المعتمة تُقدح حركة المكبس بإشارة من عدادات إلكترونية يمكنها رصد الجسيمات المشحونة كهربائيًا.

ويشيِّد العلماء الغرف المعتمة غالبًا بين قطبي مغنطيس كهربائي، حيث يجعل المغنطيس الجسيمات المشحونة داخل الغرفة تتحرك على امتداد ممرات مقوسة. ومن هذه الأقواس يستطيع العلماء إيجاد القوة الدافعة للجسيم.

التركيب والتشغيل

track of subatomic particle moving upward through cloud chamber and bending left (an electron would have turned right)
Cloud chamber photograph of the first positron ever observed

الكشف عن جسيمات أخرى

الإستعمالات

تستعمل للكشف أحياناً حجرات مملوءة بمحلول مادة تتألق إذا أثيرت نتيجة امتصاص الإشعاعات، وقد تستعمل مواد صلبة تحتوي ذرات تتألق أوتومض نتيجة التصادمات. تسمى مثل هذه الكواشف أو العدادات عدادات وميضية أو تألقية scintillation counters، يقوم بتضخيمها ضوئياً وتعدادها أجهزة مناسبة.

ظهر أخيراً أنواع من العدادات أو الكواشف المصنعة من أنصاف النواقل المطعّمة بشوائب مناسبة لتشكل ثنائياً بلورياً diode يوصل بمدخرة وبمتممات إلكترونية للكشف عن الجسيمات والإشعاعات وتعدادها .تنتقى الحجرات والعدادات لتناسب أشعة معينة مثل أشعة گاما أو أشعة ألفا ولمجال طاقات مناسب، إذ إن لكل منها كفاءة تختلف باختلاف النوع وباختلاف مجال الطاقة. وأصبح ممكناً باقتران الكواشف والمعالجات الإلكترونية تحديد أطياف الإشعاعات المختلفة الصادرة عن المنابع وعن التفاعلات النووية بدقة عالية.

تنصبّ الاستعمالات الأولى للحجرات والعدادات في المؤسسات التي تتعامل مع المواد النووية مثل المسرّعات والمفاعلات والمستشفيات. لكن انتشار أجهزة الأشعة السينية وحدوث بعض الحوادث النووية التي تسببت بفاعلية إشعاعية في مناطق شاسعة،دخلت في الأغذية ومواد كثيرة جعل استعمال الحجرات والعدادات والكواشف النووية شائعاً جداً وفي مقدمتها أفلام التصوير وعدادات گايگر - موللر.[1]

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ فوزي عوض. "الحجرات والعدادات النووية". الموسوعة العربية.

المصادر

Das Gupta, N. N. (1946). "A Report on the Wilson Cloud Chamber and its Applications in Physics". Reviews of Modern Physics. 18: 225–365. doi:10.1103/RevModPhys.18.225. {{cite journal}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية