روبرت اوين

(تم التحويل من روبرت أوين)
روبرت اوين
Portrait of Robert Owen.png
وُلِدَ(1771-05-14)14 مايو 1771
توفي17 نوفمبر 1858(1858-11-17) (aged 87)
المهنةCo-operator; social reformer, factory owner
الزوجCaroline Dale
الأنجالJackson Dale (1799)
Robert Dale (1801)
William (1802)
Anne Caroline (1805)
Jane Dale (1805)
David Dale (1807)
Richard Dale (1809)
Mary (1810)
الوالدانRobert Owen and Anne Owen

روبرت اوين Robert Owen (عاش 14 مايو 1771 - 17 نوفمبر 1858) كان مصلحاً اجتماعياً ويلزياً وأحد مؤسسي الاشتراكية الطوباوية والحركة التعاونية.

قامت فلسفة اوين على ثلاث أعمدة فكرية: الأول، ليس هناك مسئول عن ارادته وأفعاله لأن شخصيته بالكامل تشكلت باستقلال عنه هو نفسه؛ فالناس هم نتاج الوراثة والبيئة، ولذلك كان تأييده لاصلاح التعليم والعمل، مما جعله رائداً في الاستثمار في رأس المال البشري. ثانياً، جميع الأديان تقوم على الخيال المضحك، وتجعل الإنسان حيوان ضعيف، أبله؛ متعصب غاضب ومهووس؛ أو منافق بائس؛ (بالرغم من أنه في سنواته اللاحقة اعتنق الروحانية).[1] وثالثاً، تأييد putting-out system بدلاً من نظام المصنع.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

سجل تعميد روبرت أوِن في سجل أبرشية نيوتاون.

روبرت أوين، رجل الصناعة الناجح، حاول أن يجعل الاقتصاد البريطاني شأنا بهيجا يجعله عواناً بين الرأسمالية والاشتراكية. وُلد روبرت في نيوتون Newtown في ويلز حيث كان أبوه صانع سروج وصاحب محطة تزويد المسافرين بجياد البريد، وصاحب مصنع حديد، وكان ناجحا في كل هذه الأعمال. وكان روبرت في صباه ضعيف البدن ولكنه تعلم كيف يحافظ على صحته وعاش حتى بلغ السابعة والثمانين. وقد جعله أهله يمارس العمل وهو في التاسعة من عمره، وفي العاشرة تمَّ تدريبه ليمتَهِن تجارة الأجواخ والألبسة في ستامفورد Stamford وفي الرابعة عشرة من عمره أصبح مساعدا لتاجر أجواخ وألبسة في مانشستر Manchester، وفي التاسعة عشرة من عمره أصبح مديرا لإحدى أكبر المصانع في لانكشير براتب سنوي قدره ثلاثمائة جنيه (بوند) (نحو 005،7 دولار؟) وظل في عمله هذا ثمانية أعوام حقق خلالها شهرة لكفاءته واستقامته. لقد راح يوفِّر ويدرس ويقرأ بشغف يفوق الحد، وكوّن صداقات مثيرة للانتباه مع كل من: جون دالتون Dalton المعروف بكيميائه الجزيئية atomic Chemstry وروبرت فلتون Fulton المعروف بقواربه البخارية وصمويل كولرِدج Coilrdge المعروف بأفكاره الراديكالية وأشعاره المعروفة. وفي سنة 9971 وكان قد بلغ الثامنة والعشرين اشترى من ديفد ديل David dale لنفسه واثنين من شرَكائه مجموعة مصانع نسيج في نيو لانارك New Lanark بالقرب من جلاسجو Glasgow وحظي - مكافأةً له - بابنة ديل Dale التي أصبحت زوجته المحبوبة التي أنجب منها سبعة أبناء.

Truck system of payment by order of Robert Owen and Benj Woolfield, National Equitable Labour Exchange, 22 يوليو 1833.

وكانت نيو لانارك تضم نحو 0002 نفس بمن فيهم نحو 005 طفل أُرسلوا إليها من البيوت الفقيرة في جلاسجو وإدنبره، وكما تذكَّر أوين فيما بعد كان السكان يعيشون في بطالة وفقر وسادت تقريبا كل أنواع الجرائم، وكانوا مدينين مرارا غير أصحاء وفي حالة بؤس... وأدى الجهل وقلة التدريب إلى اعتيادهم السُّكر والسرقة والكذب والغش والقذارة... وكانوا مجحفين في حق الأمة سياسيا ودينيا يتصدون لأية محاولة لتحسين أوضاعهم(62). وكانت المدن الصناعية الصغيرة تكاد تخلو من وسائل الصحة العامة ووسائل منع تفشي الأمراض. وكانت المساكن مظلمة قذرة، وبدت ممارسة الجريمة عملا ترفيهيا من عناء العمل، وكانت الحانات ملاذاً دافئا وباعثا على المسرّة من مشاكل البيوت. وكان أوين Owen قد فقد إيمانه بالغيبيات تماما لكنّه تعلّق بإخلاص بالمثالية الأخلاقية للمسيح، لكنه صُدِم بالمزج بين العبودية الصناعية الجديدة واللاهوت المسيحي القديم ( المقصود التوفيق بينهما)، وإنما راح يبحث عن سبيل للتوفيق بين الرأسمالية الناجحة والأخلاق المسيحية.

وأقنع نفسه - رغم تحذير والديه - بعائد قدره 5% من رأس المال المستثمر، ورفع الأجور ومنع تشغيل الأطفال تحت سن العاشرة، ورفض حجة مالتوس التي مؤدّاها أن زيادة الأجور ستزيد ضغط (استهلاك) السكان على الطعام المتاح مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مما يجعل الأجر الذي يتلقاه العامل وكأنه لم يزد (بمعنى أن قيمته الشرائية رغم الزيادة تظل كما هي) وساق الحجة على أن ما هو صالح للأكل مما يجود به البحر لا حد له، كما أن زيادة السكان تؤدي إلى زيادة الأراضي المزروعة وأن زيادة الإنتاج ستقترن بظهور المزيد من الاختراعات والمزيد من العمالة، كل ذلك سيساعد على توفير الطعام وتحقيق الازدهار للسكان، إذا أخذت الحكومة بالبرنامج الإصلاحي الذي يقترحه(72). وافتتح في نيو لانارك New lanark محلا يبيع فيه مستلزمات الحياة بسعر التكلفة تقريبا، ودرّب - بصبر - العاملين معه ليس فقط على تقنيات الإنتاج بل أيضا على فن الحياة ، وأكد لهم أنهم إذا تعاونوا وراعى بعضهم بعضا سينعمون بسلام ورضا لم يألفوهما من قبل. ويبدو أنه كسب كثيرا من العمال إلى جانب النظام والنظافة والاعتدال، وعندما تذمّر والداه من أنه ينفق على أعمال الإحسان والتعليم أموالاً كان يمكن أَنْ تحقق أرباحاً وافرة، كوّن لنفسه شركة خاصة به (3181) بعد أن فسخ شركته معهما، ورحب شركاؤه الجدد (كان من بينهم جيرمي بنثام) بتجربته وكانوا راضين بنسبة الخمسة في المائة كعائد لاستثماراتهم.

وحقَّقت مصانعه ومشروعاته في نيو لانارك شهرة على مستوى الوطن إن لم يكن على مستوى العالم. وكانت مدينة نيو لامارك تبعد عن الطريق الرئيسي مسافة تستغرق ركوب يوم كامل من جلاسجو عبر جبالٍ وضباب، ومع هذا كان آلاف الزائرين يأتون لفهم هذه الظاهرة التي لاتصدق - مصنع يُدار على وفق للمبادئ المسيحية، ووقَّع عشرون ألفا في دفتر الزيارات فيما بين عامي 5181 و 5281 ، كان منهم كتاب ومصلحون ورجال أعمال وأمراء مثل الأرشيدوق جوهان (يوهان) ومكسمليان النمساوي، وفي سنة 5181 كان الدوق الكبير نيكولاس (الذي سرعان ما أصبح قيصرا) قد اقتنع بمشروع أوين وبنتائجه فدعا أوين Owen إلى لتأسيس مصانع ومشروعات مماثلة في روسيا(82).

وبعد أربعة عشر عاما من التجربة شعر أوين Owen بضرورة تأكيد تجربته وإعلانها للعالم لأنه كان واثقا من أن انتشارها في أنحاء العالم سيضمن السعادة لكل البشر عبر الأجيال(92) لذا فقد أصدر في سنة 3151 أول مقال من مقالات أربع كان لها عنوان شامل (نظرة جديدة للمجتمع) أصبحت من الكلاسيّات الكبرى في الإنتاج الفكري الذي يتناول الإصلاح. ولم يقدم اقتراحاته بشكل مُستقر وكأنه مستعد للقتال، فقد أكَّد لحكّام بريطانيا ورجال الصناعة فيها أنه لايرغب في إحداث أيّ تغييرثوري، ولايؤمن به وأن خطته لا تهدف إلى إلحاق الخسارة بأيِّ أحد بل إنها حقاً قد تزيد من دخل صاحب العمل، وأنها - أي خطته - قد تجنِّب إنجلترا الثورة. لقد بدأ باقتراحٍ وجدهُ أساسيا لأي إصلاح جذري - وهو ضرورة تعديل شخصية الإنسان منذ الطفولة ببث معتقدات وتجارب مفيده تُغير ما يبدو أنّه قد غُرِس فيه من خلال موروثات ثابتة تذكي فيه التنافس والصراع. إن أكبر أخطائنا تتمثل في فكرة مؤداها أن الأفراد يشكلون شخصياتهم(03) لكن العكس هو الصحيح، فآلاف المؤثرات التي تؤثر في الشخص قبل ميلاده ومن ميلاده إلى موته هي التي تكوّن شخصيته(13). وانتهى أوين Owen بحماس رافضاً أي معدل أو ملطف فأي شخصية سواء كانت من أفضل الشخصيات أم من أسوئها، ومن أكثرها جهلاً أو أكثرها تنوراً لابد أن تكون موجودة في أي مجتمع، بل وفي العالم كله وذلك من خلال وسائل خاصة هي إلى حد كبير تحت سيطرة من يملكون زمام الأمر في الحكومات(23). ومن هذا المبدأ خلُص أوين بافتراضين: الأول؛ أن الطبقات المالكة الحالية لا لَوْم عليها في ممارساتها وأفكارها طالما أن أفراد هذه الطبقات هم نتاج ماضيهم والبيئات التي هم فيها الآن، والثاني أن الإصلاح لابد أن يبدأ بالأطفال وبتحسين أحوال المدارس وزيادة أعدادها. لابد من بذل كل جهد لتنشئة الأطفال بحيث يفهمون أنه لابد أن يحترم كل فرد الأفراد الآخرين طالما أن أي فرد غير ملوم لصفاته (شخصيته) وغير ملوم بسبب ظروف المجتمع الذي نشأ فيه: لابد من تعليم الأطفال كيف يتعاونون بإراداتهم وأن يكونوا شجعانا. ولذا وجدناه عندما كانت المدارس المتاحة للعوام في إنجلترا قليلة جدا يقترح على الحكومات في كل البلاد وضع خطة وطنية (على مستوى الأمة) للتعليم وإعادة تشكيل الشخصية.. دون نظر إلى وطن أو مذهب ديني أو حزب(23). وكان ديفد ديل Dale قد أنجز بالفعل الكثير لتعليم الأطفال في نيو لانارك، وزاد أوين على ذلك بأن أقام في إحدى المباني من ممتلكاته المعهد الجديد 6181 لتحويل الملائكة والمتبربرين إلى مسحيين بدون لاهوت. لقد راح يبحث عن تلاميذ لمعهده من بين الأطفال الذين يستطيعون المشي(33) فقد كان يخشى (مثل أفلاطون) أن ينقل الآباء الذين تكونوا بالفعل (تشكلت عقولهم ونفوسهم بالفعل) أو فسدت طباعهم بالفعل - إلى أطفالهم روح التنافس ......... في الحكم الموجود (القائم)، واستسلم للأمهات اللائي أصررن على أن الأطفال في أعوامهن الأولى يحتجن إلى عطف الأم ورعايتها، وعادة ما كان يُلحق بمدرسته الأطفال في سن الثالثة ويتركهم - إن سمح الطقس - يتعلمون ويلعبون في الهواء الطلق، وكان الأطفال ذكوراً وإناثاً يلعبون ويتدربون معاً، وكان عليهم أيضاً أن يتدربوا في دار الفنون (الصناعات)، وكان الأولاد يتلقون تدريبات عسكرية، لكن كان عليهم أن يتعلموا أيضاً الغناء والرقص والعزف على بعض الآلات الموسيقية كالبنات. وكان كل هذا البرنامج التعليمي لخدمة تكوين الشخصية الأخلاقية مع تركيز على الاحترام واللطف والكياسة والرفق والتعاون. ولم يكن هنا عقاب(43) وعند نهاية كل يوم دراسي يعود الأطفال إلى آبائهم ولا يكون مسموحاً لهم بالعمل في المصانع قبل العاشرة.

A statue commemorating Owen in Manchester, in front of The Co-operative Bank.

ولم تقدم مدرسة أوين أي مقرر ديني، ولا حتى في المحاضرات المسائية التي يحضرها الكبار، فقد كان أوين Owen مقتنعاً أن الدين سيفسد عقل الطفل بخرافاته ومن ثم وجب النأى بطفل التنوير عن الدين، فالذكاء هو الفضيلة العليا وانتشار التعليم هو الحل الوحيد للمشاكل الاجتماعية، وأن التقدم - إذا ما أُتيح التعليم - حتمي ولا حدود له(53). ولم تكن هناك في مصانعه ومدرسته أي فصل عرقي أو ديني. فقد كان يُقدم الإحسان والرفق للجميع على سواء(63) وكان يؤمن أن المناهج التي يقدمها هي محاولة للتحرك في اتجاه أخلاق المسيح وراح يتطلع بحماس ليوطوبيا أخلاقية!

وفي مقاله الرابع (6181) وهو المقال الذي أهداه للوصيِّ على العرش قدم بعض المقترحات في مجال التشريع. لقد طالب البرلمان بالإسراع في إصدار مرسوم بتقليل المستورد من الخمور، ورفع الضرائب على المباع منها، وأخيراً إنهاء تراخيص محلات الجِن gin (شراب مُسْكر قوي) وحانات البيرة (الجعّة) وتضييق الخناق على السكر حتى يقتصر في النهاية على الأغنياء من ذوي المال. وأوصى بنشر التعليم الابتدائي وتمويله لتحسين أخلاق الأجيال القادمة. ودافع عن صدور تشريع المصانع الذي يمنع تشغيل الأطفال دون العاشرة ومنع العمل الليلي لمن هم دون الثامنة عشرة كما أوصى بتحسين ظروف العمل وتنظيم ساعاته، وتدبير نُظم للتفتيش الدوري على المصانع. وأوصى بضرورة أن يقوم المكتب الحكومي للعمل (الإدارة الحكومية المنوط بها أمور العمل) بجمع الإحصاءات بشكل دوري عن الحاجة للعمالة وغير ذلك من أمور العمل لاستخدامها للتخفيف من حدة البطالة(73). ودعا إلى إلغاء اللوترية (اليانصيب) التي تنظمها الدولة باعتبارها وسيلة للإيقاع بغير الوعي، وسرقة الجاهل(83).

واتفق مع مالتوس أن (قوانين الفقراء Poor laws) التي تُبقي العاطلين والفقراء على قيد الحياة بالكاد ليست إلا خطوة واحدة من المجاعة، وهي تترك الذين يتلقون العون على وفق هذه لهذه القوانين نهباً للجريمة، وتجعلهم يتفرغون للتناسل، واقترح أوين (7181) بدلا من بيوت التشغيل Work houses التي تُدار في ظل هذه القوانين أن تقيم الدولة مجتمعات كل منها يتكوّن من 005 أو 0051 نفس، وتنظم كل منها نفسها تنظيما داخليا ويقتسمون العمل فيما بينهم لإنتاج طعامهم وملابسهم وليديروا مدرستهم(93). ولم تلق دعوته إلا استجابة قليلة الشأن من البرلمان، فتوجه في سنة 8181 إلى أصحاب المصانع البريطانيين(04) يصف لهم نجاح النظام الذي اتبعه في نيو لانارك ويحثّهم أن يكفّوا عن تشغيل الأطفال دون الثانية عشرة من أعمارهم، لكنهم لم يجدوا ذلك متفقاً معهم وامتعضوا من تحليل أوين للركود الاقتصادي باعتباره راجعا إلى كون الإنتاج inventive productivity يتجاوز القدرة الشرائية للسكان. لقد رفضوه باعتباره حالما ملحدا لا يفهم فهما حقيقا حقيقة المشاكل التي يواجهها أصحاب العمل، ولا الحاجات البشرية التي لا يستطيع أن يشبعها إلاّ الدين.

وأخيراً عاد أُوين Owen إلى العمال أنفسهم فتوجه إلىهم بخطاب إلى الطبقة العاملة (9181)، ولقد أسعدهم بإعلانه أن العمل اليدوي إذا تم توجيهه بشكل صحيح هو مصدر الثروة كلها ومصدر الرخاء والازدهار للأمة(14) ولكنه حذرهم من أن إنجلترا وطبقاتها العاملة ليست مستعدة للاشتراكية، وأنكر أي نيّة يُضمرها لتقديم اقتراح للحكومة البريطانية بضرورة تعيين كل القادرين على العمل في البلاد، تعيينا مباشرا(24). ورفض قيام الحكومة بأية إجراءات متطرفة كما رفض القيام بثورة لأنها ستثير الأحقاد والكراهية والثأر(34) وعلى أية حال فقد أعلن في سنة 0281 في (تقرير إلى أصحاب الأراضي في لانارك) أن إنجلترا الآن لا تحتاج إلى إصلاحات تدريجية وإنما إلى تغيير جذري في نظامها الاجتماعي(44).


تجربة المجتمع في أمريكا (1825)

New Moral World, Owen's envisioned successor of New Harmony. Owenites fired bricks to build it, but construction never took place.

وعندما لاقى إحباطاً في إنجلترا وجه وَجْهَهُ آملاً شطر الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان أصحاب فرق دينية مختلفة قد أقاموا بعض التجارب الاشتراكية. ففي سنة 4181 قامت جماعة من التقويين الألمان الأمريكيين بشراء ثلاثين ألف فدان (أكر) على طول نهر وابش Wabash في جنوب غرب إنديانا وشيدوا مدينة طوروها أطلقوا عليها اسم هارموني Harmanie، وبحلول عام 5281 حل بهم الإفلاس فأسعفهم أوين، ودمر ماليته بأن قدم لهم أربعين ألف جنيه من أجل الأكرات (الفدادين) والمدينة التي أعاد تسميتها لتصبح هارموني الجديدة New Harmony ودعا الرجال والنساء من ذوي النوايا الحسنة للانضمام إليه لتكوين مجتمع تعاوني. ودفع كل التكاليف ماعدا تكاليف المدرسة إذ دفعها وليم ماكلور Maclure وأتى إليه آلاف المتحمسين راحوا يأكلون طوال عام على نفقة أوين وتكيّفوا ببطء مع العمل المنظم واختلفوا في أمور الدين والسياسة، وفي 7281 كان قد خسر معظم الأربعين ألف جنيه(54) فأحال أمور هذه المستعمرة إلى ماكلور وعاد إلى بريطانيا.

ومع هذا لم يكن قد أنهى ما في جُعبته تماماً، فقد قاد حركة لتطوير نقابات العمال لتكوّن روابط صناعية وتجارية تنافس المشروعات الخاصة في الإنتاج الصناعي. وقَبِل الاتحاد الوطني للبنائين عقوداً. وفعلت الاتحادات الأخرى ما يناسبها وفي سنة 3381 نظمها أوين في المنظمة الوطنية الكبرى للنقابات العمالية وكان يأمل أن تستأصل هذه المنظمة - بالتدريج - شأفة الرأسمالية وتحل أخيراً محل الدولة. وتدخل البرلمان بقوانين تكبح هذا الاتجاه لكنها لقيت مقاومة شديدة فرفضت البنوك تقديم قروض له وفي سنة 4381 اعترف أوين بالهزيمة.

إن حياته التي شهدت نجاحا كبيراً في مضمار الصناعة، يبدو أنها وصلت الآن أو كادت إلى مرحلة الفشل الكامل، وأدت الاختلافات الدينية إلى تعكير صفو زواجه، فقد كانت زوجته كالفنية متحمسة عندما اكتشفت أنه (لا أدري)، وفي وقت لاحق حثت ابنها روبرت على إعادة أبيه إلى حظيرة الكالفنية، فكانت النتيجة أن تشكك الولد في دينه بدلا من أن يُقنع أباه(64). وبعد أن عاد أوين من أمريكا عاش منفصلاً عن زوجته رغم أنه ظل على علاقة صداقة بها. وكان يؤمن بالطلاق ولكنه لم يسع إليه واستغرق في مهمته (رسالته) استغراقاً كاملاً.

ذكراه

Crowds of locals gather to commemorate Robert Owen at his grave in Newtown, Montgomeryshire, in the 1890s

لندن

Portrait of Robert Owen (1771 - 1858) by John Cranch (painter), 1845

وقدَّم تشجيعاً فعّالاً للجماعات المختلفة التي حاولت تطبيق مبادئه: في اوربستون Orbiston في إسكتلندا، وفي رالاهين Ralahine في أيرلندا وفي كوين‌وود Queenwood في إنجلترا. وقد حلت الجماعة الأولى نفسها في غضون عامين والثانية في غضون ثلاثة أعوام والثالثة في غضون ستة أعوام. وظل ينشر أفكاره بالخطب والتأليف وعاش حتى رأى كثيراً من تعاونيات المستهلكين في الجزر البريطانية. وظل مشغولاً بكتابة توصيات بالإصلاح للهيئات التعليمية والمسؤولين الحكوميين والملكة فكتوريا. وأخيراً - في سنة 3581 - عاد إلى الاتجاه الروحي Spiritualism وأغرق في التأمل الذاتي، وراح يجري حوارات حميمة (باطنية) مع فرانكلن وجيفرسون وشكسبير وشيلي ونابليون والنبي دانيال(74). وفي سنة 8581 كان قد تخلّى منذ زمن عن مجال اهتمامه بل وعن نفسه فعاد إلى بلدته تيوتون ومات فيها وهو في الثامنة والثمانين.

لقد كان رجلا طيبا، وكان غيْرياً يفكر في غيره أكثر من أي شخص آخر، ولم يستطع أن يسمو فوق ذاته كلية، فقد كان فخوراً في طيّات نفسه بسلطانه ونجاحه وفكره، وكان على حق عندما قرر أن التعاون السليم الذي يحقق الغرض في حاجة إلى نظام وسلطة. إنه أفضل من استطاع تضخيم ذاته لتضم بين جنباتها أقاربه وبلده وجنسه، ووجد - لهذا - رضا في توسيع نطاق الرحمة والعطاء. وهذا هو ما فعله روبرت أوين بعد كل شيء وقبل كل شيء، بشجاعة، وهذا وحده يكفي لنجعله بين الدعاة prophets الملهمين الداعيين إلى حياة أفضل.

أعماله

  • 1813. A New View Of Society, Essays on the Formation of Human Character. London.
  • 1815. Observations on the Effect of the Manufacturing System. 2nd edn, London.
  • 1817. Report to the Committee for the Relief of the Manufacturing Poor. In The Life of Robert Owen written by Himself, 2 vols, London, 1857-8.
  • 1818. Two memorials behalf of the working classes. In The Life of Robert Owen written by Himself, 2 vols, London, 1857-8.
  • 1819. An Address to the Master Manufacturers of Great Britain. Bolton.
  • 1821. Report to the County of Lanark of a Plan for relieving Public Distress. Glasgow: Glasgow University Press.
  • 1823. An Explanation of the Cause of Distress which pervades the civilized parts of the world. London. & Paris.
  • 1830. Was one of the founders of the Grand National Consolidated Trade Union (GNCTU)
  • 1832. An Address to All Classes in the State. London.
  • 1849. The Revolution in the Mind and Practice of the Human Race. London.

Robert Owen wrote numerous works about his system. Of these, the most notable are:

  • the New View of Society
  • the Report communicated to the Committee on the Poor Law
  • the Book of the New Moral World
  • Revolution in the Mind and Practice of the Human Race
  • Owen's major works are reprinted in (Gregory Claeys, editor), The Selected Works of Robert Owen

(4 vols., London, Pickering and Chatto, 1993)


The Robert Owen Collection, that includes papers and letters as well as copies of pamphlets and books by him and about him is deposited with the National Co-operative Archive, UK.[2]

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ See Gerald O'Hara. "Dead men's embers" (Saturday Night Press Pubs., 2006), p75.
  2. ^ "National Co-operative Archive". Archive.co-op.ac.uk. Retrieved 2009-07-13.

المصادر

سـِيـَر

وهناك أيضاً كتب عن حياة روبرت اوين:


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أعمال أخرى عنه

  • Arthur Bestor, Backwoods Utopias, (University of Pennsylvania Press, 1950, second edition, 1970).
  • Gregory Claeys. Machinery, Money and the Millennium: From Moral Economy to Socialism 1815-1860

(Princeton University Press, 1987)

  • Gregory Claeys. Citizens and Saints. Politics and Anti Politics in Early British Socialism

(Cambridge University Press, 1989)

وصلات خارجية

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بروبرت اوين، في معرفة الاقتباس.

قالب:Co-operatives

قالب:Lancashire cotton