المحسن بن علي بن أبي طالب

(تم التحويل من المحسن بن علي)

المحسن بن علي بن أبي طالب (ح. 11هـ) هو ابن مزعوم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها . وهناك خلاف كبير حول ما إذا كان قد ولد أم سقط قبل الولادة، وعن ملابسات سقوطه ووفاة السيدة فاطمة فيما يسميه بعض الشيعة حادثة الباب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أصل الخلاف

يختلف السنة والشيعة عند حديثهم عن شخصية المحسن بن علي بن أبي طالب ، فبعض أهل السنة يثبتونها فحسب ، وأنه مات صغيراً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، بينما يربط الشيعة وجودها بحادثة الاعتداء على بيت علي بن أبي طالب لإجباره على المبايعة لأبي بكر الصديق وقد شكك في صحة هذه الحادثة بعض مراجع الشيعة منهم المرجع الشيعي الأعلى في لبنان ، محمد حسين فضل الله ، ودارت نقاشات معمقة حول هذه الحادثة على قناة المستقلة توصلت إلى بطلان هذه الرواية وعدم صحتها لافتقارها إلى السند الصحيح .


روايات أهل السنة في إثباته

  • روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده قال  : " حدثنا حجاج ، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن على رضي الله عنه قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قال قلت حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قال قلت حربا قال بل هو حسين فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو محسن قال سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر " .
  • ويقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : " فأول زوجه تزوجها علي رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بنى بها بعد وقعة بدر فولدت له الحسن وحسينا ويقال ومحسنا ومات وهو صغير وولدت له زينب الكبرى وأم كلثوم وهذه تزوج بها عمر بن الخطاب كما تقدم ولم يتزوج علي على فاطمة حتى توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
  • وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري " فعلى هذا فالابن المذكور محسن بن علي بن أبي طالب ، وقد اتفق أهل العلم بالأخبار أنه مات صغيرا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم " .

الإنكار الضمني

عند تتبع كتب أهل السنة التي تذكر فضائل أهل البيت وعلو مكانتهم تجد أنها تغفل ذكر ( المحسن بن علي )، وقد يعد هذا إنكاراً ضمنياً لوجوده ، لأنها لا تذكر إلا الحسن والحسين من الأولاد الذكور ، ولعل عدم ذكرهم له ولفضائله يعود لكونه مات صغيراً .

روايات الشيعة في إثباته

روى الكليني في كتابه الكافي : " عن أحمد بن محمد ، عن القاسم ، عن جده ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( ع ) ، عن آبائه ، قال : قال أمير المؤمنين ( ع ) : إن أسقاطكم إذا لقوكم يوم القيامة ، ولم تسموهم يقول السقط لأبيه : ألا سميتني ؟ ! وقد سمى رسول الله ( ص )محسنا قبل أن يولد " [1]

زيادة الشيعة في إثبات وجوده

يزيد الشيعة على أهل السنة في إثبات شخصية المحسن بن علي بربطها بحادثة الاعتداء على بيت فاطمة ، حيث تذكره اغلب الروايات على انه مات في بطن أمه وخرج سقطاً .

ومنها : " فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت ، فضربها قنفذ بالسوط . . . إلى أن قال : فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها ، فألجأها إلى عضادة باب بيتها ، فدفعها ، فكسر ضلعا من جنبها ، وألقت جنينا من بطنها " [2]

تضارب مرويات الشيعة

حوت كتب الشيعة الكثير من المرويات المتضاربة حول المتسبب في اسقاط المحسن بن علي ومنها :

  • " خاطب الإمام الحسن (عليه السلام ) المغيرة بن شعبة في مجلس معاوية بقوله: (وأنت ضربت فاطمة بنت رسول الله حتى أدميتها، وألقت ما في بطنها، استذلالاً منك لرسول الله، ومخالفة منك لأمره، وانتهاكاً لحرمته، وقد قال لها رسول الله: (أنت سيدة نساء أهل الجنة) والله مصيّرك إلى النار.. الخ " [3]
  • روى المجلسي عن علي ( ع ) : " فلما أخرجوه حالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت ، فضربها قنفذ بالسوط على عضدها ، فصار بعضدها مثل الدملوج من ضرب قنفذ إياها، ودفعها فكسر ضلعا من جنبها، وألقت جنينا من بطنها ".[4] .
  • قال الطريحي : " حين عصرها خالد بن الوليد ، فأسقطت محسنا " [5] .

المشككون والمنكرون

من علماء ومراجع الشيعة من يشكك وينكر حادثة الاعتداء وكسر ضلع الزهراء ومن المشككين :

سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله حيث أجاب عن سؤال حول مظلومية الزهراء :

  • " جواب مكتب سماحة السيد : إن سماحة السيد لم يثبت حادثة كسر الضلع كما أنه لم يثبت نفيها وذلك من جهة عدم وفاء الأحاديث بالدلالة على ذلك من جهة أسانيدها ومضامينها، والثابت أنها عليها السلام ظلمت وأوذيت ولم تحفظ وصية النبي (ص) فيها وفي سائر أهل البيت (ع) وقد ثبت الإعتداء على البيت العلوي بالتهديد بالإحراق، والمهم في المقام القول بأن هذه المسألة هي من المسائل التاريخية وليست من مسائل العقيدة والإمامة فتختلف فيها الآراء تبعاً لاختلاف الأصول المعتمدة ولا يجوز أن تجعل مثارا للتشهير بالعلماء وندعو المؤمنين إلى التبين والوعي في ذلك والاهتمام بسير المعصومين في أقوالهم وأفعالهم ومواعظهم وتراثهم ونرجو مراجعة كتاب سماحة السيد "الزهراء القدوة" المتوفر على صفحة بينات .
  • وأضاف في رد آخر : "ولذا فقد أثرنا بعض الاستفهامات كما أثارها بعض علمائنا السابقين رضوان اللهم عليهم كالشيخ المفيد الذي يظهر منه التشكيك في مسألة إسقاط الجنين، بل في اصل وجوده .
  • وفي رد آخر يذكر أن روايات هذه الحادثة غير ثابته إذ يقول "لا ننكر مظلومية السيدة الزهراء (ع) وما ذكرناه أننا لا نتفاعل مع مقولة كسر الضلع والاعتداء بالضرب على سيدة النساء (ع) فإن الروايات في ذلك غير ثابتة، ولا يعبر ذلك عن نفي مظلوميتها ومظلومية أهل البيت (ع) فإن الثابت انهم ظلموا وأوذوا ولم تحفظ وصية النبي (ص) فيهم، ويرجى الإطلاع على كتابنا (الزهراء القدوة) المتوفر على موقع بينات ".
  • وقال في رد على سؤال آخر : " إننا لم نثبت حادثة كسر الضلع كما أنه لم نثبت نفيها وذلك من جهة عدم وفاء الأحاديث بالدلالة على ذلك من جهة أسانيدها ومضامينها، والمهم في المقام القول بأن هذه المسألة هي من المسائل التاريخية وليست من مسائل العقيدة والإمامة فتختلف فيها الآراء تبعاً لاختلاف الأصول المعتمدة ولا يجوز أن تجعل مثارا للتشهير بالعلماء وندعو المؤمنين الى التبين والوعي في ذلك والاهتمام بسير المعصومين في أقوالهم وأفعالهم ومواعظهم وتراثهم ونرجو مراجعة كتابنا (الزهراء القدوة) المتوفر على موقع بينات " . http://arabic.bayynat.org.lb/marjaa/qa.aspx?id=30

ومن المشككين أيضاً :

  • السيد محمد الحسيني في كتابه : هوامش نقدية على كتاب مأساة الزهراء
  • السيد نجيب نور الدين في كتابه : مأساة كتاب المأساة .
  • الشيخ جعفر الشاخوري البحراني في كتابه : مرجعية المرحلة وغبار التغيير .
  • الأستاذ أحمد الكاتب

إنكار القصة

ممن أنكر القصة برمتها :

الشيخ حسين المؤيد في لقاء له مع موقع (العربية.نت) حيث يقول :

" أنكر قصة ضلع فاطمة، وإذا كان آية الله حسين فضل الله يشكك حيث يقول إنه لا يؤكد ولا ينفي، أنا أنفي القضية تماماً ورأيي الأكثر صراحة بين علماء الشيعة ".

وأورد في فتواه: " قد ذكرنا أن حادثة كسر ضلع الزهراء عليها السلام غير ثابتة، بل القرائن المنطقية تدلل على أنها غير صحيحة ولم تكن هذه الحادثة سبباً لوفاتها عليها السلام. وإنما المستفاد من النقول التاريخية أنها مرضت ووافاها الأجل سلام الله عليها ". http://www.alarabiya.net/articles/2009/04/05/69991.html

موقف أهل السنة

يرى أهل السنة والجماعة أن الروايات التي تصاحب اثبات الشيعة للمحسن بن علي فيها تجني وتهجم على الصحابة الكرام وخاصة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأن مثل هذه الروايات لا تخدم مسألة التقارب بين الفريقين، لا سيما وأن المحققون من أهل السنة لا يرون صحة تلك الروايات وأنها باطلة لا ترقى الى درجة الصحيح بل يعدونها من المرويات التاريخية الموضوعة والمفتعلة ولا تثبت أمام النقد .

موقف الشيعة

يرى طائفة من الشيعة وخاصة الإثني عشرية أن الحادثة صحيحة ويستدلون بها على مظلومية الزهراء وأهل البيت وأنها من المرويات المتواترة والمشهورة ويحتجون بورودها في غير كتب الشيعة.

خلاصة القول

بسم الله الرحمن الرحيم-‌هذه--كتابتي : - المحسن بن علي بن أبي طالب ولد سنة ١٠هـ وعند الهجوم على دار الزهراء عليها السلام اعتدى عمر بن الخطاب وقنفذ والأعداء ال٣٠٠ على فاطمة الزهراء عليها السلام لكنها لاذت وراء الباب رعاية للستر والحجاب وعصروها بين الباب والجدار وأنبتوا المسمار في صدرها ولطموها بالسوط على عينها ورفسوا بطنها فأسقطوا جنينها المحسن وأحرقوا دارها فعن الإمام الصادق عليه السلام الذي قال عنه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا ولد إبني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق قال عليه السلام : إن الله خاطب رسوله في حادثة الإسراء والمعراج وقال: وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصباً الذي تجعله لها. وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغیر إذن، ثم يمسها هوان وذل ثم لا تجد مانعاً، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب - كتاب كامل الزيارات ص٥٤٨ وهذا الكتاب فيه فضل زيارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وجملة من مصائبهم - الإمام علي عليه السلام دافع عن فاطمة الزهراء عليها السلام : فوثب علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته، وهم بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصى به من الصبر و الطاعة، فقال: والذي كرم محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة يا ابن صهاك، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي - البحار ج٢٨ ص٢٩٩ - روي عن النبي الأكرم « صلى الله عليه وآله » أنه قال: - أبكي لِذُرّيَّتي، وما تَصنَعُ بِهِم شِرارُ أُمَّتي مِن بَعدي، كَأنّي بِفاطِمَةَ ابنَتي وقَد ظُلِمَت بَعدي، وهيَ تُنادي: «يا أبَتاه! يا أبَتاه!» فَلا يُعينُها أحَدٌ مِن أُمَّتي.. - الأمالي (للطوسي): 188 - عن الإمام أبي جعفر الباقر [عليه السلام] قال : «من لم يعرف سوء ما أُوتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا, وما رُكبنا به ، فهو شريك من أتى إلينا فيما ولينا به» . . (عقاب الأعمال : ص 208 و بحار الأنوار ج 27 ص 55 .) مركز الإشعاع الإسلامي - كذلك السيد محمد حسين فضل الله لم يقل أن ضلع الزهراء (ع) لم يكسر وله فيديو في ذلك أيضاً يقول فيه أولاً أنا ما قلت لم يكسر ضلع الزهراء وكل من ينسب إلي ذلك فهو كاذب - وإذا شئت التأكد فابحث في اليوتيوب إكتب : السيد فضل الله أنا ما قلت لم يكسر ضلع الزهراء ، أو اكتب : السيد فضل الله: كل من ينسب إلي أني قلت لم يكسر ضلع الزهراء (ع) فهو كاذب

هذه ليست كتابتي :- بعد التتبع الدقيق للمواضع التي ورد ذكر المحسن بن علي فيها من كتب أهل السنة – وهي قليلة جداً - نجد أن حديثها يقتصر عن كونه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومات صغيراً بعد أن سماه النبي Mohamed peace be upon him.svg ( محسن ) ، ولا توجد رواية واحدة في كتب أهل السنة ( صحيحة ) تذكر انه مات في بطن أمه بسبب اعتداء الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على فاطمة رضي الله عنها . بينا جل روايات الشيعة تثبت وجوده أيضاً إلا أنها تربطه بحادثة الاعتداء على فاطمة رضي الله عنها .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ الكافي : ج 6 ص 18
  2. ^ الاحتجاج: ج 1 ص 212
  3. ^ الاحتجاج 137 ، وبحار الأنوار ج10
  4. ^ الاحتجاج:ج 1 ص 212، مرآة العقول:ج 5 ص 320
  5. ^ المنتخب للطريحي : ص 136