الجالية الجزائرية في فرنسا

(تم التحويل من الجزائريون في فرنسا)
الجزائريون في فرنسا
إجمالي التعداد
تقدير: 4 000 000 إلى 5 000 000 [1][2]
≈7.46% من إجمالي سكان فرنسا

(465,849) مولودين بالجزائر[3][4]
المناطق ذات التجمعات المعتبرة
اللغات
الفرنسية (الفرنسية المغاربية
العربية (العربية الجزائرية
الأمازيغية (الأمازيغية القبايلية)
الدين
الأغلبية: إسلام سني، يهود
الأقلية: إلحاد، لادين, إباضية، كاثوليكية
الجماعات العرقية ذات الصلة
الجالية المغربية في فرنسا
الجالية التونسية في فرنسا

تعدّ الجالية الجزائرية في فرنسا أكبر الجاليات الجزائرية في الخارج وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية عدّة، منها الاحتلال الفرنسي للجزائر والذي استمر لأكثر من 100 عام وانتهى بالثورة الجزائرية على الاحتلال. مما أدى إلى اثر إجتماعي على الجزائريين والمناهج الدراسية لديهم. ويبلغ تعدادها حوالي 7 ملايين نسمة.

كان هذا التطور الاستعماري المبكر الذي نشأ في الفترة 1910ـ 1920 قد أسس الجذور العميقة لأنماط الآراء المقولبة والمشوهة وللتهميش والتمييز العنصري الذي استمر ليترك بصماته العميقة في المجتمع الفرنسي. وحديثا بدأ المختصون يدركون بأن وضع الاقليات في أوروبا لا يمكن فهمه بشكل جيد بدون الرجوع الى المرحلة الاولى من الاستعمار لكشف جذور التمييز العنصري والتهميش.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هجرة الجزائريين

جذور الهجرة السكانية من الجزائر إلى فرنسا تقع، اذا، ضمن التفاعل المعقد بين عوامل الطرد والجذب، فالأولى تشمل العمليات التي اوجدت العوز والمجاعة في ريف الجزائر المستعمرة والثانية تتمثل في الطلب المتزايد على القوى العاملة غير الماهرة لاستخدامها في الاقتصاد الفرنسي. فاستعمار الجزائر بين 1830 - 1900 كان له تأثير مدمر ضخم على الاقتصاد وعلى بنية المجتمع التقليدية من خلال الاستيلاء الضخم على الأراضي الزراعية، وترحيل القبائل من أماكنها، وتحطيم الصناعة الحرفية، وفرض الضرائب الثقيلة، والتجنيد القسري للعمل وإفقار الفلاحين الذين كانوا بشكل ثابت عرضة للمرض والمجاعة. وبهذه الطريقة اوجد النظام الاستعماري احتياطيا كبيرا من البطالة والعمالة الزراعية البائسة الفقيرة التي كانت جاهزة للاستخدام بعد عام 1900 عندما واجه الاقتصاد الفرنسي نقصا فيها. [5].


المرحلة الأولى (1905-1918)

الحرب العالمية الأولى

تجميد الهجرة الجزائرية (1920-1939)

كانت فرنسا قد واجهت خلال الفترة 1900ـ 1939 نقصا في العمالة غير مسبوق ونتج هذا بسبب انخفاض معدل المواليد على نطاق واسع وترافق مع الخسائر البشرية الكبيرة في الحرب العالمية الثانية. وبدون استخدام العمالة الاجنبية كان الاقتصاد الفرنسي سيعاق نموه بشدة. وكانت استجابة الحكومة والقطاع الصناعي الخاص هي تطوير أول نظام في أوروبا الحديثة لاستخدام العمالة الأجنبية على نطاق واسع. ففي عام 1930 كانت في فرنسا أعلى نسبة من الأجانب في أوروبا كلها. وفي احصاء عام 1931 شكلوا 7% من مجموع السكان، منهم 102000 يتحدرون من شمال افريقيا. وكان عدد المهاجرين الجزائريين قد ارتفع من 13000عشية الحرب العالمية الاولى الى 130000 في عام 1930 والى 250000 عام 1950 و350.000 عام 1962 في فرنسا. وكانوا يعملون باجور منخفضة وبمشقة في الأعمال العضلية وفي الغالب الخطرة مثل المناجم والأعمال الكيماوية والمصافي والموانئ وسبك المعادن ودباغة الجلود، وهي الأعمال التي يرفضها الفرنسيون. وقد شكلوا نسبة قليلة من مجموع السكان المهاجرين في فرنسا 3.5%، ولكن في ما بعد ارتفع عددهم الى 800000 عام 1973 ليشكلوا أكبر جالية مهاجرة في فرنسا. وتركزوا في المناطق الحضرية/ الصناعية مثل باريس ومرسيليا وليون ولورين وأماكن أخرى. دوافع ايديولوجية خلال الفترة بين الحربين الأولى والثانية، كتب الكثير من التحقيقات الصحافية حول العرب وأظهرت اهتماما خاصا حيال ما سمي بالوجود الدخيل أو الغريب، لكن المنشورات الأكاديمية والمتخصصة كانت تهتم بأمور اكثر جوهرية مثل هل بامكان المهاجرين غير الأوروبيين الذين لهم ثقافة ودين مغاير (خصوصا الاسلام) أن ينصهروا في بوتقة المجتمع الفرنسي. وكانت هناك مخاوف واسعة الانتشار بأن العرب الذين يسكنون جيوب الأكواخ سوف يبقون يشكلون أجساما غريبة لا تهضم داخل الجسد الحضري الفرنسي.

وبالنسبة الى المستوطنين الفرنسيين في الجزائر كان قلقهم الأعظم من الهجرة الجزائرية الى فرنسا يعكس خلفيتهم الايديولوجية الاستعمارية. وكان الخوف من أن المهاجرين من الفلاحين البسطاء والأميين في مجتمع صناعي متقدم سوف يحتكون بالطبقة العاملة الفرنسية ويتأثرون بالشيوعية وبنقابات العمال أو بانبثاق الحركة الوطنية الجزائرية. هذه التأثيرات التي تعتبر في نظرهم هدامة سوف تعود الى القرى الجزائرية بواسطة العودة الدورية للمهاجرين، إذ ان معظم الجزائريين يأتون الى فرنسا للعمل لمدة سنة أو سنتين لغرض جمع مبلغ من المال قبل العودة الى قراهم الأصلية وسوف تتأصل في الوجدان الوطني ومن ثم تدمر وفي النهاية تطيح بكامل الصرح الاستعماري. وللخروج من هذا الاشكال طالب المستوطنون الحكومة الفرنسية بتبني سياسة الدمج الكامل للجزائريين في المجتمع الفرنسي. وقد استجابت الحكومة لذلك وكانت احدى الخطوات بهذا الاتجاه اصدار قانون 15 يوليو (تموز) عام 1914 الذي يسمح بحرية الهجرة من الجزائر الى فرنسا، وهذه الهجرة تعتبر من الناحية القانونية هجرة داخلية أي في حدود البلد الواحد وهو فرنسا بعد أن اعتبرت الجزائر مقاطعة فرنسية طبقا لتصريح 4 نوفمبر عام 1848 أي مبدئيا أصبحت امتدادا للتراب الفرنسي. وبناء عليه يمكن للقوى العاملة الجزائرية أن تطالب بحقوق مساوية للمواطنين الفرنسيين في الرواتب والاعانة الاجتماعية والضمان الاجتماعي، لكن الحقيقة كانت مختلفة تماما، فالجزائريون لم يستطيعوا المطالبة بذلك وخلال فترة الانكماش الاقتصادي كان يتم طردهم من العمل ببساطة واعتبارهم عمالاً أجانب عاطلين عن العمل.

الحرب العالمية الثانية

هجرة العمالة (1946-1962)

ثقافة المقاومة والمشكلة التي واجهت اللوبي الاستعماري في الجزائر بعد أن أيقن من استحالة سياسة الدمج هي كيفية العمل على ايقاف قانون حرية الهجرة الجزائرية أو فرض رقابة شديدة عليها. وخلال الفترة 1914ـ 1962 رفضت الحكومة الفرنسية الاستجابة لهذه الضغوط بالغاء حرية الحركة. وقد بحث اللوبي عن الحل بوسائل أخرى وذلك بتقديم دعم ضمني للحكومة مقابل مساومات سياسية لعرقلة الهجرة بفرض معوقات ادارية عليها. وفي ظل هذه الظروف كان المهاجرون الجزائريون في أسوأ حالة بالمقارنة مع الأجانب القادمين من الدول الأوروبية. فقد وقعوا بين الحكومة الفرنسية المتواطئة ومصالح الاستيطان القوية في الجزائر و كانوا موضوعا لطلبات الخدمة العسكرية. ويرصد المؤلف في الفصل الثامن وبشكل مفصل كيف عمل اللوبي الاستعماري على تدمير قانون حرية الحركة عام 1914 والمبادئ الأساسية للمساواة التي رفعتها الجمهورية من خلال فرض اجراءات مراقبة صارمة ادارية وامنية. وإحدى الخطط بهذا الاتجاه محاولة التأثير في الرأي العام والحكومة الفرنسية من خلال الصاق تهمة الجريمة المنظمة بالمهاجرين الجزائريين وايجاد مناخ التخويف من «العرب» كأناس بدائيين وأصحاب عنف وفاسقين. وأكد اللوبي على أخطار الهجرة الداخلة على المجتمع الفرنسي الأم بالقول ان «الغرباء أو الدخلاء» ناقلون لمكروبات خطيرة، خصوصا السفلس والتدرن الرئوي. جو الكراهية هذا انعكس خصوصا على وسائل الأعلام ولعب دورا في تغذية العنصرية التي استمرت الى ما بعد فترة الاستعمار. وبما أن اللوبي الاستعماري لم يتمكن من ايقاف الهجرة الجزائرية. فقد تم تأسيس نظام استعماري جديد للمراقبة الامنية يقتفي أثر الجزائريين في فرنسا وعلاقتهم بالحركات السياسية. هذه العمليات تخبرنا كثيرا عن بناء العنصرية وعن الدور الكبير الذي لعبته النخب الاستعمارية في تنظيمه وكيف انبثق التصنيف العنصري وتطور في سياق تاريخي محدد.

فهم ثقافة المقاومة في الجزائر المستعْمَرة له تطبيقات بالنسبة لوضع المهاجرين الجزائريين في المجتمع الفرنسي، حيث أن أحد الملامح المركزية والأكثر اثارة بالنسبة للوجود الجزائري في فرنسا هو البطء الشديد في عملية الاندماج. ففي الحقيقة بقي الجزائريون مهمشين في المجتمع الفرنسي رغم التاريخ الطويل لهجرتهم ويمكن أن يعزى ذلك جزئيا الى انهم كانوا هدفا للعنصرية. وهناك عدد آخر من العوامل ساعد على تأكيد عزلة الجزائريين منها أن الجزائريين لم يبدأوا عملية الاتصال بالمجتمع الفرنسي عند وصولهم الى فرنسا بل كان لهم اتصال سابق بالفرنسيين في الجزائر لمدة قرن. وكرد فعل للسيطرة الاستعمارية التي اتسمت بلاستغلال والاضطهاد بنى الجزائريون نطاقا من آليات الدفاع عن الهوية الوطنية تشمل ابقاء الحدود الاجتماعية والثقافية متميزة بشكل جذري عن المجتمع الفرنسي. فعلى سبيل المثال الزواج المختلط بين الجزائريين والأوروبيين كواحد من المؤشرات الاكثر حساسية للحفاظ على الحدود الاثنية كان في الغالب غير موجود. وهناك عامل آخر ساعد على مقاومة الجالية الجزائرية للذوبان في المجتمع الفرنسي هو النمط الدوري للهجرة حيث كان العمال يتحركون بشكل ثابت بين فرنسا وقراهم الأصلية في الجزائر. فعلى سبيل المثال في منطقة غرب الجزائر يعود العمال المهاجرون سنويا في وقت الحصاد لمساعدة ذويهم وبهذه الطريقة يحتفظ المهاجر بجذور بيئته ويتزود باستمرار بمصادر تقاليدها.

حرب الإستقلال (1954-1962)

كانت الهجرة الجزائرية ولفترة طويلة هجرة ذكور ولكن في حدود عام 1948 بدأت تأخذ طريقها الى عملية جمع الشمل العائلي والاستيطان في فرنسا. وهذه تمثل المرحلة الثانية للهجرة التي كانت تماما في ذروتها في الفترة 1948ـ 1954 عندما اندلعت الحرب الجزائرية لاسترجاع الاستقلال. وكانت احدى النتائج الرئيسية للحرب استمرار أو حتى تعمق عزلة الجالية الجزائرية عن المجتمع الفرنسي. واصبح أفرادها هدفا لعمليات الشرطة وللكراهية وعرضة للعنف العنصري. وكانت جبهة التحرير الوطني الجزائرية تتمتع بنفوذ وسط الجالية الجزائرية في فرنسا وحتى مع نهاية الحرب حاولت الحكومة الجزائرية المستقلة الجديدة أن تبقي روابطها مع مواطنيها في فرنسا من خلال أجهزتها في الخارج مثل الاتحادات العمالية وجمعية الصداقة مع أوروبا.

بعد الإستقلال (1962- )

الحملة الفرنسية ضد الإسلاموية

ملصق مناهض للإسلاموية يعم فرنسا. الحكومة تلزم الصمت، مارس 2010.

الحملة الفرنسية ضد الإسلاموية، هي حملة بدأت بلصق ملصق يحمل صورة فتاة محجبة حجاب كامل وخلفها خريطة فرنسا مغطاة بالعلم الجزائري، وذلك أثناء الانتخابات المحلية في فرنسا، 2010. ويظهر الملصق، الذي تم نشره في منطقة بروفانس ألب كوت دازور، امرأة محجبة بشكل كلي إلى جانب خريطة فرنسا مغطاة بعلم جزائري وتنتصب فوقها منارات على شكل صواريخ وعنوان لا للإسلاموية. [6]

انظر أيضا

قائمة المراجع

  • Ahmed Rafa : le général franco-algérien de l'Armée française ; Manuel Gomez ; Paris : Page après page, 2005. OCLC 59010680[7]
  • Algériens et Français : mélanges d'histoire ; Centre de recherche et d'étude sur l'Algérie contemporaine (France) ; Paris : L'Harmattan 2004. OCLC 56531225
  • L'Immigration algérienne en France de 1962 à nos jours ; Jacques Simon; Centre de recherche et d'étude sur l'Algérie contemporaine (France); Paris, France : L'Harmattan, 2002. OCLC 51342555
  • Mariages et immigration : la famille algérienne en France ; Abdelhafid Hammouche ; Lyon : Presses universitaires de Lyon, 1994. OCLC 33970161
  • Ils venaient d'Algérie : l'immigration algérienne en France (1912-1992) ; Benjamin Stora ; Paris : Fayard, 1992. OCLC 26077813
  • L'Immigration algérienne en France : origines et perspectives de non-retour ; Belkacem Hifi; Paris : Harmattan : CIEM, 1985. OCLC 13902950
  • Les Algériens en France; étude démographique et sociale. ; Institut national d'études démographiques (France); Paris Presses universitaires de France, 1955. OCLC 1988492
  • Chère Algérie: La France et sa colonie 1830-1962;Daniel Lefeuvre; Flammarion, 2005.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر والهوامش

  1. ^ fr:Diaspora algérienne[مرجع دائرة مفرغة]
  2. ^ Portrait de la diaspora algérienne et de ses forces, Ecomnews Med
  3. ^ http://www.insee.fr/fr/themes/tableau.asp?reg_id=0&ref_id=etrangersnat. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help)
  4. ^ http://fibladi.dz/actualit%C3%A9/l-info/item/209731-7-millions-de-franco-alg%C3%A9riens
  5. ^ "الجزائريون في فرنسا.. الهجرة والهوية الوطنية". الشرق الأوسط. 2001.
  6. ^ صحيفة الخبر الجزائرية
  7. ^ Cet ouvrage est toutefois truffé d'incohérences chronologiques et ne peut être considéré comme une référence.

قالب:بوابة فرنسا

Flag of Algeria.svg بوابة الجزائر
تصفح مقالات المعرفة
المهتمة بالجزائر.