نبات طبي

النباتات الطبية، هو مجموعة من النباتات يتم استعمالها بشكل جزئي أو كلي لغايات الاستطباب أو الحصول على فوائد طبية معينة.

ويعتمد استخدام النباتات في المستحضرات الصيدلانية بشكل رئيسي على التحاليل الكيميائية لهذه النباتات. وهذه التحاليل معقدة جداً في كثير من الأحيان. أضف إلى ذلك أن كافة التجارب للمواد المستخرجة تتم على الحيوانات، وعلى عينات خلوية من مواد بكتيرية وعفونات مختلفة. وبالنتيجة فإن الوصفة الطبية هي عبارة عن نباتات مجففة ومعالجة ومحضرة لتناسب الوصف أو مستخرجة من مواد أساسية ذات منشأ نباتي محض، تؤخذ مباشرة أو بشكل مستحضر بسيط كعلاج، أو أن يتم تحضيرها وإضافتها بمعالجات صناعة الأدوية ومخابرها.

وفي الماضي كانت الأدوية تحضر وتنتج بكميات قليلة وتصنع وتسوق بشكل حبوب أو معجون أو مستحلب. ويتم ذلك أحياناً في كل صيدلية على حدة وبشكل شخصي، أما الآن فإن الإجراء يتم بعزل المادة الفعالة أولاً مع ذكر نسب وجودها في النبات والتحقيق من نسب وجودها المذكورة في دساتير الأدوية وطريقة استعمال العقار (خارجي – داخلي) والمقدار المستعمل عند الأطفال والكهول المقدار المستعمل لـ/24/ ساعة على وجه التحديد، على الرغم من أنه في الصناعة الدوائية الحالية يستخدم العديد من المركبات الناجمة عن النباتات أو العوالق المائية والطحالب ذات المنشأ النباتي لا تزال موضع اهتمام واستخدام واسعين جداً.

إن كافة العلاجات الدوائية المسموح بتداولها في بلدان العالم، والتي تتوفر كوصفات طبية قد تم تسجيلها، وتسجيل مكوناتها ومركباتها في سجل مسمى (العقاقير الدستوري) وهو سجل خاص لكل دولة من دول العالم، ويحتوي على كافة المواد والمستحضرات الدوائية المتداولة وخصائصها، وتعطي أيضاً طريقة تحضيرها وجودتها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المكونات الفعالة في النباتات الطبية

تتكون المواد الفعالة للنباتات الطبية من مجموعات كيميائية معروفة كالقلويدات والغليكوزيدات كما يمكن أن تكون عبارة عن مزيج معقد من مركبات عضوية مشتقة، مثال ذلك الزيوت الطيارة والراتنجات والبلاسم وفيما يلي أهم المكونات الفعالة للنباتات الطبية والتي تتمتع بخواص فسيولوجية وفارماكولوجية أكيدة والتي تكون مسؤولة عن استخدام العقار في المعالجة الدوائية:


الجليكوزيدات Glycosides

وهي مركبات عضوية، تنشطر عند إماهتها بالحموض أو الخمائر إلى قسم سكري مرجع وإلى قسم سكري هو الأغليكون. فالغليكوسيد مرتبط معها سكر تذوب هذه المادة بالماء والكحول، ومحاليلها مرة الطعم وهي غير قابلة للتطاير. وتحلل الغليكوزيدات في النبات بفعل الإنزيمات الخاصة، ويوجد الأنزيم والغليكوسيد الذي يؤثر عليه في نفس النبات ولكن في خلايا منفصلة عن بعضها وعندما يطحن النبات بوجود الماء يختلط الأنزيم مع الغليكوسيد وينتج عن هذا التفاعل تحلل الغليكوسيد، وعلى الرغم من أن التأثير الفيزيولوجي في الجسم يرجع إلى الجزء غير السكري في تركيبه إلا أن الجزء السكري في التركيب الغليكوزيدي هو الذي يحمل الجزء السكري إلى المكان الذي يؤثر عليه في الجسم، وتعد الغليكوزيدات مكونات فعالة جداً منها ما يتصف بصفات شديدة السمية (الغليكوزيدات السيانوجينية) ومنها ما يتصف بصفات دوائية هامة إما مقوية للقلب (جليكوزيدات العنصل والديجيتال) أو مسهلة (الجليكوزيدات الانتراكونية) أو القاتلة وطاردة للديدان المعوية، (جليكوزيدات النباتات السرخسية) أو مضادة للروماتيزم (جليكوزيدات السالسيليك في الصفصاف) أو ذات خواص فيتامينية.

القلويدات Alkaloids

وهي مركبات عضوية تحتوي على عنصر الآزوت، شديد الفعالية الفيزيولوجية، لأن سمية أكثر النباتات تعود لوجود القلويدات فيها، وتتميز بطعمها المر، ويمكن اصطناع بعضها كيميائياً وهي ذات صفات قلوية لوجود عنصر N فيها.

وغالباً ما يحتوي النبات الواحد على عدة قلويدات تشابه فيما بينها من حيث البنية الكيميائية العامة إلا أن هناك بعض القلويدات النوعية التي لا توجد إلا بنبات واحد النوعية مثال: الكوكائين Cocaine في الكوكا والكنين Quinine في قشور الكينا.

ويختلف تأثير الفيزيولوجي للقلويدات باختلاف نوعيتها ونسبها فهي إما مسكنات للجملة العصبية المركزية (المورفين – الكودئين) أو منبهات للجملة العصبية المركزية (الستركنين – الكافئين) أو مخدرات موضعية (الكاكائين) أو مضادات للطفيليات (الكينين – الايميتين).

التانينات Tannins

وهي مجموعة من مركبات ذات التركيب الكيميائي المعقد مشتقة من المواد الكربوهيدراتية أكثر منها من المواد البروتينية التي تشتق منها أشباه القلويات وتوجد بكثرة في المملكة النباتية بدرجة لا تخلو فصيلة من الفصائل النباتية من نوع من أنواعها يحتوي على المواد التانينية. وهي مواد غير متبلورة تذوب في الماء والكحول والغليسيرين وعندما تذوب في الماء فإنها تكون مستحلباً حمضياً له طعم قابض، ولهذه المواد القدرة على ترسيب البروتينات والقلويدات من محاليلها وهذه العملية هي التي تتم عند دبغ الجلود والتي تتميز بها هذه المجموعة من المكونات النباتية عندما تترسب البروتينات التي تكون الجلد تصبح غير قابلة للتحلل. وتفيد التانينات في علاج التلبكات المعوية لمفعولها القابض على الأمعاء وتأثيرها المطهر وتسبب الانقباض للأوعية الدموية، وتستعمل في إيقاف النزيف ومعالجة الجروح والقروح.

الصابونيات Saponins

وهي مركبات مشتقة من المواد الكربوهيدراتية يعرف بأنها ذوابة في الماء، ولها خاصية تكوين رغوة كثيفة مع الماء، وتدخل في صناعة معاجين الأسنان ومركبات التجميل كالشامبو وتساعد في إفراز البلغم وتخفض درجة الحرارة. وهي أغلب ما توجد في جذور نبات العرق سوس.

المواد الراتنيجة

وهي مواد معقدة التركيب ناتجة عن أكسدة أنواع مختلفة من الزيوت العطرية، وتفرزها قنوات أو فجوات داخل النبات ثم تسيل على سطح القلف حيث تتجمد عند تعرضها للهواء، وتفصد الأشجار عادة للحصول على كميات كبيرة منها. وهي غير قابلة للذوبان في الماء ولكنها تذوب في الإيتر, غالباً ما توجد متحدة مع الصموغ والزيوت العطرية، ولهذه المواد صفات مطهرة قوية وصفات طبية.

الزيوت الطيارة Volatile oils

وتعرف أيضاً بالزيوت العطرية Arromatic Oils والزيوت الأساسية Essential Oils وهي الزيوت التي تتبخر أو تتطاير دون أن تتحلل ولها رائحة عطرية قوية.

وتوجد الزيوت الطيارة إما في جميع أجزاء النبات أو في أجزاء معينة منه كأوراق نبات النعناع البلدي أو في بتلات الأزهار مثل الورد والياسمين والفل أو قلف الأشجار كالقرفة أو في الجذور كما في الزنجبيل والعرقسوس أو في الثمار كاليانسون النجمي وأغلب نباتات الفصيلة الخيمية.

وقد تكون لهذه الزيوت قيمة طبية أو مطهرة أو مضادة للبكتيريا أو مهدئة، علاوة على قيمتها في صناعة العطور والصابون ومستحضرات التجميل.

المواد الدسمة Fats and Lipids

وهي مجموعة كبيرة تضم الجليسيريدات والحموض الدسمة العالية مثل حمض الغار وحمض النخل وحمض الخروع، وتوجد هذه المواد في النبات على شكل قطيرات دهنية وهذه المواد لا تتبخر ولا تتطاير ولا يمكن تقطيرها دون تحلل على خلاف الزيوت الطيارة.

وتستعمل الليبيدات كما هي في التغذية (زيت الزيتون وزيت فستق العبيد) كما يستعمل البعض الآخر بعد هدرجتها جزئياً وذلك لتحويلها إلى مارغرين (زيت القطن وزيت النخيل). ومن جهة ثانية، هناك بعض المواد الدسمة التي يجب تناولها مع الطعام لأن الجسم يعجز عن اصطناعها ويؤدي الحرمان من هذه الحموض إلى حدوث آفات جلدية وسقوط الشعر، أضف إلى ذلك الدور الذي تلعبه في الوقاية من أمراض تصلب الشرايين (زيت الذرة وزيت عباد الشمس). كذلك تتميز بعض الزيوت بخواص مطرية وملينة ويتمتع البعض الآخر بخواص مفرغة للصفراء أو مسهلة (زيت الخروع).

تخريب وفساد النباتات ومحتوياتها

تفسد النباتات الطبية وتفقد الكثير من مزاياها وفوائدها العلاجية، أثناء عملية التخزين والعرض، وترجع أسباب هذا إلى عوامل كثيرة مختلفة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

أولاً: عوامل طبيعية Natural Factors:

أثناء عملية التخزين والعرض تعمل الأنزيمات على حلمهة المكونات الفعالة والمفيدة في النباتات الطبية وبالتالي تفقد النباتات بعضاً من قيمتها العلاجية ويتوقف عمل الأنزيمات ونشاطها على وجود الرطوبة في خلايا النبات، لذلك يجب التخلص من الرطوبة تماماً أثناء عملية التخزين والعرض لوقف مفعول الأنزيمات وتصل الرطوبة إلى النباتات الطبية أثناء التخزين، أما عن طريق امتصاصها من الجو وخصوصاً إذا كانت النباتات محبة للماء Hygroscopic أو نتيجة لعدم كفاءة عملية التجفيف Drying أو سوء التخزين والمخزن بشكل عام.

وبالإضافة إلى نشاط الأنزيمات في وجود الرطوبة فإن الكائنات الحية الدقيقة تجد أيضاً مجالاً لنموها في وجود الرطوبة، مما يؤدي إلى الفساد الكلي أو الجزئي للنباتات الطبية.

1- درجة الحرارة Temperature: يؤثر الارتفاع في درجات الحرارة إلى درجات معينة أثناء عملية التخزين على نشاط الأنزيمات وزيادة التفاعلات الكيميائية ونمو الكائنات الحية الدقيقة، كما أن الحرارة تؤثر على النباتات الخيمية الحاوية على زيوت طيارة مثل أزهار البابونج Chamomile، وثمار نباتات الخيمية مثل اليانسون Anise والكراوية Caraway والملاحظ أن مثل هذه النباتات كثيراً ما تخزن بأكياس مكشوفة وعلى الرصيف العام أمام محلات العطارة وغيرها مما يعرضها للحرارة والرطوبة والهواء الجاف أو البارد مؤدياً إلى فقدان فاعليتها كلياً أو جزئياً، لذا أنصح كل ما من يريد أن يشتري أي من هذه النباتات الطبية أن يبحث عن النوع المعبأ بأكياس وجرعات صغيرة ليضمن بذلك عدم فقدان المواد الطبية الفعالة في النباتات وأن ينتبه إلى تاريخ الصنع، التعبئة، وتاريخ الانتهاء، وأن يتأكد من الجهة الصانعة أو المعبئة لمثل هذه المواد الطبية.

2- الأكسجين Oxygen:

يؤثر الأكسجين الموجود في الجو على أكسدة بعض مكونات النباتاتالطبية أثناء عملية التخزين وخصوصاً النباتات المحتوية على زيوت طيارة مثل زيت الليمون أو الزيوت الثابتة مثل زيت الزيتون الذي يتزنخ بتعرضه للجو، وبالتالي تتغير الخواص الطبيعية والكيميائية لهذه النباتات مما يقلل من قيمتها الطبية ثم قيمتها التجارية..... ولهذا يتم تخزين كثير من الزيوت أو العقاقير المحتوية عليها بمعزل عن الهواء أو في وجود غاز خامل مثل غاز النيتروجين.

3- الضوء Light: يؤثر وجود الضوء أثناء عملية التخزين على كثير من النباتات الطبية فيغير من لونها الطبيعي أو اللون الناتج بعد عملية التجفيف وتغيير اللون يقلل من القيمة التجارية للنبات. حتى ولو أن هذا التغيير لم يؤثر على المكونات الفعالة به، ومن النباتات التي يتأثر لونها نبات الورد Rose والكركديه Karkada، وبعض النباتات الورقية مثل السكران Henbane والبلادونا Belladonna والداتورا Datura.

وقد يكون تغيير اللون ناتجاً عن تغيير في المكونات الفعالة نفسها كما في حالة الشيح البلدي Wormseed إذ تتغير مادة السانتونين Santonin الصفراء إلى اللون البرتقالي ثم الأسود.

لذلك يجب مراعاة تخزين هذه النباتات الطبية بعيداً عن الضوء أو في أماكن مظلمة ويقلل من هذه الإصابة بالفطريات أو البكتريا أو الحشرات أثناء عملية التخزين، ويقلل من هذه الإصابة التخزين عند درجة حرارة منخفضة ونسبة رطوبة في حدود 5-10 % من وزن النباتات الجاف.

هذا ويجب أن نضع في الاعتبار ما تسببه الإصابة بالحشرات من فتك بالنباتات حتى تلك التي تعبأ في عبوات محكمة الإغلاق أو أجزاء منها ملتصقة بالعقار، وعادة ما تكون الإصابة بهذه الحشرات أثناء المعاملات التي تتم في المناشر أو المخازن بأرض الحقل، فإذا لم تتخذ الترتيبات اللازمة للتخلص من هذه البويضات فإنها تفقس داخل إناء التخزين وتخرج منها الحشرة التي تقضي على العقار المخزون.

وإذا كان التخزين في المخزن مباشرة أي بدون أواني أو صفائح مقفلة فقد تنتقل الحشرات بسهولة إلى باقي أنواع العقاقير الأخرى الموجودة في المخزن وتقضي عليها. لهذا يجب عمل اللازم نحو القضاء على هذه الحشرات في أطوار نموها المختلفة وعادة تجري عملية التبخير للمخازن مرة أو أكثر على فترات متقاربة بمواد كيميائية بشرط ألا تترك هذه المواد أي أثار سامة على العقاقير المخزونة.

ومن الكيماويات المستعملة في أغراض التبخير رابع كلوريد الكربون Carbon Tetrachloride والكلوروفورم Chloroform وثاني كبريتوز الكربون Carbon disulphide والباراتون Barathon.

مع الأسف نرى أن محلات العطارة وبيع النباتات الطبية بحاجة إلى إعادة تنظيم وترتيب، فهي تكاد تكون من أقل المحلات نظافة وترتيباً ويكفي النظر إلى أرضية وأسقف وديكور هذه المحلات لنأخذ فكرة عن المصداقية في العمل، في هذا العصر من التقدم والعلم والتكنولوجيا والنظافة.

لذا أقترح على من يهمه الأمر متابعة ومراقبة هذه المحلات وأصحابها كأن يفرض عليهم:-

1- ارتداء هندام نظيف موحد والاهتمام بالصحة والمنظر العام.

2- الاهتمام بالديكور سواء من الداخل أو الخارج بشرط مراعاة شروط وزارة الصحة.

3- عدم خزن وعرض النباتات الطبية في أكياس وبراميل كرتونية وخصوصاً على رصيف المحل.

4- كما يجب تنمية مهارات العاملين بإشراف الجهات العلمية المختصة

(وزارة الصحة- وزارة الزراعة- كلية الزراعة).

5-يجب مقاومة الحشرات والحيوانات القارضة مثل الفئران وغيرها. بالإضافة إلى ما تسببه من خسائر بإفرازاتها وبقاياها المختلطة بالعقار. وقد تكون ظاهرة بالعين المجردة.

وتكتشف أثناء الاختبارات المجهرية أو الكيماوية التي تجري عند تقييم العقار ويؤدي وجود هذه المواد الغريبة إلى رفض المستهلك أو المستورد لصفقة العقار.

تداخلات النباتات الطبية مع الأدوية

يعرف النبات الطبي بأنه النبات الذي يحتوي في عضو أو أكثر من أجزائه عل مادة كيميائية أو أكثر. ويكون لديه القدرة الفسيولوجية على معالجة مرض معين، أو على الأقل التقليل من الأعراض. وذلك إذا أعطيت للمريض إما بصورتها النقية بعد استخلاصها من المادة النباتية وإما باستعمالها على صورتها الأولى على شكل عشب نباتي طازج أو مجفف أو مستخلص جزئياً.

استخدمت النباتات الطبية منذ القدم. لأن الإنسان خلق فوجد نفسه بين النباتات فوجد فيها غذاءه وكساءه. ولكن مع تقدم العلوم الصيدلانية وخاصة علم العقاقير الصيدلانية الذي بلغ من خلاله علماء العقاقير قدراً كبيراً من العلم في مجال تصنيع الأدوية الكيماوية، فحلت الأدوية محل التداوي بالأعشاب. وفي الوقت الحاضر أخذت المداواة بالأعشاب والإقبال عليها حيزاً كبيراً، وخصوصاً بعد أن أدرجت منظمة الغذاء الدواء الأمريكية الأعشاب الطبية تحت قائمة المكملات الغذائية.

دلت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة على موضوع استخدام هذه الأعشاب، بأن المبيعات بلغت سنوياً حوالي 2-3 بليون دولار. وفي عام 1977 أجريت دراسة مسحية لمستخدمين الأعشاب الطبية في العلاج فوجدت أن 60 مليون شخص يستخدمون الأعشاب الطبية. وأن ربع هذا العدد كانوا يستخدمون الأعشاب الطبية مع أدوية كان الطبيب قد وصفها لهم. ولذلك فإن أكثرهم عرضة للتداخلات الدوائية، ومن الجدير بالذكر أن من 60-70 % من الأشخاص الذين يستخدمون الأعشاب لا يخبرون الطبيب أو الصيدلاني أنهم يستخدمون تلك الأعشاب عند صرف علاج لهم.

ولسوء الحظ فإن الأوراق العلمية التي تتحدث عن التداخلات الدوائية قد تكون معدومة وقد يكون السبب في ذلك هو عدم القدرة على تحديد مجال التداخل بين الأدوية والأعشاب الطبية، وذلك لأن النبات يحتوي على عدد كبير من المواد الكيماوية. الأمر الذي يصعب تحديد المادة الكيميائية التي أحدثت التداخل.

ولذلك فإن أمام الطاقم الطبي وخصوصاً أولئك الذين تكون علاقتهم مع المريض مثل الأطباء والصيادلة مسؤولية الحد من تلك التداخلات الدوائية التي قد تؤدي إلى إيذاء المريض، وخصوصاً إذا كان المريض يتناول مواد ذات دليل علاجي مثل: ثيوفلين، والديجوكسين، وفيناتيون.

إن معظم التداخلات الدوائية مع الأعشاب الطبية هي نظرية. وقد تكون متوقعة الحدوث بناء على أسس علمية وليست مبنية على أسس تجريبية إلا في حالات محدودة جداً.

ومن الأمثلة على ذلك:

ويسمى العشبة السحرية وهو نبات منتشر في شرق آسيا وفي كوريا وله أنواع عديدة وأن النوع الجيد منه إذا تعرض للبخار قبل أن يجف صار أحمراً والنبات ينبت في الأمكنة المظلمة والرطبة بعيداً عن أشعة الشمس والجزء المستخدم هو الجذور.

استخدام نبات الجنسينغ يؤدي إلى تثبيط أيض دواء هكساباريتال Hexabarbital ويؤدي إلى زيادة طرح الفيتامينات ب1، ب2، وفيتامين ج. وتوقعات بحدوث تداخلات دوائية مع الأدوية الخافضة للسكر وأدوية القلب كما أنه يزيد من فعالية أدوية مانعة التخثر نظراً لاحتوائه على أستروجين نباتي فإنه يفضل عدم استعماله مع الهرمونات الأنثوية فقد سجلت حالات نزيف مهبلي عند سيدات يستعملنه على شكل كريم للبشرة، وقد وجد أنه يزيد من فاعلية أنواع الكورتيزون.

ينتمي إلى الفصيلة النرجسية يمكن أن يزيد من فعالية أدوية تخثر الدم والأدوية المانعة لتجمع الصفائح الدموية وللثوم خاصية خفض ضغط الدم العالي لذا يجب الحذر عند استعماله مع الأدوية خافضة الضغط ومع أدوية الحساسية حيث قد يزيد الحالة سوءاً وخصوصاً حالة ضبابية الرؤية والتي قد تسببها أيضاً الأدوية المضادة للكارلين.

يعتبر العرقسوس مشروباً شعبياً في معظم بلدان الشرق الأوسط، وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، وكثير من البلدان ذات المناخ القاري لتقليل الإحساس بالعطش (حيث يمتاز جوهم بالحار الجاف).

يحتوي العرقسوس على مركبات كيميائية عديدة منه: جليكوزايد الجليسرهيزين وهو المسؤول عن المذاق الحلو، والمركبات الصابونية تؤدي إلى تحلل خلايا الدم الحمراء. ولذلك فإن حقن سنتيمتر واحد من العرقسوس يؤدي إلى الوفاة بعكس شربه. كما يحتوي على مادة كاربينو كوسولون التي تعمل على حبس عنصر الصوديوم والماء في الجسم، محدثة ارتفاع ضغط الدم. لا ينصح بشرب العرقسوس لمن يشكو من ارتفاع التوتر الشرياني بسبب حدوث تداخل دوائي ما بين الأدوية الخافضة للتوتر الشرياني والعرقسوس.

من الأشجار المتعارف عليها منذ القدم وتعود إلى حوالي 250 مليون سنة، قد يصل ارتفاعها إلى 30–40 متراً. والشجرة مستقيمة الجذع عمودية، وتتشكل أغصانها في فصل الربيع، وأوراقها فريدة ومثيرة للاهتمام، مروحية الشكل جلدية الملمس وناعمة، والورقة مقسومة بشق واضح في الوسط يشق الورقة إلى نصفين.

وقد وجد أن هذه الأوراق تحتوي على مواد فعالة تنتمي إلى مجموعتين: Ginkgolides ومن أهمها هي مادة Ginkgolide ومجموعة Bilobide وقد تم تحديد فعاليتها البيولوجية على أنها مضادات أكسدة وتخفف نشاط الجذور الحرة المؤذية بالجسم، وكما أن مستخلص أوراق النبات يحسن من عمل الدماغ عن طريق منع تجمع الصفائح الدموية. ويزيد التروية الدموية فإنها تفيد في علاج مرض الزهايمر عندما يكون في مراحله الأولى وحالات الكآبة المستعصية وحالات طنين الأذن وضعف الانتصاب الجنسي بجرعات تتراوح من 120 – 200 ملغم يومياً.

وقد تحدثت أوراق علمية محدودة عن أمكانية زيادة النزيف الدموي لمرضى يأخذون هذه النبتة مع أدوية تمنع تجمع الصفائح الدموية كالأسبرين وكذلك مع دواء Warfaren المميع للدم.

  • بعض الخضراوات كالقرنبيط والملفوف:

تحتوي على مواد لديها القدرة على تحفيز الأنزيمات المسؤولة عن عملية الاستقلاب لقد وجد أن هذه النباتات تحتوي على مواد من فصيلة الاندول والتي لها تأثير بيولوجي ولها القدرة على التداخل مع الأدوية فدواء الباراسيتامول يعمل بطريقة أسرع مع تناول هذه الخضراوات وكذلك دواء وارفرين. وأن التوافر الحيوي لدواء الفيناستين يقل بنسبة 50% مقارنة مع تناول طعام خال من الخضراوات التي لا تحتوي على مركب الاندول.

  • الخضراوات والنباتات التي تحتوي على مركبات فلافونويدية:

مثل ليمون الجنة. والذي يحتوي على مواد فلافونيدية– تاريجنين– تعمل على زيادة كمية بعض الأدوية في الدم عن طريق تقليل أيض الدواء المبكر. فشرب عصير ليمون الجنة مع دواء نيفيدبين Ninfedipine الذي يرتفع تفاعله الحيوي إلى أعلى من الضعف عند أخذه مع هذا العصير. وعصير ليمون الجنة يزيد من التفاعل الحيوي للأدوية التالية: ميدازولام Midazolam، ترايازولام Triazolam، تيرفينادين، سيمفيستامين ودواء ميثيل بريدنيزول.

وأشارت الدراسات إلى أن الجرعات القليلة من عصير ليمون الجنة في بادئ الأمر يثبط عمل إنزيمات الأمعاء ولهذا فإن التوافر الحيوي لمثل هذه الأدوية يكون قليلاً. بينما الجرعات المتكررة تعمل على تثبيط إنزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب مثل هذه الأدوية، ولهذا فإن زيادة التوافر الحيوي تكون ملحوظة بشكل كبير. وإن الإنزيمات التي يثبطها عصير ليمون الجنة تتبع لنظام إنزيمي متعدد يطلق عليه سايتوكروم.

نظراً لاحتوائها على مركب الثوجون الذي يحفز هجمة الصرع. لذا وجب الحذر عند استعماله مع أدوية الصرع، حيث أنه قد يخفف من آثار تلك الأدوية مما يستوجب جرعة أكبر. بقي أن نشير إلى أن هناك مجموعة من الإرشادات التي نضعها أمام القارىء الكريم للحد من التداخلات:

1- تحديد عوامل الخطورة لدى المريض وهي: العمر، طبيعة المشاكل الصحية، السلوك الجنسي, التدخين.

2- معرفة التاريخ الدوائي: ضرورة المعرفة الدقيقة والواعية للأدوية المصروفة للمريض بوصفة طبية أو الأدوية التي لا تصرف بوصفة طبية. ذلك أن المريض لا يعير اهتماماً لتناول الأدوية التي لا تصرف بدون وصفة طبية. وربما تكون هي السبب في حدوث التداخلات الطبية.

3- المعرفة الجيدة بالدواء: معرفة خصائص الدواء والتأثير السلبي والإيجابي.

4- استخدام أقل عدد ممكن من الأدوية في المعالجة.

5- تثقيف المرضى: ويتمثل ذلك في إعطاء الإرشادات الكافية حول استخدام الأدوية، وكذلك عن الأدوية الداخلة في المعالجة. والطلب من المرضى تسجيل أي أثر سلبي أو غير متوقع للدواء.

6- المراقبة الدورية لنظام المعالجة: ليست فقط لتسجيل التداخلات السلبية للدواء، وإنما أيضاً من أجل تسجيل الأثر الإيجابي.

7- نظام المعالجة الفردية: من المعروف أن مدى الاستجابة الدوائية يختلف من شخص لآخر اعتماداً على عدة عوامل أهمها العامل الوراثي. وأن نظاماً علاجياً لمريض قد لا يناسب مريضاً آخر لنفس الحالة. ولذلك فإن الأولوية بوضع نظام لمعالجة المريض، هي معرفة حاجة المريض ومدى استجابته السريرية للدواء.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تداخلات الأدوية مع الغذاء

هناك حقائق عديدة يجب أن يعرفها المرضى لتجنب التداخلات المحتملة بين الدواء وبعض أنواع الأغذية داخل الجسم ومثال ذلك:

  • أدوية الحساسية والربو القصبي:

تستخدم أدوية الحساسية والربو القصبي: كمضادات للهيستامين الذي يفرزه الجسم عند تعرضه للحساسية والربو. وفي هذه الحالة يجب على من يتعاطى هذه الأدوية أن لا يتناول المشروبات الكحولية، لأن مضادات الحساسية بطبيعة عملها تسبب النعاس وأحياناً الدوخة وفي حال تناول الكحول تزداد هذه الحالة وربما تسبب ضرراً عصبياً.

  • الأسبرين ومشتقاته:

يعطى هذا العلاج لخفض الحمى ودرجة الحرارة والصداع. ولكنه يسبب تهيجاً والتهاباً وربما يصل إلى حد نزيف في المعدة وفي هذه الحالة لا يمكن للمريض تناول التغذية الحامضة والحارقة وكذلك المواد الكحولية حيث ستزداد آلام المعدة وحموضتها في حال تناولها.

  • موسعات الشعب الهوائية:

هذه العلاجات تفقد مفعولها تماماً إذا أخذت مع أغذية تحتوي على الكافيين. لأن كليهما يشكلان ضغطاً غير مستحب على الجهاز العصبي المركزي.

  • الكورتيزون ومشتقاته:

يستخدم هذا العلاج في علاج المناطق المصابة بالتهاب المفاصل، والروماتيزم والحساسية. لكن هذا العلاج يتعارض تناوله مع أغذية تحتوي على الكحول وأملاح الصوديوم حيث باجتماعهما يزيدان من آلام المعدة والتهابها وحموضتها الشديدة.

  • أدوية القلب والجهاز الدوري:

تؤخذ هذه الأدوية لتنشيط حركة الدم في الأوعية الدموية، وإزالة الماء الزائد والصوديوم من الجسم، وخصوصاً في حالة تورم الساقين جراء أمراض القلب. لكن بعضاً من هذه الأدوية يسبب خسارة كبيرة في البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم. وفي هذه الحالة لا تقبل أن يتناول مريضها أغذية غنية بالصوديوم فإذا كان العلاج الذي يتناوله المريض من أجل تخفيض ضغط الدم وتنظيم ضربات القلب فإن مكوناته تكون سلبية مع الأغذية التي تحتوي على فيتامين «ك» كالسبانخ والقرنبيط.

  • المضادات الحيوية:

هذه العلاجات تستخدم في قتل واسع المدى للعدوى الجرثومية في الجسم حيثما وجدت. إن هذه العلاجات ترحب بأغذية غنية بالبروتين لأنه يزيد من فاعليتها لكن هذه الأدوية تكره مشتقات الألبان، والفواكه الحمضية، وعصائر الليمون، والأغذية التي تحتوي على الحديد. لأن هذه الأغذية تعيق عمل هذه العلاجات (المضادات الحيوية) وربما تتلف العناصر الفعالة فيها.

  • علاجات المفاصل والروماتيزم:

هذه الأدوية تعطى لتخفيف آلام واحتقانات المفاصل، ولكنها تسبب حموضة في المعدة. وفي هذه الحالة تؤخذ هذه العلاجات مع الحليب لأن الحليب مادة غنية من الناحية الغذائية إضافة إلى كونه مضاداً جيداً للحموضة ويتعادل مع حموضة العلاجات.

  • العدس والبقوليات الغنية بالحديد:

هذه الأدوية ترحب بمشتقات فيتامين «ج» حيث أنه يسهل عملية امتصاص الحديد في الجسم. وهذا ما يفسر إضافة عصير الليمون في حساء العدس والسبانخ.

  • ويبقى القول أن المريض يجب أن يأخذ رأي الطبيب أو أخصائي التغذية فيما يجب أن يأكله وما يتجنبه عند تناوله لدواء معين. وذلك لكي تقوم هذه الأدوية بمفعولها دون أن يحدث صراع بينها وبين الأغذية التي نتناولها وبين الأطعمة التي تفسد فعاليتها أو تزيد من الأعراض الجانبية لها.

لائحة من الأعشاب الملطفة للزكام

بالإضافة إلى المحاربة المباشرة للزكام والفيروسات قد تساهم بعض النباتات في تخفيف أعراض الزكام والأنفلونزا.

الكينا وإكليل الجبل والنعناع الفلفلي والبرغموت من الأعشاب التي تزيل الأحقان. وتسمح بعض النباتات كآذان الدب والقسط الشامي والفراسيون بتحرير الرئتين لتسهيل عملية التنفس.

أما اليانسون فيزيل السعال بتفاعله مع مركز السعال في الدماغ، كما يمكن أن نخفض الحمى ونسكن الألم باستعمال نبتة إكليل المروج. وقد يساعد الزنجبيل والنعناع الفلفلي على تسكين اضطرابات المعدة.

أما مضاد الهيستامين الأكثر شعبية الذي يسمح بتلطيف الاحتقان في الجيوب وتوسيع المسارات الشعبية فيتمثل بنبتة ذيل الخيل البري. وينصح المعالجون بالأعشاب بتناول كميات معتدلة من هذه العشبة للمصابين بالزكام شريطة أن لا يكون المصاب يعاني من أمراض القلب أو السكري أو الضغط.

كما يمكن استخدام جذور الختم الذهبي لتعزيز جهاز المناعة وتنقية الأغشية المخاطية وتخفيف الالتهاب ومحاربة البكتيريا وتنقية الدم وتحفيز عملية الشفاء. وتكون بهيئة منقوع (15-30 قطرة مرتين يومياً). ولمعالجة تقرح الحلق يمكن الغرغرة بالتوت الشامي.

كذلك يمكن الغرغرة بأوراق القصعين المضافة إلى المياه المغلية بالملح. ويجوز استبدال القصعين بأعشاب أخرى كالمردقوش أو الزعتر.


انظر أيضا

المصادر

قراءات إضافية

  • Lindequist, U. (2005). "The pharmacological potential of mushrooms". Evid Based Complement Alternat Med. 2: 285–99. doi:10.1093/ecam/neh107. PMID 16136207. {{cite journal}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Lesley Braun and Marc Cohen. (2007). Herbs and Natural Supplements: An Evidence-Based Guide. Elsevier Australia. ISBN 0-7295-3796-X 9780729537964.

وصلات خارجية

اتحادات

أطباء أعشاب

نقد