الجميلات الشركسيات

(تم التحويل من Circassian beauties)
امرأة شركسية في القاهرة، 1799، بريشة جان ليون جيروم.
لوحة بريشة السلطان عبد المجيد الثاني من الدولة العثمانية تصور عقيلته الشركسية.
نبيلة شركسية تعزف على الكمان في القصر الصيفي العثماني.

الجميلات الشركسيات Circassian beauties، هي عبارة تستخدم للإشارة إلى الصورة المثالية للنساء الشركسيات من شمال غرب القوقاز. يشير تاريخ أدبي شامل إلى حد كبير إلى أن النساء الشركسيات يُعتقد بأنهن جميلات بشكل غير عادي ومفعمات بالحيوية والأناقة، وعلى هذا النحو يعتبرن محظيات مرغوبات.

ترجع هذه الشهرة إلى أواخر العصور الوسطى، عندما كان تجار جنوة يترددون على الساحل القوقازي، وكان كوزيمو دي مديتشي، مؤسس أسرة مديتشي، له ابناً غير شرعياً من جارية شركسية. في عهد الدولة العثمانية والأسرة الصفوية والقاجاري الفارسية، كانت النساء القوقازيات يعشن كعبيد في حرملك السلطان وبدأت شهرة نساء الحرملك كنساء شديدات الجمال والكياسة، ليصبحن فيما بعد مجازاً في الاستشراق الغربي.[1]

نتيجة لهذه الشهرة، كان عادة ما يُنظر للشركسيات في أوروپا وأمريكا كمثل أعلى للجمال الأنثوي في الشعر والفن. منذ القرن الثامن عشر فصاعداً، كان يُسوق لمستحضرات التجميل باستخدم كلمة "شركس"، أو بالزعم بأن هذا المنتج مصنوع من مادة تستخدمها النساء الشركسيات.

نتيجة لذلك، فإن معظم زوجات العديد من السلاطين العثمانيين كانت شركسيات أرثوذكس شرقيون دخلن الإسلام، مثل السلطانة الأم، ومن بينهم السلطانة الأم پرستو، السلطانة الأم پرتڤنيال، السلطنة الأم شوق فضة، السلطانة الأم تيرموجگان، وغيرهن من السلطانات اللاتي حملن مؤخراً لقب السلطانة الأم، مثل ما فيروز خاتون سلطان، ونختسيزا خانم افندي، وخاتونات (سيدات) أخريات شهيرات مثل شمس الروح سار خاتون وساج‌باغلي سلطان، الخاصكي سلطانات (الزوجات الرئيسيات للسلطان) مثل ماهي‌دوران خاصكي سلطان، هما شاه خاصكي سلطان، خديجة معزز خاصكي سلطان، وعائشة خاصكي سلطان بجانب عدد من القادين افندي (لقب زوجة السلطان الرئيسية بعد القرن 17)، ومنهم بدر فلك الأولى، بايدر الثانية، قمورص الأولى، وثروت سزا الأولى، بالإضافة إلى قادين افندي أخريات مثل بزمآرا السادسة، دز ددل الثالثة، حيران دل الثانية، مير ثروت الرابعة، مهرنگيز الثانية، نشرك الثالثة، نورفصون الثانية، رفتال دل الثانية، شيان الثالثة، شيان الرابعة، وغيرهن كثيرات، أو الإقبالات (الزوجات المكرمات)، ومن أشهرهن جوهر ريز الثانية، جيلان يار الثانية، دل فريب الأولى، نلاني دل الثالثة، نرجس الرابعة، ورمش ناز الثالثة بالإضافة إلى الگوزديات (الزوجات المفضلات)، ومنهن در دان الأولى، حسن الجنان الثالثة، صفدرون الرابعة، يلدز الثانية، وغيرهن.

في ستينيات القرن التاسع عشر، قام منظم العروض والسيرك پ. ت. بارنوم بعرض نساء زعم أنهم جميلات شركسيات. كانت تصفيفة شعرهن على طراز الشعر الكبير، الذي لم يسبق له مثيل في التصوير المبكر للشركسيات، واللاتي عُرفن لاحقاً بـ"الفتيات ذوات الشعر الطحلبي". إلا أن هذا الطراز في تصفيف الشعر يشار إليه بقبعة الفراء الشركسية، وليس الشعر.

كان هناك أيضاً العديد من القطع الموسيقية والقصائد التركية الكلاسيكية التي تثني على جمال "Lepiska Saçlı Çerkes" (الشركسيات ذوات الشعر الكتاني).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاشارات الأدبية

فحص القادمات الجدد، فانتازيا استشراقية تقليدية رسم جوليو روزاتي (1858–1917).
لوحة "الشركسية" (1881)، بريشة فردريك آرثر بريدجمان.

انتشرت أسطورة النساء الشركسيات في العالم الغربي عام 1734، عندما ألمح ڤولتير إلى جمال النساء الشركسيات في مقالته رسائل إلى الإنگليز:

الشركس فقراء، وبناتهم جميلات، وهم بالتأكيد يتاجرون بهن. يقدمون هذا الجمال إلى سراي السلطان التركي، والصوفيين الفرس، وكل من لديه المال الكافي لشراء والحفاظ على هذه البضاعة الثمينة. يتلقى هؤلاء العذارى بكل شرف وتفصيل كيفية ملاطفة وعناق الرجال؛ ويتم تعليمهن الرقص بأسلوب مهذب وراقي؛ and how to heighten by the most voluptuous artifices the pleasures of their disdainful masters for whom they are designed.
– الرسالة الحادية عشر، "في التلقيح".[2]

أُشير لجمالهن في رواية هنري فيلدنگ التي نشرت عام 1749 بعنوان توم جونز، والتي كانت يقول فيها فيلدنگ، كيف يمكن أن تقع عيني على أبهى عشق للجمال الشركسي، في كل جواهر جزر الهند!"[3]

ظهرت مزاعم مثيرة مماثلة عن النساء الشركسيات في رواية جورج گوردون بايرون بعنوان دون خوان (1818–24)، التي يروي فيها عن مزاد للعبيد:

شركسية واحدة، فتاة ناعمة، عـُرِضت،
عذراء مضمونة. بأبهج ألوان الجمال
برزت في كل أنواع النعيم.
بيعها تسبب في عودة بعض المزايدين لبيوتهن بحسرة،
فقد زايدوا عليها حتى بلغت مئات السعر إحدى عشر،
ولكن حين تعدى العرض ذلك، فقد عرفوا
‘أنها للسلطان وعلى الفور انسحبوا.

دون خوان، القصيدة IV، البيت 114

كما تكررت أسطورة النساء الشركسيات على لسان المنظر القانوني گوستاڤ هوگو، الذي كتب قائلاً: "حتى الجمال من المرجح أن تجده لدى جارية شركسية وليس لدى الفتاة المتسولة"، مشيرا إلى حقيقة أنه حتى العبيد يملكون بعض الخصوصية والأمان، لكن المتسولين "الأحرار" ليسوا كذلك. لاحقاً أدان كارل ماركس تعليق هوگو في مقالته "البيان الفلسفي لمدرسة القانون التاريخية" (1842) على خلفية إشارته للعبودية المبررة.[4] ذكر مارك توين في كتابه أبرياء في الخارج (1869) أن "الفتيات الشركسيات والجورجيات لازلن يبعن في القسطنطينية بواسطة آبائهم، لكن ليس في العلن."[5]

مؤلف الرحلات والدبلوماسي الأمريكي بايارد تايلر زعم أيضاً أن: "بقدر ما تشعر المرأة بالجمال ، فإن النساء الشركسيات ليس لديهن الأفضلية. حافظوا في وطنهم الجبلي على نقاء النماذج الإغريقية ، ولا يزالون يعرضون الجاذبية البدنية المثالية، النوع الذي وصل لنا متمثلاً في ڤينوس دى ميديتشي".[6]


الملامح الشركسية

إمرأة شركسية، التاريخ غير معروف.
بـِلاّ كوكان، ملكة جمال الشركس، 2013.

تقترح الأدبيات الأنثروپولوجية أن أفضل ما يوصف به الشركسيات هو "الشحوب الوردي" أو "البشرة البيضاء الشفافة". بينما اشتهرت معظم القبائل الشركسية بالشعر الأشقر المعتدل أو الداكن والشعر الأحمر مع عيون رمادية زرقاء أو خضراء، يمتلك البعض أيضاً شعراً داكناً مع بشرة فاتحة. وُصفت الكثير من الشركسيات في الحرملك العثماني بامتلاكهن "عيون خضراء وشعراً أشقراً طويلاً داكناً، بشرة شاحبة بلون أبيض شفاف، خصراً نحيفاً، وبنية جسمية نحيلة، وأيدي وأقدام حسنة المظهر للغاية".[7] وقد تكون حقيقة أن النساء الشركسيات قد نشأن على ارتداء المشدات من أجل الحفاظ على وضع الجسد المستقيم ربما هي السبب وراء تشكل هذا الخصر النحيل. في أواخر القرن 18، زعم بعض مصممي الأزياء الأوروپيين أن "المشد الشركسي هو النوع الوحيد من المشدات الذي يظهر بدون خجل، والذي يظهر شكل النهدين كبيراً لأكبر درجة ممكنة؛ ويعطي هذا عرضاً للصدر مما يساعد على تحسين الصحة ويضفي المظهر الأنيق".[8]

كما أُقترح أن الجسد الرشيق المنتصب كان منتشراً بين الشركسيات، كانت الكثير من القرى الشركسية لديها أعداد كبيرة من كبار السن الأصحاء، تتعدى أعمار الكثير منهم المائة عام.[9]

وصف ماتورين موراي بالو الشركسيات بأنهم "عرقاً جميلاً وردي الوجنتين"، و"مظهر فاتن ساحر، عيون كبيرة وبراقة، وجميع الأوصاف التي قد تؤدي إلى تكوين ڤينوس".[10]

وبكلمات هنري لندلار في مطلع القرن العشرين، تشكل الأفواج الشركسيةزرقاء العينين اليوم صفوة جيش السلطان". يحظى الجمال الشركسي بالإعجاب بسبب الشعر الأصفر الغزير والفاخر والعيون الزرقاء".[11]

في كتابه عام بين الشركس، يصف جون أگستس لونگ‌ورث فتاة شركسية بملامح شركسية نمطية كالتالي: "كان لديها ملامح عادية وجميلة، وعيون زرقاء، وبشرة معتدلة؛ شعرها كان ذو لوناً فاتحاً، وقد أسدلت مجموعة من الجدائل على كتفيها، وقد انسدلت تحت قلنسوة من القماش القرمزي، المشغولة بالدانتيل الفضي الواسع، ولا تختلف عن القبعة الألبانية. كانت طويلة، وجميلة، وإن كانت مثل جميع الشركس، رجالاً ونساءاً، ذات جسداً نحيلاً ومنتصب للغاية".[12]

كما يفهم من مذكرات الأميرة إميلي روتى، النصف شركسي ونصف زنزباري، أن النساء الشركسيات، اللاتي تم أسرهن في القسطنطينية وجلهن إلى أفريقيا لحريم السلطان سعيد بن سلطان، سلطان مسقط وعمان، كانو محسودات من منافستهن الذين اعتبرو الشركسيات "عرقاً بغيضاً من القطط زرقاء العين".

في بيت الساحل كان هناك الكثير من الفخامة والأناقة أكثر مما كانت عليه في في بيت المتوني. وكانت الشركسيات الأجمل والأرشق أكثر عدداً منهن في بيت المتوني، كانت والدتي وصديقتها مدين الوحيدات من ضمن هذا العرق. كانت غالبية النساء هنا شركسيات، الذين كانوا بلاد أدنى شك أكثر تميزاً في المظهر...كان هذا التفوق الطبيعي سبباً في قدر كبير من سوء النية والحسد. إحدى الشركسيات، ذات المظهر الأرستقراطي، كانت متجنبة بل حتى مكروهة من النساء الحبشيات ذات البشرة الداكنة بلا أي ذنب منها، لكن ببساطة لأنها ذات مظهر ملكي. في ظل هذه الظروف كان من المحتم أن يحدث في بعض الأحيان نوع من "العنصرية" السخيفة بين إخوتي وأخواتي.. نحن، أنجال امرأة شركسية، وكان عادة ما يطلق علينا "القط" من قبل أشقائها وشقيقاتنا الذي تجري في عروقهم دماءاً حبشية، لأن بعضنا كان يمتلك لسوء الحظ: عيون زرقاء. كان يدعوننا بسخرية "يا أصحاب السمو"، كدليل على مدى إنزعاجهم من أننا قد ولدنا ببشرة أفتح. ولم يغفر لأبي بالطبع أنه قد اختار لنجليه المفضلين شريف وتشولى- أمهات شركسيات، حتى شريف كان ذا عينين زرقاوين من عرق "القطط" الكريه.[13]

أما بالنسبة لإحدى أخواتها التي كانت أيضاً من أم شركسية، فقد أشارت الأميرة روتى إلى أن: "كانت ابنة الشركسية رائعة الجمال ذات بشرة شقراء ألمانية. إلى جانب هذا، كانت تمتلك ذكاءاً حاداً، مما جعلها مستشارة موثوقة لأبي".[13]

تم وصف خصائص الشركسيات ونساء شمال غرب جورجيا في مقال كتبته المؤلفة إما ريڤ عام 1839، التي، كما ذكر خوان دلپالتو، كانت متباينة "بين 'الشركسيات الشقر' اللاتي كن كسولات ورشيقات، أصواتهن منخفضة وعذبة" وما يوصف به الجورجيات بأنهن ذوات بشرة داكنة قليلاً "الأكثر حركة" ولديهن المزيد من "الذكاء والحيوية من منافستهن الرقيقات".[14][15]

أوصاف مماثلة للنساء الشركسيات تظهر في يوميات أسفار فلورنس نايتنگيل حيث تصف نايتنگيل الشركسيات بأنهن "المخلوقات الأكثر رشاقة والأكثر إثارة، اللائي رأتهن في حياتها".[14]

وحسب الناشطة النسوية هارييت مارينو، فإن الشركسيات كن الشيء الوحيد الذي يستحق الاحتفاظ به من الحريم المصري، حيث كانت تلك الأمهات الشركسيات تنتج أفضل الأطفال، وإذا استبعدن من الحريم، فإن الطبقة العليا في مصر سيكون مصيرها الفناء.[14]

الأسباب العلمية للبشرة فائقة البياض

كان دكتور الطب هيو وليامسون، أحد الموقعين على دستور الولايات المتحدة، يزعم أن السبب في البشرة فائقة البياض التي يتمتع بها الشركس والشعوب الجرمانية-الكلتية قد يرجع سببها إلى الموقع الجغرافي للأوطان التقليدية لأسلاف هؤلاء الشعبين والتي تقع على خطوط عرض مرتفعة تتراوح بين 45° إلى 55° شمالاً بالقرب من البحر أو المحيط حيث تهب الرياح الغربيات من الغرب إلى الشرق.[16]

لا يوجد أي شعب، في القارة القديمة، ذو جمالاً كاملاً، باستثناء أولئك الذين يعيشون في خطوط العرض المرتفعة، حيث تهب الرياح الغربيات من البحر، على مسافة غير كبيرة، وتكون متوسطة فلا هي حادة ولا جافة. يسري هذا على بريطانيا العظمى وأيرلندا، إلى الألمان، الدنماركيين، السويديين، والشركس؛ لكن بالذهاب شرقاً على نفس خط العرض، حيث نبتعد عن المحيط أو البحر الأسود، مع وجود المزيد من الأراضي الجافة في اتجاه الرياح، والتي يكون الهواء فيها مشحوناً بالنسيم الجاف، يتغير لون البشرة؛ ولا يتوقف الجمال الكامل.[17]

تبعاً لڤولتير، فإن ممارسة التلقيح (شكل مبكر من التطعيم) أسفر عن امتلاك القوقازيين بشرة خالية من ندوب الجدري الصغيرة:

لقد قامت النساء الشركسيات، منذ زمن بعيد، بنقل الجدري لأطفالهن عندما لا يزيد عمرهم عن ستة أشهر من خلال إجراء شق في الذراع، وفي هذا الشق يضعن البثرة المأخوذة بعناية من طفل آخر. تنتج هذه البثرة في الذراع نفس الأثر الذي تخلفه الخميرة في قطعة العجين؛ تتخمر، وتنتشر من خلال كتلة الدم لتنقل الصفات التي تحملها. يتم استخدام بثرات الطفل الذي تم تطعيمه بالجدري الاصطناعي لتوصيل نفس العدوى الكاذبة للآخرين.

— ڤولتير، في التلقيح

النظريات العرقية

بحلول أوائل القرن التاسع عشر، ارتبط الشركس بنظريات التسلسل الهرمي العرقي، التي ارتقت بمنطقة القوقاز كمصدر لأفضل الأمثلة على "العرق الأبيض"، والذي أسماه يوهان فردريش بلومنباخ بالعرق القوقازي على اسم المنطقة. افترض بلومنباخ أن الشركس كانوا أقرب إلى النموذج الأصلي الذي خلقه الله للإنسانية، ومن ثم "كان الشركس البيض الأكثر نقاءاً وجمالاً".[18] This fuelled the idea of female Circassian beauty.[19]

عام 1973، بعد عقد من طرد الشركس من القوقاز حيث تعيش أقلية منهم اليوم، زُعم أن "العرق القوقازي حصل على اسمه من القوقاز، مسكن الشراكسة الذين يقال إنهم الأمة الأكثر وسامة والأفضل خلقاً، ليس فقط لهذا العرق، بل للعائلة البشرية بأكملها".[20] هناك عالم أنثروپولوجيا آخر، وليام گثري قد ميز بين العرق القوقازي و"الشركسي الذين يكونون محل إعجاب بسبب جمالهم" وخاصة برأسهم ذات الشكل البيضاوي، أنفهم المستقيم، شفتاهم الرقيقة، وأسنانهم المصطفة، الوجه ذو الزاوية 80-90 التي يصفها بأنها الأكثر تطوراً، وسماتهم العادية جمعاء، والتي "جعلتهم الأكثر وسامة وقبولاً ".[21]

قام بايارد تايلور برصد الشركسيات أثناء رحلته إلى الدولة العثمانية وزعم أن "الوجه الشركسي بيضاوياً نقياً؛ الجبهة منخفضة ومعتدلة، وأجمل ما يميز المرأة الشركسية هي بشريتها البيضاء العاجية، عدا الوجنتين ذات اللون الوردي الخافت والشفتين الموردتين."[6]

تُصور الشركسيات في صور الحريم في هذا الوقت من خلال أيديولوجيات التسلسل الهرمي العنصري هذه. لوحات الحريم التي رسمها جون فردريك لويس تصور الشركسيات كسيدات مسيطرات على الحريم، الذين ينظرون إلى النساء الأخريات من أعلى، كما هو موضح في مراجعة اللوحة في جريدة الفن، والتي تصفهم كالتالي:

تصور اللوحة حرملك في القاهرة من الداخل، حيث يجلس في راحة فاخرة، شاباً تركياً يرتدي عباءة، الزي الإسلامي الشهير. بالقرب منه، تجلس امرأتين شركسيتين متكئتين على الوسائد، ترتديان أيضاً أزياءاً شرقية.. على اليمين نرى خصيًاً نوبياً طويلاً، who removes from the shoulders of an Egyptian slave the shawl by which she had been covered, in order to show her to the master of the harem; this figure with her high shoulders and the characteristics of her features, is a most successful national impersonation. تحدق المرأة الشركسية في العبد المصري بضعف مع نظرة تعبر عن التعالي، التي يرد عليها الخصي النوبي بنظرة ساخرة.[22]

كما كانت تعرض أحياناً لوحات استشراقية لشركسيات عاريات.

أصبح الشركس محور الأخبار أثناء حرب القوقاز، والتي اجتاحت فيها روسيا شمال القوقاز، وتشرد أعداد ضخمة من الشركس إلى المناطق الجنوبية. في عام 1856 نشرت نيويورك تايمز تقريراً بعنوان "المرور المرغب للنساء الشركسيات- وأد الأطفال في تركيا"، مؤكدة أن نتيجة الغزو الروسي للقوقاز كانت زيادة في عدد النساء الشركسيات في سوق الجواري بالقسطنطينية، الذي أدى إلى انخفاض أسعار الجواري بشكل عام.[23] اعتمدت الرواية على أفكار التسلسل الهرمي العرقي، وذكرت أن:

إن الإغراء بامتلاك فتاة شركسية بمثل هذه الأسعار المنخفضة يعد أمرًا عظيمًا في أذهان الأتراك لدرجة أن الكثيرين ممن لا يستطيعون الاحتفاظ بالعديد من العبيد كانوا يرسلون السود إلى السوق، لإفساح المجال لفتاة بيضاء تم شراؤها حديثًا.

كما ادعت المقالة أن الأطفال المولدين لمحظيات سود كانوا "يُقتلون". جذبت هذه القصة الانتباه على نطاق واسع للمنطقة، كما كانت سبباً في اندلاع النزاعات في وقت لاحق.

في نفس الوقت ، كان الكتاب والرساميون يصورون أيضًا صورًا لأزياء القوقاز الأصلية ولشعب القوقاز. فرانسيس ديڤيز ميلت، وصف النساء الشركسيات أثناء تغطيته الحرب التركية الروسية 1877، وبالتحديد الزي المحلي وتسريحة الشعر.

الدعاية لمستحضرات التجميل

ملصق من ح. 1843 يعلن عن صبغة شعر شركسية

أحد الإعلانات من عام 1782 بعنوان "عبير شركسيا" يوضح أنه بحلول ذلك الوقت ثبت "أن الشركس هم أجمل النساء في العالم"، لكن مع الاستمرار يتضح أنهم "لا يستمدون كل سحرهم من الطبيعة". يستخدمون مستحضراً يفترض أنه مستخرج من الخضروات الأصلية في شركيسيا. وقد عُرف "سائل العبير" عن طريق "رجل نبيل مرموق" كان قد سافر وعاش في المنطقة. هذا المستحضر "يعطي على الفور لوناً وردياً طبيعياً للوجنتين"، "عبير الجمال الريفي" الذي يزيله العرق أو المناديل.[24]


عام 1802 تم أيضاً تسويق منتج "نخيل مكة" الذي كان تستخدمه الشركسيات: "تم التسويق لهذه التركيبة الرقيقة على أنها قمة مستحضرات التجميل الذي كانت تستخدمه جميع النساء الشركسيات والجورجيات في حرملك السلطان المعظم". يزعم أن هذا المنتج قد أقرته الليدي ماري وورتلي مونتاج التي ذكرت أنه مفيد جداً "لإزالة تلك الشوائب الصغيرة التي تثير القلق على الجمال". ويستمر المقال قائلاً: " "Any lady must be as great an Infidel as the Grand Sultan himself, who, after receiving such authority can doubt that her skin will become as superlatively smooth, soft, white and delicate, as that of the lovely Fatima, whatever may have been its feel or its appearance before. What fair one but must yield implicit faith, when she has the honour of the Countess De --- fairly pledged, that all sepacious [sic] impurities will be at once removed by this wonder-working nostrum. And above all, who but must long for an article, from the seraglio of the Grand Turk, which produces a near resemblance to the Georgian and Circassian beauties?"[25]

"الغسول الشركسي" كان يباع عام 1806 للبشرة، بخمسين عشر سنت للزجاجة. "أ" علاج أساسي لحروق الشمس، النمش والالتهابات الناجمة عن لسعة البرد والقشعريرة في فصل الشتاء، الحفر، البثور أو ندبات الوجه والبشرة، الغائرة أو المشوهة، الحبيبات الموجودة تحت الجلد أو على سطح البشرة، الحبيبات الخشنة، احمرار الأنف والوجنتين، الأمراض الجلدية العنيدة، والشوائب أو البقع التي تؤثر على مظهر البشرة، لاستخدامه كغسول شافي لتطهير وتحسين البشرة، وبدرجة أعلى للحفاظ على البشرة وتنعيممها وتنظيفها وتجميلها" .[26]

"غسول العين الشركسي" كانت تسوق على أنها "علاج رئيسي لجميع أمراض العيون"،[27] وفي أربعينيات القرن التاسع عشر "صبغة الشعر الشركسية" التي كانت تسوق لإعطاء الشعر تأثير لامع داكن غني.[28]

العروض الجانبية الفاتنة في القرن التاسع عشر

كعرض جانبي، الفاتنات الشركسيات كن نساء بتصفيفة شعر كبيرة، في إشارة إلى قبعة الفراء الشركسية. صحة انتساب المرأة للشركس لم تكن مطلوبة في هذا المثال.

مزيج القضايا الشائعة مثل العبودية، المشرق، الأيديولوجيا العرقية، والدغدغة الجنسية أعطت لشركسيات اشهرة الكافية في الوقت الذي قر زعيم الشركس پ. ت. بارنوم الاستفادة من هذا الاهتمام. عرض "الجمال الشركسي" في [متحف بارنوم الأمريكي|متحفه الأمريكي]] عام 1865. كانت جميلاته الشركسيات شابات ذات شعر شعر طويل بتصفيفة كبيرة، أشبه بطراز الأفرو في السبعينيات.[29] لم تكن تسريحات الشعر الشركسية شبيهة بما قدمه بارنوم.[30] كان أول عرض "شركسيات" قدمه بارنوم تحت اسم زالوما أگرا" والذي أقامه في المتحف الأمريكي بمدينة نيويورك عام 1864. كتب بارنوم إلى جون گرينوود، وكيله في أوروپا، طالباً منه شراء فتاة شركسية جميلة للعرض، أو على الأقل استئجار فتاة يمكنها أن "تؤدي هذا الغرض". ومع ذلك، يبدو أن "زالوما أگرا" كانت على الأرجح فتاة محلية تم اسئجارها للعرض، كما كانت "الشركئيات" اللاحقات.[31] كما أنتج بارنوم كتيباً عن واحدة أخرى من شركسياته، زوى ملكى، التي صورت كامرأة جميلة وأنثى مثالية، نجت من حياة العبودية الجنسية.

تصوير المرأة البيضاء على أنها جارية تم انقاذها في زمن الحرب الأهلية الأمريكية لعب على الدلالات العنصرية للعبودية في ذلك الوقت. وقد قيل أن تصفيفة الشعر المميزة تظهر الجانب الشركسي مع الهوية الأفريقية، وبالتالي:

يتردد صداها بشكل مذهل بعدد من الدلالات التي تحددها: نقاوتها العرقية، واستعبادها الجنسي، ومكانتها كموضوع استعماري؛ وجمالها. مزيج العناصر الشركسية للمرأة الڤكتورية البيضاء الحقيقية مع سمات المرأة الأمريكية الأفريقية المستعبدة في شخصية واحدة كان مثيراً للفضول.[29]

انتشر هذا التوجه، مع عرض النساء الشركسيات المفترضات في متاحف الدايم والعروض الطبية المتجولة، واللاتي كن يعرفن أحياناً بـ"الفتيان ذوات الشعر الطحلبي". عادة ما كانوا يعرفون بطراز شعرهم المميز، وكان العرض يقام في أماكن شرب الجعة. كما أنهم عادة ما كانوا يرتدون ملابساً شرقية غريبة. تداولت أيضاً الكثير من البطاقات البريدية التي تظهر عليها الشركسيات. على الرغم من أن نساء بارنوم الأصليات كن يصبحن فخورين ومرمقين، إلا أن صور الشركسيات التي ظهرت في وقت لاحق كانت غالباً ما تركز على الوضعيات المثيرة والعارية.[29] مع اختفاء البدعة الأصلية، بدأت "الشركسيات" في إكساب أنفسهم المزيد من الجاذبية بأداء حيل السيرك التقليدية مثل ابتلاع السيف.[32]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في الثقافة الشعبية بالقرن 21

الموسيقى

The Safety Fire، فرقة الپروگرسيڤ ميتال البريطانية، أطلقت أغنيتها "الجميلات الشركسيات" عام 2012، بعد احدى عشر عاماً من إطلاق فرقة الألترناتيڤ روك الأمريكية، Monks of Doom أغنيةأخرى بعنوان "الجمال الشركسي" في ألبومها لعام 1991.

مشاهير الشركسيات العرب

فنانات

شويكار، ممثلة مصرية من أصول شركسية.

سياسيات

الهامش

  1. ^ Irvin Cemil Schick, Çerkes Güzeli: Bir Şarkiyatçı İmgenin Serüveni [The Fair Circassian: Adventures of an Orientalist Motif], trans. A. Anadol (Istanbul: Oğlak Yayınları, 2004).
  2. ^ "Voltaire's Letters on the English". Retrieved 22 February 2015.
  3. ^ Henry Fielding, Tom Jones, book 5, ch. 10
  4. ^ Marx, Karl, The Philosophical Manifesto of the Historical School of Law", first appearing in Supplement to the Rheiniche Zeitung No. 221, 9 August 1842. (Excerpts online)
  5. ^ Twain, Mark (1869). "34". الأبرياء في الخارج. American Publishing Company.
  6. ^ أ ب Taylor, Bayard (1862). "Circassian Beauty". Prose Writings of Bayard Taylor. Vol. 7. G. P. Putnam. p. 155.
  7. ^ Osmanoğlu, Ayşe (1960). Babam Abdülhamid. Istanbul: Güven Yayınevi. p. 12.
  8. ^ Morison, Stanley (2009) [1930]. "The Fair Circassian". John Bell, 1745–1831: A Memoir (Paperback). Cambridge: Cambridge University Press (published November 2009). p. 70. ISBN 978-0-521-14314-1. {{cite book}}: |format= requires |url= (help)
  9. ^ Colarusso, John (March 1989). "Prometheus among the Circassians: A modern oral tale from a little known people of the Caucasus shows striking parallels with myths from Ancient Greece, Ancient India and the pagan Germanic world". World and I. Washington Times Publishing Corporation. pp. 644–651. {{cite magazine}}: |access-date= requires |url= (help)
  10. ^ Ballou, Maturin Murray (1851). The Circassian Slave, or, the Sultan's Favorite: A Story of Constantinople and the Caucasus. Frederick Gleason. p. 10.
  11. ^ Lindlahr, Henry (1974) [1919]. "Iris color and Mental Characteristics". Natural Therapeutics: Iridiagnosis and Other Diagnostic Methods. Pomeroy, WA: Health Research Books. p. 32. ISBN 978-0-787-30563-5.
  12. ^ Longworth, Esq., John Augustus (1840). A Year Among the Circassians. Vol. 1. London: Henry Colburn. p. 58.
  13. ^ أ ب Ruete, Princess Emily (1993). "3". In E. J. van Donzel (ed.). An Arabian Princess Between Two Worlds: Memoirs, Letters Home, Sequels to the Memoirs. Leiden: Brill Publishers. p. 176. ISBN 978-9-004-09615-8. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |original-date= (help)
  14. ^ أ ب ت DelPlato, Joan (2002). "Chapter 2. The Colonial Contexts for the Harem Representation". Representing the Harem: 1800–1875. Madison, NJ: Fairleigh Dickinson University Press. p. 39. ISBN 978-0-838-63880-4.
  15. ^ Allom, Thomas; Reeve, Emma (1839). Character and Costume in Turkey and Italy. London: Fisher, Son, & Co.
  16. ^ Williamson, Hugh (1811). Observations of the Climate in different parts of America, compared with the Climate in corresponding Parts of the other Continent. New York.
  17. ^ Tilloch, Alexander; Taylor, Richard, eds. (1816). "XLIV. Observations on the Hypothesis of some modern Writers, that America has been peopled by a distinct Race of Men and Animals; with some Proofs arising from the Natural History and Appearances of the new Continent in favour of the Mosaic Account of the Deluge". The Philosophical Magazine and Journal: Comprehending Various Branches of Science, the Liberal and Fine Arts, Geology, Agriculture, Manufactures and Commerce. London: Taylor and Francis. 48: 207. Retrieved 11 May 2016.
  18. ^ Winthrop Jordan, White over Black, Chapel Hill: University of North Carolina Press, 1968, pp. 222–3
  19. ^ "The Circassian Beauty Archive". Retrieved 22 February 2015.
  20. ^ Cornell, Sarah S. (1873). Cornell's Physical Geography: Accompanied with Nineteen Pages of Maps, a Great Variety of Map-questions, and One Hundred and Thirty Diagrams and Pictorial Illustrations, and Embracing a Detailed Description of the Physical Features of the United States. Harvard University Press and D. Appleton & Company. p. 75.
  21. ^ Guthrie, William (1843). Richard Alfred Davenport (ed.). A new geographical, historical, and commercial grammar. Oxford University Press. p. 53.
  22. ^ Art Journal, Review of the Old Water-colour Society Exhibition, 1850
  23. ^ Horrible Traffic in Circassian Women—Infanticide in Turkey; New York Daily Times, 6 August 1856
  24. ^ Bloom of Circassia, New-York Gazette, 2 September 1782
  25. ^ To the Ladies, New-York Herald, 14 July 1802
  26. ^ Morning Chronicle' (NYC), 20 September 1806
  27. ^ Delaware Gazette and State Journal, 2 February 1815
  28. ^ Thomas M Barrett (1998), Southern Living (in Captivity): The Caucasus in Russian Popular Culture, The Journal of Popular Culture 31 (4), 75–93.
  29. ^ أ ب ت Linda Frost, Never one nation: freaks, savages, and whiteness in U.S. popular culture, 1850–1877, University of Minnesota Press, 2005, pp. 68–88
  30. ^ "Circassian". Retrieved 22 February 2015.
  31. ^ Rosemarie Garland-Thomson, Freakery: Cultural Spectacles of the Extraordinary Body, New York University Press, 1996, pp. 249–50
  32. ^ Robert Bogdan, Freak Show: Presenting Human Oddities for Amusement and Profit, University of Chicago Press, 1990, p. 240
  33. ^ "التاريخ الكامل للفنانين المصريين من أصول شركسية". سپوتنك العربية. 2017-03-01. Retrieved 2018-09-21.

وصلات خارجية

اقرأ نصاً ذا علاقة في

P. T. Barnum letter to John Greenwood