أبو الحسن علي بن الفرات

(تم التحويل من Abu'l-Hasan Ali ibn al-Furat)
Gold dinar of the Sajid amir Yusuf ibn Abi'l-Saj (ح901–928) citing heir Abu'l Abbas, the vizier Abu'l-Hasan Ali ibn al-Furat and Caliph al-Muqtadir. Minted in Ardabil, dated 889/90

أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات (و. 855 – ت. 18 يوليو 924) كان وزيرً، وواحد من أهم المسؤولين في الخلافة العباسية، عُين وزيراً للخليفة المقتدر، لثلاث فترات. كما لمع اسمه كمسؤول مالي متمكن، ونائب لأخيه الأكبر أحمد. كما تزعم أحد الفصيلين المتنافسين خلال خلافة المقتدر، إذ قاد هو تيار بني الفرات، فيما تزعم التيار الثاني كل من قائد الجيش مؤنس المظفر والوزير علي بن عيسى الجراح. كان له دور أساسي في عملية اختيار المقتدر لتولي الخلافة عام 908، واستمرعمله معه كوزير من 908 حتى 912، خلال هذه الفترة نجح في استعادة أراضي بلاد فارس، وضمها للخلافة، كما أعاد نفوذ الدولة على سلالة ساجد في أذربيجان. عُين وزيراً لفترة ثانية في عامي 917 و918، وبعد عزله الثاني، سجنه الخليفة وبقي بالسجن حتى أطلق سراحه في 923، وبعد فترة من إطلاق سراحه، عُين وزيراً للمرة الثالثة. وأدى عنفه الشديد وشراسته ضد منافسيه خلال فترته الثالثة، وكذلك الفشل العسكري في التعامل مع القرامطة، أديا لإقالته وإعدامه، هو وابنه المحسن، في 18 يوليو 924.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

Map showing the Abbasid Caliphate after al-Mu'tadid's campaigns of consolidation, ca. 900: areas under direct Abbasid control in dark green, areas under loose Abbasid suzerainty, but under autonomous governors, in light green

كانت عائلة أبو الحسن علي بن الفرات إحدى أبرز العوائل في بغداد في أوائل القرن التاسع، وكان والده محمد بن موسى، أول فرد من العائلة يتولى منصباً إدارياً مهماً.[1] بدء علي حياته المهنية مع أخيه أحمد في أواخر فترة حكم المعتمد (حكم بين 870 و892) وخلال وصاية الموفق بالله. وأشرف على رعايتهما إسماعيل بن بلبل، الذي ضمهما إلى الإدارة كخبراء ماليين وعهد إليهما بمديرية عائدات أراضي سواد العراق، بعد أن أن أصبح وزيراً لكل من المعتمد والموفق عام 885.[1][2] وبعد إقالة اسماعيل بن بلبل، سُجن أحمد لفترة، ثم إطلاق سراحه بعد تولي المعتضد بالله للحكم عام 892، واعادة تعينه سؤولاً عن دائرة المالية في سواد، ووبعدها عن جميع دوائر ضرائب الأراضي، ثم صار علي نائباً للمعتضد.[1] وسيطر الأخوان علي وأحمد بن الفرات وأتباعهم على البيروقراطية العباسية على مدى عقود بعدها. وكان ينافس الفراتيون، مجموعة أخرى من عائلات المسؤولين الآخرين، من بني الجراح أو الجراحيين، برئاسة محمد بن داود وابن أخيه علي بن عيسى الجراح، الذين حلوا محل بني الفرات كرؤساء للإدارات المالية في عام 899. كانت المجموعتان تمثلانجهات متباينة في صراع على المانصب والسلطة، وهناك مؤشرات تدل أن العديد من الذي اعتمد عليهم جناح بني الجراح، هم من المسيحيين العاملين في الجهاز البيروقراطي، كما سعوا إلى الحفاظ على علاقات أوثق مع الجيش، بينما حاول بنو الفرات فرض سيطرة مدنية صارمة على الجيش وفضلوا الشيعة بشكل غير معلن.[3][4] وكان التنافس بين المجموعتين شديدًا ولكنه بقي مقيَداً، حيث تغيرت حظوظهما بشكل كبير مع تغير الظروف، ولكن التعذيب والمصادرة القسرية لممتلكات المسؤول المخلوع كانا أمراً شائعاَ في ظل النظام القديم المعروف باسم "المصادرة"، إذ أجبر المسؤولين المخلوعين على إعادة الأموال التي اختلسوها؛ وكان المسؤولين مضطرين، أن يختلسوا الأموال أثناء وجودهم في مناصبهم حتى يتمكنوا من توفير النفقات اللازمة أثناء القيام بالمصادرة.[5]

استمر الأخوان في العمل كرئيسين للإدارات المالية في خلافة المكتفي بالله. بعد وفاة أخيه 904، وأصبح علي كبير مساعدي الوزير العباس بن الحسن الجرجرائي.[1] إلا أن وفاة المكتفي عام 908 تركت قضية الخلافة مفتوحة، فطلب الوزير العباس، مشورة أهم المسؤولين بشأن اختيار من سيخلف المكتفي، وبناءً على نصيحة علي، وقع الاختيار على جعفر، أخ المكتفي والبالغ من العمر 13 عاماً فقط، والذي نُظر إليه على أنه مرن وستسهل إدارته من قبل كبار المسؤولين. وبحسب المؤرخ هيو كينيدي، فإن اختيار المقتدر بالله كان "تطوراً شريراً" وفاتحة لأحد "أكثر العهود كارثية في التاريخ العباسي بأكمله" وفي 19 ديسمبر 908 عين علي نفسه وزيراً، وذلك بعد الانقلاب الفاشل الذي قام به أنصار ابن المعتز في 17 ديسمبر.[1][6] امتلك خلال ولايته الأولى كوزير صلاحيات واسعة جدا، وتعاون مع والدة الخليفة وبعض رجال القصر في إدراة شؤون البلاد.[1] وحقق سلسلة نجاحات أبرزها استعادة بلاد فارس،[7][8]والاعتراف بالسيادة العباسية من قبل يوسف بن أبي الساج قائد بنو الساج، الذين كانوا يحكمون أذربيجان، وذلك لقاء جزية سنوية رمزية قدرها 120 ألف درهم. ولمكافئته على التسوية، عُين يوسف كمسؤلاً عن الحامية، وصك اسمع على عملة معدنية.[7][9] إلا أن علي بدء في إساءة استخدام سلطته واختلس مبالغ كبيرة من الخزانة، مما أدى إلى إقالته واعتقاله في 21 يوليو 912.[1][10] وعين مكانه محمد بن عبيد الله الخاقاني.[10] وفي أعيد تعين علي في الوزارة في 3 يونيو 917، خلفًا لمنافسه القديم علي بن عيسى،[10] إلا أن فترة ولايته الثانية كانت مضطربة، فقد تمرد يوسف بن أبي تاصاج، وامتنع عن دفع الجزية لبغداد، واستولى على عدد من مناطق السامانيين في المحافظات الخاضعة للخلافة في شمال غرب إيران. وحاول علي التوسط نيابة عن يوسف، ولكن فشل في ذلك، واقيل نوفمبر 918، في حين هُزم يوسف وأسر إلى بغداد على يد القائد العباسي مؤنس المظفر، عام 919.[1][11] وعُين حامد بن العباس بديلاً لعلي، وكان حامد رجلًا طموحاً، لكن عمره كان قد تجاوز الثمانين عاماً ولم يكن يملك خبرة بالشؤون الإدارية تماماً. الأمر الذي جعله لا يمارس أي سلطلة فعلية، إنما كان واجهة لعلي بن عيسى الذي كان هو المتحكم الرئيسي بالإدارة.[12] وظل علي مسجوناً في قصر الخلافة طوال فترة تولي ابن العباس الوزارة، ولم يُفرج عنه إلا بعد إقالة ابن العباس في 923، وأعيد تعيينه في الوزارة للمرة الثالثة والأخيرة في 7 أغسطس.[1][13] ينظر المؤرخون لفترة حكم علي الأخيرة، والتي امتدت من أغسطس 923 إلى يونيو 924، على أنها من أسوأ فترات الدولة العباسية، وتم الإصطلاح على تسمية عام حكمه الآخير بـ"عام الدمار". ولم يستمر على نهجه المتسامح مع اعدائه الذي اتبعه في ولايته الأولى والثانية، وقام علي وبمساعدة ابنه المحسن بالإنتقام من كل من أساء إليه خلال فترة عزله، واستخدم العنف المبالغ به لتحصيل مبالغ كبيرة من أولئك الذين تولوا مناصبه خلال فترة حكم حامد.[1][14] ولتعزيز موقفه بشكل أكبر، أرسل مؤنس المظفر إلى ما يشبه المنفى في الرقة.[15]كما قُيدت سلطات الحكومة مع العودة المفاجئة للقرامطة، ونهب البصرة عام 923 والغازة على قافلة العائدة من الحج في 924.[1][15]ولما عجز علي عن صد هذه الهجمات، تراجعت شعبية علي بين السكان، ثم تصاعد الأمر لحدوث أعمال شغب في بغداد. بالتزامن مع استياء الجهاز الإداري من عنفه ووحشيته في الإدارة، بالغضافة لعدم قدرته دفع رواتب الجيش بسبب الضائقة المالية. كل ذلك عزز الضغوط على الخليفة من قبل أعضاء البلاط والجيش للتحرك، حتى أوائل يونيو 924، إذ اعتقل المقتدر علي وابنه.[1][16] احتفظ المقتدر بالكثير من التعاطف مع الرجل الذي كان معلمه، وكان يحترم ذكائه وقدرته، ولكن عندما حضر الوزير السابق وابنه أمام الخليفة للمحاكمة، كان علي قد خسر كل التعاطف معه، وجى إعدام علي والمحسن على الفور في 18 يوليو 924. [17][18] لاحقاً، تمكن ابن شقيق علي الفضل من اعادة بني الفرات للمناصب الرفيعة بدءاً من عام 927، كما أنه شغل منصب وزير لفترة وجيزة عامي 932 و937.[19][14]


Character and assessment

Ali ibn al-Furat was a complex personality. Well-educated and highly cultured, he was very intelligent and remarkably eloquent. He distinguished himself as an extremely able fiscal administrator, "committed to the reform of abuse and the raising of state revenues without oppression" (Hugh Kennedy) and able to "solve rapidly what appeared to be the most complicated problems" (Dominique Sourdel). As a courtier, he exercised power in the style of a "grand seigneur" (Kennedy), having an affinity for luxury and dispensing extravagant largesse on his followers to enhance his own image. At the same time, his primary loyalty was not to the state or the caliph, but to the advancement and enrichment of himself and his followers, which formed almost a Twelver Shia "secret politicoreligious party" (Sourdel) within the heart of the Sunni Caliphate. Furthermore, despite combating corruption in others, he was not above breaking the law for his own profit, and was "to an extent ruthless and unscrupulous when it came to furthering his own interests" (Kennedy).[19][20]


المصادر

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Sourdel 1971, p. 767.
  2. ^ Kennedy 2004, pp. 174–175.
  3. ^ Kennedy 2004, pp. 175, 180.
  4. ^ Bonner 2010, pp. 333–334, 350.
  5. ^ Bonner 2010, p. 334.
  6. ^ van Berkel et al. 2013, p. ix.
  7. ^ أ ب Kennedy 2004, p. 190.
  8. ^ Bosworth 1975, p. 123.
  9. ^ Madelung 1975, p. 230.
  10. ^ أ ب ت van Berkel et al. 2013, p. x.
  11. ^ Madelung 1975, p. 231.
  12. ^ van Berkel et al. 2013, pp. 74–75.
  13. ^ van Berkel et al. 2013, p. xi.
  14. ^ أ ب van Berkel et al. 2013, p. 72.
  15. ^ أ ب Kennedy 2004, p. 191.
  16. ^ Kennedy 2004, pp. 191–192.
  17. ^ Sourdel 1971, pp. 767–768.
  18. ^ van Berkel et al. 2013, pp. xi, 72.
  19. ^ أ ب Sourdel 1971, p. 768.
  20. ^ Kennedy 2004, p. 186.


سبقه
al-Abbas ibn al-Hasan al-Jarjara'i
Vizier of the Abbasid Caliphate
19 December 908 – 21 July 912
تبعه
Muhammad ibn Ubayd Allah al-Khaqani
سبقه
Ali ibn Isa al-Jarrah
Vizier of the Abbasid Caliphate
3 June 917 – 17 November 918
تبعه
Hamid ibn al-Abbas
سبقه
Hamid ibn al-Abbas
Vizier of the Abbasid Caliphate
7 August 923 – June 924
تبعه
Abdallah al-Khaqani