نقاش:سيوة



تاريخ سيوة القديم ( ديانة امون )

مقدمة تاريخية – ديانة امون – الاسكندر ذو القرنين – ديانة اخنتانون- سيوة امونية – اصل سكان الواحة – كهنة امون وبناء معبد بسيوة – الاغريق وديانة امون – ملوك الاغريق وديانة امون – زيارة الاسكندر للواحة – زوال ديانة امون .

تاريخ سيوة القديم

المقدمة

ذكرنا في المقدمة نبذة مختصرة عن العهود التى مرت على الواحة من عهد المصريين القدماء ثم الفرس والرومان والاغريق والعرب ثم العهد الحالى وفى هذا الباب تتمةللموضوع الاول .

وتدل الاحوال وتاريخ هذه الواحة على انها لم يعرف عنها شى قبل القرن السادس من الميلاد وحتى الاستكشافات والبحث الكثير الذى قام به الرحالة الشهير الكونت (باروك) في غرود الرمال المحيطة بالواحة من الجهات العديدة التى يبلغ ارتفاع بعضها احيانا حوالى 200الى 300 مترا وكذلك الغرود الواقعة بحرى غربى الواحة بجهة خميسة وغيرها من الواحات الصغيرة القريبة لم يتوصل منها الى معرفة اى معلومات عن تاريخ الواحة قبل هذا التاريخ .

على ان الثابت ان اتصال واحة سيوة بمصر يرجع الى حوالى سنة 1500 قبل الميلاد حينما كانت مصر في عصرها الذهبى ةالسياسى الكبير ووقت فتوحاتها العظيمة التى ضمت اليها بلادا كثيرة في العمران والصحارى واقاليم عديدة ومن ضمن هذه الاقاليم الاراضى والواحات الغربية والبحرية ومنها واحة سيوة التى كان يسكنها في هذا الوقت سلالة من سكان صحراء ليبيا ومع كثرة البحث فلم توجد على حوائط المعابد ولاالمسلات المصرية القديمة من النقوش او الكتابات الهيرغلفية القديمة مايدلنا دلالة واضحة على اتصال هذه الواحة بقدماء المصريين سكان وادى النيل .

ديانة امون

ولكن مما لاشك فية ان معبد وهيكل الاله امون انشىء في سيوة في عهد الاستين الثامنة عش رة والتاسعة عشرة كما انه من الثابت ايضا ان ديانة امون انتشرات في القرن الثامن ق.م في ارجاء الصحراء والاقاليم القريبة منها .

واما كان الاله امون في هذا الوقت هو المعبود الذى تدين به مدينة طيبة المقدسة والذى صار بعد ذلك (امون رع) (اله الشمس) وكان يعتبر في هذا الوقت كبير الهه المصريين بل سيدهم . فكانت ديانته في كل الانحاء والاقاليم التى فتحها وغزاها الفراعنة ملوك مصر وكانو يسمون انفسهم (بابناء امون) ولم تقتصر عبادته فقط على وادى النيل وصحاريه المجاورة بل تعدته الى الاقاليم الواقعة شرق البحر المتوسط .

لماذا سمى الاسكندر بذى القرنين ؟

ولما كانت القرابين التى تقدم للاله امون هى من الكباش ولعل زائرى الاقصر يشاهدون طريق الكباش الموصل لمعبد امون فلذلك اتخذت (راس الكبش) شارة للالة المذكور ولبسها فراعنة مصر على تيجانهم ورءوسهم ثم لبسها الاسكندر نفسة بعد ان نادى به الكهنة بابن امون تشبيها له بفراعنة مصر ونال بركة المعبود بعد زيارته لمعبده في واحة سيوة ولما كان الاسكندر لبس شارة المعبود وهى راس الكبش بقرنيه وظهرات هذه الشارة في امثر صور الاسكندر وكذلك تراها مطبوعة على نقوده المسكوكة باسمه فلذلك سمى (بذى القرنين) .

طهور ديانة اخناتون واختفاؤها وعودة ديانة امون مرة ثانية

وفى عصر اخناتون قامت ديانة جديدة غطت قليلا على ديانة امون فضعف نفوذ كهنة امون في طيبة وفى المعابد الاخرى والاقاليم ولكن بموت الملك اخناتون اختفت هذه الديانة الجديدة وعادت ديانة امون ثانية للظهور وازدادت قوة ونفوذا خاصة في عهد فرعون (رمسيس) وقد تمكن كهنة امون من اخضاع كل ملوك الاقاليم المجاورة لنفوذهم وديانتهم . ولم يكتف كهنة امون بذلك بل اجبروا كهنة اثيوبيا (الحبشة) ايضا على اعتناق ديانة امون حتى انك لتجد عندما غزت اثيوبيا (الحبشة) المصريين وفتحت مصر في القرن الثامن كانت ديانة امون وعقيدتة منتشرة بين الجنود الاثيوبيين (الاحباش).

لماذا سميت سيوة (امونية) ؟

وكان كهنة امون ينشرون ديانته ووذهبه في كل الارجاء كما اسلقنا فكانوا يقيمون الهياكل والمعابد لعبادتة وقد حلت هذه الديانة في واحة سيوة واقيم بها هيكل ومعبد للاله وسميت بذلك آمونية نسبة الى الاله المذكور.

أصل السكان في الواحة

ويحكى المؤرخ هيرودوت ان اهالى سيوة كانوا خليطا من قدماء المصريين والاثيوبيين (الاحباش) ولاشك ان هذه حقيقة يؤيدها التاريخ . كما انه لايبدو هذا الغرض عجبا أو مدهشا لان ديانة امون كانت منتشرة في هذه الارجاء فلم ينازعها منازع حتى اكتسحها الدين الاسلامى عند فتح شمال افريقيا .

لماذا اختار كهنة امون واحة سيوة لبناء معبدهم ؟

على ان الحقيقة الظاهرة ان واحة سيوة كانت ولاتزال مركزا عطيما للقوافل القادمة والذهبة من الجنوب ووسط الصحراء الى الشمال والشرق ةالغرب ووجود المعبد هناك وسيلة ظاهرة لنشر مذهبة وديانتة بين مختلف هذه القباءل وبذلك انتشرات هذه الديانة في التاريخ القديم . وهذه الحقيقة لم تغب ايضا عن السيد السنوسى فجعل في هذه الةاحة وغيرها نت الواحات القريبة مستقرا له ولمذهبه واقام بها مدارس للتعليم الدينى واتبع نفس الطريقة التى اتبعها المصريين القدماء بدون معرفة وتفكير اوصلة بين العهدين وعلى ممر الايام والعصور ضعفت ديانة امون ومذهبه وقل انتشارها ولكن بقيت اهميتة وتاثيره في الواحة والاقاليم المجاورة خاصة عند الساحل ولم ينس الاهالى عهد هذه الديانة ولا سلطان نفوذها وقوة وحيه والهامه .

الاغريق وديانة امون

ولم تقتصر هذه الديانة على المصريين انفسهم والاثيوبيين بل انتشرات ايضا بقوة ونفوذ بين الاغريق خاصة في القرن السادس قبل الميلاد وكان الاغريق يحملون له في انفسهم كل اجلال واكبار خاصة في الممالك الاغريقية التى نشات على ساحل افريقيا الشمالى وكانت مدينة سيريين الاغريقية هى همزة الوصل بين الدياناتين المصرية والاغريقية . فقد اسس الاغريق مدينة سيريين على ساحل ليبيا الشمالى في الوقت الذى بدات فيه ديانة الاله امون تضع اساسها بالواحة كما بدات مدينة سيريين في الاتصال تجاريا بسيوة لجلب البلح والزيتون والزيوت وكانت القوافل التجارية تسير بين الناحيتين وبحكم الاتصال بدات ديانة امون في الانتشار ايصا في مدينة سيريين الافريقية علاوة على ديانة الاله (زيوس) التى بها الاغريق والتى كانت منتشرة بينهم في هذا الوقت.

ملوك الاغريق وديانة امون

ولقد ارسل كرويزوس الاغريقى ملك ليديا يستلهم الوحى وطلب يركة امون لواحة سيوة وقد اعقب ذلك ان بندار الشاعر العظيم نظم اسطورة وقصيدة للالة امون بعد ذلك بنحو قرن من الزمان وان ذلك يؤيد الواقع ان الاله امون اضحى معبودا للمصريين القدماء والاغريق .

لماذا زار الاسكندر المقدونى الاله امون بواحة سيوة ؟

من الوقائع التاريخية المذكورة عاليه نحصل على نتيجة واحدة وهى ان امون كان معبودا للمصريين والاغريق على حد سواء . ويتبين لنا اسباب زيارة اسكندر المقدونى للاله امون لينال منه البركة وليستلهم الوحى ولينادى به الكهنة بابن امون اسوة بفراعنة المصريين .

واختلف اكثر المؤلفين والرواة في اسباب هذه الزيارة فبعضهم نسبها الى الاسكندر الذى اراد ان يتشبه بفراعنة مصر الاقوياء لينادى بابن امون والبعض الاخر قال انه اراد بهذه الزيارة ان يؤثر على اذهان الشعب المصرى بزيارة الهتهم فبذلك يستجاب محبتهم وعطفهم وتمهيدا لانشاء مملكة عظيمة تجمع بين المصريين والاغريق ولكن اذا كانت هذه نيتة الحقيقية فقد كان هناك بمدينة طيبة ووادى النيل ومدائنه المقدسة الهة كثيرة اعظم شانا واقرب محبة وكان يمكنة زيارتها ويوفر على نفسه مشقة السفر بالصحراء وتعرضه للموت عطشا ولكن الحقيقة الثابتة ان مقام المعبود امون كان قد ارتفع شانه في هذا الوقت بين المصريين والاغريق على حد سواء واراد الاسكندر ان يحتج اليه بزيارته مستلهما منه الوحى ولينال بركته باعتباره معبود الاغريق العظيم .

زوال ديانة امون

وقد بقيت ديانة امون في الازدهار وارتفاع بدوام مملكة المصريين ومن بعدهم الاغريق ثم اخذت في الهبوت عندما حلت الدولة الرومانية محل الدولة الاغريقية ولم يهتم الرومان بهذه الديانة ولغيرها من الهة المصريين القدماء بل عملوا على اتلاف المعابد والهيا كل وهكذا اخذت قيمة هذه الديانة في الهبوط ولكن قوة ووحى امون لم تنس بل بقيت ذكراه على مر الايام والعصور ولو انه مع الاسف لم توجد اى كتابات قديمة تؤيد حوادث هذا العهد فضلا عما بذله كثيرون من قدماء المؤرخين في مختلف العصور لاستخراج حقيقة هذا التاريخ .

اثار العهد الاغريقى والرومانى

ولم توجد اى دلالات على هذا العهد الا لوحة اثرية وجدت اخيرا وهى موجودة الان بمتحف الاسكندرية وتتلخص في ان الامونيين (اهالى الواحة) حضروا لتقديم الطاعة ةالهدايا للامبراطور هارديان عندما زار مصر سنة 130 ق .م

العهد المسيحى

وممالاشك فيه ان المسيحية انتشرات هناك من العهد المسيحى وان القساوسة والرهبان من كل الاجناس كانوا يرسلون الى الواحة بطريق النفى في مبدا ظهور المسيحية خوفا من الاضطهاد واقاموا هناك كثيرا من صوامع العبادة والكنائس .


اثار سيوة

معبد امون – هيكل امون – مدينة كروبليس وطبقاتها – عين الشمس – جبل الموتى المصيرين – جبل الدرور – بيت السلطان – قصر الروم – اثار اخرى – اثار قوريشت – اثار اخرى – اثار البحرين – اثار العهدالاغريقى والرمانى – اثار العهد المسيحى – اثار العهد الاسلامى .


معبد جوتبر امون بجهة الاغورمى :

فى الجهة الشرقية من واحة سيوة تقع بلدة الاغورمى التى سبق ذكرها بالفصل الرابع وتماثل سيوة في هندسة البناء تقريبا وهى مبنية فوق صخرة جميلة مرتفعة تشبه القلعة مطلة ومشرفة على الجهات المجاورة ومحكمة عليها تماما وتمتاز عن سيوة بوجود بقايا اثار معبد امون . فبعد ان يمر الرائر من بوابة حصينة ومدخل صعب المرتقى ليس من السهل السير فيه وبعد ان يجتاز بعض السراديب الضيقة يصل الى فسحة من الرض ويصادفه في المواجهة بقايا اثار المعبد الاثرى الشهير وقد تهدم اكثره ولم يبق منه الا اثار بوابة المدخل وبعض كتابات مصرية قديمة ويمر الانسان في ممر الى داخل المعبد فيشاهد غرفة الاجتماع الشهيرة التى تمت فيها رسامة الاسكندر ذى القرنين ونودى به بابن امون العظيم ونال بركة رؤساء كهنة الاله امون .

على انه لم يبق في هذه الغرفة شى يدلنا على اثار هذا العهد ولكن الاثر العظيم الذى يترك في نفس الزائر عندما يذكر انه في داخل هذا الايوان في نفس هذا المكان جلس اسكندر المقدونى بعد سفر شاق طويل يطلب بركة الاله وينال منه الرضا والوحى .

وبعد هذه الغرفة يوجد باب صغير يؤدى اللا الخزانة الداخلية بواسطة ممر ضيق يكاد يكفى لمرور شخص واحد بجهد وتسمى بالايوان وفى صدرها نوافذ تشرف على السهول واحراش النخيل المحيطة بالواحة ومن هذذه النوافذ تمر تيارات هوائية مرطبة للجو حتى في اوقات اشتداد حرارة الواحة التى تبلغ احيانا 45 و 46 درجة كما تشاهد يضا من هذه الفتحات مناظر جذابة لاجزاء الواحة . ويعتقد اهل الواحة ان هناك ممرات سرية اسفل غرفة الاجتماع والخزانة وهذه الممرات توصل الى المعبد وجبل الموتى او جبل المصبرين والذى يبعد عن هذا المكان نحو 1.5 كيلو غربا كماانهم يعتقدون بوجود ممرات اخرى سرية تصل ايضا لهيكل امون الموجود باسفل السهل لجهة الشرق كما تصل ايضا الى جبل الدكرور الواقع جنوب شرقى سيوة الى المكان الاثرى الموجود هناك والمسمى ببيت السلطان ولكن لم تعمل اى مباحث لهذه الانحاء لاثبات هذه الاقوال . وقد كانت اثار المعبد مختفية عن الانظار ومطموسة خلف حوائط من الطين من مبانى منازل اهلى الاغورمى حتى حدثت امطار شديدة في سنة 1919 فهدمت البلدة وازالت كثير من هذه المبانى الطينية فانكشفت اثار المعبد والبوابة الاثرية ووفد بعدها كثيرون من علماء الاثار من انحاء العالم لتحقيق كتابات قديمة وتاريخ معروف عن هذه الاثار .

ويدلنا التاريخ على ان هذا المعبد قد تم بناء في اواخر القرن الخامس او القرن الرابع قبل الميلاد .

هيكل امون :

اما هيكل امون فقد اقيم في السهل المجاور لبلدة الاغورمى ويصل اليه الزائر من طريق ضيق محاط باحراش النخيل على ان الوصف الحقيقى لهذا الهيكل العظيم الذى كتب عنه المستر براون الرحالة الشهير بعد زيارته لسيوة في نهاية القرن الثامن عشر وذلك قبل ان يتهدم بتاثير الزلزال الذى حدث في سنة 1811 ميلادية ثم وصفة ايضا الرحالة كاليود في سنة 1820 قبل التخريب الثانى الذى حل به خلال القرن التاسع عشر ليدلنا دلالة حقة على عظمة وابهة هذا الهيكل العحيب وعلى براعة هندسته ونقوشه العظيمة . وهذه الاشياء قد زالت وتهدمت ولم يبق هناك اى اثلر من اعمدة المدخل الكبير ولا من محتوياته الداخلية او نقوشاتة الفخمة وبقيت فقط واجهة من واجهات الجدار وعلى هذا الجدار بقيت بعض النقوش الجملية التى تدلنا على موكب الاله التاريخى في حضرة الاله امون . وصورة اخرى للاله امون رع . ومن هذه النقوش تتصور الحالة الحقيقية الفخمة التى اكن عليها هذا الهيكل العظيم .

وان بناء هذا الهيكل احدث تاريخا من بناء المعبد السابق ويرجع تاريخة الى عهد فرعون مصر (378 – 361 قبل الميلاد) .

وقد كتب عن هذين الاثرين احد اتباع الاسكندر المقدونى الذين صحبوه في رحاته الشهيرة لواحة امون . ونقلها عنه دايذودس واخر يدعى كورتيس وهذا ماكتبه :

مدينة اكروبليس وطبقات مبانيها :

وفى وسط هذه الصحراء الشاسعة وقعت مدينة اكروبليس ومعبدها وهيكلها العظيمين في حصن حصين من غارات المهاجمين والفاتحين وهذا الحصن مكون من طبقات عديدة . ففى الطبقة الاولى يقيم حكام هذه المنطقة وفى الطبقة الثانية يقيم الحريم والاقارب والاطفال . ثم ثكنات ومعسكرات الحامية واخيرا المعهد المقدس ثم العين (النبع) الالهية التى يغتسل فيها او تنظف عندها القربات قبل تقديمها للاله اما الطبقة الثالثة فتحتوى مساكن الحراس وثكنات الحرس الملوكى وعلى مسافة قريبة منها اقيم هيكل امون في السهل القريب ترفرف على هذا الهيكل اشجار النخيل وعلى مقربة منه ( عين الشمس) ولاتزال موجودة للان وسياتى الكلام عنها .

عين الشمس (عين الحمام) (حمام كليوباترة) :

وتعرف بعين الجوبة وتزداد شهرتها لوقوعها بالقرب من معبد وهيكل امون وهى من العيون الشهيرة بالواحة وقد ذكرها المؤرخ هيرودوت وغيره من المؤرخين ويقول عنها ان حرارة مياهها تزداد وتنقص بحسب توقيت ساعات اليوم المختلفة فتجدها ساخنة في الصباح ثم تاخذ حرارتها في الانخفاض تدريجيا من ساعة الاخرى كلما تقدم النهار حتى تصبح باردة تماما وقت الطهيرة وبعدها تاخذ في الدفء تدريجيا حتى المساء فتعود ثانية الى حرارتها القديمة التى كانت عليها في الصباح (واهالى الواحة يحكون عنها خرافة ان مياهها ايضا كانت تتغير الوانها من ابيض الى اصفر ثم احمر وان الملك وضع لحراستها 1000 رجل وكانو يستبدلون بغيرهم يوميا وانهم يعزون هذا التغيير الى السحر وان هذا اكن في حكم راشيم او امروس) ويزور هذه العين السواح دائما وقطر دائرة النبع نحو اربعة امتار ويرتفع فيها الماء بشكل غازات وهى تروى مزارع الاغورمى وعليها المعول تقريبا .

ويقول اهل الواحة ان في هذه العين اكن يوجد نوع من السمك لونه اسود واعمى (فاقد البصر) ولكنه انقرض الان .

وقد ورد في القران الكريم : "ويسئلونك عن ذى القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شى سببا فاتبع سببا حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قانا ياذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا " (سورة الكهف )

جبل الموتى المصبرين

ويقع هذا الجبل على بعد كيلومتر تقريبا بحرى البلدة وهو عبارة عن تل مخروطى الشكل يبلغ ارتفاعه 50 مترا ذو تربة جيرية ولهذا الجبل منظر عجيب ومن اسفلة الى اعلاه عبارة عن مقابر للموتى على شكل خلية النحل ومنحوتة في الحجر من اسفل لاعلى في صفوف منتظمة وطبقات متتالية بنظام هندسى مشابه لنظام بناء الواحة القديمة نفسها وهذه المقابر بعضها يسير في االداخل الى عمق كبير وكل مقبرة عبارة عن دهليز مستطيل الشكل ينتهى الى فناء متسع مربع الشكل ومن هذا الفناء تتفرع جملة فتحات او مقابر لوضع الموتى بها وينزل الية بسلم بدرجة او اثنين ولايزال على الحوائط بقايا كتابات مصرية قديمة وهى مماثلة تماما لكثير من المقابر المنتشرة على ساحل ليبيا من العصر الرومانى . ولو انها اقدم عهدا منها على ان عهد مقابر هذا الجبل لايتجاوز عهد قدماء المصريين . ومن سنين مضت كانت الجماجم وعظام الموتى تشاهد بكثرة منثورة على الارض وقد نبشت هذه المقابر بشكل يدل على الوحشية اما من الاهالى انفسهم في سبيل البحث على الاثار او بوسطة بعض السائحين وزوار الواحة بقصد البحث العلمى ولم يبق منها للان الابعض عظام قليلة منثورة هناوهناك لااهمية لها من الوجهة العلمية ولايمكن باى حال الوقوف منها على العهد الذى دفنت فيه ولاشك ان السيويين انفسهم قد بدعوا نبش هذه القبور وسرقة محتوياتها من زمن بعيد واكمل عليها زوار الواحة والسائحون في القرنين التاسع عشر والعشرين .

وفى الشتاء يسكن بعض الفقرة من اهالى الواحة هذه المقابر لتقيهم برودة الطقس في الوقت الذى تصبح فيه منازلهم الطينية الخالية من منافذ النور غير محتمله لشدة البرودة بها .ويحج الاهالى لهذا الجبل والى جبل الدكرور في اوقات معلومة في السنة ويقيمون بها حوالى سبعة ايام في زمن مخصوص يسمى بعيد الثوم وياكل الاهالى فية الثوم فقط وذلك في وقت تغير فصول السنة ويعتقدون ان هذا يعطيهم مناعة من الامراض خاصة حمى الملاريا المنتشرة هناك .

جبل الدكرور :

عبارة عن سلسلة من التلال المتجاورة للواحة من جهة الشرق وتبعد عنها حوالى ميلين ونصف شرقا وقريبة من ناحية الاغورمى ولجبل الدكرور قمتان احداهما وتسمى نادرة والاخرى ناصرة .وفى قمة ناصرة مغارة منحوتة في الصخر تسمى (تناشور) ولها ستة اعمدة مربعة حاملة لها وفى غرب هذا المكان توجد بعض كتابات هيروغليفية قديمة وفى اسفل هذه الغرفة اثر يسمى : (بيت السلطان) مصنوع من الحجر الجيرى النظيف وله ستة اعمدة عند مدخل الباب ثلاث غرف واحدة على اليمين والاخرى على اليسار مساحة كل منها تقريبا 3 × 1.5 ×2 قدم اما الوسطى فطولها نحو 12 قدم .

وعلى الحوائط كتابت مصرية قديمة ويعتقد السيويون كما اسلفنا ان هذا الجبل وبيت السلطان يتصلان بمعبد امون وبهيكله الموجود بناحية الاغورمى بممرات خفية سفلية ولكن لم يثبت شى من ذلك الان .

قصر الروم :

ويقع ما بين خميسة وناحية المراغى الواقعة غرب سيوة وهناك اثار اعمدة ومعبد يرجع عهده الى المسيحية الاولى كما توحد بعض اثار رومانية ومقابر منقورة في الصخر تشابه كثيرا الموجودة بجبل الموتى ويقال ان هناك مدفن بعض البطارقة من العهد المسيحى وهناك محل يسمى السيويبة ( عبد الجبار) او (جارة ام بيضاء) ويذكرون ان هذا المحل اكن مملوءا بالكتب الاثرية القديمة وزعموا انه لما فتح العرب الواحة واسلم اهلها راوا ان يحرقوا هذه الكتب ويبددوها خوفا من عودة الافرنج ثانية واثبات ملكية البلد لهم .

اثار قوريشت :

وقد سبق ان تكلمنا عنها وهى قريبة من العين المسماة بهذا الاسم وتقع على بعد 22 كم شرقى سيوة وبها اثار مدينة قديمة وقد اجريت هناك حفائر ولم تعلم النتائج التى اسفرات عنها هذه الحفائر غير انها دلت على اثار مدينة امون العظيمة قديما .

اثار جبل خميسة :

وكما ان جبل الدكرور من الجبال المقدسة فجبل خميسة له مثل هذه الاهمية ايضا في سيوة ويبعد نحو 12 كيلو مترا لجهة الغرب وفى الطريق اليه تلال جيرية بها مقابر ظاهرة ومخابىء اثرية من العهد المصرى القديم ولايزال اهالى سيوة يؤكدون وجود كنوز مدفونة في هذا الجبل وقد دفنت هناك خوفا من غارات العربان في الفتوحات الاولى . ومن المناظر المحبوبة هناك رؤية الشمس من جبل خميسة وانعكاس صوئها على مياه البحيرة المطل عليها الجبل الدكرور .

اثار اخرى :

فضلا عن ذلك ففى نواح عديدة من الواحات القريبة الصغيرة اثار عديدة من العهد المصرى والاغريقى وذلك في نواحى الجربا وشطيا وام غزلان والمراغى مما يدل على وجود مدينة عظيمة كنت قائمة في هذه الجهات .

اثار البحريين :

والبحريين واحة صغيرة منعزلة تبعد حوالى 100 كيلومتر جنوب شرقى سيوة ولهذه الواحة اهمية اثرية عظيمة وكانت موضع اهتمام رجال الاثار اخيرا فهى همزة الوصل بين سيوة ووادى النيل وتوجد اثارها في تل يسمى جارة البلد ويقع على بعد نصف كيلومتر شرقا وفى هذا التل فجوات ومغارات ومقابر قديمة وفى الصخر على شكل خلية النحل ويرجع تاريخ هذه الاثار الى نفس تاريخ عهد امون .

اثار العهد الاغريقى والرومانى :

اما اثار هذا العهد فهىقليلة جدا في الواحة وقد ذكرنا عنها بعض المعلومات واهمها وجود لوحة اثرية وجدت اخيرا وهى موجود الان بمتحف الاسكندرية وتتلخص في ان اهالى الواحة (الامونيين) حضروا لتقيم الطاعة والهدايا للامبراطور هادريان عند زيارتة لمصر في سنة 130 قبل الميلاد.

اثار العهد المسيحى :

ومما لاشك فيه ان المسيحية انتسرت في هذه الارجاء وهناك بعض اثار المسيحية وكنائس قديمة منتشرة في الصحراء المجاورة وقد اكن هناك عدد كبير من القساوسة والرهبان من كل الاجناس ممن كانو يرسلون للواحة بطريق النفى او يهربون اليها خوفا من الاضطهاد فاقاموا هناك كثيرا من صوامع العبادة والكنائس .

اثار العهد الاسلامى :

ولايوجد من اثار العهد الاسلامى الا الجامع العتيق ويقال انه مضى عليه نحو الف سنة وله مئذنة مصنوعة من الجالوص ومرتفعة بمقدار عظيم كقمع السكر ومائلة ولكنها مازالت ثابتة ومتينة للغاية مع ضعف المواد المصنوعة منها . وهناك جامع اخر بناحية الاغورمى وله مئذنة من هذا النوع لاتزال قائمة ايضا بمنظرها الغريب

وللاخوان السنوسسن هناك عدة زوايا للعبادة وتلقى العلوم الدينية ولهم هناك مقام واحترامهم عظيم . اثار سيوة


معبد امون – هيكل امون – مدينة كروبليس وطبقاتها – عين الشمس – جبل الموتى المصيرين – جبل الدرور – بيت السلطان – قصر الروم – اثار اخرى – اثار قوريشت – اثار اخرى – اثار البحرين – اثار العهدالاغريقى والرمانى – اثار العهد المسيحى – اثار العهد الاسلامى .


معبد جوتبر امون بجهة الاغورمى :

فى الجهة الشرقية من واحة سيوة تقع بلدة الاغورمى التى سبق ذكرها بالفصل الرابع وتماثل سيوة في هندسة البناء تقريبا وهى مبنية فوق صخرة جميلة مرتفعة تشبه القلعة مطلة ومشرفة على الجهات المجاورة ومحكمة عليها تماما وتمتاز عن سيوة بوجود بقايا اثار معبد امون . فبعد ان يمر الرائر من بوابة حصينة ومدخل صعب المرتقى ليس من السهل السير فيه وبعد ان يجتاز بعض السراديب الضيقة يصل الى فسحة من الرض ويصادفه في المواجهة بقايا اثار المعبد الاثرى الشهير وقد تهدم اكثره ولم يبق منه الا اثار بوابة المدخل وبعض كتابات مصرية قديمة ويمر الانسان في ممر الى داخل المعبد فيشاهد غرفة الاجتماع الشهيرة التى تمت فيها رسامة الاسكندر ذى القرنين ونودى به بابن امون العظيم ونال بركة رؤساء كهنة الاله امون .

على انه لم يبق في هذه الغرفة شى يدلنا على اثار هذا العهد ولكن الاثر العظيم الذى يترك في نفس الزائر عندما يذكر انه في داخل هذا الايوان في نفس هذا المكان جلس اسكندر المقدونى بعد سفر شاق طويل يطلب بركة الاله وينال منه الرضا والوحى .

وبعد هذه الغرفة يوجد باب صغير يؤدى اللا الخزانة الداخلية بواسطة ممر ضيق يكاد يكفى لمرور شخص واحد بجهد وتسمى بالايوان وفى صدرها نوافذ تشرف على السهول واحراش النخيل المحيطة بالواحة ومن هذذه النوافذ تمر تيارات هوائية مرطبة للجو حتى في اوقات اشتداد حرارة الواحة التى تبلغ احيانا 45 و 46 درجة كما تشاهد يضا من هذه الفتحات مناظر جذابة لاجزاء الواحة . ويعتقد اهل الواحة ان هناك ممرات سرية اسفل غرفة الاجتماع والخزانة وهذه الممرات توصل الى المعبد وجبل الموتى او جبل المصبرين والذى يبعد عن هذا المكان نحو 1.5 كيلو غربا كماانهم يعتقدون بوجود ممرات اخرى سرية تصل ايضا لهيكل امون الموجود باسفل السهل لجهة الشرق كما تصل ايضا الى جبل الدكرور الواقع جنوب شرقى سيوة الى المكان الاثرى الموجود هناك والمسمى ببيت السلطان ولكن لم تعمل اى مباحث لهذه الانحاء لاثبات هذه الاقوال . وقد كانت اثار المعبد مختفية عن الانظار ومطموسة خلف حوائط من الطين من مبانى منازل اهلى الاغورمى حتى حدثت امطار شديدة في سنة 1919 فهدمت البلدة وازالت كثير من هذه المبانى الطينية فانكشفت اثار المعبد والبوابة الاثرية ووفد بعدها كثيرون من علماء الاثار من انحاء العالم لتحقيق كتابات قديمة وتاريخ معروف عن هذه الاثار .

ويدلنا التاريخ على ان هذا المعبد قد تم بناء في اواخر القرن الخامس او القرن الرابع قبل الميلاد .

هيكل امون :

اما هيكل امون فقد اقيم في السهل المجاور لبلدة الاغورمى ويصل اليه الزائر من طريق ضيق محاط باحراش النخيل على ان الوصف الحقيقى لهذا الهيكل العظيم الذى كتب عنه المستر براون الرحالة الشهير بعد زيارته لسيوة في نهاية القرن الثامن عشر وذلك قبل ان يتهدم بتاثير الزلزال الذى حدث في سنة 1811 ميلادية ثم وصفة ايضا الرحالة كاليود في سنة 1820 قبل التخريب الثانى الذى حل به خلال القرن التاسع عشر ليدلنا دلالة حقة على عظمة وابهة هذا الهيكل العحيب وعلى براعة هندسته ونقوشه العظيمة . وهذه الاشياء قد زالت وتهدمت ولم يبق هناك اى اثلر من اعمدة المدخل الكبير ولا من محتوياته الداخلية او نقوشاتة الفخمة وبقيت فقط واجهة من واجهات الجدار وعلى هذا الجدار بقيت بعض النقوش الجملية التى تدلنا على موكب الاله التاريخى في حضرة الاله امون . وصورة اخرى للاله امون رع . ومن هذه النقوش تتصور الحالة الحقيقية الفخمة التى اكن عليها هذا الهيكل العظيم .

وان بناء هذا الهيكل احدث تاريخا من بناء المعبد السابق ويرجع تاريخة الى عهد فرعون مصر (378 – 361 قبل الميلاد) .

وقد كتب عن هذين الاثرين احد اتباع الاسكندر المقدونى الذين صحبوه في رحاته الشهيرة لواحة امون . ونقلها عنه دايذودس واخر يدعى كورتيس وهذا ماكتبه :

مدينة اكروبليس وطبقات مبانيها :

وفى وسط هذه الصحراء الشاسعة وقعت مدينة اكروبليس ومعبدها وهيكلها العظيمين في حصن حصين من غارات المهاجمين والفاتحين وهذا الحصن مكون من طبقات عديدة . ففى الطبقة الاولى يقيم حكام هذه المنطقة وفى الطبقة الثانية يقيم الحريم والاقارب والاطفال . ثم ثكنات ومعسكرات الحامية واخيرا المعهد المقدس ثم العين (النبع) الالهية التى يغتسل فيها او تنظف عندها القربات قبل تقديمها للاله اما الطبقة الثالثة فتحتوى مساكن الحراس وثكنات الحرس الملوكى وعلى مسافة قريبة منها اقيم هيكل امون في السهل القريب ترفرف على هذا الهيكل اشجار النخيل وعلى مقربة منه ( عين الشمس) ولاتزال موجودة للان وسياتى الكلام عنها .

عين الشمس (عين الحمام) (حمام كليوباترة) :

وتعرف بعين الجوبة وتزداد شهرتها لوقوعها بالقرب من معبد وهيكل امون وهى من العيون الشهيرة بالواحة وقد ذكرها المؤرخ هيرودوت وغيره من المؤرخين ويقول عنها ان حرارة مياهها تزداد وتنقص بحسب توقيت ساعات اليوم المختلفة فتجدها ساخنة في الصباح ثم تاخذ حرارتها في الانخفاض تدريجيا من ساعة الاخرى كلما تقدم النهار حتى تصبح باردة تماما وقت الطهيرة وبعدها تاخذ في الدفء تدريجيا حتى المساء فتعود ثانية الى حرارتها القديمة التى كانت عليها في الصباح (واهالى الواحة يحكون عنها خرافة ان مياهها ايضا كانت تتغير الوانها من ابيض الى اصفر ثم احمر وان الملك وضع لحراستها 1000 رجل وكانو يستبدلون بغيرهم يوميا وانهم يعزون هذا التغيير الى السحر وان هذا اكن في حكم راشيم او امروس) ويزور هذه العين السواح دائما وقطر دائرة النبع نحو اربعة امتار ويرتفع فيها الماء بشكل غازات وهى تروى مزارع الاغورمى وعليها المعول تقريبا .

ويقول اهل الواحة ان في هذه العين اكن يوجد نوع من السمك لونه اسود واعمى (فاقد البصر) ولكنه انقرض الان .

وقد ورد في القران الكريم : "ويسئلونك عن ذى القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شى سببا فاتبع سببا حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قانا ياذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا " (سورة الكهف )

جبل الموتى المصبرين

ويقع هذا الجبل على بعد كيلومتر تقريبا بحرى البلدة وهو عبارة عن تل مخروطى الشكل يبلغ ارتفاعه 50 مترا ذو تربة جيرية ولهذا الجبل منظر عجيب ومن اسفلة الى اعلاه عبارة عن مقابر للموتى على شكل خلية النحل ومنحوتة في الحجر من اسفل لاعلى في صفوف منتظمة وطبقات متتالية بنظام هندسى مشابه لنظام بناء الواحة القديمة نفسها وهذه المقابر بعضها يسير في االداخل الى عمق كبير وكل مقبرة عبارة عن دهليز مستطيل الشكل ينتهى الى فناء متسع مربع الشكل ومن هذا الفناء تتفرع جملة فتحات او مقابر لوضع الموتى بها وينزل الية بسلم بدرجة او اثنين ولايزال على الحوائط بقايا كتابات مصرية قديمة وهى مماثلة تماما لكثير من المقابر المنتشرة على ساحل ليبيا من العصر الرومانى . ولو انها اقدم عهدا منها على ان عهد مقابر هذا الجبل لايتجاوز عهد قدماء المصريين . ومن سنين مضت كانت الجماجم وعظام الموتى تشاهد بكثرة منثورة على الارض وقد نبشت هذه المقابر بشكل يدل على الوحشية اما من الاهالى انفسهم في سبيل البحث على الاثار او بوسطة بعض السائحين وزوار الواحة بقصد البحث العلمى ولم يبق منها للان الابعض عظام قليلة منثورة هناوهناك لااهمية لها من الوجهة العلمية ولايمكن باى حال الوقوف منها على العهد الذى دفنت فيه ولاشك ان السيويين انفسهم قد بدعوا نبش هذه القبور وسرقة محتوياتها من زمن بعيد واكمل عليها زوار الواحة والسائحون في القرنين التاسع عشر والعشرين .

وفى الشتاء يسكن بعض الفقرة من اهالى الواحة هذه المقابر لتقيهم برودة الطقس في الوقت الذى تصبح فيه منازلهم الطينية الخالية من منافذ النور غير محتمله لشدة البرودة بها .ويحج الاهالى لهذا الجبل والى جبل الدكرور في اوقات معلومة في السنة ويقيمون بها حوالى سبعة ايام في زمن مخصوص يسمى بعيد الثوم وياكل الاهالى فية الثوم فقط وذلك في وقت تغير فصول السنة ويعتقدون ان هذا يعطيهم مناعة من الامراض خاصة حمى الملاريا المنتشرة هناك .

جبل الدكرور :

عبارة عن سلسلة من التلال المتجاورة للواحة من جهة الشرق وتبعد عنها حوالى ميلين ونصف شرقا وقريبة من ناحية الاغورمى ولجبل الدكرور قمتان احداهما وتسمى نادرة والاخرى ناصرة .وفى قمة ناصرة مغارة منحوتة في الصخر تسمى (تناشور) ولها ستة اعمدة مربعة حاملة لها وفى غرب هذا المكان توجد بعض كتابات هيروغليفية قديمة وفى اسفل هذه الغرفة اثر يسمى : (بيت السلطان) مصنوع من الحجر الجيرى النظيف وله ستة اعمدة عند مدخل الباب ثلاث غرف واحدة على اليمين والاخرى على اليسار مساحة كل منها تقريبا 3 × 1.5 ×2 قدم اما الوسطى فطولها نحو 12 قدم .

وعلى الحوائط كتابت مصرية قديمة ويعتقد السيويون كما اسلفنا ان هذا الجبل وبيت السلطان يتصلان بمعبد امون وبهيكله الموجود بناحية الاغورمى بممرات خفية سفلية ولكن لم يثبت شى من ذلك الان .

قصر الروم :

ويقع ما بين خميسة وناحية المراغى الواقعة غرب سيوة وهناك اثار اعمدة ومعبد يرجع عهده الى المسيحية الاولى كما توحد بعض اثار رومانية ومقابر منقورة في الصخر تشابه كثيرا الموجودة بجبل الموتى ويقال ان هناك مدفن بعض البطارقة من العهد المسيحى وهناك محل يسمى السيويبة ( عبد الجبار) او (جارة ام بيضاء) ويذكرون ان هذا المحل اكن مملوءا بالكتب الاثرية القديمة وزعموا انه لما فتح العرب الواحة واسلم اهلها راوا ان يحرقوا هذه الكتب ويبددوها خوفا من عودة الافرنج ثانية واثبات ملكية البلد لهم .

اثار قوريشت :

وقد سبق ان تكلمنا عنها وهى قريبة من العين المسماة بهذا الاسم وتقع على بعد 22 كم شرقى سيوة وبها اثار مدينة قديمة وقد اجريت هناك حفائر ولم تعلم النتائج التى اسفرات عنها هذه الحفائر غير انها دلت على اثار مدينة امون العظيمة قديما .

اثار جبل خميسة :

وكما ان جبل الدكرور من الجبال المقدسة فجبل خميسة له مثل هذه الاهمية ايضا في سيوة ويبعد نحو 12 كيلو مترا لجهة الغرب وفى الطريق اليه تلال جيرية بها مقابر ظاهرة ومخابىء اثرية من العهد المصرى القديم ولايزال اهالى سيوة يؤكدون وجود كنوز مدفونة في هذا الجبل وقد دفنت هناك خوفا من غارات العربان في الفتوحات الاولى . ومن المناظر المحبوبة هناك رؤية الشمس من جبل خميسة وانعكاس صوئها على مياه البحيرة المطل عليها الجبل الدكرور .

اثار اخرى :

فضلا عن ذلك ففى نواح عديدة من الواحات القريبة الصغيرة اثار عديدة من العهد المصرى والاغريقى وذلك في نواحى الجربا وشطيا وام غزلان والمراغى مما يدل على وجود مدينة عظيمة كنت قائمة في هذه الجهات .

اثار البحريين :

والبحريين واحة صغيرة منعزلة تبعد حوالى 100 كيلومتر جنوب شرقى سيوة ولهذه الواحة اهمية اثرية عظيمة وكانت موضع اهتمام رجال الاثار اخيرا فهى همزة الوصل بين سيوة ووادى النيل وتوجد اثارها في تل يسمى جارة البلد ويقع على بعد نصف كيلومتر شرقا وفى هذا التل فجوات ومغارات ومقابر قديمة وفى الصخر على شكل خلية النحل ويرجع تاريخ هذه الاثار الى نفس تاريخ عهد امون .

اثار العهد الاغريقى والرومانى :

اما اثار هذا العهد فهىقليلة جدا في الواحة وقد ذكرنا عنها بعض المعلومات واهمها وجود لوحة اثرية وجدت اخيرا وهى موجود الان بمتحف الاسكندرية وتتلخص في ان اهالى الواحة (الامونيين) حضروا لتقيم الطاعة والهدايا للامبراطور هادريان عند زيارتة لمصر في سنة 130 قبل الميلاد.

اثار العهد المسيحى :

ومما لاشك فيه ان المسيحية انتسرت في هذه الارجاء وهناك بعض اثار المسيحية وكنائس قديمة منتشرة في الصحراء المجاورة وقد اكن هناك عدد كبير من القساوسة والرهبان من كل الاجناس ممن كانو يرسلون للواحة بطريق النفى او يهربون اليها خوفا من الاضطهاد فاقاموا هناك كثيرا من صوامع العبادة والكنائس .

اثار العهد الاسلامى :

ولايوجد من اثار العهد الاسلامى الا الجامع العتيق ويقال انه مضى عليه نحو الف سنة وله مئذنة مصنوعة من الجالوص ومرتفعة بمقدار عظيم كقمع السكر ومائلة ولكنها مازالت ثابتة ومتينة للغاية مع ضعف المواد المصنوعة منها . وهناك جامع اخر بناحية الاغورمى وله مئذنة من هذا النوع لاتزال قائمة ايضا بمنظرها الغريب

وللاخوان السنوسسن هناك عدة زوايا للعبادة وتلقى العلوم الدينية ولهم هناك مقام واحترامهم عظيم .

اسكندر الاكبر (ذو القرنيين) في الواحة

وقد ورد في سورة الكهف " يسالونك عن ذى القرنين قل ساتلو عليكم منة ذكرا. انا مكنا لة في الارض واتيناه من كل شى سببا , فاتبع سببا , حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا قال اما من ظلم فسوف نعذبة ثم يرد الى ربة فيعذبة عذابا نكرا ,واما من امن وعمل صالحا فلة جزاء الحسنى وسنقول لة من امرنا يسرا " . صدق اللة العظيم, قران كريم .

لماذا زار الاسكندرية واحة امون ؟ :

من الوقائع التاريخية ان الالة امون كان معبودا للمصريين والاغريق على حد سواء . ولقد كانت زيارة الاسكندر للواحة لينال بركة الالة و يسلهم الوحى و ينادى بة كهنة المعبد بابن امون اسوة بفراعنة المصريين .

وقد اختلف الرواة والمورخون في اسباب هذة الزيارة فمنهم من نسب الى الاسكندر انة اراد التشبة بفراعنة مصر العظماء الذين اعتادوا ان يلقبوا با بناء امون فاراد الاسكندر ان ينال هذا اللقب و ينادى بة ايضا بابن امون اسوة بفراعنة المصريين , وبعضهم قال انة قام بهذة الزيارة ليوثر على عقول الشعب المصرى و يكسب محبتهم وانة يحترم معبودهم والهتهم ويقدسها ويزورها وبذلك يستجلب رضاء الامة المصرية وعطفها ويمهد الطريق لاقامة مملكة عظيمة تجمع بين المصريين و الاغريق ولكن هذا الفرض يرد علية بعض الؤرخين بقولهم انة اذا كانت هذة حقيقة نوايا الاسكندر فقد كان في مدينة طيبة المقدسة وفى غيرها من مدائن وادى النيل عدد كبير من الالهة اعظم شانا واقرب محة ومكانة في قلوب الشعب . كان يمكن للاسكندر زيارتها بدون عناء ويوفر على نفسة مشقة السفر بالصحراء و تعرضة للموت عطشا ولكن الحقيقة الثابتة ان الالة امون كان ذا شان عظيم وان مقامة كان مرتفعا في هذا الوقت بين المصريين والاغريق على حد سواء فاراد الاسكندر ان يحج الية مستلهما منة الوحى طالبا منة البركة منادى علية كهنة امون بابن العظيم وباعتبار انة معبود للمصريين والاغريق . 

لماذا سمى الاسكندر : (ذى القرنين) :

لماذا زار الاسكندر سيوة وقدم القرابين للمعبود امون وقد جرت العادة ان القرابين التى تقدم للاله امون هى من الكباش ويشاهد زائر مدينة الاقصر طريق الكباش الموصل للمعبد . وكانت شارة المعبود هى راش الكبش ذى القرون ولبسها الفراعنة من ابناء امون وبعد ان نادى كهنة امون بالاسكندر ابن امون تشبها بفراعنة مصر وتوجوه بشارة المعبود فلبسها وهى راس كبش ذى قرنين وظهرات اكثر صور الاسكندر وهذه الشارة على راسه كما شوهدت على النقود التى صكت باسمه فسمى ذى القرنين وعرف بهذا الاسم (الاية القرانية)

تاريخ الزيارة :

تمت زيارة الاسكندر للواحة في شتاء332 –331 قبل الميلاد وقد بلغت شهرة المعبود امون كافة انحاء العالم وعرف في هذا الوقت بانه الوحى المنزل وقدس الاقداس فدخل الاسكندر المعبد واستقبله الكهنة ولقبوه بابن امون

وصف المؤرخ هيريدوت لرحلة الاسكندر :

اما المؤرخ هيريدوت الذى عاش في القرن الخامس قبل الميلاد فقد قيل انه وصف رحلة الاسكندر الاكبر للواحة التى تمت شتاء سنة 332 – 331 قبل الميلاد ولكن هذا الوصف ، والمعلومات التى يمكن الحصول عليها منه قليلة جدا تكاد لاتعطينا فكرة كاملة صحيحة .

الطريق الذى سلكه الاسكندر :

واما الطريق الذى سلكه الاسكندر فعلى الغالب هو الطريق الحالى المسمى بطريق الكنائس نسبة الى كثرة الاثار الرومانية على جانبه ويسميه العرب (مسرب الاسطبل) وهذا الطريق حافل بالخزانات الرومانية العظيمة العجيبة ويرجع عهد اكثرها الى القرن الثانى قبل الميلاد وهى خزانات منحوته في الصخر ومتسعة وتحفظ في داخلها كميات عظيمة من مياه الامطار وتبقى لتسقى منها السابلة والعربان .وكانت قد تحطمت فاعيد حفرها ونظفت وطليت حوائطها بالاسمنت وتحيط هذه الابار تلال عظيمة تعلوها قلاع رومانية قديمة وكاد الاسكنرد يهلك ومن معه في الطريق مما حل به من العطش وقد ضل دليله الطريق لولا ان راى طائرا على قبة بيضاء اتضح انها عظام بعض الجمال التى نفقت بالموت من القوافل فتوجه اليها وهناك استدل ثانية على الطريق فاتخذه ووصل بعدها الى عين مضفر ويجتاز المسافر حوالى 285 كم من الطريق القفر تدخل الى النفس السامة والضجر فلا جديد غير اراض متساوية وفضاء متسع لاترى فيه اكمة او تلال ولكن يسير فيه بدافع الامل والصبر .

وبعد ان يقطع المسافر هذه المسافة الطويلة يدخل في ممر ملتو يهبط فجاة من هضبة ليبيل الى الواحة ففى حين ان الهضبة كانت على ارتفاع 400 قدم فوق سطح البحر اذ به يهبط الى منخفض الواحة حتى 75 قدم تحت سطح البحر وبعد هذا تنكشف لك حياة اخرى فتشاهد منظرا من احلى المناظر وابهجها بعد هذا المسير الطويل ، فتشاهد امامك صفائح ماء البحيرات الفضية وكثيرا من احراش النخيل واغصان الزيتون وعند هذا الممر توجد عين مجاحظ ويسميها العرب الان (عين المظفر) وعند هذه العين وقف الاسكندر يحوطه حراسه ومرافقوه يستقى بعد ان كاد يهلك وهناك نحر الذبائح والقرابين شكرا للمعبود امون وهى اول عين مياه يقابلها المسافر الى الواحة . ولازالت هذه العادة موجودة للان فقد سمى العرب هذه العين بعين المظفر وعندها يذبح كل قادم جديد للواحة ذبيحة قربانا لوصوله رالسلامة .

طريق الاسكندر من الاسكندرية الى مطروح :

اما الطريق الذى سلكة الاسكندر من الاسكندرية فهو الطريق الساحلى القديم الموازى للشاطى و ذلك لكثر الابار والخزانات وكروم العنب و الحدائق القديمة فية , ولايزال هذا الطريق هو طريق القوافل القديمة ولا زالت اثاره قائمة اتبعتها العرب في الفتح . وكان هذا الطريق يمر بمدائن قديمة ( ليمالوكاسيس , بدونيا , زيفريوم ) وغيرها من مدائن اقليم مارمريكا ( مريوط ) .

ثم تمر بالمنطقة الموجود بها الان سيدى عبد الرحمن ومنها الى الضبعة و بعدها يمر الطريق بخليج الكنائس ( كمايسمة العرب ) او خليج راس الحكمة وقد سموة بهذا الاسم لكثرة الانار الموجودة على التلال البيضاء المرتفعة المشرفة على خليج والطريق وهى من اجمل الواقع الجميلة في شاطى مريوط وكانت هذة الناحية تسمى قديما ( ليوك اكتيا ) وهناك معبد للالمايولو وقد اقيم تخليدآ لقوة الوحى وقد اندثر اكثر هذه الاثار ولكن لازال اسمها موجودآ ويسميها العرب براس الكنايس وتمتاز هذة الجهة باجمل مناظر على ساحل ليبيا ومياة الخليج الزرقاء . وتسمى الان ( راس الحكمة ) . وقد وصل الاسكندرالى امونيا (مرسى مطروح ) أو (براتزيوم ) وكانت هى اخر رحلة وصل اليها الاسكندرنحو الغرب : 

وصف مدخل الواحة كماراها الاسكندر :

وفجأة ينكشف منخفض عظيم ذو جوانب صفراء ( عبارة عن رمال وتلال من الرمال ) وقاع اخضر من احراش النخيل والزيتون تتخللة صفائح صافية من الفضة اللامعة وفى وسطها تقع طينة سمراء متجمعة وتلك هى منازل الواحة ولايلبث المسافر ان يشاهد فجاء ( الواحة ) ومنازلها بلونها الاغبر متجمعة ككتلة واحدة كالقلعة فوق تل عظيم تلك هى البلدة وعلى بعد قليل لجهة الشرق مجموعة مماثلة لها على مرتفع آخر تلك هى الناحية الاغورمى الخاوية معبد وهيكل الالة امون .

وفى الجهة البحرية للواحة وعلى مسيرة كيلو متر منها يقع جبل الوئى (المصبرين ) من كثرة ما وجد بة من عظام الموتى وجنوب الاغورمى ترى تلال سوداء تبدو في الافق البعيد وهذه هى جبال الدكرور المقدسة وبها عدد من الاثار المسماة ببيت السلطان ولكنها مشهورة بكثر مغاراتها المنحوتة في الصخر ويسمى العرب هذة الجبيال بجبل حامد . اما جهة الغرب فيشاهد جبل خميسة المقدس قائم بمفرده يطل على بحيرات الواحة المقدسة و بقرية بلد الرومى كما يسميها العرب والشهيرة بآثارها من العهد الرومانى والقبطى . 

غرفة الاجتماع :

سار الاسكندر في شوارع الواحة في ظلال احراش النخيل تتدلى منها عناقيد البلح المتعددة الالوان وحدائق الزيتون والاعناب حتى وصل الى المعبد بلدة الاغورمى ( قلعة امون ) المتعددة الطبقات والمبنية فوق صخرة عظيمة تحيطها احراش النخيل ويبرز المعبد فوقها كالماسة في التاج الملوكى ومن هناك ارتقى مدخل القلعة الصعب المرتقى واجتاز الابواب المحصنة المحروسة وسار في ممرات ضيقة حتى وصل الى المعبد القديم الذى لم يبق منة الان الا بوابة المدخل و بعض كتابات هيروغليفية ومن هناك سار في الممر الضيق الى داخل المعبد حتى وصل الى غرفة الاجتماع وفى هذة الغرفة تم الاجتماع التاريخى بين الاسكندر وكهنة امون حيث جرت الطقوس الدينية وباركه الكهنة ونال رضاء المعبود ونودى بة بابن امون وحق لة ان يلبس شارة المعبود و هى ( راس الكبش ذى القرنين ) .

الايوان :

وفى صدر غرفة الاجتماع مدخل الى الايوان او الخزانة ذات النوافذ الصغيرة التى تمر منها تيارات مرطبة للجو حتى في اوقات اشتداد الحرارة في الواحة والتى تبلغ احيانا 45 , 46 درجة وبجوار هذة النوافذ الصغيرة جلس الاسكندر يشاهد مناظر الواحة المقدسة وحدائقها واشجارها وارتاحت نفسة بعد طول التعب والعناء .


تاريخ سيوة الحديث

من سنة 1820 م

علاقة سيوة بالحكومة المصرية :

تبدا علاقة سيوة بالحكومة المصرية من وقت قريب هو في زمان حكم محمد على وقبل عهد حكمه كانت الواحة تحكم بمجلس من مشايخ واعيان الواحة ولكن اشتداد الخلاف بين الشرقيين والغربيين من اهل الواحة جعل مض هذا المجلس في الحكم ضربا من المحال .

وفى اوائل سنة 1820 توجه حسين بك الشماشرجى بامر الوالى محمد على على راس قوة مؤلفة من الف ومائتى رجل وبعض من المدفعية وسارت الى واحة الجارة ثم سيوة ويعد قتال دام نحو ثلاث ساعات تغلب على اهل الواحة واخضعهم ووصع عليهم ضريبة سنوية قدرها الف ريال وكان يصحب هذه الجماعة بعض العلماء الاوربيين امثال لينان وولس وروفينى وفوديانى الذين تمكنوا من دراسة حالة الواحة وعادوا ومعهم معلومات كثيرة عن هذا القسم من الصحراء ولا سيما دراسة الاثار والمبانى القديمة ووضعوا خرائط الخ .

ولما توقف اهل الواحة عن اداء الضريبة عاد اليهم حسين بك الشماشرجى مرة ثانية في سنة 1827 على راس قوة عسكرية مقدارها حوالى 800 محارب وسار في طريق الواحة وعند وصولة وجد ان الاهالى مستعدون للتسليم ولكن قام نزاع بشان تسليم بعض مشايخ معينين كرهينة للدفع ولكن بعد نزاع قصير تمكن حسين بك من الاستيلاء ثانية على البلدة وقطع راس 18 زعيما من الاعيان وقد صرف عشرة جنيهات لعائلة كل فرد منهم بصفة دية (تعويض) ولكنه صادر املاكهم وبقى نحو عشرين زعيما اخرين واخذ اخرين كرهائن حملهم الى القطر المصرى ورعف الضريبة من 1000 الى 6000 ريال واخيرا وضع (كاشفا) حاكما على الواحة وفى سنة 1833 ،و 1834 جمع منها 10.000 ريال كضريبة وفى السنة التالية عين للواحة مامورا ووصلها ومعه اربعون عسكريا واحصى النخيل وفرض عليها ضريبة نحو 2400 جنية مصرى ولكن عندما بدا العودة ثار الاهالى ورفضوا الدفع وبقوا على هذه الحال الى سنة 1840 حتى قامت اليهم حملة اخرى تصحبها بعض المدفعية تحت قيادة خليل بك الذى استولى على المحاصيل كرهينة لسداد متاخر الضريبة وانزل مقدار الضريبة السنوية الى 6000 ريال واقام يونس افندى كمامور ومعه خمسون عسكريا ولكن لم يلبث ان استدعى الاخير وتركت الواحة لاهلها تحت حكم المشايخ .

فى سنة 1857 عين مامور جديدا يدعى على افندى وذهب الى الواحة ومعه 40 عسكريا للتحقيق في حادثة عراك قامت بين بعض السكان على غنيمة استولوا عليها من بعض البدو وقطاع الطرق . وبعد ذلك بوقت قصير تعين مامور حاكما على المنطقة ولكن هيبة عساكرة قلت لانشغالهم في تحصيل الضرائب او لتنفيذ وتوصيل الاوامر وهكذا اصبح هذا المركز من المراكز غير المرغوب فيها من الموظفين و الحكام كما انها اصبحت من المفهوم في دوائر الحكومة والموظفين من المحلات التى تتخذ كمنفى للموظفين .

وفى سنة 1883 قامت بعثة اخرى حاملة خطابات من الخديو الى الشيخ السنوسى في جغبوب .

ومن هنا تبدا حكاية غريبة عن دسسة دبرها اهل سيوة فمن 14 سنة خلت قبل هذا التاريخ كان يعين على الواحة عمدة ولكن سلطته على الاهالى كانت معدومة وقد كان تعين الشيخ السيد ابى ذراع (وهو من فريق المدنيين) كعمدة للناحية الشرقية لم يقابله الاهالى بالارتياح حتى ولو بعد زيارته الاخيرة للقاهرة وعودته مع البعثة الاخيره المرسلة للسنوسى على كل حال فقد استمر الشيخ السيد قائما بوظيفة عمدة المدينة وقد انعم علية بنيشان وبقى كذلك الى سنة 1893 . بعد ذلك حضر الى القاهرة ولده محمد سيد ، محاولا ان يعين مكان والده المتوفى ، ولكن لم يكلل سعيه بالنجاح فحقد في نفسه وانتهز فرصة عودته ونشر اشاعات ، اخبار كاذبة عن ان الحكومة المصرية تؤلف حملة ضد السنوسى وما ان بلغت هذه الاخبار الى الشيخ السنوسى حتى اسرع وسحب رجاله وعبيده ويقدرون بنحو 500 عبد من املاكه واراضية بواحة الزيتون واستعد للرحيل بنفسه من جغبوب الى الكفرة . وربما يحتمل ان اقامة الشيخ الميدانى الظافر في استانبول وما كان يدسه من هناك ضد السنوسى ثم ان المعاملة السيئة التى كان تعاملها السلطات التركية في طرابلس ضد مذهب السنوسية وكثرة تردد الرسل المبعوثين له من السلطان فكل هذه العوامل سعدت الشيخ السنوسى ان يصمم نهائيا على ترك سيوة الى جغبوب والكفرة . وفى الحقيقة لم تكن اقامة الشيخ المدنى بالاستانة لفائدته الشخصية بل لنه في هذا الوقت وصل الى سيوة رسول موفد من الشيخ ابى الهدى مستشار للسلطان عبدالحميد للحصول على توقيعات وعرائض للشكوى ضد الشيخ ظافر المدنى حتى يستخدمها الشيخ ابوالهدى ضد السيد الظافر ويقلل من نفوذه الدينى بالاستانة وفى هذا الحين توفى مامور سيوة الذى اقام فيها نحو خمسة عشر سنة واسرع الشيخ سيد الى القاهرة للعودة مع المامور الجديد حسين شبيب وقد نجح فعلا في افهام المامور الجديد وجعله يعمل بقسوة وعنف ضد السنوسى حتى انه بمجرد وصوله ارسل السنوسى شكاوى عديدة الى القاهرة يشكو من سوء معاملتة مما ادى بالحكومة المصرية الى ارجاع المامور حسين من سيوة وتعيين ابراهيم عبد الله ووصل الى سيوة واذاع انه من اتباع السنوسى . فما كان من الشيخ سيد الا ان سافر الى القاهرة واستنجد بالحكومة المصرية التى استدعت المامور السابق وعينت اخر بدلا منه وقد عانى هذا الاخير الامرين في ارجاع هيبة الحكومة من نتيجة سوء تصرفات اسلافه من المامورين . وفى سنة 1896 ارسلت الحكومة المصرية لجنة الى سيوة برياسة مصطفى بك ماهر وهو اكثر المواطنين خبرة باحوال الواحة ووصل الى الواحة حوالى اوخر سبتمبر فوجد ان كبار مشايخ السنوسية سافروا الى جغبوب لتوصيل ووداع عائلة السنوسى التى سافرت الى جغبوب لتلحق بعائلتها ووجد ان الاخلال بالنظام والمشاغبات التى قامت بين الشرقيين والغربييين في شهر فبراير الماضى لم تنته بعد وان الاعيان والمشايخ يخرجون لقضاء حاجاتهم وهم مسلحون باللاح والرصاص ومعهم الحرس اللازم ومازال اطلاق النار متبادلا واصبح تاسطو على المزروعات والمحاصيل شيئا عاديا جدا ويقع يوميا .

وفى الوقت نفسة قد قفلت ابواب القضاء لان القضاة كانوا يتجمعون عند ابواب المحكمة ويرعبون ويهددون المشياخ واصبح المبلغ المتاخر من الضرائب مقدرا بمبلغ 4970 حنيها دفع منها مبلغ 970 جنيها عن سنة 1894 و300 جنيها تدفع سنويا عن سنتى 1895 و 1896 ولاشك ان الحال لم تصل الى هذه الدرجة المحزنة الا من سوء التصرف وارتباك المامور .

ولقد قوبل مصطفى بك من الاهالى مقابلة فاترة سواء من مرءوسيه او من الاهالى ولم يتمكن من التاثير في اذهانهم . بان مهمته هى لغاية الاصلاح وحسن التدبير واصلاح الحال وحتى حرسه البسيط اصاب اكثره الحمى على كل حال فحوالى 3 اكتوبر من نفس السنة تقدم المشايخ اليه وعاد الى سيوة كبار رجال السنوسية ووعدوه بسداد الضرائب المتاخرة عليهم حوالى العشرة من شهر اكتوبر ولقد قبلوا هذا الحل بعد ان تحصلوا على الاذن بذلك من جغبوب . وقد وضع مصطفى بك قانونا جديد للجزاءت (معروف بقانون 1897) .

وفى العاشر من شهر اكتوبر حضر المشايخ ومعهم 260 جنيها وقد دفع كل منهم جزءا من الضريبة المتاخرة واعتذروا عن دفع الباقى بحجة ان المحصول لم يتم جمعه من الارض والتجارة كاسدة وانهم مستعدون لسدلد الباقى عند اتمام جنى المحصول وفى الوقت نفسه قد ارسل كبار رجال السنوسى من جغبوب ، الى ابنائهم بسيوة ، باتباع اوامر الحكومة كما ارسل الشيخ ظافر مدنى من الاستانة لاتباعه بسيوة بمثل هذا المعنى ايضا وكان من ضمن المشايخ المعروفين شيخ من الغربيين يسمى حسونة منصور وقد زار القاهرة سنة 1883 ليشاور ولاة الامور ولم يستمع له احد فعاد الى سيوة وقرر العصيان واوجد متاعب كبيرة للحكومة وبقيت الحالة مضطربة الى سنة 1897 حيث عقد اجتماع من المشايخ تحت رياسة مصطفى بك وبمعاونة المشايخ امكن دفع الضرائب وقد سلم اخيرا الشيخ حسونة منصور وبعدها توفى في شهر ابريل 1897 .

وقد اشترك قبل موته بقليل في السطو والهجوم على المستر بلنت الرحالة البريطانى الشهير وقام شجار كبير بين الشرقيين والغربيين حيث قتل من الاولين 40 بينهم اثنان من مشايخهم ومن الاخرين نحو 45 او 50 منهم خمسة مشايخ ايضا وجرح من الاولين 35 ومن الاخرين 55 وقد فر الغربيون تاركين موتاهم وجرحاهم حتى وصل بعض السنوسيين من جغبوب وبمساعدة العرب من الجارة تمكنوا من اعادة السلام بينهما وقد اشترك حسونة قبل موته بقليل في السطو والهجوم الذى حصل على المستر بلنت الرحالة البريطانى .

وفى سنة 1897 اعفت الحكومة المصرية الاهالى من اداء ضريبة سنة 1896 ومن هذا الوقت استقر الحالة وصارت من حسن الى احسن .

المواصلات الى واحة سيوه

1-الطريق من الاسكندرية الى مرسى مطروح 290 كم .

2-الطريق من مرسى مطروح الى سيوة (مسرب الاسطبل) 302 كم

3-الطريق من سيوة الى السلوم 307 كم

الاتجاه العمومى للطريق :

هو تقريبا نحو الجنوب الغربى اتجاه الزاوية 270 درجة تقريبا . ويخرج الطريق من غربى بلدة مطروح ويسير المسافر فوق طريق مرصوف بالمكادام بعد ان يجتاز بعض تلال بسيطة صخرية خارج البلدة ، ثم بعد 4 ك م تجتاز السيارة ميدان الطيران ويسير الطريق في ارض مسطحة مستوية تماما مملوءة بالابار والمرعى الى ان يصل الى ربوة ياخذ في الهبوط بعدها (كيلو 9 وادى الرمل) .

وادى الرمل :

وهو اول واد يصادفك في الطريق ومماوء رالازهار الجميلة ياخذ بعده الطريق في الصعود تدريجيا الى حافة الوادى ويسير فوق هضبة مسطحة وبعد ان يسير الى نحو 6 كيلومترات اخرى يصل الى كيلو 15 مفرق طريق السلوم – سيوة

كيلو 15 مفرق السلوم – سيوة .

وهناك لوحة بيضاء للارشاد عن الطريق فالفرع الايمن يتجه نحو برانى والسلوم والفرع الايسر هو طريق سيوة ويكاد يكون مختفيا في وسط الحشائش لولا هذه اللوحة ويستمر الطريق سائرا فوق الهضبة وهى متسعة وبها مراع وحشائش طويلة والطريق مرصوف ايضا وبعد مسير نحو 15 ك م من المرق ياخذ الطريق ثانية في الانحدار نحو وادى الحرائقى .

كيلو متر 40 وادى الحرائق :

هى منطقة اهلة بالمراعى والزراعة وبها بئر شهيرة تسمى بئر الطارف او ارو طريفة وتسع نخو 80 طن من المياه وبعد هذا الوادى ياخد الطريق في الصعود الى ان يمر ببئر تدعى (حجفة شريف) وتقع غرب الطريق على بعد نحو 200 يارده منه وبعد كيلومترين منها تصل الى بئر الكنائس .

بئر الكنائس 57 كم : (خزانات رومانية)

وهى بئر شهيرة على طريق سيوة وفى الحقيقة عبارة عن بئرين متقابلين . تبعد احداهما عن الاخرى نحو 100 يلردة وبالقرب من كلتهما اثار قلاع رومانية قديمة او نقط للحراسة . وبعد بئر الكنائس يسير الطريق فوق مسرب الاسطبل وبسهل الاستدلال عليه واتباعه وبعد الكنائس يسير الطريق سهلا وبعد 3 ك م يجتاز الطريق وسط تلين صغيرين ويبلغ ارتفاع احدهما حوالى 600 قدم فوق سطح البحر ثم يمر بجملة هضاب وبعد مسير 16 كيلومترا من بئر الكنائس يصل الى بئر جلاز .

بئر جلاز 73 كم :

وهى ايضا احدى الابار الشهيرة بالطريق وتقع شرقى الطريق وبعد ان يترك هذه البئر يستمر الطريق متجها في نفس الاتجاه الى الجنوب الغربى ويسير فوق ارض سهلة الى ان يصل بعد 13 ك م الى بئر الحلو .

بئر الحلو 86 كم :

تقع غرب الطريق ويعدها يسير الطريق كثير الانحناء وبعد 13 ك م اخرى يصل الى بئر الاسطبل .

بئر الاسطبل 99 كم :

وهى اشهر بئر في الطريق وهى خزان اثرى قديم وقد سمى الطريق باسمها وبعد ان يترك الطريق هذه البئر بنحو 5 كيلومترات يخترق مرتفعا من التلال الجيرية ويسير موازيا لها من الجانب الغربى مسافة 15 كم اخرى بعدها يترك هذه التلال وبعد 2 كم يجتاز ممرا صغيرا يسمى بنقيب البويب وبالقرب من هذا الممر وضعت فناطيس لتجميع مياه الامطار وبعد ذلك ياخذ الطريق في الانحدار وبعد 3 كم اخرى يصل الى بئر فؤاد .

بئر البويب الكيلو 125 :

وتقع الاستراحة في وسط بقعة ارض مسطحة ومنخفضة وتحيطها التلال من الجهة الجنوبية الشرقية وفى غرب الطريق وليس بها ادوات او مفروشات واكنها مكان للراحة قليلا في وسط الطريق والارض المحيطة بالاسترحة تقع تقريبا في وسط الطريق مستوى واحد مع سطح البحر – وبعد الاستراحة ياخذ الطريق في الصعود تدريجيا نحو الهضبة السكبرى ويسير في اتساع عظيم يخال للانسان انه لانهاية له ولكن الطريق ظاهر جيدا وبعد مسير 24 كم يصل الى بئر النص الكيلو 149 .

بئر النص 149 كم :

وهى موجودة شرقى الطريق وقد سميت بهذا الاسم لانها تقع في منتصف الطريق من مطروح لسيوة .

ومن هذه الئبر يستمر الطريق سهلا وبعد مسير نحو 42ك م من هذه البئر تمر ببعض المقابر الشهيرة في الطريق ويسميها العرب بالباسور وبعدها ب3 ك م يصل الطريق الى بئر عظيمة تسمى بئر الباسور .

بئر الباسور كيلو 194 علامة من 193 مطروح :

وتقع هذه البئر شرقى الطريق وبعدها يستمر الطريق وبعد 10 كم يصادفك طريق اخر قادم من الجهة اليسرى (الشرق) ويسمى بطريق (مسرب الخالدة) .

مفرق مسرب الخالدة 211 كم من مطروح :

وهذا المفرق يتجه الى الجنوب الشرقى حيث يتصل بعد 65 كم من هذا المفرق يتصل بمسرب الخالدة وهو المسرب الشهير الذى يصل سيوة بواحة الجارة ويترك طريق مسرب الخالدة ويستمر في الطريق الايمن (الرئيسى) حيث ينحرف نحو الغرب ويسير 9 كم اخرى يعود بعدها الى الاتجاه الاصلى وبعدها بنحو 8 كم اخرى ياخذ الطريق في الانحدار تدريجيا وبعد 31 كم من مفرق الخالدة يصادفك على اليمين طريق اخر قادم من الجهة البحرية يسمى مسرب القطرانى .

مسرب القطرانى 231 كيلو من مطروح :

وهذا المسرب متصل بالطريق الاصلى من الجهة اليمنى وهو من الطرق المهمة للقوافل ويصل شمالا الى طريق برانى – سلوم . ويتصل بهذا الاخير عند ناحية بجبج وهى على بعد 30 كم شرق السلوم – وبعد ان يترك الطريق مفرق الخمسة تبدا في التعريج قليلا وبعد 5 كم يمر نقب السبعة بارض تباشرية تسمع عندها انفجارات من تاثير العجلات عليها وبعد 5 كم اخرى تصل الى (ميان الطيران او سيوة كامب 284 كم من مطروح) وعنده يلتقى الطريق بطريق اخر قادما من جهة الشمال الغربى (اليمين) يسمى بمسرب سفرزن وهذا الطريق قادما من ناحية السلوم ومن هناك تشاهد بعض تلال مخروطية الشكل يبلغ ارتفاعها نحو 30 قدما ويسميها العرب جبل الحميمات ويعتقد العربان ان الشخص الذى يمكنه الصعود الى قمة هذا الجبل تحصل له مناعة ولا يصاب بحمى سيوة (حمى الملاريا) ومن ذلك سمى الجبل – وبعد كسير 10 كم من ميدان الطيران او مفرق سفرزن يصل الطريق الى .

نقب (ممر) نجاحظ – 292 كم من مطروح :

ونقب مجاهير او مجاحظ هو احد ممرات سيوة الشهيرة وعنده تصبح الصحراء على ارتفاع 400 قدما من سطح البحر في حين ان سيوة تنخفض 75 قدما تحت سطح البحر وبالقرب من هذا النقب عين مجاحظ ويسميها العرب (ابومظفر) حيث يذبح عندها كل قادم للواحة لاول مرة ذبيحة قربانا لوصوله بالسلامة ، وبعدها ب 10 كم يصل المسافر الى سيوة .

ومن نقب مجاحظ يشاهد المسافر منظرا من احلى المناظر وابهجها فبعد هذا السير الطويل في الصحراء تشاهد امامك صفائح المياه الفضية تطل عليها العرائس من احراش النخيل الخضراء . وهناك نخو الغرب على بعد 15 ميلا تشاهد جبل خميسة قائما بمفرده في وسط السهل المنبسط . واذا حولت بصرك نحو الجنوب تشاهد سلسلة من الجبال السوداء تلك هى جبال الدكرور وترى تلالا من الرمال الذهبية البراقة تمتد الى مدى البصر وتبعد سيوة عن هذا المكان نحو 8 كم ويبدا عبده الطريق في الهبوط تدريجيا مخترقا النقب نحو الواحة ، واحراش النخيل والحلفا تحيطه من الجانبين يسير الطريق وسطها كالشريط الذهبى وهكذا تسير حتى تشاهد امامك مرتعفين قائمين كالقلاع هما مدينتى الاغورمى وسيوة فاما اليمنى فهى سيوة اما اليسرى لجهة الجنوب فهى الاجومى (الاغورمى) وبعد قليل لاتلبث ان تختفى بلدة سيوة وقتيا خلف جبل الموتى ذى المغرات المتعددة .

وبعد ذلك ياخذ الطريق في التحول للون الابيض ويسير الطريق فوق ارض ملحية بيضاء وليست رملية وهذا يعطى الطريق منظرا من مناظر الثلج وبعدها يمر باحراش للنخيل تتدلى منها عناقيد البلح الجميل وبعد مئات قليلة من الياردات في طريق مستو جميل يصل بعده الى بلدة 302 كم من مطروح :

ملحوظة :

هناك اختلاف نحو 8 كم بين علامات الطريق وعداد السيارات بالنسبة لخروج السيارات احيانا عن الطريق العمومى الى طرق جانبية احسن حالا من الطريق الاصلى .

الطريق من سيوة الى السلوم (مسرب الشجة)

307 كيلومتر

ملاحظات عامة عن الطريق – المياه والبنزين – وصف الطريق – نقب مجاحظ – ميدان الطيران – مفرق الملفا – تلال البقار – الباسور – تلال ديل الكلب – مفرق دويجناش – بئر الشجة – سفرزن – بئر سيدى عمر – السلوم – خاتمة .

الاتجاه العمومى للطريق :

يتجه هذا الطريق عموما الى الشمال الغربى ويسير الجزء الاكبر منه فوق هضبة ليبيا الكبرى وطبيعة الاراضى المحيطة به مسطحة تماما وليس هناك صعوبة في السير فيها بكل انواع السيارات وهى طريق مامونة تماما تقطعها السيارات عادة في وقت يترواح بين السبع والتسع ساعات حسب طبيعة السير . والمحل الوحيد للراحة هو الكشك الخشبى الواقع عند الكيلو 164 من سيوة 143 كم من السلوم . وتسمى احيانا بنقطة الميل 87 .

والطريق علية علامات كيلومترية جديدة عند كل كيلومتر من المسافة وتبدا علامة العدد من واحة سيوة الى ان تصل الى السلوم .

ويتخذ الطريق المسرب المعروف باسم مسرب (درب) سفرزن وهو طريق قديم للقوافل والعربان يسير بين الواحة وبلدة السلوم .

ويسير القسم الاول من هذا الطريق متجها نحو الشمال الغربى بعيدا عن خط الحدود بين مصر وبرقة ، ثم ينحدر نحو الغرب قليلا حتى يصل بعد نحو 200 كم الى نقطة بئر الشجة حيث يلتقى بخط الحدود المذكورة ويسير محاذيا لها نحو 100 كم اخرى حتى يصل الى السلوم .

ويستحسن دائما السير في هذا الطريق بسيارتين على الاقل ، بالنسبة لخلوه من طرق الموصلات . ولانه ليس مطروقا كثيرا اسوة بطريق سيوة وثانيا لخلوه من طرق المواصلات التليفونية والالغام الالمانية موجود به .

المياه والبنزين :

والطريق خال من المياه لمسافة 200 كيلومترا تقريبا وقد توجد المياه احيانا بالكيلو 164 وبئر الشجة 200 كم ثم في بئرى سفرزن وسيدى عمر وهاتان عامرتان بالمياه دائما ، واما البنزين فغير موجود الا في سيوة او السلوم لذلك يجب عمل حساب الرحلة دائما وتجهيز السيارات قبل البدء في الرحلة سواء كانت من الواحة الى السلوم او بالعكس .

المواصلات التلفونية وغيرها :

ولاتوجد مواصلات تايفونية بالسلوم وسيوة وكذلك راللاسلكى والبريد الا عن طريق مطروح .

وصف الطريق من سيوة الى السلوم

(290 كيلومتر)

ويخرج الطريق من الجهة البحرية للواحة ، ويسير فوق ارض سبخة اخذا في الصعود نحو حرف الهضبة وبعد مسير نحو عسرة كم الى نقب مجاحظ (10 كم من سيوة) :

نقب مجاحظ (10 كم من سيوة) :

هذا النقب او الممر – وقد سبق ذكره في طريق سيوة مطروح – عبارة عن عدة مرتفعات يصعد فيها الطريق تدريجيا نحو الهضبة وبه بعض منحنيات حادة وخطرة تحتاح الى عناية في قيادة السيارة ، وبعد 12 كم من الواحة ينتهى الطريق صعودا ويصل الى الهضبة المشرفة على الواحة حيث يستقيم السير وبعد 10 كم اخرى من النقب او الممر ينحدر الطريق قليلا الى حطية مسطحة معروفة باسم :

ميدان الطيران او سيوة كامب او مفرق طريق مطروح (22 كم من سيوة)

وهذه الحطية عبارة عن ميدان عظيم متسع محاط ببعض التلال المنخفضة ، وكان مستعملا في وقت الحرب العظمى سنة 1910 – 1918 كميدان للطيران ، ولا زال يستعمل لهذا الغرض احيانا وعند مبدا هذا الميدان يفترق الطريق الى فرعين الشرقى منها ، ويتجة نحو مرسى مطروح وقد سبق وصفه والغربى وهو الطريق الرئيسى الى السلوم وفيه يكون المسير عادة وبعد نحو 4 كم يخرج الطريق من ميدان الطيران عند الكيلو 26 . ويسير سهلا جيدا فوق هضبة مسطحة واراضى منبسطة . وبعد سبعة كيلومترات اخرى يصل الى مفرق طرق الملفا (32 كم من سيوة

مفرق طرق الملفا (32 كم من سيوة) :

ويتفرع طريق الملفا من الغرب من الطريق العمومى ويصل هذا الطريق الفرعى لواحة الملفا المعروفة على الحدود وبعد 36 كم من هذا المفرق ولجهة الشمال الغربى يصل طريقنا العمومى الى تلال صغيرة سوداء متناثرة معروفة باسم تلال البقار .

تلال البقار 69 كم من سيوة :

وهى تلال سوداء متناثرة واحداها عبارة عن صخرة مستديرة ظاهرة جدا في وسط حطية منخفضة ، وبعدها يستمر الطريق متجها الى الشمال صاعدا من حطية الى اخرى ، وبعد ان يجتاز جملة حطايا متشابهة يسير نحو 13 كم من تلال البقار اى عند العلامة 82 كم حتى يصل الى تل يظهر امامك فجاة وبقربه عدة مقابر على شكل مستطيل عليها علامتان من الحجر ويسميها العربان الباسور .

الباسور 82 كم من سيوة او 2258 كم من السلوم :

وهى تشبه الى حد كبير مقابر الباسور الموجودة على طريق مطروح – سيوة ، وبعد هذه المقابر يستمر الطريق في الصعود والهبوط مجتازا ايضا جملة حطايا متشابهة بشكل غير محسوس ، وبعد اربعة كيلومترات من الباسور يدخل الطريق في منخفض تلال متعاقبة تستمر نحو اربعة كيلومترات اخرى ثم ينكشف وبعد نهاية هذه التلال بنحو 6 كيلومترات يصل الطريق الى تلال معروفة باسم تلال ديل الكلب .

تلال ديل الكلب 96 كم من سيوة :

وهذه التلال المشهورة بهذا الاسم في هذه المنطقة عبارة عن صخرة معلقة على شكل مستطيل مرتفع تقريبا عند الكيلو 100 من الطريق ويستمر الطريق بعدها مجتازا عدة تلال اخرى متناثرة حتى يصل الى مفرق "طرق" المعروف .

مفرق طريقى (ديجناش – سفوزن) 107 كم من سيوة او 205 كم من السلوم :

وعند هذه النقطة يتفرع الطريق الى فرعين الايمن منها يتجه للبحرى تماما ويسمى مسرب ديجناش ويصل في نهايته الى السلوم ايضا . ولكنه طريق قوافل ، واما الطريق الايسر (الغربى) وهو المعروف بمسرب سفرزن وهو طريق السيارات فيسير الى الشمال ولجهة الغرب قليلا ويستمر السير فيه معتدلا ثم ياخذ في الارتفاع تدريجيا وبعد مسير نحو 14 كم من المفرق يصل الطريق الى بعض تلال صغيرة توجد في نهايتها بعض مقابر الباسور السابق ذكرها ويسمى العرب هذه الجهة باسم المقبرة .

المقبرة كيلو 121 من سيوة :

بعدها يستمر الطريق جيدا وبعد عشرة كيلومترات يمر بجملة تلال رملية يخترقها الطريق ، وبعد 20 كيلومترا يمر بتل رملى صغير لجهة الشرق وبعده بعشرة كيلومترات اخرى يمر بجملة مقابر شرقى الطريق ، وبعدها بنحو 3 كم يصل الى :

164 كم من سيوة ، 143 كم من السلوم :

الوقت ومن هذه الاستراحة يسير الطريق فوق ارض مسطحة مسافة 44 كم اخرى تظهر بعدها علامات حدود ليبيا ويسير متجها نحوها الى ان يصل الى بئر الشجة .

بئر الشجة 208 كم من سيوة او 99 كم من السلوم :

وتسمى هذه البئر ببئر الشجة او الشقة ، وهو عبارة عن شق طبيعى في الصخور ينتهى الى خزان لمياه الامطار ، وهو في الغالب خزان رومانى قديم ، وله اهمية لانه من الخزانات الوحيدة في المنطقة ، ويقع على طريق القوافل القادمة من برقة وبنى غازى وللحصول على المياه منه يسير الانسان في هذا الشق بصعوبة حتى يصل الى الخزان نفسه . وبعد هذه البئر يسير الطريق مبحرا موازيا لخط اعمدة الحدود فوق اراضى صخرية مسطحة وبعد 53 كم من هذه البئر يصل الى :

بئر سفرزن 261 كم من سيوة و46 كم من السلوم :

وهذه البئر عبارة عن خزانين رومانيين لحفظ الامطار ومياهها حلوة ومثلجة في فصل الصبف ويشرب منها السابلة والعربان القريبون من المنطقة . وبعد هذه البئر يسير الطريق في نفس الاتجاه فوق الاراضى الصخرية الى ان يصل بعد 15 كم الى بئر سيدى عمر .

بئر سيدى عمر 271 كم من سيوة 36 كم من السلوم :

وبئر سيدى عمر هذه عبارة عن نطقة عسكرية على الحدود وبها ضريح سيدى عمر المشهور عند العرب وبجواره مصلى صغير وخزان امطار وبه تليفون يتصل بالسلوم ويقع على طريق القوافل القادمة من برقة وبنى غازى . ومن هذه النقطة يسير الطريق في سيوة نحو الشمال وبعد 28 كم اخرى يصل الى بئر واعر او طابية مساعد .

بئر واعر او طابية مساعد 299 كم من سيوة و8 كم من السلوم :

وهناك نقطة عسكرية تسمى طابية مساعد وعندها مفترق طرق السلوم وبرقة الذى يجتاز شمال افريقيا (طرابلس) وتونس والجزائر الخ ، ومن هذه النقطة تظهر قشلاقات الجيش بالسلوم ويمر الطريق بميدان الطيران ثم يصل الى المبانى العسكرية الجديدة وبعدها ياخذ في الانحدار نحو السلوم .

السلوم 307 كم من سيوة :

ثم يجتاز نقب او ممر السلوم الشهير المعروف الذى ينحدر منه الطريق من الهضبة نحو الشاطى والطريق المذكور طوله نحو اربعة كيلومترات ويحتاج الى مهارة في القيادة واعصاب ثابتة حيث ينحدر ينحدرفجاة من ارتفاع 600 قدم ليصل الى شاطى البحر والميناء وبلدة السلوم . ومن اعلى الهضبة يظهر لك منظر خلاب من احلى المناظر حيث تشاهد خليج السلوم العظيم وهو محاط بالجبال على شكل حدوة الفرس ومياه البحر الزرقاء والميناء العظيمة والبلدة الصغيرة ذات المنازل البيضاء المتنثرة وتعتبر ميناء السلوم من احسن واعمق موانى ساحل افريقيا الشمالى صلاحية لرسو السفن ذات الغاطس الكبير .


القضاء والاحكام في سيوة

مقدمة - القضاء – النظام العربى – مجلس المشايخ – قانون اهالى سيوة سنة 1897 قانون الصحراء سنة 1917 .

اما موضوع اليوم فهو من الناحية القضائية والاحكام في واحة سيوة بعد الفتح الاسلامى ، اما المعلومات القليلة التى ادونها في السطور الاتية فلم تؤحذ من مراجع ثابتة او كتابات مسجلة بل هى احاديث منقولة ومحفوظة بين كبار الاهالى واعيان الواحة وهذا ما امكن الحصول علية ، واعتقادى الشخصى ان اغلبيتة حقيقى ولايزال اهل الواحة يتداولونة بالوراثة من قديم الزمن .

مقدمة تاريخية :

يرجع النظام القضائى بين اهالى الواحة الى عهد الفتح الاسلامى بشمال افريقيا في طريقهم الى الاندلس ، ويقال ان واضع هذا التشريع شيخ عظيم يسمى الشيخ محمود يوسف العالم . وقد كان هذا التشريع مؤلفا من ستة وثلاثين مادة ، وقد تم تسجيل هذا القانون بالخط الكوفى وبقى في الواحة تتوارثة طبقة معينة من القضاة ولكن النسخة الاصلية اختفت وعلمت بوجود نسختين منقولتين منها ويحويان كثيرا من الشرح والتفسير لهذا التشريع وان هاتين النسختين في حيازة بعض السيويين واننى ارجح بوجودهما فضلا عن انكار اصحابها لوجودهما وعلمت ان الامير السابق عمر طوسن استولى على نسخة خطية من هذه الاوراق لبحثها .

القضاء :

وكان يتولى القضاء في سيوة طبقة معينة من علماء الاسلام وهم معروفون (بالخوان) وكانو يقومون بالقضاء . والحكم في جميع المنازعات المدنية والجنائية والدينية على ضوء التشربع السابق ذكره وكان لهولاء القضاه نفوذ عظيم بحكم مركزهم الدينى في هذه الصحراء ، ولم تكن طريقة الحكم هذه مقصورة على اهالى سيوة وحدها بل كان هذا هو النظام الفائم في جميع الواحات والزوايا الدينية الممتدة غربا بطرابلس الغرب وصحراء ليبيا واقاليم شمال افريقيا . ومن اهم ما في هذا النظام انه يضع النفوذ والقوة في ايدى طبقة معينة من رجال الدين المعروفيين باسم الاخوان ، وكانو يحكمون عملا بالشرع وكما اكنت ثروة البلاد في ايديهم تقريبا ، وقد ازداد هذا النفوذ اخيرا في وقت انتشار مذهب السنوسى وكان هولاء القضاة معينون من رجال الاخوان السنوسيين باقرار زعيم الطريقة المذكور .

النظام العربى :

ولما حل الاستعمار الفرنسى والتركى والايطالى في صحراء ليبيا والحصراء الكبرى بدا نفوذ هولاء القضاة في الاضمحلال حتى اذن بالانهيار تحت ضغط رجال الاستعمار وسارت الاحوال في الواحة متمشية مع اضمحلال هذا النظام حتى انقرض من الواحة ، وحل محله القضاء بالعرف ، وايس المقصود العرفى اى العسكرى بل هو القضاء القائم على اتباع العادات والعرف المتداول بين الاهالى والسكان انفسهم واستمر هذا النظام دائما بالواحة الى سنة 1870 حتى تعين لهذه الواحة احد المامورين الاترك ويسمى ابراهيم عبد الله فاقترح تشكيل مجلس وقتى من اعيان الواحة وسمى مجلس اعيان سيوة (المجلس الكبير) .

وقد تم تنفيذ هذا الاقتراح عمليا في سنة 1873 في مدة حكم سلطان يدعى حسان الرفاعى الذى دون قانونا مكونا من عدة مواد لم يمكن الحصول على نسخة منها وقد تشكل المجاس المذكور من الاعيان الا وهم : عثمان حبون ، وعمر مسلم ، احمد منصور وعبدالله حميد وهمام ، ومحمد معروف وعلى ، وبكر بن عبدالله .

وكان يراس المجلس المامور اما هولاء الاعضاء فهم يمثلون تقريبا اكبر عائلات سيوة ويتم انتخاب رجالهم وعائلاتهم ، وكانت مدة العضوية خمس سنوات وكل محل يخلو بسبب استقالة العضو او موتة يحل محله عضو اخر من نفس العائلة بطريقة الانتخاب وكل عضويرتكب ذنبا او جرما وثبت ادانته يقضى علية بالحرمان من عضوية المجلس .

ولم يكن للاعضاء اى مرتبات او اجر على خدمتهم بالمجلس . اما هذا المجلس فلم يكن يدعى الى الاجتماع الا للنظر في المسائل المهمة .

مجلس المشايخ :

وفى نفس الوقت يتشكل مجلس اخر ويسمى بمجلس المشايخ ويضم جميع مشايخ الواحة ويعمل هذا المجلس تحت اشراف المجلس الكبير(مجلس الاعيان) ، وينظر مجلس المشايخ في المسائل الصغيرة والمشاكل العادية بين السكان اما المشاكل الكبرى فتحال على مجلس الاعيان وفى نفس هذا الوقت اكنت هيبة الحكومة المصرية قد ضعفت في الواحة كما سبق وصفة في فصل سابق (تحت عنوان تاريخ سيوة الحديث) ولذلك كانت تلجا الحكومة الى حل المسائل المهمة والمشاكل باحالتها للحكم فيها بواسطة السيد السنوسى واتباعة المقيمين في هذا الوقت بواحة جغبوب ، وقد ساعده في ذلك على استرداد قوته وسلطته وبسط نفوذه على الواحة .

قانون اهالى سيوة 1897 :

وفى هذه السنة وضعت مديرية البحيرة قانونا جديدا امكن الحصول على نسخة خطية منه ممهورة بختم مديرية البحيرة بنفس هذا التاريخ وننقلها بعد حكم السنوسيين سنة 1916 .

وفى خلال مدة الحرب العظمى عندما احتل السنوسسون الواحة عين عليها حاكما يدعى محمد الزوى – الذى ابطل مجلس الاعيان ومجلس المشايخ وتولى الاحكام والقضاء بنفسة واحيانا بمحكمة عرفية .

قانون الصحراء سنة 1917 :

وفى السنة المذكورة استعادت السلطة العسكرية الواحة واعادت ثانية الحكم بمجلس الاعيان والمشايخ واستمر هذا الحال الى سنة 1918 حيث الغيت هذه المجالس للمرة الثانية في عهد المامون على افندى ثابت واتبعت الواحة احكاما وقوانين محاكم الصحراء (نظام مصلحة الحدود)ثم طبقت عليها قوانين الجمهورية العربية المتحدة


سيوة الحديثة

البلدة الجديدة – اسواق البلح – الزراعة – الصناعات الزراعية – التجارة – الرى – الصحة .

البلدة الجديدة :


المنازل :

وبعد ان استتب الامن وقويت شوكة الحكومة بجهات الصحراء وانقطعت غارات البدو من مختلف القبائل على الواحة بدا السكان في هجر منازلهم المقامة في الواحة القديمة في اعلى التل واتخذوا مساكنهم في السهل المتسع المحيط بالواحة وخططت الحكومة بلدة جديدة على النظام الحديث وان كان لايزال ااسكان محتفظين بعادتهم القديمة وانقسامهم بين شرقيين وغربيين ، فالشرقيون اقاموا منازلهم شرقى البلدة ، والغربيون غربها وتسمى (جارة البلد) .

اما نظام مبانى المنازل فهى من الجالوص (الطين) الذى يوخذ من الارض وقت الصيف حيث تشتد الحرارة وتتبخر المياه فتنشق الارض ويختلط الملح بها فيزيد الطين صلابة اما الاسقف فتعمل عادة من جذوع النخيل وتكسى بالابراش المصنوعة من سعف النخيل . وقد يدا بعض الاهالى باقامة مبان حديثة من طبقين على الطراز الحديث .

اما عادة الاقلال من النوافذ فلاتزال متاصلة فيهم فالنوافذ هناك عبارة عن فتحات صغيرة جدا في سقف الغرف وذلك لابقاء داخل الغرف دائما رطبا لاشتداد الحرارة صيفا حيث تبلغ درجتها احيانا 46 ، 48 درجة . اما البرودة فتبلغ احيانا في ليالى الشتاء بعض الدرجات تحت الصفر حيث تتجمد المياه . وفى بعض الاحيان تعمل النوافذ على شكل مثلث نافذتان في الاعلى وواحدة في الاسفل ، ولكن بالنسبة لاتصال السكان باهالى وادى النيل والسواحل كمطروح وغيرها ، ومن كثرة تردد السيارات الذاهبة والعائدة للواحة يوميا فقد بدا الاهالى في اقامة مبان حديثة وجيدة جداا .

وفى خارج البلدة ميادين متسعة تقام بها الموالد والاجتفالات الدينية خاصة بجوار مسجد سيدى سليمان . وهو من المساجد الحديثة التى اقامتها الحكومة وبلغت تكاليفه حوالى عشرة الاف جنية ومبنى على الطراز الحديث . وبالبلدة جامع اخر قديم يسمى بالجامع العتيق وهو مبنى بالطين (الجالوص) وكذلك مئذنتة المرتفعة ايصا وهى لاتزال قائمة ويقدر عمر هذا الجامع بنحو الف سنة .

اما السادة السنوسية ويسمونهم هناك الاخوان السنوسيين فلهم زوايا كثيرة للعبادة وتلقى العلوم الدينية ولهم في الواحة مقام واحترام كبيران .

اسواق البلح :

ومن المشاهد التى تحتاج الى الزيارة والمشاهدة اسواق البلح وهى عبارة عن متسع عظيم من الارض الفضاء محاطة بسور عظيم يجمعها تقريبا في مكان واحد عند مدخل البلدة حيث يجمع المحصول ويسمى بالمساطيح وهى مملوكة لجميع الاهالى والعائلات ولكل عائلة منها مكان محدد باوتاد صغيرة . ويوضع البلح على اكوام عالية ولكل زائر داخل هذا السور ان ياكل كيف شاء . وتعتبر اسواق البلح بمثابة لسواق عظيمة وتجارةكبيرة تجمع التجار من جميع انحاء الصحراء ووادى النيل ، ومتوسط المحصول السنوى منه نحو خمسين الف قنطار تشترى الحكومة منه سنويا نحو سبعة الاف لمعملها بالواحة ولتصديره وكذلك تشترى منه بعض المصانع الحديثة كمصنع اخوان سرسق بمصر كميات كبيرة حوالى عشر الالف قننطار وقد انشا الاهالى هناك مصنعا جديدا لتعبئة البلح وتصديره على النظام الحديث بارشاد وزارة الزراعة ويستهلك هذا المصنع نحو خمسة عشر الف قنطار وتبقى كمية كبيرة بدون استهلاك تاخذ كعلف للحيونات ويبلغ عدد النخيل بالواحة 540 الف نخلة بين مثمر وغير مثمر وفى جارة ام الصغير نحو تسعة عشر الف نخلة ايضا من مختلف الانواع .

الزراعة :

يندر جدا ان تسقط الامطار في الواحة وتسير الزراعة هناك على طريقة الرى من مياه العيون المتفجرة كالطريقة المتبعة في الرى المصرى . والاراضى الزراعية في الواحة ترتفع نحو ثلاث او اربع اقدام عن سطح الاراضى السبخة وتحاط الزراعات دائما بسياج من الجريد ليمنع عنها هبوب الرياح وطغيان سفى الرمال الخفيفة المتنقلة .

ومع ان الواحة تبلغ مساحتها حوالى ثمانين كيلو مترا مربعا الا ان الاراضى الزراعية لاتبلغ نحو ربع هذه الساحة .

وتزرع الواحة زيادة عن البلح والزيتون والفواكه المختلفة الحبوب كالقمح والشعير وبعض الخضروات . ولوزارة الزراعة هناك مشتل ومزرعة كبيرة للتجارب ومعمل للبلح ومعصرة للزيتون وبعض الموظفين لارشاد اهالى الواحة وقد نجح كثير من الزراعات هناك .

وتوجد اراض عظيمة ومتسعة صالحة للزراعة والاستغلال اذا وجدت الايادى العاملة كاراضى ناحيتى قوريشت والزيتون وغيرهما وتقوم هيئة تعمير الصحارى هناك الان بمشروعات عظيمة للزراعة والصناعة وغيرها

محصولات البلح :

والاحصاء الاخير لاشجار الواحة يشمل الاتى :

مائة الف وثلثمائة نخلة صعيدى و6854 نخلة قريحى وبلحها يشبة البلح الابريمى ويسمونه في مصر بالبلح المغربى ثم 2640 نخلة غزالى وبلحها يشبة البلح العمرى وحوالى مائة الف نخلة غزاوى وهذا النوع يباع للعرب ولاهالى الغرب لرخصه ويستعمل في علف الحيونات بالواحة وغيرها ونخيل ذكر ووشك حوالى ثلاثة وعشرين الف نخلة وعدد النخيل جميعة تقريبا حوالى 240 الف نخلة او ربع مليون نخلة في هذه المساحة الصغيرة . هذا بخلاف واحة الجارة وبها نحو عشرين الف نخلة اخرى .

الزيتون :

وبالواحة نحو خمسة و عشرين الف شجرة زيتون ، ثم بها حوالى مائة واثنتى عشرة شجرة رمان والف ومائة شجرة عنب ومثلها من اشجار التين وستمائة شجرة تفاح وثلثمائة شجرة خوخ وخمسمائة شجرة برقوق واربعمائة شجرة ليمون حلو ومثلها تقريبا مالح وكثير من اشجار اللوز والتوت والورد والخروب والكمثرى والبرتقال لايتجاوز مائة لكل نوع وحوالى ماتئى شجرة نبق وتبلغ اشجار الواحة جميعها نحو ثلثمائة الف شجرة بمافبها النخيل بانواعه .

الصناعة :

ولاتوجد في سيوة صناعات مهمة غير صناعة الخوص وعمله مراجين وعمل مفروشلت كالحصير من سعف النخيل . ويصنع السيويون ابواب منازلهم شبابيكها من جذوع النخيل وكذا اسقف البيوت وقد تعلم عدد منهم صناعات حديثة كالنجارة والحدادة بانوعها وقيادة السيارات واصلاحها والبناء الحديث وذلك بالنسبة لكثيرة المنشات الحديثة والمبانى الحكومية .

الصناعات الزراعية :

وقد اصبحوا يجيدون صناعة تجفبف البلح ورصه بالصناديق على النظم الحديث ولفة بالورق اللامع ووضع علامات وصور مشوقة علية . كذلك صناعات العجوة بانواعها باشراف قسم البساتين بوزارة الزراعة ويستهلك غالبا اكثر المحصول بمصر ثم عصر الزيتون وترشيحه لعمل زيت زيتون نقى . وسيوة مشهورة بزيتها من قديم الزمان وادخلوا الطرق الحديثة على عصير الزيتون تحت ارشاد واشراف وزارة الزراعة ايضا . وصفيحة الزيت النقى تحتاح الى قنطار او قنطار ونصف من الزيتون ويستهلك تقريبا اكثر المحصول بالتصدير الى مطروح والقطر المصرى ، ولهيئة تعمير الصحارى مشروعات كبيرة .

اما الفواكه الاخرى فاكثرها مصيره التلف لبعد المسافة وزيادتها عن حاجة الواحة وما يصل الى مطروح منها يكاد يكون تالفا من طول الطريق وشدة الحرارة مع ان الفواكه بالواحة من احلى واحسن الانواع خاصة العنب والليمون والبرقوق والمشمش .

التجارة :

كانت الواحة لعهد قريب تستعمل طريقة التجارة بالتبادل فقوافل العربان تصل اليها من الغرب او من الساحل محملة بالشعير والقمح ويستبدلونه ببلح سيوة او ياتون بالحمير والضان والماعز . والحمير في سيوة قوية وشديدة ومشهورة وتاتى هذه الحيونات غالبا في فصل الشتا بالنسبة لشدة الحرارة بالطريق وقلة المياه وتسير ليلا واغلب تجارتهم وواردتهم من الشعير والشاى والسكر وهم يشربون الشاى بكثرة واحيانا يستعيضون به عن الغذاء اليومى ولذلك ترى اكثر اجسامهم نحيلة وضعيفة .

اما بعد تسهيل المواصلات حيث اصبحت المسافة 300 كيلومتر تقطع بالسيارة في سبع ساعات فقد كثر تردد السيويون على القطر المصرى وقاموا بعمل عقود مع كبار التجار والشركات لتصدير البلح والزيتون وازدهرت تجارة الواحة واعمال التجار حتى انك لتجد كل طلباتك المنزلية وغيرها هناك بسهولة .

الرى :

تروى الاراضى عادة من مياه العيون حيث تسير في قنوات الى الزراعة اما الاراضى العاليا فتخزن لها المياه في دائرة النبع وتقفل طرق الصرف حتى يتجمع الماء ويعلو حتى يصل الى المنسوب المطلوب فتفتح القنوات العلية فيسير فيها الى الاراضى العالية لريها وهذا من عهد الرومان .

اما العيون والينابيع في سيوة وعددها والكلام عنها فقد اوفينا هذا الموضوع حقه في فصول سابقة ويقال انها كانت يوما مانحو الف عين طمس اكثرها ولم يبق منها الان الاحوالى ثلث هذا المقدار واهمها عين الجبار وجلاتى ونقيسة والحاج على والحيبى ومنشود الكبيرة ومنشندت الصغيرة ورحمود وطمازيد ووهيبة في منطقة المراقى وخميسة واهم العيون في سيوة عين الخدم . تابه . سوى . ابو الليف . وطمازوغ الغربية وطينايس . وبستون . ووقلى . ومسقوط . وتابوى . ووراطى . وملولوطنايكيس . وطنغازى .وطموس . وتلحرام . وزمور . والحميدات . والجاوية الحمام . والحطايط وعين البرادت . الزيداف . وعين الهجانة . ثم عين تجزرتى . وطمازوغ . والسفون . والهجانة . والدكرور . والمعمل والسبع الاخيرة هى من العيون الجديدة الحسنة بالواحة وفى منطقة ابو الشروف وقريشت عيون الزيتون . والنقب . وابوشروف . وقريشت .

الصحة :

الامراض المنتشرة هناك الملاريا والالتهاب الرئوى . والامراض السرية اما الملاريا فان وزارة الصحة تقاومها مقاومة شديدة بتطهير المصارف وتكاد تنقرض تماما من الواحة وبالواحة مستشفى على النظام الحديث مستوف لكل المعدات وبه طبيب وسيارت للاسعافات وسرعة الانتقال والحالة الصحية هناك جيدة تماما .

المنشئات الحديثة :

استراحة حديثة جدا من دورين كاملة المعدات تابعة للمحافظة ، ثم مبان عظيمة على النظام الحديث للمركز والجمرك والبريد والحجر الصحى ومعامل لوزارة الزراعة وثكنات عظيمة لقوات الجيش الخصص للدفاع وناد للموظفين وعلى العموم قد محيت الفكرة القديمة التى كانت تلازم اسم الواحة من انها منفى للموظفين فقد اصبحت من خيرة الاماكن للافامة والاستغلال لمن يريد الاشغال الحرة والزراعة ايضا وهى مرتبطة بالقطر المصرى بالتليفون والتلغراف السلكى واللاسلكى وطرق مواصلات بالسيارات وبريد يسير في كل وقت واهلها وديعون كرماء وحسنو المعشر .


السنوسى


فى واحة سيوة

ان القوة والنفوذ العظيمين وقة الارادة التى اخضع بها هذا السيدى البدو من صحراء العرب الى صحراء ليبيا والجزء الشمالى من افريقيا تدلنا على المقدرة والقوة الخارقة للشخصية التى يتمتع بها هذا الردل العظيم . ولقد كان رجلا نبيلا عالى الخلق نشر تعاليمة الصارمة ومبادئه القويمة بين طبقات البدو في مجاهل الصحراء .

ولد في الجزائر سنة 1782 . واعلن ان نسبة يتصل بالنبى محمد صلى الله علية وسلم . وكان طويل القامة جذاب المنظر فصيح اللسان وكان اسرعة تفهمة عقلية البدو فضل كبير في نجاحه فقد عرف كيف يؤثر على نفوسهم ويلمس الطريق الى قلوبهم بسهولة . وقد قضى حياتة في تعليم الدين . وبدا حياتة معلما للقران الكريم وكان يجول بلاد شمال افريقيا لهذه الغاية ناسرا طريقتة وتعاليمة ثم زار مكة وبيت الله الحرام حيث تلقى علوم الحكمة وعهود الصوفية وبعد ان اقام بها مدة من الزمان عاد ثانية الى الجزائر ومراكش حيث قضى نحو سبع سنوات في هذه الاقاليم الجبلية ناشرا طريقتة بين القبائل فذاع صيتة وانتشرات طريقتة انتشارا عظيما .

ولم يلبث طويلا حتى وقعت هذه البلاد تحت حكم الفربسيين فراى من الخير الرحيل منها وجعل قبلتة القاهرة فالتحق بالازهر الشريف اكبر جامعة اسلامية في الشرق واقام فيه مدة ولكن تعاليمة وطريقتة لم تصادف اقبالا منه ، كما انه سمع ان اعداءه يكيدون له بمصر فهجر العاصمة الى مكة المكرمة للمرة الثانية وهناك التقى بالسيد احمد بن ادريس ، فانضم اليه واخذ عنه العهد و التصوف وسار الاثنان معا وقاما برحلات عديدة الى مجاهل صحراء العرب وقضيا هناك سنين عديدة ساكبين بين البدو في الحجاز ودخل في طريقتهما اناس كثيرون . وهناك توفى صديقة احمد بن ادريس بعد ان اوصى رجاله ومريديه باتباع خليفتة وصديقه محمد السنوسى كزعيم لهم بدلا منه فبايعوه الزعامة وبذلك سنحت الفرصة للسنوسى فاقام نفسة خليفة عن النبى صلى الله علية وسلم مناديا ان طريقتة هى الطريقة القويمة الخالية من البدع في الدين ، ولكن عرب الحجاز قوم ميالون بطبيعتهم للحروب و المشاغبات والغزو فوجدوا في تعاليم السنوسى ومذهبه ميلا الى الهدوء والسكون فلم تلق تعاليمه بينهم نجاحا . كما ان اشراف مكه ومشايخها راوا في نجاحه سلبا لسلتطهم ونفوذهم فاشاعوا عنه الاراجيف وعن مذهبه مخالفته للدين واصول الكتاب . فقد كان السنوسى يحقق حلمه القديم وهو ضم بدو العرب الى عرب شمال افريقيا ولكن لم يتحقق هذا الحلم القديم ولم يجد له مجالا بالحجاز وخاف غدر اشراف مكه ومشايخها فهاجر من هذه البلاد شطر افريقيا ونزل بجهة بنى غازى بالصحراء الغربية وهناك بنى زاوية واستراحة بجبال ذرنة ونشر تعاليمة وكثر اعوانة فكاانوا يرافقون القوافل في رحيلها في بطون الصحراء .

وقد كان وجود اعوانة مع القافلة كافيا لحمايتها من تعدى اللصوص وقطاع الطرق بالسطو عليها وسلبها وبعد ذلك اتخذ السيد السنوسى صوامع للعبادة في مغارات واحة سيوة بالقرب من قصر الحسن واصبح اسمه كالسحر وسط بدو الصحراء .

ومن مذهبه منع التدخين وشرب القهوة والتزين بالحلى ونسبوا اليه مكرمات كثيرة وقد كان يقيم محاكم لمعاقبة المخالفين من اهل مذهبه ويجازى السكران بمائة جلدة ويقطع اطراف اصابع يد المدخن عبرة لغيره . ولهذه الاسباب اصبح بدو العرب اكثر شربا للشاى عن القهوة التى يشربها بكثيرة عرب الشرق كالحجاز وسناء .

وارتفع شان السادة السنوسية واصبحوا اغنياء وكثر عندهم العبيد واتسع سلطان ملكهم في شمال افريقيا بشكل غريب . وفى ايامه الاخيرة كانت كلمتة قانونا نافذ المفعول . ولما توفى 1859 في واحة جغبوب التى تبعد 90 ميلا غرب سيوة ازدحمت الحجاج بالواحة القادمين اليها من بلاد العرب وافريقيا . وقد قدر اتباعه بنحو مليونين من الانفس واصبحت جغبوب قبلة الحجاج السنوسيين وقبلة الانظار لاهل مذهبهم . ولقد وضع في ايلمه الاخيرة في منزلة الاولياء الابرار حتى انه كان لايمكن لشخص ان يتطلع الى وجهه ومن راه فقد حل به الحظ والشرف العظيم .

ولقد كان يميل الى الرجولة العربية حقا كما اكن فارسا ممتازا وصيادا ماهرا وكانت اسطبلاتة تزخر باحسن انواع الخيول العربية الاصيلة وفى اواخر ايامة قدم القاهرة وفى ركابه الالاف من العرب وعسكر بالقرب من الاهرام واستقبل من الحكام بكل اكرام وتعزيز كاستقبال الملوك .

والابن الاصغر اختاره ولده خليفة وسما محمد المهدى وكان يرافقة في حله وترحاله . واذا دخل والده مسجدا ، فقد كان هو الذى يخلع حذاءه ويلبسه له وكان ذلك شرفا عظيما وبعد وفاته اقيم محمد المهدى خليفة له وفى سنة 1904 توفى محمد المهدى فاقيم السيد احمد السنوسى خليفة له وكان السنوسيون يلازمون السكون والهدوء تحت حكم الاتراك ولكن لما استولى الايطاليون على طرابلس ضيفوا عليهم فاظهر لهم السنوسيون العداء واسسوا دولة عربية في الجبل الاخضر وجبال درنة كانت ذات نفوذ تخطب ودها الدول المجاورة ووجد البريطانيون بمصر ان من صالحهم ايجاد الهدوء على حدودنا الغربية ، فكانوا دائما يخطبون وده ليحافظ على وقوفه على الحياد وارسلوا اليه خطابات عديدة . ففى سنة 1951 ارسل جعفر بك (جعفرباشا) الان الذى قتل اخيرا بالعراق اليه باسلحة وذخائر وتم تعليم خمسة الاف محارب من رجال السنوسية ملمين تماما بالمدافع وغيرها ، وفى نوفمبر اسروا رجال السفينة (طارا) وانسحبت القوات البريطانية والمصرية من السلوم وبرانى واحتلها السنوسيون وهاجموا مرسى مطروح حوالى ديسمبر من نفس السنة وقطعوا خط سكة حديد مريوط ولكنهم ارتدوا عنها وحدثت عدة مواقع في يناير بناحية بئر الشوالحى وجهة جلاذين غرب مرسى مطروح بنحو 40 كيلومرتا . وفى فبراير من السنة التالية تقدمت القوات المصرية والبريطانية الى النجيلة وزحفت خلف العدو الى وادى المقتلة ، كما يسميه العرب وحدثت موقعة بجهة العقاقير على بعد 14 ميلا جنوب شرقى برانى وتقهقر السنوسيون واحتلت القوات برانى في 26 فيراير ووقع جعفر باشا اسيرا .

وفى 14 مارس استولت قواتنا على السلوم وفى 17 مارس خرجت قوات سيارات مسلحة للبحث عن اسرى المركب طارا ، وبعد بحث 116 ميلا عثرت عليهم وعادات ب40 منهم على قيد الحياة وقطعت 240 ميلا في اربع وعشرين ساعة في الصحراء بقيادة دوق وست نستر .

اما السيد احمد الشريف السنوسى فقد رحل في غواصة المانية الى الاستانة . وبعد الحرب الكبرى قام عدد كبير منهم في مرسى مطروح منهم السيد صفى الدين والسيد ابراهيم والس احمد والسيد شمس الدين ولهم زواي بها وبسيوة والزيتون مع الحكومة باملاك في وادى النيل ويتزعم السنوسية الان الملك ادريس السنوسى ملك ليبيا وهو الذى بايعه المرحوم السيد احمد الشريف بالخلافة من بعده .


التاريخ المحلى لواحة سيوة

(نقلا عن الشيخ عمر مسلم من اعيان الواحة)

المقدمة – بنا الواحة وانشاؤها – امون وام بيضاء – عين الشمس الحمام – املاك سيوة – ملوك سيوة – جبل الموتى – قصر الروم – ميف عثر العرب على الواحة وفتح عبدالعزيز ابن مروان – موسى بن نصير – لقمان الحكيم – انقطاع سيوة من العالم – السنوسى – سيدى سليمان – انقسام البلد – الحالة الحاضرة .

مقدمة :

الشيخ عمر مسلم من مشايخ سيوة العروفين قد اذيع عنه انه يملك بعض اوراق تاريخية وكتابات اثرية قديمة تحوى تاريخا واسرارا عن الواحة وعند وجودى بالواحة اردت الاطلاع عليها ولكن علمت من نجلة ان الامير السابق عمر طوسون اخذ هذه الاوراق لنقلها ومعرفة محتوياتها ولم يمكنناالاستدلال عليها وقد امكن استخلاص التاريخ المذكور بعد وهو عبارة عن تاريخ نقلى عن السيخ عمر مسلم .

والمفهوم انه ليس تاريخا بالمعنى العروف ولكنه عبارة عن روايات نقلية وقد تكون خرافية لا نتعرض لتحبيذها او نقضها باى حال من الاحوال ونترك للقارىء حق تصديقها او نفيها ونذكرها من باب الرواية والاطلاع بدون تحريف او تبديلء

ججبناء الواحة وانشاؤها :==

ان اول من بنى سيوة ملك قبيلة اخميم الطالب . فقد ارسل اولا رجالا كثيرين لاستكشاف المنطقة الواقعة غرب النيل . ثم ارسل بعدهم نجلة على راس جيش كبير ومعه النجارون والحدادون والمهندسون وارباب الحرف المختلفة لبناء مدينة في مكان الواحة وقد بنوها من سبع طبقات الطبقة الاولى لابن الملك وهو الحاكم والثانية للمهندسين والثالثة للامراء والباقية لعامة القوم وقد نصحهم الملك بعدم المشاكسة والاضطربات وان يقتنع كل فرد منهم بماقسم الله له .

ولما انتهو من انشاء المدينة عادوا الى وطنهم واخطروا مولهم الملك بذلك فامرهم بالعودة ثانية الى الواحة لزراعة الاراضى المجاورة واستغلالها وتطهير الينابيع والعيون والابار وعادوا للواحة واشتغلوا في فلاحة الارض وزراعتها بالحب والزعفران والقصب وجنوا منها مالا وفيرا وتحسنت لهم الاحوال ، واشتد ساعدهم وقوى جانبهم وشوكتهم وحكموا المنطقة من برقة الى صحراء العرب وارسلوا رجالا منهم الى الواحات الاخرى القريبة لاستغلالها كواحات البحرين (جنوب سيوة) والخطابين ودورن(جنوب) والنجويين والداخلة والخارجة والبحرية والفرافرة .

امون (ام بيضاء) :

بعد ذلك نصح لهم السحرة والكهنة المنجمون ببناء معبد ام بيضاء (جوبتر امون) وسلموه لاحدى السحرة المسماة امون ،وامون هذه سيدة وكان اسمها ام بيضاء او مبيوضة وكان ياتى بعض الناس لزيارتها والتبرك بها ، وقد صنع الملك تمثالا لهذا المعبد وسماه سيوة ومن هنا اشتق اسم الواحة وكانت تسمى قبلا سنتريا .

عين الشمس (الحمام) :

اما عين الشمس الموجودة شرقى المعبد فقد كانت مياهها تتغير من حار الى بارد كما يتغبر لونها من ابيض الى اصفر ثم احمر . وقد وضع الملك الف رجل لحراستها وكانوا يستبدلون بغيرهم يوميا وقد عزوا هذا التغيير الى السحر وكان ذلك وقت حكم الملك راشم او الملك امروس .

املاك سيوة :

وكانت سيوة تمتد املاكها الى الاسكندرية شمالا والنوبة جنوبا وبلاد القفار (السودان) .

ملوك الواحة :

اما الملك الاول والاصلى فقد كان من الاغريق وقد استغاث ملك طرابلس (ليبيا) يوما بملك سيوة فاغاثة ملك سيوة بثمانين الفا من الفرسان وكانوا فرسانا بطول واحد ويركبون خيولا من لون واحد .. وهكذا استمرات البلد تحت حكم الاغريق حتى بدات فتوحات العرب تمتد في افريقيا في ايام الخليفة عمربن الخطاب خليفة المسلمين الذى ارسل جيوشة العربية لغزو مصر وفتحها فاستغاث ملوك مصر بملك سيوة فاغاثهم بجيش كبير ولكن هذا الجيش لم يتمكن من الوصول الى مصر حيث هلك في الطريق من تاثير عاصفة رملية :

جبل الموتى :

ولما راى ذلك ملك سيوة هدم البلد وردم الابار وقلب الجبل الى حفرة ومقبرة ولذلك سمى هذا الجبل بجبل الموتى

قصر الروم :

اما قصر الروم غربى الواحة فكان به كنيسة ومقابر للبطاركة ملوك مصر في هذا الوقت ويقال انه بعد فتح العرب الواحة وجدوا كتبا ومخطوطات اثرية كثيرة جدا في محل يقال له عبدالجبار وفى جارة البيضاء ولكن اهل سيوة احرقوا هذه الكتب خوفا من عودة الافرنج ثانية واثبات ملكية الارض لهم .

كبف عثر العرب على الواحة وفتحوها :

بنى هلال : وفى اعلى هذا التل مقام سيدنا عبدالغفار ويقال انه فاتح سيوة واوا من فتح سيوة هم قبائل من بنى هلال يساعدهم قسم من العرب والبربر وكانت قبائل بنى هلال (نسبة الى ابى زيد الهلالى) يقدر عددهم في هذا الوقت بحوالى 9000 رجل وكانوا امروا بفتح سيوة والبقاء هناك لحراسة الجناح الغربى لمصر ولرد الثوار عنها

عبدالعزيز بن مروان :

ويقال انه في زمن عبدالعزيز بن مروان سنة 50 هجرية اخبره احد الاهالى انه بينما كان يبحث عن جمل له تاه في الصحراء عثر علىبلد غنية اهلة بالسكان وفيها كثير من انواع الفاكهة والخيرات فارسل الامير حملة كبيرة للبحث عنها ومعرفة مكانها ولكنها بعد شهر من البحث عادت ثانية ولم تعثر لهذه الواحة على اثر .

وحدث ان احد الحكام نفى بعض المشاغبين الى الصحراء وتركهم فيها فهاموا على وجوههم وعثروا صدفة على عنزة فساروا يطاردونها وهى تجرى امامهم حتى وجدوا انفسهم فجاة في مدينة اهلة بالسكان وغنية بالاثار والاشجار والزراعة فعادوا ايضا واخبروا الحاكم بذلك فارسل معهم حملة للبحث ولكنها عادت ولم تتمكن من العثور عليها

موسى بن نصير 80 هجرية :

وفى زمن حكم بنى امية كان موسى بن نصير قائدا مشهورا ويشغتل ايضا بالتنجيم (منجم) فسار ومعه جيش كبير نحو الجنوب الغربى مدة سبعة ايام فشاهد مدينة حصينة لها ابواب حديدية قوية وحاول فتح الواحة فلم يتمكن وقتل من جيشة عدد كبير وحاصر الواحة فعاد ولم يتمكن من فتحها ايضا .

لقمان الحكيم :

ويقال ان لقمان الحكيم الذى عاش في عصر سيدنا داود وورد ذكره في القران ولد في مدينة النوبة جنوب سنتر (سيوة) .

انقطاع سيوة عن العالم 700 سنة تقريبا :

بعد فتح العرب للواحة سنة 1100 ميلادية انقطعت اخبارها عن العالم الى سنة 1820 اى حوالى 700 سنة تقريبا لم يعلم عنها احد الا القليل .

السنوسى :

بعد تدمير سنتريا والبحريين والنجويين . ظهر في الغرب رجل تقى ورع راى في المنام ان سيوة ارض التعبد والنسك وانه يلزم ان يقوم فيها بنشر تعاليمه وعباداته فرحل اليها هو وعائلته ونزل اولا في عين زامورا (عين فيناس) وزرع النخيل ويقال انه احضره من وادى النيل ثم زرع نخيلا اخر واوقف ريعه على النبى صلى الله علية وسلم للصرف منه على الحرم النبوى وذهب بعد ذلك الى الحجاز وحج الى مكة وهناك اجتمع باقطاب المسلمين وحكى كثيرا عن احوال هذه الواحة المحهولة واقام مدة طويلة في بلاد العرب متنقلا بين مكة والمدينة مكرما معززا واخذ كثيرا من العهود على المتصوفين ومن هناك بعد ذلك عاد الى سيوة واستصحب معه بعض اتباعه من بلاد العرب فاقاموا في سيوة وضواحيها وبلغ عددهم 40 نفسا واقاموا بينهم قاضيا للحكم وسمى هذا الرجل بالشيخ الصورى ولاتزال عائلتة في سيوة وتسمى الحيشات ، كما ان عائلة الرجل التقى الورع منها عائلة سيدى حسين . وقد زرعوا البلح الصعيدى وجعلوا سيوة مركزا دينيا عظيما وزوايا للقران .

سيدى مسلم

وتوفى في هذا الوقت سيدى مسلم الوالى وتولى بعض اولاده القضاء وكانت قبائل البربر والعرب من السودان يشنون الغارات دائما على سيوة ولكن في احدى الغارات قرا عليهم الادعية فقامت عاصفة من الرمال غمرتهم الى وسطهم ولما علموا بذلك خافوا وبذلك امتنعت غاراتهم على البلد ثم دعا الله ان يطمس طريقهم فقامت العواصف وطمثت الطريق والطرق الاخرى الموصلة بين الجنوب (السودان) وسيوة وبذلك انقطعت الغارات عن سيوة من الجنوب .

سيدى سليمان :

بعد ذلك تولى القضاء في سيوة رجل يدعى سيدى سليمان ، وبعد وفاته انقسم البلد الى قسمين شرقيين وعربيين وناحية الاغورمى .

انقسام البلد :

بدا العراك بين الشرقيين والغربيين ، وفى احدى المعارك قتل 72 من الغربيين و28 من الشرقيين ،وكانت المعركة الاولى في الخلاء بالقرب من منزل محمد سعيد والمعركة الثانية بجهة المحاركة والثالثة في تبان الطوب بالقرب من جميسة ،ولهذا السبب استغاث على بالى احد مشايخ سيوة بوالى مصر محمد على باشا سنة 1815 ، الذى ارسل حملة تاديبية . اخضعت البلد لمصر وفرضت الضرائب باعتبار مليمن ونصف مليم لكل نخلة بعد ذلك قام الاهالى بثورة فعاد على بالى واستغاث بوالى مصر فارسل اليهم حملة تاديبية ورفع الضرائب الى 22.5 مليم على كل نخلة واقام على بالى حاكما لسيوة مدة سبع سنوات بعدها قتله الشرقيون ثم اقام موسى حاكما فقتل ايضا واستغاث ابناء عمه بالحكومة المصرية فارسلت حملة قوامها 1400 جندى وتعصبت للواحة واخذات بثاره واقامت الشيخ يوسف بن على لمدة سنتين وفى مدة حكم عباس الاول صدر عفو عن المجرمين فعادوا الى سيوة وقتلوا الشيخ يوسف . بعد ذلك رات الحكومة ان تقيم شيخا على الشرقيين واخر على الغريين ، ثم عينت مامورا ومحكمة الخ . وبقيت كذلك الى الوقت الحاضر .

هذا مجمل حديث الشيخ عمر مسلم الذى توفى ولاتزال عائلتة موجودة بسيوة ، وفى اعتقادى ان هذا التاريخ لايخلو من كثير من المعلومات الحقيقية خاصة الجزء القريب منه .