لويس الورع

(تم التحويل من لويس التقي)
لويس الأول الورع
Ludwik I Pobożny.jpg
لويس التقي، تصوير معاصر له من 826 بصفته miles Christi (جندي المسيح)، ترافقها قصيدة من ربانوس ماوروس.
ملك الفرنجة
العهد814–840
التتويجمن والده: 13 سبتمبر 813، آخن؛
سبقهشارل الأول
تبعهلوثير الأول
لويس الثاني
شارل الأصلع، كشارل الثاني، الامبراطور الروماني المقدس
الامبراطور الروماني المقدس
العهد813–840
التتويجمن قِبل الپاپا ستفان الرابع: 5 اكتوبر 816، رانس
سبقهشارلمان
تبعهلوثير الأول
ملك أكيتين
العهد781–814
سبقهشارل الأول كملك الفرنجة
تبعهپپن الأول
الدفن
الزوجإرمنگارده من هسباي
يوديت من باڤاريا
الأنجاللوثير الأول
پپن من أكيتان
لويس الألماني
شارل الأصلع
البيتالكارولنجيون
الأبشارلمان
الأمهيلدگارده
الأسرة الكارولنجية
الپپنيون
Arnulfings
كارولنجيون
بعد معاهدة ڤردان (843)


لويس الورع (كاسويل - جيروندا، 778 - إنگلهايم على الراين، 20 يونيو 840) ، ملك الفرنجة ورأس الامبراطورية الكارولنجية بين عامي 814 - 840.

ملك أكيتانيا من عام 781 ، إمبراطور (باسم لويس الأول) و ملك الفرنجة بالإشتراك مع والده شارلمان من سنة 813. صار الحاكم الوحيد للفرنجة إثر وفاة والده عام 814 لكونه الإبن البالغ الوحيد الباقي على قيد الحياة، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته بإستثناء إزاحته بين عامي 833-834 .

كُلف لويس خلال حكمه في أكيتانيا بالدفاع عن حدود الإمبراطورية الجنوبية . انتزع برسلونة من المسلمين سنة 801 و أعاد بسط سلطان الفرنجة على بنبلونة والباسك جنوبي الپرانس . أشرك أبناءه البالغين لوثر و بيبين و لودفيش في الحكم ، و سعى لإقامة تقسيم ملائم لمملكته بينهم . اتسم العقد الأول من حكمه بالعديد من المآسي والارتباكات، وخصوصاً المعاملة الوحشية من ابن شقيقه برنارد ملك إيطاليا، الأمر الذي حاول لويس التكفير عنه بالحط من قدره على الملأ. مزقت امبراطوريته الحرب الأهلية بين ابنائه في ثلاثينات القرن التاسع،الذي تفاقم بمحاولة لويس شمل شارل ابنه من زوجته الثانية بخطط الخلافة. رغم ذلك انتهى حكمه بنجاح كبير، باستعادة النظام إلى حد كبير في إمبراطوريته، تلاها ثلاث سنوات من الحرب الاهلية. عموماً لا يمكن مقارنة لويس بوالده، حيث أنه واجه مشاكل من نوع مختلف تماماً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المولد وحكم أكيتانيا

وُلد لويس بكاسويل الواقعة حالياً في جيروندا بفرنسا ، و هو الابن الشرعي الرابع لشارلمان . يروى أنه كان متديناً منذ منذ الطفولة ، توج طفلاً ملكاً على أكيتانيا سنة 781 ، و أُرسل إليها مع وصي و بلاط ، أقام شارلمان هذه المملكة الفرعية لتأمين حدود مملكته بعد هزيمة الكبيرة على يد الباسك في رونسيسفاليس سنة 778 .

أُرسل سنة 793 إلى إيطاليا لدعم شقيقه بيبين في صراعه ضد دوق بنڤنتو. عاد إلى أكيتانيا وتزوج من إرمنگارده ابنة كونت إنگرام، وأثمر الزواج ستة أبناء أطفال، لوثير (795)، بيبين (797)، أديليد (799)، روترود (800)، هايدگارد (802) ولويس (806).

هاجم إسبانيا سنة 799 مدمراً ليريديا: "بعد ذلك وبعد نهب وإحراق بقية المدن، تقدم لويس إلى وشقة. أراضي المدينة الغنية بالبساتين دمرها الجنود وأحرقوها." ، ورافق والده سنة 800 في إحدى حملاته العديدة ضد السكسون. توالت الهجمات العسكرية على إسبانيا الإسلامية في السنوات التالية: سنة 804 جاء دور برشلونة لتعاني الحصار والجوع حتى استيلاءه عليها. سنة 806 دُمرت طرطوشة و مقاطعة فالنسيا في توغل، تكررت الحملة في العام التالي بنجاح كبير وغنائم كبيرة.

كان لويس واحداً من ثلاثة أبناء شرعيين لشارلمان مايزالون على قيد الحياة عند الرضع ، وفقا العرف الفرنكي ، كان من المتوقع أن يشاطر لويس الميراث مع إخوته، وشارل الشاب ملك نوستريا، وپيپان، ملك إيطاليا.

ولكن بوفاة إبني شارلمان الشرعيان الآخران - پيپان سنة 810 وشارل سنة 811، بقي لويس لوحده ليتوج امبراطوراً بالاشتراك مع شارلمان عام 813. وبموت والده سنة 814، ورث مملكة الفرنجة بأكملها و كل ممتلكاتهم (باستثناء إيطاليا ، التي ظلت ضمن امبراطورية لويس ، ولكن تحت الحكم المباشر لبرنارد ابن بيبان).


الإمبراطور

شارلمان يتوج لويس الورع

بتلقيه نبأ وفاة والده . توجه فواً من أنجو إلى آخن ، و توج نفسه وسط ترحيب من النبلاء.

سرعان ما سن "التطهير الأخلاقي" ، فأرسل كل أخواته غير المتزوجات إلى أديرة الراهبات ، للتجنب استخدامهن سياسياً في مشاحنات قد يسببها أصهار أقوياء. ترك إخوانه غير الشرعيين و رهـّب أبناء عم والده ، فحبس أدالارد و والا في نوارموتير و كوربي على التوالي ، رغم الولاء الأولي لهذا الأخير.

كان برنار مرگريڤ سبتيمانيا كبير مستشاريه ، رفع لويس إبو الذي ولد عبداً إلى أسقفية ريميس و لكنه خانه لاحقاً . احتفظ ببعض من وزراء والده ، مثل إليزاشار رئيس دير القديس ماكسيمين قرب ترير ، و هيلديبولد رئيس أساقفة كولونيا . لاحقاً استبدل إليزاشار بهيلدفين ، الرئيس لعدة أديرة.

كما استخدم بينيدكتوس أنيان ، القوطي السبتيماني مؤسس رهبانية ، لمساعدته على إصلاح الكنيسة الفرنكية . إحدى أولى إصلاحات بينيدكتوس الأساسية كانت ضمان إضمام جميع دور العبادة في مملكة لويس إلى قاعدة القديس بينيدكتوس المسماة باسم مؤسسها البنديكت الأول بينيدكتوس نورسيا (480-550).

في عام 816 ، البابا ستيفانوس الخامس ، الذي خلف ليو الثالث ، زار ريميس وتوج لويس مرة أخرى. فعزز الامبراطور من البابوية بالاعتراف بأهمية البابا في التتويج الامبراطوري .

سنة 817 ، أصدر لويس مرسوماً يعرض خطته من أجل خلافة منظمة بتقسيم الامبراطورية بين أبناءه الثلاثة من زواجه الأول من إرمنگارده : لوثر (الذي كان توج ملكاً لإيطاليا وإمبراطور مشارك) وبيبان (ملك أكيتانيا) و لودفيش الجرماني (ملك بافاريا). ثم نصت الآلية على أن الامبراطورية ليست مقسمة رسمياً ، مانحاً العرش الامبراطوري فقط لإبنه البكر لوثر. أزال هذا المرسوم مملكة اللومبارد المستقلة تماماً.

بعد وفاة إرمنگارده، تزوج لويس من يوديت من باڤاريا، فكان له ابناً رابعاً شارل الأصلع سنة 823، وبذلك تفاقمت بمجيئه آلية الميراث: والدته كانت قوية وشرسة، وحاولت بشتى الطرق لإقحام ابنها في تقسيم الامبراطورية، مواجهةً مقاومة شديدة من الأبناء الآخرين.

دناريوس لويس.

ميزت الحرب الأهلية العقد الأخير من حكم لويس ذلك . وقرر لويس سنة 829 لإزالة بعض المناطق المخصصة لويس ، و إعطاءها لشارل ، وإطلاق العنان للحرب أهلية وقم ثم الارستقراطية فقط لأن لا مصلحة لمتابعة ذلك. 830 ، وثلاثة اشقاء غزت الأراضي والده اضطر إلى التنازل عن العرش لصالح الوسيم، ابن يوديت من لويس، وكانت محصورة في الدير.

عاد لويس إلى السلطة في العام التالي، وجـُرّد لوثير ليس فقط من اللقب الإمبراطوري، وإنما أيضاً من مملكة إيطاليا ، والتي أعيطيت إلى شارل. انتفض بيبين وتبعه في ذلك لويس الجرماني في عام 832، وانضم لوثر إلى الثورة بدعم من البابا گريگوريوس الرابع في سنة 833 وخلعه في مجمع كومبيان عبر إبون أسقف رانس. هزم الاخوة الوالد وسجنوه والده مع شارل. أُرسلت يوديث إلى أحد الأديرة ، في حين ضم لويس الجرماني وبيبان الأراضي الامبراطورية سابقاً. ولكن عام 834 أجبر لوثير على الفرار إلى إيطاليا وفي العام التالي تصالحت الأسرة، واستعاد لويس الورع العرش الامبراطوري.

لويس على sesquisolidus، وهو روماني النمط في التصميم.[1]

عند موت پپن في عام 838، أعلن لويس الورع شارل ملكاً جديداً على أكيتانيا . بيد أن النبلاء انتخبوا ابن بيبين بيبين الثاني.

حكم لويس الورع شكلياً دون سلطة حقيقية حتى وفاته سنة 840.

الثقافة

كان ميخائيل الثاني، الامبراطور البيزنطي قد بعث إلى لويس التقي في عام 824 مخطوطاً يونانياً لكتاب يسمى الحكومة الكهنوتية السماوية. ويعتقد المسيحيون المتدينون أن مؤلفه هو ديونيسيوس الأريوپاگي Dionysius the Areopagite. وأحال لويس التقي المخطوط إلى دير سانت دنيس، ولكن أحداً ممن فيه لم يستطع ترجمة لغته اليونانية، فقام إرجينا بهذه المهمة إجابة لطلب الملك. وتأثر بالترجمة أعظم التأثر، وأعاد الكتاب إلى المسيحية غير الرسمية الصورة التي ترسمها الأفلاطونية الجديدة للكون المتولد أو المنبعث من الله في مراحل مختلفة أو درجات من الكمال آخذة في النقصان، والذي يعود ببطء وبدرجات متفاوتة إلى الله مرة أخرى. وأصبحت هذه الفكرة الرئيسية التي يدور حولها أعظم مؤلفات يوهانس سكوتس إريوجنا، التقسيم الطبيعي De divisione naturae ‏(867). ففي هذا الكتاب نجد بين الكثير من السخف، وقبل أبلار بقرنين من الزمان، إخضاعاً جريئاً لعلوم الدين والوحي إلى العقل، ومحاولة للتوفيق بين المسيحية والفلسفة اليونانية، وفيه يقر جون بصحة الكتاب المقدس؛ ولكنه يقول إنه لما كان معناه في كثير من أجزائه غامضاً، فإن الواجب يقضي بتفسيره حسبما يمليه العقل-ويكون ذلك عادة بفهم نصوصه على أنها رموز أو استعارات. ويقول إرجينا في هذا: "إن السلطان يُستمد أحياناً من العقل ولكن العقل لا يُستمد أبداً من السلطان، ذلك بأن كل سلطان لا يرضى عنه العقل السليم يبدو ضعيفاً، ولكن العقل السليم لا يحتاج إلى تأييد السلطان أياً كان نوعه لأنه يستند إلى قوته"(49). ويجب ألا يحتج بآراء آباء الكنيسة... إلا إذا كان لا بد لنا من الاحتجاج بآرائهم لتقوية حججنا أمام الناس الذين لا يحسنون الاستدلال، ولهذا يخضعون للسلطان لا للعقل"(50). فها هو ذا عصر العقل يتحرك في أرحام عصر الإيمان.

الموت

مرض لويس إثر حملاته الأخيرة المظفرة وأوى إلى إقامة صيد صيفية على جزيرة في نهر الراين قرب قصره في إنگلهايم. وتوفي في 20 يونيو من سنة 840 بحضن أخيه غير الشقيق دروگو لغياب شارل وجوديث في بواتيه و في حضور عدد كبير من الأساقفة ورجال الدين . سرعان ما تفاقم النزاع بين الأخوة الباقين على قيد الحياة إلى حرب أهلية الم تضع أوزارها إلا في عام 843 بموجب معاهدة ڤردان التي قسمت المملكة الفرنكية إلى ثلاثة أجزاء، لتشكل نواة لفرنسا وألمانيا، مع بورگونيا والبلدان منخفض بينهم. لم يهدأ النزاع حول مـُلك أكيتانيا بالكامل حتى عام 860.

يرقد لويس الورع مع أخيه غير الشقيق دروگو ، في كاتدرائية سان پيير في متز.

الهامش

  1. ^ Medieval European Coinage by Philip Grierson, Mark Blackburn, Lucia Travaini, p.329 [1]

المصادر

للاستزادة

  • Booker, Courtney M. Past Convictions: The Penance of Louis the Pious and the Decline of the Carolingians, University of Pennsylvania Press, 2009, ISBN 9780812241686
  • De Jong, Mayke. The Penitential State: Authority and Atonement in the Age of Louis the Pious, 814–840. New York: Cambridge University Press, 2009.
  • Depreux, Philippe. Prosopographie de l'entourage de Louis le Pieux (781–840). Sigmaringen: Thorbecke, 1997. A useful prosopographical overview of Louis' household, court and other subordinates.
  • Eichler, Daniel. Fränkische Reichsversammlungen unter Ludwig dem Frommen. Hannover: Hahnsche Buchhandlung, 2007 (Monumenta Germaniae Historica Studien und Texte, 45).
  • Ganshof, François-Louis The Carolingians and the Frankish Monarchy. 1971.
  • Godman, Peter, and Roger Collins (eds.). Charlemagne's Heir: New Perspectives on the Reign of Louis the Pious (814–840). Oxford and New York: Clarendon Press, 1990.
  • Oman, Charles. The Dark Ages 476–918. London, 1914.

وصلات خارجية

الامبراطور لويس الأول التقي
وُلِد: 16 أبريل 778 توفي: 20 يونيو 840
ألقاب ملكية
سبقه
شارل الأول
كملك الفرنجة
ملك أكيتان
781–814
تبعه
پيپان الأول من أكيتان
سبقه
شارل الأول
امبراطور الرومان
817–840
مع لوثير الأول
تبعه
لوثير الأول
ملك الفرنجة
814–840
تبعه
لوثير الأول
في فرنسيا الوسطى
تبعه
لويس الثاني
في فرنسيا الشرقية
تبعه
شارل الثاني
في فرنسيا الغربية