سلطنة الحريم

لوحة تمثيلية استخدمها أحمد رفيق ألطيناي في طبعة 1916 من كتابه "سلطنة الحريم".

سلطنة الحريم (تركية: Kadınlar Saltanatı)، هي فترة امتدت لما يقارب 130 سنة أثناء القرن السادس عشر والسابع عشر تمتعت خلالها حريم الدولة العثمانية بنفوذ سياسي استثنائي على شئون الدولة وعلى السلطان العثماني، بداية من عهد سليمان القانوني.[1][نشر ذاتي سطري] في تلك الفترة كان الكثير من السلاطين قاصرين وكانت أمهاتهم، السلطانة الأم، أو زوجاتهم، خاصكي سلطان، تحكمن الإمبراطورية.[2] كانت معظم هذه النساء من أصول سلاڤية، كما كان الحال مع معظم زوجات السلاطين العثمانيين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السنوات المبكرة

خرم سلطان (1505-1558).

كانت فترة سلطنة الحريم في الدولة العثمانية جديدة على الدولة العثمانية، لكنها لم تكن بلا سابقة. السلاجقة، أسلاف العثمانيين، كثيراً ما كانت النساء النبيلات يلعبن دوراً فعالاً في السياسة والشؤون العامة، على الرغم من قلق المسؤولين الآخرين من الذكور.[3][صفحة مطلوبة]

ومع ذلك، في القرن الرابع عشر، بدأت وكالة النساء في الحكومة بالانكماش بشكل كبير. كان هذا هو عصر التوسع العثماني حيث كان معظم السلاطين ينتخبون "للقيادة من على ظهر الجواد"، يحرككم مجلس المستشارين، الوزراء، والقادة الدينيين كما يغزو الجيش الأراضي الجديدة.[4][صفحة مطلوبة] بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت الدولة العثمانية من القرن الخامس عشر فصاعداً سياسة إرسال الأمراء الشباب وأمهاتهم إلى الإمارات الإقليمية في الأناضول. في الواقع، أبقى هذا على جميع النساء اللواتي يتصلن بمستويات أعلى من الحكومة بمعزل عن إمكانية ممارسة أي سلطة جادة. والأكثر من ذلك هو أن ممارسة قتل الأخوة- التي يقوم فيها سلطان صاعد بإعدام جميع أشقائه لتأمين عرشه - جعلت الأمهات وزوجات الأمهات أكثر اعتماداً على رجالهن.[4][صفحة مطلوبة]

بدأت الأمور تتغير، فمع بداية القرن السادس عشر، الذي شهد حدثين هامين: نهاية التوسع العثماني، ودمج حريم السلطان في المكان اللائق في القصر. في عهد سليمان القانوني، مع اتساع الحدود لآلاف الأميال في كل الاتجاهات تقريباً، لم يعد بإمكان السلطان ببساطة الاستمرار في شن حملات عسكرية مطولة ، خاصة بعد فشل حصار ڤيينا.[4][صفحة مطلوبة] كما جعل اتساع الإمبراطورية نظام باي‌لرباي‌ليك غير عملي بشكل متزايد، ونتيجة لذلك، بدأ الأمراء في العودة إلى العاصمة. ومع ذلك، مع تحييد قوتهم العسكرية والاقتصادية الأولية، لم تعد هناك حاجة لممارسة عادة قتل الأخوة.

بالإضافة إلى ذلك ، شهد عهد سليمان بشكل واضح دمج حريم السلطان في القصر والمجال السياسي، حيث أصبح أول سلطان يتزوج رسمياً، من المرأة التي عُرفت لاحقاً بخرم سلطان. على الرغم من كونه مثيراً للجدل في ذلك الوقت، إلا أن هذا الفعل، بالإضافة إلى مركزية الأسرة الإمبراطورية، جعل نساء الحريم أقرب إلى السلطة الحقيقية أكثر من أي وقت مضى..[5] عندما فقد الأمراء الملكيون السلطة بخسارتهم لحكمهم، اكتسبت زوجاتهم وأمهاتهم سلطة كبيرة، وذلك باستخدام وضع الأمير وعلاقاته للتأثير على قرارات المحاكم والدولة. في أواخر القرن السادس عشر، نقل مراد الثالث مقر إقامته من القصر، حيث كان محاطاً بالخدم الرجال والخاصة، إلى الحرملك. بالتالي، بحلول عقد 1600، أصبحت زوجة وأم السلطان من أبرز وأكثر المناصب تأثيراً في الحكومة، عملياً وليس قانونياً.[بحاجة لمصدر]


الأهمية السياسية

بحلول منتصف القرن 17، كان قد تولى الحكم ستة سلاطين، كان معظمهم قد تولى العرش طفلاً أو كان مصاباً باضطراب عقلي. في تلك الحالة، كانت السلطانة الأم تحكم بلا معارض، سواء خلال حكم أبنائها، أو في فترات شغور العرش.[6][صفحة مطلوبة] ومع ذلك، لم يثقبل هذا الظهور المتطرف بسهولة من قبل الجميع، حتى مع وجود علاقة مباشرة بالسلطان، وغالباً ما تواجه السلطانة الأم معارضة من وزرائها، فضلاً عن الخطر الذي يمثله الرأي العام. بينما كان أسلافهم الذكور قد فازوا برضى الشعب من خلال الغزوات العسكرية والشخصية الجذابة، كان على الزعيمات الاعتماد على الاحتفالات السلطانية وبناء النصب التذكارية والمشروعات العامة.[4][صفحة مطلوبة]

نساء الدولة الآخريات، مثل طرخان سلطان، ساهمت في الدفاع عن الدولة، وأنفقت مبالغ مالية ضخمة على إعادة إنشاء وتحصين المعاقل العسكرية الهامة. حتى أن بعضهن قد شاركن في الحروب بشكل رمزي. عندما عاد ابنها محمد الرابع من حملة عسكرية ناجحة، نظمت طرخان سلطان موكباً عسكرياً ليرافقه، وكي تشاركه الاحتفال بإنتصاره.[4][صفحة مطلوبة]

كما كان الزواج سبباً شائعاً للاحتفالات، وكان فرصة لحريم السلطان لتعزيز الأعمال الخيرية أثناء استعراضهم ثروتهم وسلطتهم. في إحدى حفلات الزواج، كانت ابنة مراد الثالث على وشك الزواج بأميرال بارز، قامت بطباعة عملات معدنية جديدة ووزعتها على جميع الممشاركين.[4][صفحة مطلوبة]

وكان موت زوجة السلطان أو السلطانة الأم أكثر إسرافاً. عند وفاة خرم سلطان، جلبت حشود من المعزين إلى الشوارع، بما في ذلك السلطان نفسه، الذي كان من المفترض تقليدياً أن يعزل نفسه في القصر خلال جنازة أحد أفراد الأسرة. مرة أخرى، أثناء المراسم وُزعت العملات النقدية والمواد الغذائية على الحضور، كإشادة بالطبيعة الكريمة والرعوية للملكة.[4][صفحة مطلوبة]

وفي نهاية المطاف، كانت معظم إنجازات الكثير من زوجات وأمهات السلاطين متمثلة في مشروعات الأشغال العامة الكبيرة. عادة ما كانت تنشأ المساجد، المدارس، أو النصب، وقد كان بناء هذه المشروعات وصيانتها بمثابة دوران اقتصادي حاسم خلال فترة اتسمت فيها الركود الاقتصادي والفساد، بالإضافة إلى ترك رمز قوي وطويل الأمد لقوة السلطانة وإحسانها. بينما كان إنشاء الأشغال العامة دائماً إلتزاماً على السلطنة، فقد قامت سلطانات مثل والدة وزوجة سليمان القانوني بتنفيذ مشروعات أكبر وأكثر سخاءً من أي إمرأة، أو رجل سابق أيضاً.[4][صفحة مطلوبة]

ردود الفعل

قسم سلطان (1589-1651).

على الرغم من أن تلك الفترة قد شهدت سلطة مسبوقة لحريم السلطنة، إلا أنها لم تخلو من المعارضة الكبيرة. بالنسبة للسفراء والمبعوثين الأجانب، كان معظمهم أكثر مباشرة. في إحدى المرات، عندما حاول سفير بندقي أن يرسل رسالة إلى السلطانة عن طريق الصدر الأعظم، رفض الصدر نقل الرسالة، مدعياً أن الملكة الأم ليست أكثر من عبودة، وليس لديها أي سلطة.[4] بالطبع، فإن هذا الإنكار الشغوف يعني ضمناً أن السلطانة الأم كانت تتمتع بالكثير من السلطة التي أثارت استياء الصدر. وفي الواقع، أبلغ العديد من السفراء الأجانب في ذلك الوقت بلدانهم بأنهم إذا أرادوا القيام بأعمال تجارية مع الدولة العثمانية، فعليهم الذهاب إلى السلطانة الأم قبل أي شخص آخر.[7][بحاجة لمصدر غير رئيسي]

سلطانات فترة الحريم

الاسم وُلدت الزوج الأنجال توفيت
خرم سلطان 1502 سليمان الأول شاه‌زاد محمد، السلطانة محرمة، شاه‌زاد عبد الله، سليم الثاني، شاه‌زاد بايزيد، شاه‌زاد كيهنجير 1558
السلطانة محرمة 1522 كانت الابنة الوحيدة لسليمان القانوني وخرم سلطان، وزوجة الصدر الأعظم رستم پاشا عائشة حماة‌شاه سلطان، وسلطان‌زاد عثمان 1578
نوربانو سلطان 1525 سليم الثاني مراد الثالث، أسمهان سلطان، شاه سلطان وجوهر خان سلطان 1584
صفية سلطان 1550 مراد الثالث محمد الثالث، شاه‌زاد محمود، عائشة سلطان وفاطمة سلطان 1619
خاندان سلطان 1576 محمد الثالث أحمد الأول، شاه‌زاد سليم، شاه‌زاد سليمان، وابنتين 1605
حليمة سلطان 1571 محمد الثالث شاه‌زاد محمود، مصطفى الأول، وابنة واحدة 1623
قسم سلطان 1589 أحمد الأول شاه‌زاد محمد، مراد الرابع، شاه‌زاد قاسم، شاه‌زاد سليمان، إبراهيم، عائشة سلطان، فاطمة سلطان، جوهرخان سلطان وهان‌زاد سلطان 1651
طرخان خديجة سلطان 1627 إبراهيم محمد الرابع، باي‌هان سلطان، وجورخان سلطان 1683

الهوامش

  1. ^ P. S. Garbol (29 December 2009). The Women's Sultanate. Xlibris Corporation. p. 12. ISBN 978-1-4535-1607-2.
  2. ^ John Freely (2011). A History of Ottoman Architecture. WIT Press. p. 15. ISBN 978-1-84564-506-9.
  3. ^ Lambton, Ann (1988). Continuity and Change in Medieval Persia. SUNY Press.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Peirce, Leslie (1988). "Shifting Boundaries: Images of Ottoman Royal Women in the 16th and 17th Centuries". Critical Matrix: Princeton Working Papers in Women's Studies.
  5. ^ Lewis, Bernard (1962). "Ottoman Observers of Ottoman Decline". Islamic Studies I.
  6. ^ Peirce, Leslie (1993). The Imperial Harem: Women and Sovereignty in the Ottoman Empire. Oxford University Press.
  7. ^ de Busbecq, Ogier Ghiselin. The Turkish Letters of Ogier Ghiselin de Busbecq: Imperial Ambassador at Constantinople 1554-1562.

المراجع

  • İlhan Akşit. The Mystery of the Ottoman Harem. Akşit Kültür Turizm Yayınları. ISBN 975-7039-26-8
  • Leslie P. Peirce. The Imperial Harem: Women and Sovereignty in the Ottoman Empire. Oxford University Press (1993). ISBN 978-0-19-508677-5
  • Kathernie Nouri Hughes "The Mapmaker's Daughter" The Confessions of Nurbanu Sultan,1525-1583.ISBN 978-1-88-328570-8

وصلات خارجية