إبادة

ضحايا الإبادة الجماعية برواندا

الإبادة بالإنجليزية Genocide ، (أو المحرقة في حالة الإبادة النازيين لليهود ) هو مصطلح يطلق على سياسة القتل الجماعي المنظمة ضد مختلف الجماعات.

الفظاعات التي إرتكبت أثناء محاولات الابادة لطوائف و شعوب على أساس قومي او سلالي او عرقي او ديني او سياسي, جعلت هذه الابادة جريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالاجماع (1948) ووضعت موضع التنفيذ (1950) بعد ان صدقت عليها عشرون دوله. صدق الاتحاد السوفييتي علي الاتفاقيه (1954) ولم تصدق عليها الولايات المتحدة ( انظر ايضا جرائم الحرب).

ومن الخطأ قصر الإبادة الجماعية على المذابح المنظورة، ذلك أن من المذابح ما هو غير منظور، كملايين الأطفال الآسيويين والإفريقيين الذين يموتون من الجوع، في الحين الذي تستطيع فيه الدول المتقدمة مساعدتهم على البقاء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تعريف الإبادة

Raphael Lemkin coined the term genocide in 1944. His analysis of atrocities inflicted on the Poles were adopted by the UN Genocide Convention as its criteria for determining "genocidal intent"
Aftermath of the 1941 Odessa massacre, in which Jewish deportees were killed outside Brizula (now Podilsk) during the Holocaust
Members of the Sonderkommando burn corpses of Jews in pits at Auschwitz II-Birkenau, an extermination camp.

يقصد بالإبادة الجماعية génocide قتل عرق بشري. بيد أن هذا التعبير غير دقيق، إذ لاعروق صافية في الأرض. ولم يحدث أن قضي على عرق ما قضاءً تاماً. والأفضل أن يقال: إن الإبادة الجماعية، هي قتل جماعة ما، لها بعض الخصائص المميزة، كاللون أو شكل الرأس، أو الانتساب إلى دين ما، أو الأخذ بفكرة سياسية ما، أو بإنكار العقيدة السائدة في المجتمع. وهذا النوع من الإبادة قديم قدم التاريخ، ولو اختلفت تقنياته باختلاف تطور المجتمع.[1]


التفسير النفسي والاجتماعي للإبادة الجماعية

تقع الإبادة أكثر ما تقع في أثناء الحروب، وفي أغلب الأحيان يكون المسؤولون عنها من كبار القادة العسكريين والسياسيين، فكأن حالة الحرب تقلب سلم القيم، وتجعل الحرام حلالاً. وهذا أمر يدخل في مفهوم الحرب منذ أقدم العصور.

وقد تقع الإبادة أيضاً في أثناء الأزمات الاقتصادية. ذلك أن هذه الأزمات تورِّث عداء الأكثرية الفقيرة للأقلية الغنية، وعندما تكون هذه الأقلية من دين آخر، أو مذهب آخر، أو من شعب آخر، فإن ذلك يسهل العدوان الذي يؤدي إلى الإبادة الجماعية.

وكثيراً ما تقع الإبادة في أثناء تخبط الدول في أزمات سياسية، خارجية أو داخلية، وعندئذٍ قد يكون التحريض على العدوان بمنزلة إلهاء للناس عن الضيق الذي يشعرون به، ويلاحظ أن الفرنسيين الذين غُلبوا في الحرب العالمية الثانية، وجدوا متنفساً لهم، في قتل عدد كبير من الجزائريين في قسنطينة، على الرغم من مشاركة الجزائريين للفرنسيين في مختلف المعارك التي خاضتها فرنسا أثناء الحرب. وكان ماركس قد أشار إلى أن العامل الذي يُذله رب العمل، ينتقم لنفسه، بإذلال امرأته وأولاده.

وتحدث الإبادة الجماعية كذلك عندما يكون الحكم استبدادياً. وإذا كانت فئات من الشعوب قد تعرضت في مراحل التاريخ لإبادات جماعية، فإن ما حدث لها من مذابح قد كان على كل حال، في البلاد ذات الحكم الاستبدادي، أكثر بكثير مما كان في البلاد ذات الحكم الديمقراطي أو القريبة منه.

وبطبيعة الحال، فإن في كل شعب أفكاراً مسبقة خاصة تجاه الشعوب الأخرى، وكذلك تجاه الأقليات العرقية أو الدينية التي تعيش في كنفه. فإذا كانت عواطفه سلبية تجاه بعض هذه الأقليات فإن عدوانه، عندما يوجد ما يدعو إلى العدوان، سيتجه بالضرورة إلى الأقلية المثقلة لديه بكراهيته وبغضائه.

التاريخ

قتل تيمورلنك عام 789هـ/1387م سبعين ألفاً من سكان أصفهان، وصنع من رؤوسهم أبراجاً. وفي عام 795هـ/1393م استولى على الرها وتكريت وأقام في كل منهما هرماً من الرؤوس. وفي عام 800هـ/1398م استولى على دهلي وقتل ثمانين ألفاً من أهلها. وفي عام 804هـ/1401م باغت بغداد، وقتل ما بين خمسة وعشرين ألفاً، وأربعين ألفاً من سكانها.

أما في العصور الحديثة، فقد قام نابليون بقتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف من أسراه العرب، عندما أخفق أمام الجزار في عكا عام 1799م، وقتل الصهاينة السكان العرب في قرى عديدة من فلسطين، من بينها دير ياسين، وقبية، وكفر قاسم. وقتل الفرنسيون آلاف الجزائريين، وقتل الأمريكيون عدداً كبيراً من سكان مدينتي هيروشيما ونازغازاكي، بإلقاء قنبلة ذرية على كل منهما في آب 1945م (ثمانين ألفا ًفي الأولى، وأربعين ألفاً في الثانية، عدا من أصيب منهم بالإشعاعات وهم كثر).

مصطلح الإبادة الجماعية ، الذي لم يكن موجودًا قبل عام 1944 ، هو مصطلح ذو مدلول خاص جدًا ، حيث يشير إلى جرائم القتل الجماعي المرتكبة بحق مجموعات من الأشخاص. و حقوق الإنسان ، كما هو مبين في إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان الصادر في عام 1948 ، هو مفهوم يتعلق بحقوق الأفراد.

وفي عام 1944 ، سعى محام يهودي بولندي يدعى رافائيل ليمكين (1900-1959) إلى وضع وصف للسياسات النازية للقتل المنظم ، بما في ذلك إبادة الشعب اليهودي الأوروبي. وقام بتشكيل مصطلح "الإبادة الجماعية"(genocide) عن طريق الجمع بين كلمة "جماعي" (-geno) اليونانية والتي تعني سلالة أو قبيلة ، مع كلمة "الإبادة"(cide-) اللاتنية التي تعني القتل. وحينما كان يقوم بصياغة هذا المصطلح الجديد ، كان ليمكين يضع في اعتباره مفهوم "وضع خطة منظمة تتألف من إجراءات مختلفة تهدف إلى تدمير الأساسيات الضرورية لحياة مجموعات قومية، بالإضافة إلى إبادة المجموعات نفسها." وفي العام التالي، وجهت المحكمة العسكرية الدولية في مدينة نورمبرخ بألمانيا الاتهامات إلى كبار القادة النازيين بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية." وقد اشتملت الاتهامات على كلمة "الإبادة الجماعية"، ولكن ككلمة وصفية ، وليست باعتبارها مصطلحًا قانونيًا. [2]

إتفاقية الأمم المتحدة

بقي قانون الغاب مسيطراً، منذ وجدت الخليقة، بين شعوب الأرض، وإلى حد أقل بكثير، بين الأفراد المنتسبين إلى شعب واحد.

ومع تنامي الأخلاق، وظهور الأديان السماوية، والارتقاء إلى مستويات ثقافية وعقلية أكبر فأكبر، أخذ قانون الغاب ينحسر شيئاً فشيئاً عن العلاقات الإنسانية داخل المجتمع الواحد خاصة، وإلى حد ما، بين المجتمعات، وأخذت الحروب تخضع، هي أيضاً، لقواعد دولية، تلطف بعض الشيء من مآسيها. ولكن الإبادة الجماعية ظلت عملاً طبيعياً في نظر المتحاربين ومقبولاً أخلاقياً، في أثناء الحرب.

ولم يوضع أي نظام لضبط هذه الإبادة وتحريمها إلا غداة الحرب العالمية الثانية. ففي 8 آب 1945 اتفقت الدول المنتصرة على إنشاء محكمة نورمبرگ لمعاقبة القادة النازيين على جرائم من ثلاثة أنواع: جرائم على السلم، وجرائم الحرب، وجرائم على الإنسانية، كما لو أن تلك الدول ليست مثقلة تاريخياً، بمثل هذه الجرائم.

وبطبيعة الحال، فقد تولى هذه المحكمة قضاة منحازون سلفاً للمنتصرين، وأعدم الكثيرون ممن عدوا مسؤولين عن هذه الجرائم. وظل الهاربون منهم يلاحقون باستمرار، ويحرمون من التمتع بحماية الدول التي يلتجئون إليها، ومن الإفادة من حق التقادم الذي لم تذكره الاتفاقية التي نصت على منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها والتي أقرتها الهيئة العامة للأمم المتحدة في جلستها المنعقدة بتاريخ 9/12/1948، نظرًا للجهود المتواصلة التي قام بها ليمكين بنفسه وعلى نطاق واسع في أعقاب الهولوكوست،والتي أصبحت نافذة بتاريخ 12/1/1951. وقد استنتجت محكمة العدل الدولية، في رأيها الاستشاري المؤرخ في 28 أيار 1951، حول التحفظات على اتفاقية 1948، أن المبادئ التي هي في أساس الاتفاقية ملزمة لجميع الدول. والإبادة الجماعية تُعرف على أنها:

[الإبادة الجماعية] تعني ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بنية الإبادة، الكلية أو الجزئية، لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين، مثل:

- قتل أعضاء الجماعة.

- إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بأعضاء الجماعة.

- إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي للجماعة كليًا أو جزئيًا.

- فرض إجراءات تهدف إلى منع المواليد داخل الجماعة.

- نقل الأطفال بالإكراه من جماعة إلى أخرى.

وفي 26 تشرين الثاني سنة 1968 تبنت الهيئة العامة للأمم المتحدة اتفاقية «عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية» التي أصبحت نافذة بتاريخ 11/11/1970 وقد نصت المادة الأولى منها على عدم قابلية «التقادم» في هذه الجرائم، ومن ضمنها الإبادة الجماعية.

وقد طرحت اتفاقية 1948 على التصويت في هيئة الأمم المتحدة في 1/1/1970 فلم توافق عليها إلا 74 دولة من أصل 140 دولة وكيان دولي ولم يكن بين الدول الموافقة لا الولايات المتحدة ولا المملكة المتحدة ولا الصين الشعبية على وزنها الكبير في الحياة الدولية.

ويعد إعلان حقوق الإنسان في 10/12/1948 دعماً للتشريع المتعلق بالإبادة الجماعية، لكن هذا الإعلان قلما يطبق في غير الأمم المتقدمة التي اتفقت على صياغته.

وفي الوقت الذي شهد فيه التاريخ العديد من الحالات التي يستهدف فيها العنف الجماعات المختلفة وحتى منذ بدء سريان الاتفاقية، تركز التطور الدولي والقانوني للمصطلح حول فترتين تاريخيتين بارزتين: الفترة الأولى وهي الفترة التي بدأت منذ صياغة المصطلح وحتى قبوله كقانون دولي (1944-1948) والفترة الثانية هي فترة تفعيله في ظل تأسيس المحاكم العسكرية الدولية للبت في جرائم الإبادة الجماعية (1991-1998). غير أن منع الإبادة الجماعية باعتباره الالتزام الرئيسي الآخر للاتفاقية يظل التحدي الذي تواجهه الدول والأفراد باستمرار.

وهكذا، فإنه على الرغم مما بذل من جهود لحمل الأمم المتحدة على قبول الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية، وعلى الرغم من إسقاط حق التقادم عن المتهمين بها، وتجويز تسليمهم لطالبيهم في المؤسسات القضائية، فإنه لم يوجد حتى اليوم أي تشريع دولي لإقامة محكمة جنائية دولية لهذه الجريمة، كما لايوجد لها محاكم وطنية، ومازال الاعتراف بحق المخالفة في الرأي، في القضايا السياسية بعيداً عن دول العالم الثالث، وبالتالي فإنه كثيراً ما تقع إبادات جماعية للمعارضين، في هذه الدول، ويظل الخوف من وقوعها قائماً.

عمليات الإبادة

أشهر عمليات الإبادة هو ما قام به النازيون، أثناء الحرب العالمية الثانية، من قتل لحوالي 11 مليون ، من بينهم يهود وسلافييون وشيوعيون ومثليون ومعاقون ومعارضون سياسيون وغجر والعديد من الشعوب غير الألمانية. و تعد الإبادة الأرمنية (أنظر مذابح الأرمن) من أول محاولات الإبادة في التاريخ الحديث عام 1915 ويتفق المؤرخون أن عدم قصاص من أقترف هذه المجازر قد مهد للعديد من محاولات الإبادةكـ هولوكوست أو المحرقة اليهودية و غيرها من الجرائم التي أقترفت بحق الأنسانية.

شهد التاريخ الإنساني لعدة حالات من القتل الجماعي العنصري، منها:

انظر أيضاً

Research

ملاحظات

المراجع

  1. ^ حافظ الجمالي. "الإبادة الجماعية". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-03-01.
  2. ^ متحف الهولوكوست التذكاري في الولايات المتحدة

قراءات إضافية

كتب
  • Frank Chalk and Kurt Jonassohn, The History and Sociology of Genocide: Analyses and Case Studies, Yale University Press, 1990
  • Israel W. Charny, Encyclopedia of Genocide, ABC-Clio Inc, 720 pages, ISBN 0-87436-928-2 (December 1, 1999)
  • Daniele Conversi, 'Genocide, ethnic cleansing, and nationalism', in Gerard Delanty and Krishan Kumar (eds) Handbook of Nations and Nationalism. London: Sage Publications, 2005, vol. 1, pp. 319-333
  • Barbara Harff, Early Warning of Communal Conflict and Genocide: Linking Empirical Research to International Responses, Westview Press, August 2003, paperback, 256 pages, ISBN 0-8133-9840-1
  • Michael J. Kelly, Nowhere to Hide: Defeat of the Sovereign Immunity Defense for Crimes of Genocide & the Trials of Slobodan Milosevic and Saddam Hussein (Peter Lang 2005)
  • Alexander Laban. Genocide: An Anthropological Reader, Blackwell Publishing 2002 ISBN 063122355X
  • Catharine A. MacKinnon Are Women Human?: And Other International Dialogues, The Belknap Press of Harvard University Press, 2006
  • Powers, Samantha, "A Problem from Hell": America and the Age of Genocide Harper Perennial (2003) paperback, 656 pages ISBN 0-06-054164-4
  • Rosenfeld, Gavriel D. The Politics of Uniqueness: Reflections on the Recent Polemical Turn in Holocaust and Genocide Scholarship Holocaust and Genocide Studies 1999 13(1):28-61; doi:10.1093/hgs/13.1.28
  • R.J. Rummel, Death By Government, Transaction Publishers, 496 pages, ISBN 1-56000-927-6 (March 1997)
  • Martin Shaw, What is Genocide? Cambridge: Polity Press, 2007.
  • Lyal S. Sunga, The Emerging System of International Criminal Law: Developments in Codification and Implementation , Kluwer (1997) 508 p. (ISBN 90-411-0472-0)
  • Lyal S. Sunga, Individual Responsibility in International Law for Serious Human Rights Violations, Nijhoff (1992) 252 p. (ISBN 0-7923-1453-0)
  • Samuel Totten, William S. Parsons, and Israel W. Charny, Century of Genocide: Critical Essays and Eyewitness Accounts, 2nd edition, Routledge, 2004
  • Benjamin A. Valentino, Final Solutions: Mass Killing and Genocide in the 20th Century, Cornell University Press, 2004
قراءات
برامج بحث


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر