صراع الشيختين

الشيختان

تاريخ بنگلادش، ثاني أكبر بلد مسلم، يمكن تبسيطه كالتالي: قاد الشيخ مجيب الرحمن، بمساعدة الهند، انفصال پاكستان الشرقية عن پاكستان الغربية لتصبح بنگلادش. ثم أطاح به انقلاب قتله (1975) وأتى بالجنرال ضياء الرحمن (1977)، الذي أغتيل لاحقاً (1981)، لتخلفه زوجته خالدة ضياء (فبراير 1996). البگوم خالدة فتحت تحقيقاً حول إغتيال زوجها، ملمحة أن الشيخة حصينة ابنة مجيب الرحمن تقف وراء الاغتيال. إلا أن انقلاباً (يونيو 1996) أطاح بخالدة وأتى بحصينة التي سرعان ما أغلقت التحقيق في إغتيال ضياء الرحمن وفتحت تحقيقاً في إغتيال والدها مجيب الرحمن. ثم تداولت الشيختان رئاسة الوزراء خمس مرات، عدا نحو عشرة من مواليهم.

في 1982 جاء إلى الحكم الجنرال حسين إرشاد الذي بشر بعصر من الوفاق بين الأرملتين اللتين كانتا معجبتين به. وما أن نشرت الصحافة، في 1990، صوراً لإرشاد في أوضاع غرامية مع أرملة رئيس الحزب الشيوعي، حتى أطاح به إنقلاب وانتهى في السجن، وعادت الشيختان لسيرتهما الأولى. 

الشيختان حالياً تعدان وريثيهما في الحكم عرفات الرحمن كوكو (ابن خالدة، مواليد 1968) وسجيب واجد (ابن حصينة، مواليد 1971). فقامت الشيخة حصينة بإعتقال "كوكو" نجل الشيخة خالدة بتهمة تهريب أموال. فاضطرت الشيخة خالدة بإنزال ابنها الأصغر طارق الرحمن لمنافسة "سجيب" نجل الشيخة حصينة.

أوباما وزوجته مع الشيخة حصية وابنها سجيب واجد.

أمريكا تلعب كارت المفاضلة بين الشيخة حصينة وبين غريمتها الأبدية الشيخة خالدة، التي يؤيدها التيار الإسلامي. فقامت حصينة بالغزل مع الصين. فقام أوباما، في سبتمبر 2015، بدعوتها لترأس مؤتمر للسلام على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة غدا. والتقى معها ومع ابنها "سجيب واجد" (44) الذي تهيئه لوراثتها ديمقراطياً. الخبر هو لطمة كبرى للشيخة خالدة التي تؤهل ابنها "طارق الرحمن" (47) ليخلفها، مما سيدفعها للارتماء في أحضان الصين.