السينما الامازيغية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مقدمة

ان الفنون الجميلة لها حمولة ثقافية و حضارية ببعدها المتكامل العناصر و الانسان المبدع هو ابن بيئته بمختلف مكوناتها الطبيعية و الوجدانية و تجعله هذه المكونات يفكر في العديد من الاشياء كالهوية التي تعد اساس من اسس هذا الانسان المبدع الذي يحاول ان يبدع في ميادين الابداع الكثيرة كالشعر و الغناء و السينما التي تعتبر من الفنون الجميلة التي تعبر بالصوت و الصورة عن العديد من القضايا ذات ابعاد مختلفة كالحروب و الفقر و خصوصيات الشعوب الثقافية و الحضارية


تاريخ السينما الامازيغية

في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي خرج اول فليم ناطق باللغة الامازيغية في التاريخ وهو تامغرت ؤورغ أي امراة من الذهب يتطرق إلى مشاكل كالتخلف الديني الذي جعل اجداد الأمازيغ يقدسون الخرافات و اولياء الله الصالحين اكثر من خالق الكون و هذا التخلف قد منع اجداد الأمازيغ من الادراك مجموعة من المسائل كالهوية و الانتماء إلى هذه الارض.

هذا الفيلم يعطينا تصور عام عن التخلف الديني حيث انه يحاول ان يحارب التقدم الفكري من خلال نشر مجموعة من الاشياء كالشعوذة و الايمان بوجود كائنات خارقة كالجن و عبادة الخرافات اكثر من القران و الفكر المتنور الذي لا يستطيع ان يعيش في بحور الخرافات الشعبية و يخبرنا هذا الفيلم ان مجتمعنا مازال يؤمن بهذه الاشياء التي تمنعه من التقدم و تطور العقول و الافكار.

ممتلكات زوجها المهاجر إلى فرنسا قصد العمل و هذه الممتلكات هي ارضه و عرضه و يخبرنا هذا الفليم بشكل غير مباشر ان من يدافع عن حقوقه الثقافية و اللغوية سيتعرض إلى التشويه و إلى الاتهام بانه خرج عن الطريق المستقيم مثل ما تعرضت له تامغرت ؤورغ من الاتهام في عرضها كامرأة متزوجة و التي تدافع بكل القوى عن ممتلكات زوجها الغائب ضد الذين يريدون الاستغلال و السيطرة على هذه الاخيرة أي الممتلكات .

خرج هذا الفيلم إلى الوجود بإمكانيات ذاتية انذاك و تلك المرحلة لا يوجد أي اهتمام رسمي من طرف الدولة تجاه تنمية الثقافة الامازيغية و قد شكل ظهور هذا العمل السينمائي حدثا تاريخيا بالنسبة للامازيغين .

حول مشروعية الحديث عن سينما امازيغية/ محمد بلوش

ما تم تصويره في اوائل التسعينيات من دراما ناطقة بالامازيغية’ لايمتلك مقومات السينما سواء التقنية او الابداعية, لأنها كلها اعمال هواة تم تسجيلها بتقنيات الفيديو. السينما مصطلح لا يزال شديد الغموض في معظم بلدان العالم الثالث المنبهر بثقافة الصورة ، محاولا انتاج صورته الخاصة,لدلك فان هويات سينما العالم النامي لا زالت لم تتشكل بعد بصورة واضحة، لما تخللها من ارتجاجات و من ضعف استثمار مادي كافي. معنى دلك ان مشروع السينما المغربية ككل لم يتحقق بعد، وبالتالي فان الامازيغية لا يمكنها في ظل غياب ثقافة الوعي بالفنون استثمارا وتنفيدا ان تتمتع حاليا بسينما مستقلة، لها مقومات موضوعية. الدليل على ما نقول، ان السيناريو غائب تماما عن عشرات افلام الفيديو والاقراص المدمجة، كما ان هوية المخرج يتقاسمها الروايس والنكافات و الحلايقية و اصحاب محلات بيع وانتاج الاغاني الموسيقية، كما ان الممثلين معظمهم من الحلقة او الرقص الغنائي و بعض الحرف الصغيرة، و معظمهم تكوينه العلمي لم يتجاوز الاعدادي او لاشيء على الاطلاق... صحيح هناك حالات استثناء قليلة، لكنها تواجه بميليشيات متطفلة بشكل غريب، وتسد امامها الابواب. كان بوسع السينما الامازيغية ان تنمو بشكل عاد لو تغيرت سياسة تدبير المركز السينمائي المغربي داته، فهو يتوصل بسيناريوهات اما بالعربية او بالفرنسية غالبا، وليس واردا مطلقا ان يغامر مخرج ما بترشيح سيناريو مكتوب بالامازيغية، بل ان اللجنة المكلفة بالقراءة، لم يسبق ان تراءسها مثقف امازيغي الا في حالة احمد بوكوس مدير المعهد الملكي للامازيغية، مما يعني تشريفا شكليا كان افضل لو تم على شكل تحيين ترسانة قوانين المركز لاعطاء الامازيغية فرصتها الحضارية الثقافية والفنية لتعبر عن جزء من هويتنا المغربية، من خلال اعمال سينمائية جادة.

الكلمات الدالة: