أخبار:الرئيس الصيني "شي جين بينج" يفتتح ميناء تشانكاي العملاق في بيرو على المحيط الهادي لتصدير المعادن
- الرئيس الصيني شي جنپنگ يفتتح ميناء تشانكاي العملاق في پيرو على المحيط الهادي لتصدير المعادن.
في 14 نوفمبر 2024، بدأ الرئيس الصيني شي جنپنگ جولة دبلوماسية تستمر أسبوعاً في أمريكا الجنوبية بافتتاح ميناء تشانكاي العملاق، وهو ميناء ضخم للمياه العميقة في پيرو، باستثمار قيمته 1.3 بليون دولار، في إطار سعي الصين لتوسيع تجارتها ونفوذها في القارة. ومع تزايد الطلب الصيني على السلع الزراعية والمعادن من أمريكا اللاتينية، سيشارك شي في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والهادي في ليما ثم يتوجه إلى قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، حيث سيقوم أيضاً بزيارة رسمية إلى البرازيل. شارك شي ونظيرته الپيروڤية دينا بولوارتى، عبر مؤتمر ڤيديو افتتاح ميناء تشانكاي، على بعد حوالي 80 كيلومتر شمال العاصمة الپيروڤية ليما والمطل على المحيط الهادي، ووقعا اتفاقاً لتوسيع اتفاقية التجارة الحرة القائمة.[1]
وقال شي إن تشانكاي، وهو ميناء للمياه العميقة يضم 15 رصيفاً، يمثل بداية ناجحة "لطريق الحرير البحري في القرن 21" وجزءاً من مبادرة الحزام والطريق الصينية، وإحياءها الحديث لطريق الحرير التجاري القديم. وأضاف شي إن "الصين مستعدة للعمل مع الجانب الپيروڤي لاتخاذ مشروع تشانكاي كنقطة انطلاق لإنشاء ممر بحري بري جديد بين الصين وأمريكا اللاتينية وربط طريق الإنكا العظيم"، في إشارة إلى شبكة جبلية من القرن الخامس عشر تربط إمبراطورية الإنكا. وفي مقال رأي في صحيفة إل پيروانو الحكومية، قال شي إن مشروع تشانكاي من شأنه أن يدر إيردات سنوية قيمتها 4.5 بليون دولار، ويخلق أكثر من 8.000 وظيفة مباشرة، ويخفض التكاليف اللوجستية لطريق پيرو-الصين بنسبة 20%.
بُني الميناء الضخم الذي تسيطر عليه الصين بواسطة شركة كوسكو لموانئ الشحن، باستثمارات صينية قيمتها 1.3 بليون دولار للمرحلة الأولى. ومن المتوقع أن تنفق الصين بلايين أخرى مع عمل بكين وليما على وضع الميناء كمركز شحن رئيسي بين آسيا وأمريكا الجنوبية.
وقال ماريو أوتشاران، مدير الغرفة التجارة في تشانكاي، إن أول سفينة كان من المقرر أن تبحر من تشانكاي الأسبوع المقبل، لنقل الفاكهة الپيروڤية إلى الصين. وأضاف أوتشاران إن الدافع الرئيسي للصين لتطوير الميناء العملاق هو الوصول إلى البرازيل المجاورة، حيث من المقرر إنشاء خط سكة حديد جديد لنقل الصادرات البرازيلية مثل فول الصويا وخام الحديد إلى الميناء. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة مشروع السكك الحديدية 3.5 بليون دولار، وفقاً لماريو دي لاس كاساس، مدير الشؤون المؤسسية في كوسكو للشحن. وأضاف أن بناء هذا الرابط "أمر حاسم" لتحسين نقل فول الصويا، حيث تعد البرازيل أكبر بائع لهذه السلعة إلى الصين.
الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية
يأتي افتتاح الميناء في الوقت الذي تتطلع فيه بكين إلى الاستفادة بشكل أكبر من أمريكا اللاتينية الغنية بالموارد، وسط التوترات التجارية مع أوروپا والمخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المستقبلية على الصادرات الصينية من إدارة ترمپ القادمة. وقد رافق المئات من رجال الأعمال الصينيين شي في هذه الرحلة، بما في ذلك رؤساء الشركات التي تستثمر بكثافة في پيرو مثل شركة تشاينالكو، التي تملك منجم توروموتشو للنحاس.
وقال روبرت إيڤان إليس، أستاذ أبحاث أمريكا اللاتينية في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، إن تشانكاي سيجعل الشحن بين أمريكا اللاتينية والصين أكثر كفاءة. وبما أن الميناء قادر على التعامل مع السفن الأكبر حجماً، فإنه سيقلل من حاجة الشاحنين إلى تجميع حاويات البضائع في نقاط وسيطة، مما يقلل التكاليف وأوقات المناولة. وقال إليس: "يوضح تشانكاي كيف تسعى الصين إلى تأمين الوصول إلى الموارد والأسواق، وكيف تكافح بنجاح متزايد لاحتكار القيمة المضافة العالمية".
وقد دق الاستثمار الصيني الضخم في تشانكاي ناقوس الخطر في واشنطن. فقد حذرت الجنرال لورا ريتشاردسون، رئيسة القيادة الجنوبية الأمريكية السابقة، في وقت سابق من هذا الشهر من أن تشانكاي قد تستخدمها البحرية الصينية لجمع المعلومات الاستخباراتية. وتعكس المخاوف الأمريكية بشأن تشانكاي تحولاً أوسع نطاقاً استمر لعقود في منطقة طالما اعتبرتها واشنطن حديقتها الخلفية. فقد تفوقت الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري لدول مثل پيرو. وكتبت صحيفة گلوبال تايمز الصينية المدعومة من الدولة في افتتاحية 11 نوفمبر 2024 أن الميناء "ليس بأي حال من الأحوال أداة للمنافسة الجيوسياسية"، ووصفت الاتهامات الأمريكية بشأن الاستخدام العسكري المحتمل للميناء بأنها "افتراءات".
انظر أيضاً
مرئيات
الرئيس الصيني شي جنپنگ يصل پيرو لافتتاح ميناء تشانكاي العملاق على المحيط الهادي لتصدير المعادن، نوفمبر 2024. |
المصادر
- ^ "Starting Latin America trip, Xi Jinping opens huge port in Peru funded by China". رويترز. 2024-11-14. Retrieved 2024-11-15.