محافظة حمص

Homs Governorate
مُحافظة حمص
خريطة سوريا مع تمييز حمص
خريطة سوريا مع تمييز حمص
الإحداثيات (حمص): 34°18′N 38°18′E / 34.3°N 38.3°E / 34.3; 38.3Coordinates: 34°18′N 38°18′E / 34.3°N 38.3°E / 34.3; 38.3
الدولةسوريا
عاصمةحمص
المناطق7
الحكومة
 • الحاكمطلال برازي
المساحة
 • الإجمالي42٬223 كم² (16٬302 ميل²)
 Estimates range between 42,223 km² and 42,226 km²
التعداد
 (2011)
 • الإجمالي1٬803٬000
 • الكثافة43/km2 (110/sq mi)
منطقة التوقيتUTC+2 (EET)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)UTC+3 (EEST)
ISO 3166 codeSY-HO
Main language(s) عربي

محافظة حمص هي محافظة تقع في وسط سوريا عاصمتها وأكبر مدنها مدينة حمص. يمر بها نهر العاصي الذي يعتبر مورداً طبيعياً هاماً لهذه المدينة يسكن في هذه المحافظة كل الطوائف التي تتوزع في كل سورية تقريباً بشكل مختلط وكثيف جداً مقارنةً بكل الجمهورية.وغالبية سكانهاالأصليين هم من المسلمين السنة.

توجد فيها مدينة تدمر الاثرية التي تبعد عن مركز المحافظة حوال مائة وستون كيلومترا كما توجد فيها قلعة الحصن الاثرية ويوجد بها ضريح الصحابي الجليل والقائد المسلم خالد بن الوليد واقيم على ضريحه مسجد سمي باسمه يقول له اهل مدينة حمص (جامع سيدي خالد)ا. وتوجد بها كنيسة ام الزنار ويقال انها تحتوي على زنار نسجته السيدة مريم وتقع هذه الكنيسة بحي بستان الديوان بمدينة حمص ،وتتوسطها قلعة اسامة علما ان مساحة محافظة حمص تزيد عن واحد واربعون الف كيلومترا بقليل وهي اكبر المحافظات السورية من حيث المساحة وهي في المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بعد دمشق وحلب ولها حدود مع لبنان من الغرب والعراق والاردن من الشرق . ويشكل التركمان حوالي 60 % من العائلات الاصلية في مدينة حمص .مثل التركماني والعطائي والوفائي والديك والأتاسي ورجوب وكاخيا و... . ومركزها (أي مدينة حمص ) يبعد 162 كلم شمال دمشق العاصمة ويبعد 196 كلم جنوب مدينة حلب و 90 كلم شرق طرابلس و 150 كلم غرب تدمر وهي تعتبر من المدن المركزية في سوريا وهذا لموقعها الجغرافي المتوسط للجمهورية السورية . ويوصف شعبها بالطيبة والامانة وتسمى بين العوام بمدينة أم الفقراء.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المناطق


مجالس مدن وبلدات وقرى المحافظة نذكر اهمها :

الآثار

وعدد من أهم المناطق الأثرية والتاريخية والأديرة والقلاع مثل قلعة الحصن الأثرية التي تعد من أجمل القلاع الصليبية في العالم ، وتتوسط عاصمة المحافظة قلعة أسامة ( قلعة حمص ) وبها عدد كبير من الأوابد التاريخية والمباني والكنائس والجوامع والمساجد مثل كنيسة أم الزنار وجامع خالد بن الوليد ودير مارجرجس البطريركي ومملكة قطنة وقادش وقصر الزهراوي والحمامات المعدنية في منطقة ابورباح وغيرهم . بالإضافة لمدينة تدمر الأثرية الشهيرة بأوابدها القديمة.

المساحة والسكان

تبلغ مساحة محافظة حمص 42226 كيلو متر مربع وعدد السكان بحدود 2 مليون نسمة ويسكن مناطق المحافظة قبائل عنزة ومنهم آل ملحم شيخ المنابهه وفخذ السبعه والروله .... وبعض الطوائف وتتجانس وتختلط بشكل كثيف جدا ، وهي أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة ، في المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بعد محافظة دمشق ومحافظة حلب وتمتد اراضي المحافظة في جميع الاتجاهات وتحدها محافظات حماة شمالا وطرطوس ولبنان من الغرب وريف دمشق من الجنوب ودير الزور والرقة شرقا والعراق والاردن من الجنوب الشرقي .

السياحة في حمص

حمص بموقعها الفريد حيث تتوسط أهم المناطق في سوريا من البحر المتوسط والساحل السوري والجبال والبادية في الشرق ونهر العاصي وانتشار الاثار الكثيرة والقلاع وجمال الطبيعة الخلابة في مناطق حمص والمصايف الرائعة والينابيع والشلالات وازدهارها الكبير وموقعها كممر لمدن كثير في شمال وغرب سوريا وتميز وغنى اسواقها وخاصة في مدينة حمص جعل منها مناطق اصطياف رائعة في بلداتها ومصايفها حيث تنتشر الفنادق والمطاعم والمنتزهات الفريدة في كافة مناطق المحافظة وفي مدينة حمص ويقام في مدن ومناطق محافظة حمص الكثير من المهرجانات نذكر منها :

  • مهرجان حمص الثقافي الفني ويقيمه مجلس مدينة حمص
  • مهرجان السياحة والتسوق ويقيمه مجلس مدينة حمص
  • مهرجان تدمر السياحي وتقيمه محافظة حمص
  • مهرجان طريق الحرير في تدمر والذي يقام بالإشترك مع مدينتي دمشق و حلب
  • مهرجان القلعة والوادي للثقافة والفنون في منطقة قلعة الحصن و وادي النصارى ( كرنفال مرمريتا وكرنفال رباح )
  • مهرجان حمص الادبي والثقافي للشعر
  • مهرجانات مختلفة في مدن المحافظة

كما تمتاز قرى حمص وخاصة الغربية منها بمناخها الجميل وهوائها العذب حيث تكتظ صيفا بالمصطافين والمغتربين العائدين لزيارة الوطن والاستجمام فيه ,من المواقع السياحية مدينة تدمر و قلعة الحصن

قلعة الحصن

في الجهة الغربية لحمص و تحديداً في منتصف المسافة بينها و بين مدينة " طرطوس " تقع قلعة الحصن المشهورة و المعروفة عالمياَ بــ / قلعة الفرسان

تبعد عن مفرق طريق العريضة 21كم وعلى بعد 60كم من حمص، عرفت باسم حصن الأكراد(3)، حيث أقام منشآته أحد أمراء حمص لمراقبة الطريق بين الساحل والداخل. ونظراً لأهمية موقعها الإستراتيجي فقد احتلها الصليبيون عام 1109م وعدلوا في بنائها ووسعوها لتخدم أغراضهم العسكرية. ومنذ ذلك الحين عرفت لدى الأوربيين باسم Crac des chevaliers تعد قلعة الحصن نموذجاً كاملاً للقلاع العسكرية المحصنة. واتخذت شكل مضلع غير منتظم طول قطره الكبير 200م والصغير 140م. تبلغ مساحتها 3ه لم يستكمل بناء القلعة دفعة واحدة، وكان أول من أنشأها بنو مرداس 1031م وأسكنوها الأكراد لحماية الطريق، ولذلك حملت أسم حصن الأكراد. واحتلها الصليبيون عام 1109 فأعادو بناء أبراجها وترميمها بعد زلزال 1157م وزلزال 1170م. حاصرها نور الدين وصلاح الدين، ثم حررها الملك الظاهر بيبرس 1271م، وسمح للفرنجة بمغادرة البلاد. ثم أمر بتجديد القلعة وبنى فيها برجين، ثم أنشأ قلاوون البرج المستطيل، ومنذ عام 1927 تم إخلاء القلعة من سكان القرية المجاورة وأصبحت مزاراً سياحياً بعد أن تمًّ ترميمها

وهي تتألف من حصنين: الحصن الداخلي: هو قلعة قائمة بذاتها يحيط بها خندق يفصلها عن السور الخارجي، ولها بوابة رئيسية تتصل بباب القلعة الخارجي بواسطة دهليز طويل ينحدر تدريجياً حتى الباب مؤلفاً منعطفاً دفاعياً في منتصفه. ولهذا الحصن ثلاثة أبواب مفتوحة على الخندق، ويمتاز بأبراجه العالية. ويتألف من طابقين. الأرضي ويضم فسحة سماوية تحيط بها الأقبية والعنابر وقاعة الاجتماعات، والكنسية والمطعم والحجرات والمعاصر. والعلوي ويحتوي على أسطح مكشوفة ومهاجع وأبراج. أما الخندق المحيط به فمحفور في الصخر، سلطت عليه أقنية تحمل إليه مياه الأمطار. الحصن الخارجي: هو السور الخارجي للقلعة وهو حصن قائم بذاته، يتألف من عدة طوابق. فيه القاعات والاصطبلات والمستودعات وغرف الجلوس. مزود بـ13 برجاً بعضها دائري وبعضها مربع أو مستطيل، وهو محاط بخندق.

تعد قلعة الحصن من أروع ما خلفته لنا القرون الوسطى من فن العمارة وتحصيناتها العسكرية حيث وصفها لورانس العرب في كتاب عن القلاع الصليبية أنها أهم قلعة من حيث الفن العسكري والقيادة في القرون الوسطى.

قلعة الحصن يعود تاريخها إلى سنة ( 1031 م ) حيث أول من بدء البناء فيها هو أمير حمص شبل الدولة نصر بن مرداس فأقام فيها حصناً صغيراً كان هدفه حماية طريق القوافل التجارية القادمة من سواحل بلاد الشام إلى داخل بلاد الشام ووضع فيها حامية كردية

وسمي آنذاك بـ ( حصن الأكراد ) حيث كان يسمى أيضاً ( حصن السفح أو الصفح ) أو ( كاستلّوم كراتي ) و حصن الأسبتار ) و ( الكرك ) وأخيراً ( قلعة الحصن ) والحصن مبني على قمة جبل يرتفع قرابة 600 م عم سطح البحر حيث أقيم هذا الحصن على قمة جبل قاعدته من الصخور البازلتية سوداء اللون

وفي بداية القرن الحادي عشر بدأ الأوروبيين بتجهيز حملات إلى منطقة بلاد الشام من أجل السيطرة على بيت المقدس تحت دعوة البابا / أوربان /في مجمع / كليرمونت / سنة ( 1098م ) أدت إلى خروج حملات لحماية المسيحيين في منطقة بلاد الشام وبدأ الفرنجة بالتوافد وبدأ بتأسيس إمارات متعددة من إنطاكية حتى القدس وكانت هناك قلاع وحصون تتبع لهذه الإمارات منها قلعة صلاح الدين في الساحل السوري حيث كانت تسمى قلعة ( صهيون ) وبعدها قلعة المرقب – برج صافيتا و في ذلك الحين استطاع الفرنجة بقوتهم العسكرية السيطرة على حصن الأكراد وبدؤوا بالتفكير لتوسيع هذا الحصن وتطويره تحت إشراف أمير إنطاكية القائد ( تانكريد ) سنة 1099 م وفي عام 1110م تم تسليم القلعة إلى أمير طرابلس القائد ( ريموند صنجيل ) صاحب مدينة تولوز في فرنسا وبأ ببناء عدة أقسام رئيسية فيها وفي عام 1142 م تم تسليم القلعة لعدد من الفرسان الفرنجة وسمي هؤلاء باسم ( فرسان الإسبتارية ) أو ( المشفى ) أو ( القديس يوحنا ) كما تم تسميتها فيما بعد (( فرسان مالطا )) حيث بدؤوا ببناء الأقسام الرئيسية أيضاً في القلعة واستمر البناء قرابة 75 عام حيث تعرضت القلعة آنذاك إلى عدة زلازل أدت لتدمير العديد من الأجزاء وذلك في السنوات:( 1157م – 1169م – 1201م ) وكانت القلعة تقع على الطريق التي يدعوها الفرنجة ( طريق الحج إلى القدس ) أو الأرض المقدسة وكانت القلعة عبارة عن سكن لعدد من الفرسان من أجل أن يقوموا بتزويد الحجاج بالمؤن اللازمة لعودة الحجاج

وكانت تتسع لحوالي / 2000 جندي / و / 400 فارس وحصان / وكانت المؤنة تكفي حوالي 5 خمس سنوات للفرسان داخل القلعة. وتتجلى أهمية القلعة حالياً:

  • كونها من أهم الثكنات العسكرية المخصصة للفرسان.
  • الفن المعماري من العقود التي من أجمل فنون البناء في القلعة.
  • تتحكم بالممر حمص – طرابلس الشهير

وتمتاز القلعة عن باقي القلاع بفنها المعماري الذي يدعى الفن القوطي حيث يعتبره المؤرخون من أجمل فنون العمارة في القرون الوسطى استطاع من خلالها الفرنجة بناء أجمل الكنائس في أوروبا وعلى سبيل المثال / كنيسة نقوردما / في باريس، تعرضت القلعة إلى عدة هجمات من القادة العرب والمسلمين حيث أن القائد نور الدين زنكي أمير دمشق حاصر القلعة عام 1163م وبعض المصادر تقول أنه استطاع دخولها ولكن بعد فترة وجيزة استرجعها فرسان الفرنجة، وفي عام / 1188م / تم حصار القلعة من قبل القائد صلاح الدين الأيوبي ودام الحصار قرابة الشهر ولم يستطع دخولها لمناعة حصونها وأسوارها الضخمة و المؤنة الكافية وتم ذلك الحصار بعد أن فتح القائد صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس وذلك عام / 1187 م / و / 583 هـ / وبعد تحرير القدس بدأ بتحرير عدد من القلاع والحصون إلا أن حصن الفرسان هو الحصن الوحيد الذي وقف أسواره ولم يستطع القائد صلاح الدين من دخوله

وفي عام / 1271 م / الموافق / 670 هـ / استطاع الظاهر بيبرس أحد المماليك المصريين دخول هذا الحصن بعد عدة محاولات وبعد حصار دام ( 45 يوما )ً دخل القلعة من الجهة الجنوبية بعد فتح عدة فجوات وثغرات في السور الخارجي للقلعة حيث تصدعت أجزاء من سورها الخارجي....... قام الظاهر بيبيرس بترميم ما تصدع وتهدم من السور الخارجي والمدخل الرئيسي وبرج الظاهر بيبيرس الموجود في القسم الجنوبي من القلعة، و في داخل هذا البرج توجد كتابات عربية ((( بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا الحصن المبارك في عهد دولة مولانا السلطان الملك الظاهر بيبيرس العالم العادل المجاهد المظفر ركن الدنيا والدين أبو الفتح بيبيرس قصيم أمير المؤمنين وذلك نهار الثلاثاء / 25 شعبان / الموافق / 669 هـ / والموافق / 127 م / )))

وفي عام / 1285م / تم تسليم القلعة من الظاهر بيبيرس إلى الملك قلاوون حيث بنى فيها البرج المربع الشكل من الجهة الجنوبية للقلعة وهو برج دفاعي في السور الخارجي للقلعة وهناك بعض الكتابات العربية على الوجهة الأمامية للبرج في فترة الاحتلال العثماني للمنطقة.

أهملت القلعة إهمالاً كبيراً في فترة الاحتلال العثماني حيث بنيت في داخلها عدة منازل وسكن أهالي القرية المجاورة داخل القلعة ومكثوا فيها قرابة قرنين من الزمن وبنوا فيها بيوت على أسطح الأبراج وقسموا القلعة لعدة حارات وأصبحت القلعة عبارة عن قرية صغيرة وامتدت إقامة السكان فيها حتى عام / 1927 م / قام الفرنسيون خلال فترة الإنتداب بترميم وإعادة تأهيل أكثر المواقع الأثرية في سوريا وكان من ضمن هذه القلاع قلعة الحصن حالياً وبدؤوا بالترميم وإخراج السكان منها تحت إشراف مهندسين فرنسيين منهم / بول دوشون / حيث كتب في مذكراته في كتاب صدر باللغة الفرنسية دليل / روترار / أن القلعة كانت عبارة عن ثكنة عسكرية وامتدت فترة الترميم فيها من / 1934 م / حتى عام / 1936 م / و هناك حجر موجود في كل جزء من أجزاء القلعة مكتوب عليه الرقم / 1936 / وهي السنة التي تم بها الترميم وقال المهندس أن كل العصور التي مرت على القلعة تراكمت فيها مخلفات وأتربة داخل القلعة تمت إزالة هذه المخلفات حيث وصل حجمها حوالي / 50000 م٣ / من الأتربة من داخلها لإعادة تأهيلها بغية استقبال السياح من جميع أنحاء العالم، ويستطيع الزائر أن يرى من القلعة بحيرة قطينة وجبال لبنان والبحر الأبيض المتوسط وبرج صافيتا وعدة قرى محيطة بها وسهل البقيعة وسهل عكار اللبناني والطريق الدولي حمص – طرطوس .

الحرب الأهلية السورية

في فبراير 2016، بعد خمس سنوات من الحرب على سوريا، انقلب المشهد الميداني في الداخل السوري، أي مدينتي حمص وحماه وريفيهما انقلاباً جذريّاً. فما كان مقدّراً لمحافظة حمص بسيطرة جماعات المعارضة المسلّحة عليها، أن تقسم سوريا إلى نصفين، وتعزل دمشق عن الساحل السوري وحلب، وتفتح الطريق من الغرب العراقي والشرق السوري نحو مدينة طرابلس اللبنانية وساحل البحر المتوسّط، تبدّل بعد معارك طويلة وضارية لمصلحة الجيش السوري.[1]

فتحوّل القوس الجغرافي الممتدّ من ريف دمشق الشمالي وريف حمص الجنوبي إلى ريف حماه الشمالي، منطلقاً ثابتاً لعمليات التحرير التي يخوضها الجيش نحو مدينة حلب، انطلاقاً من أرياف حماه، والرّقة في الشرق انطلاقاً من أرياف حمص. ولعلّ أكثر المعارك استراتيجية في الحرب، هي تلك التي خاضتها القوات السورية مدعومة بحزب الله في أيار 2013 للسيطرة على مدينة القصير (جنوب حمص)، المتاخمة لمنطقة الهرمل اللبنانية، ثم الشريط الحدودي مع شمال لبنان، الذي بدأت منه باكراً عمليات تهريب السلاح والمسلحين إلى سوريا بمساعدة أطراف لبنانية ودولية.

«السجال» الحربي بين الجيش والمجموعات الإرهابية في أكثر من منطقة في ريفي حمص وحماه، ولا سيّما «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ـــ جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى، ولاحقاً تنظيم «داعش»، تبَدَّل كثيراً لناحية السيطرة والانتشار بين الجيش والإرهابيين. إلّا أن الربع الأخير من العام الماضي، بدا حاسماً لجهة استعادة الجيش زمام المبادرة في المنطقة، مع اكتمال السيطرة على مدينة حمص وطرد المجموعات المسلّحة منها، وتطهير غالبية جبال القلمون الوعرة من «داعش» و«النصرة» وإغلاق الحدود اللبنانية أمام حركة السلاح والمسلحين، وصولاً إلى استكمال العمليات في ريف حماه الجنوبي والغربي والشرقي، والعمليات المستمرة في أرياف حمص في تلبيسة والرستن، وصولاً إلى القريتين في الجنوب الشرقي باتجاه مدينة تدمر.

ميدانياً، أطلق الجيش في الآونة الأخيرة سلسلة عمليات في أرياف حمص، هدفها فرض السيطرة على كامل الجيوب التي تحتلها المجموعات الإرهابية، والتي تقدّر بحسب مصادر عسكرية بأكثر من 27 تنظيماً تقودها «النصرة»، في نصف المسافة الممتدّة من حمص شمالاً باتجاه حماه، في خطّ طولي يقارب 40 كلم. وتسيطر الجماعات المسلّحة على نحو نصف هذه المسافة، قاطعة الطريق الدولي بين المدينتين، الذي يستعاض عنه بطريق حمص ـــ السلمية (جنوب غرب حماه) ــ حماه، وهو الطريق نفسه الذي يربط دمشق بحلب. وتقبع غرف عمليات المسلّحين الرئيسية في بلدتي الرستن وتلبيسة (شمال حمص)، بالإضافة إلى بعض الجيوب في غرب طريق حمص ــ حماه، كقرى أم شرشوح والثورة والغجر وعز الدين وعين حسين وحربنفسه، ومنطقة سهل الحولة بقراها السبع (كفرلاها، تلدو، عقرب...)، ويعتبر سهل الحولة الواصل ريفي حمص وحماه الغربيين، الامتداد الطبيعي لسهل الرستن باتجاه الشمال.

وفي يناير 2016، بدأ الجيش عملية عسكرية إلى الغرب من السلمية وشرق الرستن، أدت المعركة إلى السيطرة على نحو 10 قرى ومزارع. وبالتوازي، انطلقت عملية عسكرية في شمال غرب الرستن باتجاه المحطة الحرارية، أدت إلى السيطرة على بلدة جرجيسة، فيما تستمر العمليات باتجاه بلدة حربنفسه في ريف حماه. والهدف من العمليتين تضييق الخناق على الرستن وقطع طريق المسلّحين نحو ريف حماه الجنوبي.

وبحسب مصادر معنية، فإن «مساعي المصالحة في الرستن وتلبيسة واعدة»، خصوصاً أن ممثّلين عن الدولة السورية يلتقون وجهاء من البلدتين بشكل مستمر، وأن الاتجاه العام لدى الجيش و«النصائح الروسية»، هو لاستعادة البلدتين بأي شكل، إذا تعذّرت جهود المصالحة. ومن شمال غرب حمص، إلى شرق حمص وحماه، حيث تعدّ القرى الواقعة على الكتف الشرقي لناحية جب الجراح، مؤيّدة للدولة السورية، ابتداءً من هبوب الهوا وعنق الريح (شرح جب الجراح، منطقة المخرّم)، فيما تسيطر الجماعات الإرهابية، ولا سيّما «داعش» على المناطق الشرقية، بحيث يدير التنظيم غرفة عملياته الرئيسية في منطقة «عقيربات»، شرق حماه، وصولاً إلى جنوب شرق حمص في القريتين. واستطاع الجيش تأمين مدينة الفرقلس (35 كلم شرق جنوب حمص) إلى حدٍّ كبير من هجمات «داعش»، وهي تعدّ بوابة الوصول إلى «مطار التيفور» وطريق التيفور ــ تدمر.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انطلاق عملية القريتين

أما على محور القريتين أقصى جنوب شرق حمص وصولاً إلى منطقة القلمون الشرقي، فأطلق الجيش السوري في 16 فبراير 2016 عمليّة عسكرية لاستعادة البلدة التي سيطر عليها «داعش» في آب الماضي، مع حشد مدفعي وصاروخي كبير في المنطقة الممتدة من بلدتي صدد ومهين إلى القريتين، ممهّداً للهجوم البرّي بالسيطرة على مجموعة من التلال الحاكمة. إلّا أن التنظيم الإرهابي يقوم بسلسلة إجراءات لتفادي سلاح الجوي السوري والروسي، تشمل التوقّف عن استخدام القوافل الآلية في الجغرافيا المكشوفة، والاستعاضة عنها بإرسال مجموعات صغيرة من المشاة لا تزيد على عشرة أفراد، تتسلل عبر مسارات جبلية وعرة، لاستهداف النقاط المتقدمة للجيش في القلمون الشرقي. ويخوض الجيش مع «داعش» معارك «صامتة» في محيط اللواء 128، وهي منطقة استراتيجية تحوي عدداً من مخازن الأسلحة والوقود والصواريخ إضافة إلى مطار الناصرية الحربي. وعلى ما تقول مصادر متابعة للجبهة، فإن «داعش» يستهدف مواقع الجيش بصواريخ «تاو» أميركية الصنع غنمها من إرهابيي «النصرة»، وكذلك صاروخ «السهم الأحمر» الصيني، وهو نسخة صينية تجميع بين تصميمي صاروخي «تاو» و«ميلان» الفرنسي، والذي وصل إلى أيدي المعارضة السورية في عام 2013، من مخازن الجيش السوداني وبأموالٍ قطرية، بحسب ما كشفته الصحافة البريطانية خريف عام 2014.

أمّا في ريف حلب الشمالي الممتدّ نحو ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، فتقول مصادر عسكرية معنية، إن الدعم الذي تلقّته المجموعات المرتبطة بتركيا خلال محاولات الجيش للتقدم في الغاب للسيطرة على كفر نبودة وقلعة المضيق انطلاقاً من محيط مدينة السقيلبية قبل أكثر من ثلاثة أشهر، دفعت القوات السورية إلى «استكمال السيطرة على كامل ريف اللاذقية الشمالي (إلى الغرب من سهل الغاب) وفصل حلب عن الحدود التركية قبل إكمال العمليات نحو الغاب».

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ فراس الشوفي (2016-02-18). "قوس «حمص ــ حماه» محصّن: الرّقة بعد تطويق حلب؟". صحيفة الأخبار اللبنانية.
  • ehoms The First Complete website for hims news and services