حصاد السنين

حصاد السنين كتاب سيرة ذاتية للدكتور زكي نجيب محمود

الكتاب يسرد سيرة العلمية والأدبية من عام 1930 الي 1991 وهو الكتاب الأخير في حياة المؤلف ويذكر المؤلف أن الأولوية الأهم في تربية أولادنا هي غرس الخصائص

حصاد السنين
حصاد السنين

التي تهيئ المواطن العربي مواجهة عصره واثق من نفسه قوي ، يأخذ ويعطي ، وهذه الخصائص الملازمة للعصر الحديث

ويستطرق الكاتب أننا نحرص علي الإشادة بالفضائل ،وكم تغرينا ضرورات الحياة بسلوك يتناقض مع ما نشيد به كلاما ، ونقع في التناقض، وازدواجية المعايير، نتفق مع المثل العليا ونختبئ وراء الجردان بصورة أخري

وقال ، علة أركان الوطن العربي هي عدم المعرفة والعلم

وذهب المؤلف في ثلاثينيات القرن الماضي الي القدس الشريف بالقطار من القاهرة عبور بالقناة ومنها الي قطار اخر يصل الي( اللد ) ثم الي المدينة العتيقة (القدس) والقضية الفلسطينية كان لها جانب من كتاب المؤلف وفاجعة (الثلاثاء الحمراء ) كان الاحتلال البريطاني يتعامل مع الفلسطينيون مثل محاكم التفتيش من التعذيب والتنكيل

ويتحدث عن حقوق الانسان عندما نقرا عنها ولا نجدها ، ينادي بها الخطاب والساسة والادباء والمفكرون ، وأستطرق الكاتب لحركة التغير في مصر من من ثورة عرابي وبعد اربعين عام ثورة سعد زغلول ومن بعدها ثورة الضباط الاحرار.. وبعد تحرر جميع الشعوب بعد الحرب العالمية الثالثة ، وقعت الشعوب المستعمرة في فخ انها لا تستطيع ان تقدم الي اوطانها من التكنولوجيا شيء لان من يملك التقدم هو سيد الامس

(وقفة) بعض الدول تقدمت بعد الاستعمار لأنها اعتمدت البحث العلمي والعلم وإعطاء جميع الحريات التي يبني عليها مقومات التقدم

ويري المؤلف ان الثروات التي قادها الشاب وفي أمريكا ضد الحرب في فيتنام انها ثورة علي الرجال العجائز الذين يدخلون الشباب في نفق مظلم لا طائلة منه ،

ولكن الشباب العربي نسي أنه شاب خلق ليمد بصرة الي المستقبل ، فاختلط عليه الامر ولوي عنقه الي الوراء لعله يجد مستقبله في ماضيه كما يوضح الكاتب ان مشكلتنا هي تخلفنا عن الركب الحضاري....


أقتباسات

خدعنا أنفسنا بإيهامها بأننا كلما غرسنا في أرضنا فسيلة مجلوبة من نبات الغرب،

ونمت الفسيلة شجرة نتفيأ ظلها ونجني ثمارها، بأننا متساوون مع باذر البذرة الأولى

هناك، والبذرة الأولى تلك، إنما هي الإبداع الذي يبتكر الشيء مما يشبه العدم؛ لأن ما قد

أبدعه الغرب في نهضته من عصوره الوسطى، كان لفتة جديدة نحو متجه جديد، هو أن

يضيف إلى قراءة الموروث من كتب السابقين، قراءة أخرى هي قراءة الطَّبيعة لاستخراج

قوانينها، فذلك شيء جديد، لا ينفي أن قد سبقته أمثلة من العلم الطبيعي متناثرة بين

العصور والأمم، كما لا ينفي أن يكون للحضارات السابقة على النهضة الأوروبيَّة فضل

التنوير والإيحاء

****

ولا يقتصرفساد الموازين نتيجة لافتقار الجمهور إلى معلومات يستنير بها، على مجال

الحكم والسياسة، بل إن الضرر ليتسع حتى يكاد يشمل الحياة العلميَّة والثَّقافيَّة بأسرها،

فعندنا وعند أمثالنا ممن ضحلت معلوماتهم الصحيحة فقل وعيهم بنفس المقدار، تكثر

عملقة الأقزام، إذ ليس على القزم الطَّمُوح برغم جهله وقصوره إلا أن يستخدم وسائل

الإعلام لصالحه، فما أسرع ما يتحول في خيال الجماهير، وفي وهم الحاكمين، إلى عملاق

حتى يستطيع أن يكون عالمًا بغير علم، أديبًا بلا أدب، أيشيء بغيرشيء، وتتصل بعملقة

الأقزام عملية أخرى قد تستوجبها الظروف فيلجأ إليها القزم الطَّموح، وهي عملية يجوز

وكذلك « قرصنة في بحر الثَّقَافة » — تسميتها — كما أسماها صاحبنا ذات يوم فيما كتب

يفعل قراصنة الثَّقَافة في حياتنا، فليس المهم عند أحدهم أن يقوم هو بالعمل، بل المهم

هو أن يضع عليه اسمه اغتصابًا، ولو كان في حياتنا وعي نقدي لأتاحوا للرأي العام أن

يميز الطيب من الخبيث.

همومنا الحضاريَّة والثَّقافيَّة كثيرة وكذلك منجزاتنا وأمجادنا كثيرة، فكيف السبيل

إلى جمع عناصر القوة في كياننا ورؤانا، مع التخلص من عوامل الضعف في ذلك الكيان

وهذه الرؤى لينشأ لنا العربي العصري الجديد؟ هذا هو السؤال الذي حاول صاحبنا بكل

حياته الفكرية أن يجد له الجواب