حديقة نباتية

(تم التحويل من حديقة نباتات)

الحديقة النباتية Botanical Garden

إن الحديقة النباتية بالنسبة للهواة كحديقة الحيوان بالنسبة للمهتمين بالحيوان. وقد تذهب إلى هناك لمجرد الترويح أو لمشاهدة كائنات حية جميلة مثيرة. وإننا لنروج أن تحاول يوما عمل ترتيب لزيارة حديقة نباتية ، بعد أن تقرـ هذا المقال ونقترح عليك عندما تذهب أن تأخذ معك مقالا عن تصنيف النباتات.

حديقة كيو النباتية

التربة والمناخ

أشرنا إلى وجه الشبه بين الحديقة النباتية وحديقة الحيوان ، إلا أن النباتات أسهل كثيرا في الإحتفاظ بها في الأسر ، عن الحيوان ونادرا ما تظهر مشكلة تتعلق بالتغذية في حالة النباتات ، إذ من السهل أن تأتي بتربة خاصة إذا ما تطلب الامر لذلك. ولهذا السبب يمكن الإحتفاظ بمجموعة من نباتات العالم أكبر من مجموعة الحيوان التي في حديقة الحيوان. إن أهم شئ هو أن تزود النباتات بمناخ بشابه بقدر الإمكان مناخ المنطقة التي تعيش فيها النباتات في الطبيعة ، ففي البلاد الباردة لا يمكن أن يزرع في العراء سوى نباتات المناطق الباردة والمعتدلة. أما النباتات الإستوائية وشبه الإستوائية فيجب حفظها في بيوت زجاجية ، حيث يمكن التحكم صناعيا في درجة حرارتها ورطوبتها ، وهنا نواجه بقيد إنشاء الحدائق النابتية في الأجواء المعتدلة ، فالبيوت الزجاجية إذا كانت كبيرة جدا تصبح باهظة التكاليف في بنائها وصيانتها ، ومن المتنعذر تماما أن تتسع للأشجار الضخمة التي تعيش في غابات المناطق الحارة المطرة. أما الحدائق النباتية التي تنشأ في المناطق الإستوائية فيمكنها طبعا زراعة أشجار من أي منطقة حارة. ففي الحدائق النباتية البديعة الموجودة في سنغافورة يمكن للمرء أن يشاهد أشجار غابات الأمازون نامية بجانب الأنواع التي تستوطن الملايو. ويجب هناك حفظ أزهار الأوركيد الإستوائية داخل شباك لحمايتها من القرود العابثة ، التي تجري طليقة في الحدائق ، ولولا ذلك لما دعي الأمر إلى تطويقها بالمرة. وهناك نوعان من الحدائق النباتية يسمى المشجر ، وهي حديقة لا يزرع فيها سوى الأشجار والشجيرات ، وتقتصر على الأشجار القوية الإحتمال. بالنسبة للمنطقة المنشأة فيها الحديقة وفي بدجبوري بكنت ، ثمة مشجر مخصص لأشجار المخروطيات ، ويمكن أن ترى عينات من أشجار الخشب الأحمر الأمريكية العملاقة ، وشجرة الخشب الأحمر العجيبة التي عرفت حفرياتها قبل إكتشافها نامية بشكل بري في الصين سنة 1945.

الحديقة النباتية في أمريكا


البحث العلمي

في الحديقة النباتية ترى عددا من المباني العادية ، بالإضافة إلى البيوت الزجاجية ، وهي مكاتب ومعامل مجموعة العلماء. وعرض النباتات أحد وظائف الحديقة النباتية ، وخلف الستار ، تجري أعداد ضخمة من البحوث الهامة، أغلبها لأغراض عملية بحتة ، وهناك تهجن الأنواع النباتية المختلفة ، بواسطة التلقيح الخلطي ، لإنتاج سلالات جديدة للبستاني والفلاح. وقد أنتجت أغلب أزهار الأوركيد الثمينة الرائعة بهذه الطريقة. كذلك تنتج سلالات ذات أهمية إقتصادية ، يمكنها مقاومة الأجواء القاسية والأمراض. وكذلك يجري التعرف على العينات النباتية بواسطة خيئة المتحف النباتي ، أو هيئة المعشبة. وفي الشجر يجرى عملية عمل مشابه ، تكون مادة البحث فيه هي الأشجار. وأغلب المخروطيات التي زرعها وكالة التشجير ببريطانيا أجنبية الأصل. وينبغي أولا الزراعة تحت الملاحظة الدقيقة فترة من الزمن ، لمعرفة مدى ملاءمتها للمناخ. ويتركز العمل في بريطانيا في مشجر بدجبوري.


الحدائق النباتية الملكية في كيو

تعتبر الحدائق النباتية الموجودة في كيو ببريطانيا ، أكبر وأشهر حدائق العالم النباتية ، وهي موجودة على نهر التايمز ، غربي لندن بستة كيلومترات ونصف تقريبا. وكان أول تطور لها كمؤسسة علمية برعاية ملكية في القرن الثامن عشر ، وفتحت الحدائق والبيوت الزجاجية للجمهور سنة 1841. وأقدم البيوت الزجاجية فيها هو بيت النخيل ، الذي تم بناؤه عام 1848. ويبلغ إرتفاع الجزءالوسطي منه على 20 مترا ، وتنمو فيه مجموعة بديعة جدا من أشجار النخيل الإستوائية ، والسيكاد وغيرها من النباتات الهامة. وأكبر البيوت الزجاجية ، هو بيت نباتات المنطقة المعتدلة ، وفيه تنمو نباتات من المناطق المعتدلة الدافئة. وتشغل الحدائق مساحة تقدر بحوالي 300 فدان ، وجمالها في الصيف والربيع لا يوصف.