غزو نورماندي

Operation Overlord
جزء من الجبهة الغربية في الحرب العالمية الثانية
NormandySupply edit.jpg
LCTs with barrage balloons deployed, unloading supplies on Omaha for the break-out from Normandy
التاريخ6 June – 30 August 1944
(2 شهر, 3 أسبوع و 3 يوم)
الموقع
Northern France
49°25′05″N 01°10′35″W / 49.41806°N 1.17639°W / 49.41806; -1.17639Coordinates: 49°25′05″N 01°10′35″W / 49.41806°N 1.17639°W / 49.41806; -1.17639
النتيجة انتصار الحلفاء
المتحاربون
Axis
Flag of ألمانيا النازية ألمانيا النازية
 الجمهورية الإيطالية الاشتراكية[أ]
القادة والزعماء
القوى
  • More than 1,452,000 troops by 25 July[ب]
  • 2,052,299 (by the end of August)[7]
  • 380,000 troops (by 23 July)[8]
  • ~640,000 troops total[9]
  • 2,200[10]–2,500 tanks and assault guns[11][12]
الضحايا والخسائر
  • الولايات المتحدة 124,394 casualties; 20,668 killed[ت]
  • المملكة المتحدة ~65,000 casualties; 11,000 killed; 54,000 wounded or missing[13]
  • كندا 18,444 casualties; 5,021 killed[14]
  • پولندا 1,350 casualties from 1 to 23 August
[13]
  • 288,695[17]–530,000[18] casualties
  • 2,127 aircraft[19]
  • 1,500[20]–2,400 tanks and assault guns lost[11]

وفيات المدنيين:

  • 11,000–19,000 killed in pre-invasion bombing[21]
  • 13,632–19,890 killed during invasion[22]
  • Total: 25,000–39,000 killed

غزو نورمندي إنگليزية: Invasion of Normandy (الاسم الكودي هو عملية نيبتونOperation Neptune) سلسة من المعارك قامت عام 1944 بين ألمانيا النازية وقوات الحلفاء كجزء من صراع كبير خلال الحرب العالمية الثانية. وأهمية هذه المعركة هي نزول قوات الحلفاء إلى أوروبا ونقل المعركة مباشرة ضد الألمان. وهي الجزء المبدأي من حملة تنقسم لعدة مراحل عرفت بمجملها باسم حملة نورماندي.

تم إنزال قوات أمريكية وبريطانية على شواطئ نورماندي الواقعة في شمال فرنسا، وقد شاركت فها 6900 من السفن الحربية (من ضمنها 4100 سفينة إنزال)، و12,000 طائرة حربية، ومليون جندي بين مظلات وبحرية، وقاد العملية الجنرال الأمريكي دوايت أيزنهاور، وتمكّن الحلفاء من احتلال الشاطئ، ثم أكملوا باتجاه مدينة برلين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقف العام على الجبهة الغربية في أواخر عام 1943

مؤتمر طهران

في ديسمبر سنة 1943 اجتمع الرؤساء الثلاثة: جوزيف ستالين رئيس مجلس السوڤييت الأعلى للاتحاد السوڤييتي، وفرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في طهران (إيران) لمناقشة استراتيجيتهم العسكرية لإنهاء الحرب، وسياستهم بعد الحرب في أوربا. وقرر الزعماء الثلاثة فتح جبهة ثانية في الغرب وغزو فرنسا سنة 1944 على الرغم من معارضة تشرشل. وقد عُدّ هذا الاجتماع ذروة التحالف بين الشرق والغرب في زمن الحرب العالمية الثانية (1939- 1945).[23]

كان ذلك أول لقاء يجمع بين تشرشل وروزفلت من جهة وستالين من جهة أخرى. وكان روزفلت وتشرشل قد صدقا سلفاً على خطة عرفت باسم عملية أوفرلورد لغزو أوربا ومهاجمة ألمانيا عبر القنال الإنكليزي. وكان روزفلت متحمساً لبدء العملية في أوائل سنة 1944 إذا سمح الطقس. غير أن تشرشل اقترح في طهران إعطاء الأفضلية إلى إيطاليا، والقيام بهجوم في البلقان أو في جنوبي فرنسا. ولكنه غُلب على أمره أمام إصرار روزفلت وستالين. وتقرر أن تنفذ عملية أوفرلورد في أيار/مايو 1944.

كان فتح الجبهة الثانية أمراً محتوماً. ولكن موعدها لم يكن قد حان بعد حين طالب بها الكثيرون في عام 1942 لتخفيف الضغط الألماني على روسيا.

فقد كانت الجيوش السوڤيتية في تلك الأيام تتقهقر أمام الهجوم الألماني الكاسح باتجاه نهر الفولغا والقفقاس. وكان أي إنزال في الغرب - ولو من غير تحضير - يقوم به البريطانيون والأمريكيون يمكن أن يخفف بعض الشيء، ولو مؤقتاً، عن الروس المرهقين.

غير أن القيادة العليا للحلفاء كانت على قناعة بأن القيام بمثل تلك المغامرة قد يؤدي إلى كارثة حربية ونفسية إذا لم يتم الإعداد لها إعداداً مناسباً. وكانت التجربة الوحيدة التي نفذت في ذلك العام الإنزال الجوي في دييب، ضمن استعدادات الحلفاء للغزو، وقد انتهى إلى إخفاق ذريع استغلته الدعاية الألمانية استغلالاً واسعاً. ولكن فتح الجبهة الثانية الموعودة في عام 1944 لم يعد استعراضاً يائساً للتخفيف عن روسيا، بل عملاً حاسماً يمكن أن يسدد للألمان في تلك الحرب ضربة قاتلة.

كان مؤتمر طهران ذروة التحالف بين الشرق والغرب، وجاء ستالين إلى المؤتمر زعيماً متوجاً بالنصر، واتُخِذ قرار فتح الجبهة الثانية إرضاء له بعد طول مماطلة. وكانت الجيوش السوڤييتية تزداد قوة وخبرة، وقد شرعت للتو في تنفيذ عمليات هجومية ناجحة على عدة اتجاهات، تُوجت في يناير عام 1944 برفع الحصار عن لينينغراد وطرد مجموعة جيوش الشمال الألمانية إلى ما وراء خط نهر نارڤا - بحيرة بيبوس. حيث وجد الألمان ملجأ لهم وراء أحد قطاعات الجدار الشرقي المحصن. وتمكنت على الجناح الجنوبي من هزيمة القوات الألمانية على جبهة عريضة ودفعها خارج الأراضي السوڤييتية باستثناء قطاعات صغيرة منها في عمليات هجومية متلاحقة، كان آخرها في مارس وأبريل 1944. وتم أسر أو قتل القسم الأكبر من القوات الألمانية والرومانية التي حوصرت في شبه جزيرة القرم وبلغ تعدادها 150000 جندي، بعد أن أخفق الجسر البحري المتأخر في إخلائهم من سيفاستوبول.

ومن جهة أخرى، ازداد قلق الزعماء الغربيين من وصول القوات السوڤييتية إلى حدود الدول الأوربية الشرقية الصغيرة، وإصرار ستالين على أن تعود الحدود بين بولندا والاتحاد السوڤييتي بعد الحرب إلى ما كانت عليه إثر هزيمة بولندا عام 1939، ومعارضته الشديدة لمقترحات تشرشل حول خططه في البلقان.

غير أن التغلب على نشاط الغواصات الألمانية في المحيط الأطلسي والقضاء على خطرها، إلى جانب التفوق الجوي للحلفاء أحدث تبدلاً جذرياً في الأوضاع التي كانت سائدة في عامي 1941-1942. كما كان للنجاح الذي حققه الحلفاء الغربيون في شمالي إفريقيا ونزولهم في صقلية والشروع في تحرير إيطاليا دوره في تهيئة الشروط المناسبة لتنفيذ عملية أوفرلورد ومهاجمة ألمانيا في عقر دارها.

استعدادات الحلفاء

Eisenhower speaks with 1st Lt. Wallace C. Strobel and Company E, 502nd Parachute Infantry Regiment, 101st Airborne Division on the evening of 5 June 1944.
U.S. soldiers of the 2nd Ranger Battalion march through Weymouth, Dorset, a southern English coastal town, en route to board landing ships for the invasion of France.

انصب الاهتمام الرئيسي للحلفاء في أواخر شهر أبريل وبداية شهر مايو عام 1944 على الإعداد لغزو أوربا من الغرب. ولم يغب عن الألمان أن الغزو قادم لامحالة، وأنه وشيك الوقوع. ولكن موعد التنفيذ ومكانه لم يكن مؤكداً لديهم. وأُدخل في روعهم أن الغزو سيكون في آن واحد وعلى أجزاء متفرقة متباعدة، ولكن الهجوم الرئيسي سيكون موجهاً إلى مرافئ القنال الإنجليزي، وخاصة مرفأي كاليه Calais وبولون Boulogne الأقرب إلى إنكلترا. وتحسباً لكل احتمال فقد تم نشر قوات ألمانية ضخمة على كل خطوط السواحل.

كانت حملة الحلفاء في إيطاليا تتقدم ببطء شديد عندما استدعي الجنرال دوايت أيزنهاور في ديسمبر من عام 1943 إلى رئاسة الأركان المشتركة لقوات الحلفاء ليمنح رتبة جنرال بأربع نجوم ويعين قائداً أعلى لقوات الحملة المتحالفة Supreme Commander of the Allied Expeditionary Forces، التي كان عليها تنفيذ عملية أوفرلورد وعبور القنال الإنجليزي واالإبرار في فرنسا ثم الاندفاع إلى قلب ألمانيا. وتقرر أن يبدأ الغزو في ربيع 1944.

كان أيزنهاور يؤمن بضرورة التغلب على جميع الصعوبات وتحمل كل معاناة ومخاطرة من أجل نجاح العملية، فقد كان الإخفاق فيها يعني خسارة الحرب. وبالتالي جرى التدريب على قدم وساق وبالذخيرة الحية. وكانت المشكلة الرئيسية توفير العدد اللازم من مراكب الإنزال لنقل 8 فرق دفعة واحدة. ولتحقيق المفاجأة اختار أيزنهاور منطقة الإنزال جنوباً باتجاه النورماندي وليس شرقاً باتجاه كاليه، حيث التحصينات الألمانية وقواتهم هي الأقوى. وكانت تلك مقامرة كبرى؛ لأن النجاح كان يتطلب عدم نقل الألمان قواتهم إلى النورماندي قبل الغزو.

تمكن الحلفاء في غضون بضعة أشهر من حشد أسطول ضخم عند السواحل البريطانية ضم 1200 سفينة حربية من مختلف الأنواع و10000 طائرة و4266 مركب إنزال و804 سفينة نقل ومئات الدبابات البرمائية وغيرها من المركبات المعدة للمهمات الخاصة. وبلغ عدد القوات التي أعدت لغزو النورماندي 156000 جندي (73 ألف جندي من الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الجنرال عمر برادلي. و83 ألف جندي من بريطانيا وكندا بقيادة الجنرال البريطاني برنارد مونتگمري ) وتم نقل 132 ألفاً منهم بحراً عبر القنال الإنجليزي.

كانت القوات البرية المكلفة بالاقتحام تتألف مما يلي:

1- الجيش الكندي الأول بقيادة اللواء هـ. د. كريرار، والجيش الثاني البريطاني بقيادة اللواء مايلز دمپسي، والفرقة السادسة البريطانية المحمولة جواً.

2- الجيش الأول الأمريكي والفرقتين 82 و101 المحمولتين جواً.

كذلك كانت الحاجة ماسة إلى عزل ميدان المعركة بحيث لا يستطيع الألمان استخدام منظومة السكك الحديدية الفرنسية لدفع تعزيزاتهم. وقد أصر أيزنهاور على أن يتفرغ أسطول قاذفات الحلفاء لتدمير السكك الحديدية والجسور بموجب خطة سماها «خطة النقل»، على الرغم من معارضة قيادة الطيران القاذف التي كانت ترغب في قصف المعامل والمدن داخل ألمانيا. وهكذا ظلت القاذفات الحليفة طوال شهري أبريل ومايو تهاجم أهداف السكك الحديدية وطرق المواصلات، بحيث أصبح شمالي فرنسا في بداية حزيران/يونيو معزولاً إلى درجة كبيرة عن بقية المناطق المتاخمة له. وكان من الضروري عزل أكبر مساحة ممكنة من الأرض بحيث لا يخمن الألمان أن النورماندي هي المنطقة المختارة للإنزال. وتم بالتالي إسقاط ثلثي القنابل خارج منطقة الغزو لتضليل الألمان ومنعهم من نقل قواتهم.

نصت خطة العمليات على أن يكون الغزو في الخامس من شهر يونيو، ولكن عاصفة شديدة اجتاحت القنال الإنكليزي يوم 4 يونيو، واستمرت إلى ما بعد عصر اليوم الخامس منه. واضطر أيزنهاور إلى تأجيل الغزو إلى اليوم التالي لاحتمال أن يصبح الطقس مقبولاً وصالحاً للعمليات البرمائية جواً وبحراً. وظلت قوات الإنزال في مراكبها تنتظر الأوامر في ذلك الجو العاصف، فإما أن تنطلق ليلاً، وإما أن تغادر المراكب وتنتظر إلى يوم 19 يونيو، وهو التوقيت الأقرب عندما يصبح المد صالحاً للإنزال مرة أخرى.

استعدادات الألمان

القائدان الألمانيان گرد فون روندشتت وإرڤن رومل في فندق جورج الخامس في باريس

بحلول عام 1944، عرف النازيون ان هجوم الحلفاء أمر حتمي، ولكنهم لم يعرفوا موعده أو مكان انطلاقه، كانوا يعتقدون ان الهجوم سيتم من اضيق منطقة في القنال على ساحل مدينة كالي، نتيجة لذلك تركزت اقوى قواتهم هناك، اما الهدف الفعلى فكان من أفضل ماحفظ من اسرار الحرب، اذ كان الهجوم سيكون على طول 50 ميلا من شاطيء مقاطعة نورماندى، حيث يندفع بقوة غرب نهر الاورن إلى شاطىء في شبه جزيرة كوكونتا الذى يشرف عليها مرفأ شربورج الحيوى. في تلك الفترة تراجعت القوة العظيمة للقوات الجوية النازية اللوفتواف.

ظلت القيادة الألمانية واثقة من أن الحلفاء لن يتمكنوا من النزول على السواحل الحصينة لقلعة أوربا Fortress Europe والمدافع عنها بقوة. فقد كان كل ما حول فرنسا والنروج مطوقاً بجدار من التحصينات المنيعة عرف باسم جدار الأطلسي، الذي تم تشييده في ثلاث أو أربع سنوات من الهدوء النسبي. وكان الألمان واثقين من أنه في حال تمكن الحلفاء من النزول بعد خسائر لا يعرف مداها، فسوف يُستدرَجون إلى الداخل بعيداً عن مدافع سفنهم ليدمروا على يد قواتهم الميدانية معتمدين على مواصلاتهم السهلة وقرب مركز إمدادهم. وقد أقيمت لهذه الغاية منظومة متكاملة من الموانع والمواقع الدفاعية في العمق لتكون مصائد أكيدة للغزاة. وكان الفيلد مارشال الألماني إرڤن رومل المكلف قيادة مقاومة الغزو المتوقع قد شرع في تعزيز الدفاعات الألمانية وبناء الموانع تحت الماء والتحصينات المضادة للقنابل وحقول الألغام على امتداد السواحل الفرنسية.

كان هتلر يتوقع أن يتم غزو شمال غربي أوربا في الربيع، وقد رحب بهذه الفرصة ليكسب الحرب؛ لاعتقاده بأنه إذا استطاع طرد الأمريكيين والبريطانيين من السواحل فلن يعاودوا الكرة مرة أخرى. وسيكون في وسعه آنئذٍ زج قواته كلها - ونصفها موجود في أوربا - ضد الاتحاد السوڤييتي. وعلى هذا الأساس أبلغ قادته على الجبهة الشرقية في نوفمبر 1943 أنهم لن يتلقوا أي تعزيزات قبل القضاء على الغزو.

وكان الألمان قد تبنوا لعام 1944 خطة جديدة. ففي حين كان اعتمادهم في العامين 1940-1941 على تفوقهم الميكانيكي وعلى الحرب الخاطفة بتحركاتها السريعة وأعمالها الحاسمة، أدركوا في نهاية العام 1943 مع تنامي التفوق المادي للحلفاء الغربيين والروس أن أمل ألمانيا كله متوقف على حرب استنزاف دفاعية بطيئة. وهكذا تقرر أن يتحول الألمان مع بداية العام 1944 إلى الدفاع في مواجهة تفوق الحلفاء، وتحويل الحرب الميكانيكية إلى معارك مشاة، النواة الأساسية لكل الجيوش. وكان الألمان يأملون في خوض حرب استنزاف طويلة الأمد تعرِّي الحلفاء في خاتمة المطاف، مع أنها لا يمكن أن تجلب لهم النصر ولكنها ستحول دون هزيمتهم. وظلوا حتى أواخر العام 1944 متمسكين بذلك الاحتمال، وظلوا يتشبثون حرفياً بكل شبر من الأرض ويلحقون بالحلفاء خسائر فادحة مقابل كل تقدم مهما ضؤل. وكانت لديهم ميزة القتال على أرض يعرفونها ويعتمدون على خطوط إمداد قصيرة، في حين كانت خطوط الحلفاء في الشرق وفي الغرب تزداد طولاً كلما ازدادوا قرباً من قلب ألمانيا النازية.

الغزو

D-day assault routes into Normandy.
Off Omaha Beach, American Liberty ships were deliberately scuttled to provide a makeshift breakwater during the early days of the invasion.

بعد مشاورات مطولة عقدها أيزنهاور مع ضباطه أعطى إشارة بدء الغزو مع أول ضوء من يوم 6 يونيو، وهو اليوم الذي اشتهر في التاريخ باسم اليوم «ي» D- Day (جرى التقليد لإخفاء التاريخ الحقيقي في العمليات الحربية الكبيرة أن يرمز ليوم البدء باليوم «ي» كما يرمز لساعة بدء التنفيذ بالساعة «س»).

بعد منتصف الليل بقليل أقلعت مجموعات من طائرات النقل تحمل القوات المحمولة جواً متوجهة إلى النورماندي. وتم إسقاط وحدات الفرقتين 82 و101 الأمريكيتين قبل الفجر بالقرب من بلدة سانت - مير- إغليز Sainte-Mère-Église، في حين تولت وحدات الكوماندوس البريطانية الاستيلاء على الجسور الرئيسية وقطعت طرق مواصلات القوات الألمانية.

ومع أول ضوء تحركت الموجة الأولى من المشاة على مراكب الإنزال متوجهة إلى شواطئ النورماندي الرملية التي قسمت إلى خمسة قطاعات أعطيت أسماء رمزية هي: يوتا Utah وأوماها Omaha وغولد Gold وجونو Juno وسورد Sword. وقد تم الاستيلاء على أربعة منها بسرعة وسهولة، ولكن القوات التي نزلت في القطاع الخامس - الذي دعي أوماها الدموي - واجهت مقاومة ألمانية شرسة. وما إن حل المساء حتى كانت رؤوس الجسور البحرية الخمسة قد أصبحت تحت السيطرة. وبدأت الحملة الأخيرة لإنهاء الحرب.

امتدت الشواطئ الرملية التي اختيرت للإنزال مسافة 72كم بين مصب نهر أورن Orne والحافة الجنوبية الشرقية لشبه جزيرة كوتنتان. وخصصت الشواطئ الشرقية منها لنزول القوات البريطانية والكندية، والشواطئ الغربية لنزول القوات الأمريكية.

كان تفوق الحلفاء جواً غير منازع، وقد تمكنت قواهم الجوية من تدمير معظم الجسور على نهر السين إلى الشرق ونهر اللوار إلى الجنوب، وحرمت الألمان من تعزيز وحداتهم المعزولة عند رؤوس الجسور بسرعة. وعندما هاجم الحلفاء ركزوا كل قواهم على منطقة إنزال واحدة رئيسية بعيداًً عن المرافئ الموجودة على بحر المانش. وهكذا تم تجنب خطر وقوع قواتهم تحت وطء ضربات الدفاع الألماني المتفوق؛ لأن الألمان لم يجرؤوا على سحب قواتهم بعيداً عن مرافئ بحر المانش وسواحل الأطلسي وسواحل بحر الشمال.

كانت الخطة الأساسية للحلفاء تقضي بأن يقوم البريطانيون باحتلال بلدة كاين Caen في اليوم الأول من الإنزال. وقد تم التغلب على الدفاعات الساحلية في الساعة التاسعة صباحاً، غير أن تقدم القوات البريطانية في العمق باتجاه كاين لم يبدأ إلا بعد الظهر بسبب ازدحام المرور على السواحل بالدرجة الأولى وبسبب الحذر البالغ الذي أبداه القادة البريطانيون هناك. ولما بدأت قواتهم تندفع باتجاه كاين كانت قد وصلت إلى المنطقة فرقة بانزر (دبابات) ألمانية، هي الوحيدة التي كانت متمركزة في منطقة الغزو، وأوقفت الزحف. وفي اليوم الثاني وصلت فرقة دبابات أخرى. وتطلب الأمر ما يزيد على الشهر من القتال العنيف قبل أن تتم السيطرة على كاين وتحريرها. كذلك واجهت القوات الأمريكية على القطاع الغربي مقاومة عنيفة في شبه جزيرة كونتنتان إلى أن تمكنت في خاتمة المطاف من احتلال مرفأ شيربورغ Cherbourg في 27 يونيو.

في الأسابيع السبعة التي تلت النزول في النورماندي وسعَّ الحلفاء تدريجياً رؤوس الجسور التي احتلوها ولكنهم لم ينجحوا في اختراق الدفاعات الساحلية الألمانية. وأدى أسلوب مونتجومري الحَذِر في إدارة الحرب إلى إحباط المعنويات وإثارة الجدل؛ لأن القادة الأمريكيين كانوا يعتقدون أن حذره أكثر من اللازم. وحض كثير منهم أيزنهاور على إعفائه من منصبه وأيدهم في ذلك بعض القادة البريطانيين، ولكن أيزنهاور كان يعرف مدى شعبية مونتغومري فرفض اقتراحهم.

اصطدم الحلفاء بمقاومة ألمانية قوية عند رؤوس الجسور الساحلية. ولم تكن مواقع أقدامهم مستقرة فيها كما كان متوقعاً. ومع ذلك لم ينفذ الهجوم العام المعاكس القوي الذي كان هتلر قد افترضه لإلقاء قوات الغزو في البحر، لا في اليوم «ي» ولا في غيره من الأيام. وقد عاق التفوق الجوي الهائل للحلفاء فوق شمالي فرنسا محاولات رومل - الذي كان مسؤولاً عن المسرح - عن تحريك احتياطاته المحدودة.

كانت المعوقات الرئيسية التي واجهت الألمان اضطرارهم إلى تغطية 4800كم من سواحل أوربا الغربية، تمتد من هولندا إلى الحدود الإيطالية الجبلية مروراً بسواحل فرنسا كلها. وكانت لديهم في غربي أوربا 59 فرقة متمركزة في مواضع ثابتة ومرتبطة بقطاعات الدفاع على طول تلك السواحل. كما كان لديهم أيضاً نصف ذلك من الفرق الميدانية بينها عشر فرق مدرعة (بانزر) ذات قدرة كبيرة على الحركة. وكان في مقدورهم تركيز قوات متفوقة لطرد الغزاة وإلقائهم في البحر قبل أن يثبتوا أقدامهم على السواحل. ولكن تلك الضربة لم تنفذ بسبب الخلاف في القيادة العليا الألمانية حول موقع الإنزال المحتمل، وحول أفضل الطرق لمواجهته. وقد ضاعت حسابات الجنرالات الألمان قبل تلك الأحداث أمام تخمينات هتلر حول مكان الإنزال، الذي كان مقتنعاً بأن الإنزال في النورماندي زائف وأن الاقتحام الحقيقي سيكون إلى الشمال من نهر السين. ورفض بالتالي تحريك الفرق التي كانت له هناك وأصر على دفع التعزيزات من مناطق بعيدة، وكان لتشدده وتدخله المستمر بعد الإنزال دور كبير في حرمان قادته من إمكانية استعادة السيطرة على الوضع، ومكَّن الحلفاء في خاتمة المطاف من الخروج من مواقعهم المحصورة ليبدؤوا اكتساحهم السريع للأراضي الفرنسية.

في حين توالت التعزيزات على قوات الغزو بلا انقطاع، ولم ينته شهر يونيو حتى كان قد أصبح بتصرف أيزنهاور على شواطئ النورماندي 850000 جندي و150000 مركبة قتال. ومع نهاية شهر يوليو تمكن الجيش الأول الأمريكي بقيادة عمر برادلي من اختراق دفاع الألمان إلى سان لو Saint-Lô، وتم زج الجيش الثالث الأمريكي الذي يقوده الجنرال باتون Patton. واندفعت دبابات باتون متوغلة في فرنسا. وتم تحرير باريس يوم 24- 25 أغسطس، وفي سبتمبر كان الألمان قد طردوا من فرنسا كلها.

غير أن إمدادات الحلفاء كانت قد استهلكت، ولم يعد هناك ما يكفي من البنزين ليتابع جيشا باتون في الجنوب ومونتجومري في الشمال تقدمهما السريع. غير أن أيزنهاور ظل يصر على متابعة الهجوم على جبهة عريضة، وتقدم الجيشين جنباً إلى جنب، فتباطأت وتيرة الهجوم، وخاصة لدى وصول قوات الحلفاء إلى تحصينات الحدود الألمانية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المشاركة البحرية

Large landing craft convoy crosses the English Channel on June 6, 1944.

The Invasion Fleet was drawn from eight different navies, comprising 6,939 vessels: 1,213 warships, 4,126 transport vessels (landing ships and landing craft), and 736 ancillary craft and 864 merchant vessels.[24]

الألمان في المعركة

خريطة حائط الأطلسي.
Landing supplies at Normandy

الإنزالات

The build-up of Omaha Beach: reinforcements of men and equipment moving inland
نزول قوات الحلفاء إلى نورمندي.

تم تأجيل برنامج العمليات الضخم الذى كان مقررا في يوم 5 يونيو 1944 لمدة يوم واحد، وذلك بسبب سوء الحالات الجوية، ومع ان التوقعات الجوية في اليوم التالى ابعد من أن تكون مثالية، الا ان اى تأجيل آخر قد يتطلب إلى ما يقل عن اسبوعين كى تتوفر أفضل الظروف، إلى جانب العواقب المحتملة من تأجيل المهمة مرة أخرى التى قد تؤدى الغائها في حالة كشف الالمان لأسرار العملية.

اتخذ القرار الجنرال دوايت أيزنهاور القائد العام لقوات الحلفاء، فقرر ان يتم الاجتياح كما قدر له في يوم 6 يونيو من عام 1944، وبدأ الاسطول الضخم تحركه في مياه القنال.

بعد ثلاث ساعات من بدء الهجوم، ضمن الحلفاء موقع قدم لهم على الشاطيء، واذيع أول اعلان عن ذلك من لندن. تدفقت الامدادات والجنود والعتاد إلى الشاطيء بكميات كبيرة، وخلال 12 يوم تدفق إلى الشاطيء ما يزيد عن 600000 جندى وأكثر من 90000 مركبة استعدادا للهجوم العنيف نحو الداخل.

تأسيس حلف في فرنسا

تقييم المعركة



النصب التذكارية والسياحة

Parachuting memorial in Sainte-Mère-Église


في الدراما

؛أفلام

المصادر

ملاحظات شارحة

  1. ^ The Italian Social Republic forces during Operation Overlord were composed of the 4,000 men of the 1ª Divisione Atlantica Fucilieri di Marina. Circa 100 of them were stationed on the island of Cézembre. Viganò 1991, p. 181. Other forces include former prisoners-of-war put in labor and anti-air units. Frittoli 2019.
  2. ^ Around 812,000 were American and 640,000 were British or Canadian (Zetterling 2000, p. 408).
  3. ^ American casualties are sourced from the G-3 War Room Summary 91, dated 5 September 1944, covering the campaign (Pogue 1954, Chapter XIV, footnote 10). In 1953, the US Statistical and Accounting Branch, Office of the Adjutant General issued a final report on US casualties (excluding Air Force losses) for the period from 6 June to 14 September 1944. This source shows the number killed in action during the Battle of Normandy (6 June – 24 July 1944) as 13,959 and Northern France (25 July to 14 September 1944) as 15,239 for a total of 29,198. Total deaths among battle casualties (including accidental deaths, disease, etc) for Normandy (6 June – 24 July 1944) were 16,293 and in Northern France (25 July – 14 September 1944) were 17,844, for a total of 34,137 (US Army 1953, p. 92).
  4. ^ In addition, the Allied air forces made 480,317 sorties directly connected to the operation, with the loss of 4,101 planes and 16,714 lives. Tamelander & Zetterling 2003, p. 341.

خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذو الاسم "British casualties" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.
خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذو الاسم "Rockets" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.
خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذو الاسم "British command" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.
خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذو الاسم "Other divisions" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.

خطأ استشهاد: الوسم <ref> ذو الاسم "tanks" المُعرّف في <references> غير مستخدم في النص السابق.

الهامش

  1. ^ أ ب Beevor 2009, p. 82.
  2. ^ Beevor 2009, p. 76.
  3. ^ أ ب Williams 1988, p. x.
  4. ^ Beevor 2009, p. 492.
  5. ^ US Navy website.
  6. ^ Luxembourg Army website.
  7. ^ Badsey 1990, p. 85.
  8. ^ Zetterling 2000, p. 32.
  9. ^ Zetterling 2000, p. 34.
  10. ^ Shulman 2007, p. 192.
  11. ^ أ ب Wilmot 1997, p. 434.
  12. ^ Buckley 2006, pp. 117–120.
  13. ^ أ ب britannica.com.
  14. ^ Stacey 1960, p. 271.
  15. ^ أ ب Tamelander & Zetterling 2003, p. 341.
  16. ^ Tamelander & Zetterling 2003, p. 342.
  17. ^ Zetterling 2000, p. 77.
  18. ^ Giangreco, Moore & Polmar 2004, p. 252.
  19. ^ Tamelander & Zetterling 2003, pp. 342–343.
  20. ^ Zetterling 2000, p. 83.
  21. ^ Beevor 2009, p. 519.
  22. ^ Flint 2009, pp. 336–337.
  23. ^ محمد وليد الجلاد. "النورماندي (معركة ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2011-06-06.
  24. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة DDayFAQ


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية


قالب:Battle of Normandy

Coordinates: 49°20′N 0°34′W / 49.333°N 0.567°W / 49.333; -0.567{{#coordinates:}}: لا يمكن أن يكون هناك أكثر من وسم أساسي واحد لكل صفحة